تقدم القراءة:

العقيلة تدعوكم لما يحييكم ٨

30 أغسطس، 2021

الوقت المقدر للقراءة:   (عدد الكلمات:  )

5
(1)

 بسم الله الرحم الرحيم

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾ الأنفال: ٢٧.

ظهر القاسم بن الحسن ﴿؏﴾ غصنًا طريًّا، وبرعمًا غضًّا في الزمن اليبس في أرضٍ جرداء، ظهر روحًا نديَّةً مقابل قلوب وعقولٍ ناشفة ما بُلّت من ماء المعرفة ولا استضاءت بنور الهداية.

ولنا أن نتصور صعوبة الأمر على قلب الإمام الحسين ﴿؏﴾، صعوبةً لا يتلمسها ويدركها إلا من كان في وضعٍ يشبه وضعه ﴿؏﴾. إذ ليس هناك أدنى تناسبٍ بين إمكانيات القاسم ﴿؏) ووحوش برية وذؤبان الفلوات. وإنّ لازم عاطفة العصمة تقتضي من الإمام ﴿؏﴾ أن لا يقف ونفسه ليزن ما سيجري عليه بميزان التفاوت، في الإمكانيات والقدرة، ولكن هذه العاطفة المعصومة تجعله يتجاوز الملايين ممن لا يكترثون لمشاعر الإمامة والأبوة والرحَمِيّة؛ لِيَبُتَ في لحظة حرجة بإعطاء الإذن لابن أخيه، وذخيرته بالخروج لأوغاد بني أمية. إذا ما نظرنا ثم جددنا النظر في هذه المعادلة الصعبة؛ فإننا سنستعبر للعمّ المعصوم ﴿؏) وابن أخيه بحرارة محرقة.

مقتضى الإحياء الدعوة لبناء الباطن وآداء الأمانة

من الضروري أن ندرك أن لهذه المشاهد والمواقف المشرّفة والتي تجلت في كربلاء وستظهر على كل من يحيى حياة حقيقية بواطن هي أرجح من ظواهرها؛ وهذا ما يجعلها مصبوغة بصبغة الله ﷻ، ويمنحها القدسية؛ كما أن هناك استهداف لبناء الإنسان من الداخل وترصد لإصلاح جوهره من قبل الرساليين، هذه المسيرة تؤيدها معانٍ عدّة في الآيات القرآنية الشريفة.

فهؤلاء الرساليون يطلبون بصلاح الباطن؛ كي لا يلزم أن لا يغدو الظاهر مجرد فروسية وشجاعة وإقدام، والباطن أخف من ذلك، فقد جاء في الرواية: “من كان ظاهره أرجح من باطنه خفت موازينه، ومن كان باطنه أرجح من ظاهره ثقلت موازينه”(١).

والقرآن الكريم ينقل لنا تلك الصور من دعوة الرساليين إلى بناء الباطن، فعندما جاء الحديث عن نبي الله موسى ﴿؏﴾: ﴿أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ ۖ إِنِّي لكم رسول أَمِينٌ﴾ الدخان: ١٨، حيث كان يخاطب فرعون وقومه؛ مطالبًا إياهم بآداء الأمانة. فهل كان لديه حق في رقبة الفراعنة ليطلب منهم أن يؤدوا تلك الأمانة؟!

إنّ مقتضى رسالة كليم الله موسى ﴿؏﴾ أن تؤدى إليه  أمانة الله ﷻ أيّ: عباد الله -والذين هم بنو إسرائيل-، وحيث أن المسؤول عنهم كما يجدر أن يكون هو أمين الله، ويجب أن تُرجَع تلك الأمانة وتُعاد لصاحبها. وفي حال إذا لم يُسلِّم الفراعنة -بني إسرائيل- لموسى ﴿؏﴾ فهذا يُعدّ خيانة للأمانة، واستكبار وعلو على الله ﷻ ورسله ﴿؏﴾ ولذا جاء التعبير في القرآن الكريم:﴿وَأَن لَّا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ إِنِّي آتِيكُم بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ﴾ الدخان: ١٩، وفي آية أخرى يقول ﷻ على لسان الكليم ﴿؏﴾: ﴿وَقَالَ مُوسَىٰ يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ۞ حَقِيقٌ عَلَىٰ أَن لَّا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُم بِبَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾ الأعراف: ١٠٤-١٠٥، وهنا نجد أن موسى ﴿؏﴾ قد خاطب فرعون الطاغية بدون ألقابٍ أو تشريفات رغم ادّعاء فرعون الألوهية بقول:﴿فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ﴾ النازعات:٢٤، لكن موسى ﴿؏﴾ قد عَظُم الخالق في نفسه، فصغر ما دونه في عينه(٢).

وأمّا مفاد قول موسى ﴿؏﴾: ﴿إِنِّي رَسُولٌ﴾ توكيد على كونّه مُرسل من اللَّهَ ﷻ، وكونه مرسل فهو غير مقيد(٣)، فعندما يكون الإنسان غير مقيد، وغير محبوس بالباطل، فهذا دليل على أنه مرسلٌ من قبل الله ﷻ، وأن الله ﷻ صنعه على عينه ﴿وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي﴾ طه: ٣٩، وقوله: ﴿حَقِيقٌ عَلَىٰ﴾؛ أيّ حقيق بقول الحق، من قبيل القول: هذا الإنسان حقيق بهذا المقام. وقوله: ﴿أَن لَّا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ﴾؛ أيّ لا ألبسه بالباطل، فالذي يقول الحق حتمًا هو لا يلبسه الباطل؛ وقوله: ﴿مِّن رَّبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بني إسرائيل﴾ أيّ من قبل الله ﷻ، و﴿فَأَرْسِلْ مَعِيَ بني إسرائيل﴾؛ أيّ حررهم من قيدك، ومن نمط تفكيرك، حرر أرواحهم ونفوسهم، وأبدانهم وقلوبهم؛ ونحن ندرك هذا المعنى؛ كون أمر موسى ﴿؏﴾ لفرعون -بأن يُرسل معه بني إسرائيل- جاء بعد أن أرى فرعون البينات والمعجزات والآيات ﴿قَدْ جِئْتُكُم بِبَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ﴾.

فعندما تحررت روح موسى ﴿؏﴾ برؤية الوحي والتكليم الإلهي، وأصبح كليم الله ﷻ، عند ذلك طلب وأمر فرعون أن يدعْ بني إسرائيل ويتركهم، فكما هو ﴿؏﴾ مرسل ومتحرر، لذا فهو يسعى لتحرير بني إسرائيل، كي يغدوا أحرارًا من الباطن والخارج.

تحرير الناس ووضع الأغلال من أهم الوظائف الرسالية

والقرآن الكريم عندما يصف رسول الله ﷺ بأهم صفاته، نجده يتحدث عن هذه الحيثية وهي إرادة رسول الله ﷺ في تحرير النّاس من الأعماق ﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ الأعراف: ١٧٥ فالمعرفات له ﷺ في التوراة والإنجيل كونه ﷺ ﴿يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ﴾(٤). فمن صفاته وسلوكه العملي ﷺ كونه؛ ﴿أْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ﴾، أما صفاته الباطنية فلا أحد يعرفها.

ومن بين وظائفه ﷺ هو تغيير الباطن وتحريره من الأواصر والعلائق، وإرجاع كل شيء وفق الفطرة ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا﴾ الروم: ٣٠،﴿وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ﴾ وقد تكرر ذات المعنى في سورة البينة، يقول الله ﷻ: ﴿لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّىٰ تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ۞رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُّطَهَّرَةً﴾ البينة:١-٢، فالمشركون في واقعهم الحالي فهم مقيدون ومكبّلون ولا يوجد ما يفك قيدهم ﴿مُنفَكِّينَ﴾، ويحررهم وعقولهم ونفوسهم وأرواحهم ويطلق سراحهم في الباطن والظاهر ﴿حَتَّىٰ تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ ۞ رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ﴾؛ أيّ عندما يأتي رسول ملهم من الله ﷻ، يرى الغيب وهو بذلك لا يسألهم عليه من أجر أبدًا، ﴿وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ﴾ الشعراء: ١٠٩. إذًا ليس هناك من نبيّ يسأل الأجر، أو يطلب الأموال، أويهدف من رسالته ودعوته لغرض مادي أو جسدي.

كما أن العبادات -وفي كل الأديان- إن لم تكن بنية القربى لله ﷻ فلا قيمة لها﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ الأنعام: ١٦٢، فلو كانت رياءً، وستغدو آثام وخطايا وذنوب تزيد من سقوط الإنسان وهلاكه، وهذا هو نمط الحياة التي يدعو لها الرساليون، والتي تتمثل في جعل النّاس رساليون أمثالهم.

الحرب الناعمة والتوغل في عالم الحس

وتلك الحياة التي تتحدث عنها الآيات الشريفة مدار البحث؛ يقابلها الحياة التي يدعو لها مَن يريد أن يُهلك الحرث والنسل، يميتهم، ويستهدف عقولهم ونفوسهم.

فبعد أن طُحنت الشعوب بالحروب الخشنة، والتي أُهلك فيها العباد وأُحرقت البلاد، التفت العدو إلى أن الحل الأنجع للهيمنة على النّاس واستهداف العقول والنفوس، وشيطنة المشاعر، والأحاسيس؛ هي منطقة الانتصار لديه، وأن السيطرة على العقول ونمط التفكير، هي الساحة التي يمكنه أن يحقق من خلالها أهدافه المنشود، وبالطبع وللأسف فقد يتمكنوا من ذلك إلى حدٍ كبير، وهو ما يسمى اليوم “بالحرب الناعمة”.

يقول السيد الشهيد الصدر -رضوان الله تعالى عليه- إن الإنسان الابتدائي -البدوي-(٥) حسيّ أكثر من كونه روحي؛ ولذا فإن أكثر ما يؤثر على الإنسان هو بمقدار ما يرى ويسمع، فالإنسان يتأثر بالشكل واللون والصورة، وقد أصبحنا في مرحلة اتّسعت فيها الإمكانيات الحسية، وتوسّع عالم الحس، واكتُشفت وسائلًا وسبلًا وفعاليات تُحرّك وتفعّل الحسّ وتوسّع من رغباته دون غيره.
وللأسف قد دخلت الآن في كل بيت، فهل يصحّ القول كون الحاجة هي أم الاختراع، فلو لم يكون الإنسان بحاجة إلى كل ذلك لم يكن يعمد إلى اختراعه؟! لا، فالأمر لا يجري على هذا النحو، فأمثال تلك الاختراعات الحسية والشكليات، وإدخال أنواع وأنماط من المحسنات على نمط ومعيشة النّاس؛ سواءً كان في الأطعمة أو الأشربة أو الأجهزة، أو المقتنيات، جعلت حاجات الإنسان تتولد وتغدو أكثر بكثير هما هو محتاج إليه في واقعه، فقد كان له أن يكتفي في ضروريات معيشته ببعض من المواد، وعدد من الملابس، ولكننا نجده يقتني، ويبتاع الكثير مما هو ليس بحاجة إليه. ولذا نرى أن السيرة أصبحت عكسية تمامًا؛ فعندما توسع الإنسان في عالم الإمكانيات والكماليات، فإنّ عالم الحس توسع وطغى تبعًا لذلك.

وإذا ما وقعت تلك الإمكانيات بيد الطغاة والجبابرة فسيمنحهم ذلك وسائل وسبل أكثر فعالية لدوام السيطرة على النَّاس وأحتكارهم وسجن عقولهم وعواطفهم، والتحكم في طريقة ونحو تفكيرهم، ولن يوفروا بعد ذلك جهدًا وبأيّ وسيلة كانت كي يبلغوا بها إلى السيطرة على مركز القرار لدى الإنسان، وتبعًا لذلك سيتوسع العالم الحسي عند الإنسان، ولذلك فإن التوسع والتوغل في عالم الحس هي حبائل الشيطان؛ لتهلك الإنسان من غير أن يشعر وهذا أول مبدأ الإهلاك .

وهذه من الأمور التي لا يمكن أن ينظر إليها بنوايا حسنة، فيتصور أن كل تلك الاختراعات لفتح المجال للبشرية للتواصل وتحسين سبل المعيشة، فالأمر ليس على هذا النحو بتاتًا، يلزم أن نلتفت إلى أن العدو لديه أهداف كثيرة. نعم، قد لا يقع البعض في تلك المطبات؛ لكن الأكثر سوف يقع كونها باتت القاعدة الأساس في حياة البشر.

وهنا نجد أن السيّدة زينب الكبرى ﴿؏﴾ تشير لذلك وهي تخاطب يزيد حيث قالت: “أَظَنَنْتَ يَا يَزِيدُ حِينَ أَخَذْتَ عَلَيْنَا أَقْطَارَ الْأَرْضِ، وَضَيَّقْتَ عَلَيْنَا آفَاقَ السَّمَاءِ، فَأَصْبَحْنَا لَكَفِي إِسَارٍ، نُسَاقُ إِلَيْكَ سَوْقاً فِي قِطَارٍ، وَأَنْتَ عَلَيْنَا ذُو اقْتِدَارٍ، وأَنَّ بِنَا مِنَ اللَّهِ هَوَاناً وَعَلَيْكَ مِنْهُ كَرَامَةً وَامْتِنَاناً؟ وَأَنَّ ذَلِكَ لِعِظَمِ خَطَرِكَ وَجَلَالَةِ قَدْرِكَ؟ فَشَمَخْتَ بِأَنْفِكَ وَنَظَرْتَ فِي عِطْفٍ، تَضْرِبُأَ صْدَرَيْكَ فَرِحاً وَتَنْفُضُ مِدْرَوَيْكَ مَرِحاً حِينَ رَأَيْتَ الدُّنْيَا لَكَ مُسْتَوْسِقَةً وَالْأُمُورَ لَدَيْكَ مُتَّسِقَةً وَحِينَ صَفِيَلَكَ مُلْكُنَا وَخَلَصَ لَكَ سُلْطَانُنَا”(٦) فمن الطبيعي جدًا عندما تصبح آفاق السماء وأقطار الأرض والإمكانيات في يدّ الطاغي سيرى أن له عظمة وشأنًا، وهذا ما كان من بني أمية.

لقد أصبح الإنسان مستهدفًا، فعدوه يقبع في بيته، فهناك سيطرة وهيمنة من الداخل، حتى صارت تسيطر على منطق الإنسان العقلي؛ لذلك فوظيفة الأنبياء والرسل ﴿؏﴾ تقتضي منهم أن يروا النّاس أمانة لديهم، وهم ﴿؏﴾ أمناء الله ﷻ وعليهم التحرك نحو إصلاحهم من الداخل.

 أمين الله ﷻ مقتضى الوظيفة الرسالية

كما هو معلوم أن زيارة أمين الله تُعدّ من أفضل الزيارات، والتي تبدأ: “السَّلامُ عَلَيكَ يا أمِينَ اللهِ في أرضِهِ” (٧)وفي سؤال وجه لزوجة آية الله الشيخ جوادي الآملي عن أهم الأعمال والبرامج العبادية التي يقوم بها الشيخ(٨)؟ أجابت: قراءة زيارة أمين الله صباحًا، وقبل النوم.

فلماذا يستحب قراءة هذه الزيارة في كل محضر، وفي كل يوم؟!

ولبيان فلسفة وعلّة ذلك  نقول: لأن معنى “السَّلامُ عَلَيكَ يا أمِينَ اللهِ”؛ أيّ أنت الأمين، ونحن -الموالون- الأمانة، ونحن إذ نُرجِع لك الأمانة، أمّا المنافق الذي ليس في قلبه حبًّا لأمير المؤمنين﴿؏﴾ لا يُرجِع الأمانة للإمام فكما جاء في الرواية: “آية المنافق ثلاث: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتُمن خان”(٩)، فواقع روحه وقلبه وعقله أمانة لدى أمير المؤمنين ﴿؏﴾؛ لكنه يسلمها في أيدي الطغاة وشياطين الجن والإنس؛ ولذلك فإن المستهدف الطرفين، ولكن أحدهما أمين والآخر منافق وخائن.

ولهذا نجد أن السيطرة والهيمنة من قبل الأعداء والطغاة تكون من الداخل، وليس هناك انتزاع بالقوة، بل بنحو “ناعم” كما يُعبر، وجاذب ليحصلوا على مبتغاهم ويحققوا أهدافهم.

الحرب الناعمة ومراكز القوة

فكما أشرنا فإن الأشياء تعرف بأضدادها؛ فسنتوسع في التعرف على معنى وحقيقة (الإحياء)، مقابل (الإهلاك) أو الإماتة(١٠). فمن أين تبدأ هذه الحرب الناعمة، على مجتمعاتنا الإسلامية، وكيف تبدأ؟

تبدأ بالدرجة الأولى على مراكز القوة، إذ هناك مراكز قوة في العالم الإسلامي، والعالم المتدين خصوصًا، ونحن الشيعة خاصَّة؛ وهي الأسرة، والمجتمع، والمرجعيات الدينية، أيّ إن هذه الحرب تستهدف: الرحم كما نسميها بالاسم الشرعي، والأسرة كما نسميها بالاسم الثقافي(١١)، والمجتمع المتدين، والمرجعيات الدينية.

هذه الثلاثة عناصر والمواقع هي قوى أساسية، ومحصِّنة وتساعد الإنسان غير المعصوم عصمة ذاتية على اكتساب نحو من العصمة تحصنه وتحصن المجتمع، والتي يراد ضربها في هذا الزمن لسلب المجتمعات المتدينة عمومًا قوتها وكفاءتها واقتدارها، والعديد من النَّاس تشارك في هذا الضرب وللأسف دون أن تدرك ذلك.

مرجعية الأسرة

ويقصد بالأسرة؛ الأرحام، وهم: الأم والأب والأخ والأخت والجدة والعمّ والخال وهي الطبقات الخمس التي يعددها الفقهاء.

في الحالة العادية التلقائية الوجدانية يعيش الإنسان ضمن أسرة وأرحام، وقد يصيبه حدث أو مشكلة ما، وفي الحالة الدينية المعتادة عندما يقع الإنسان في أمر، فإنه يلجأ لأقرب الناس إليه، فقد يختلف مع أحد أرحامه، كأن يختلف مع أمه فإنه يلجأ إلى أبيه، وإذا ما أختلف مع أبيه فإنه يلجأ إلى أمه، وإذا لم تُحل مشكلته من قبل الأب أو الأم، ففي الحالة الطبيعية يلجأ لجدته أو عمته أو خالته، وهكذا الأقرب فالأقرب.

وهنا نكتة لطيفة يشير إليها الشيخ جوادي الآملي في تفسير الآية الشريفة ﴿إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا﴾ الإسراء:٢٣ يقول: عندما قالت الآية ﴿عِندَكَ الْكِبَرَ﴾ أيّ وكما يجدر ولا بُدّ وأن أن يكبر الوالدان وهما يسكنان عندك، لا أن تعيش في بيت كبير، والأم تسكن بعيدة أو في غرفة خارج البيت.

فالأبوان يعُدان مرجعية الأسرة؛ فهما أعلم وأخبر وأبعد نظرًا وأعرف بالمصلحة، لذا يتوجب على الأبناء اللجوء إليهما، وإذا لم يكن فالجدّ أو الجدّة أو الخال، أو العمّ، وأيّ فرد ضمن أفراد الأسرة الواحدة. إن تجاوز وتخطي هؤلاء هو نوع من الإفساد وقطيعة للرحم.

يقول آية الله الشيخ جوادي الآملي:

إنّ إثارة الخلافات الأسرية خارج الأسرة من أظهر معالم الفساد في الأرض ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ﴾ محمد: ٢٢.

فإذا كانت هناك مشكلة مع الرحم الأول، يُلجأ للرحم الثاني، لا أن تُقطع العلاقة والارتباط بالرحم كليًا، أما أن يلجأ الإنسان إلى جهةٍ أخرى عُليا -في الخارج- تهيمن وتسيطر وتحرك الطرفين للشكوى على رحمه؛ أمه، أو على أبيه أو أخيه، فهذا يُعدّ نسفًا للعلاقات الرحمية من الأصل، وهو أهم هادم ومهلك ومحطم للرحم، وهذا في واقعه نوع من تحطيم ونسف المعقل الأساس الأسرة.

فهل نحن اليوم قادرون على حل قضايا أبنائنا؟ هل بات الأم والأب قادران على المساعدة، وهل الخال، أو العمّ قادرون على ذلك؟ الأمر جدير بالتأمل.

نعم هناك مورد واحد يجوز للإنسان أن يلجأ لأحد خارج البيت، وهو في حال كانت لديه مشكلة ما ولم يتمكن من حلها داخل دائرة البيت والأسرة، فيمكنه أن يلجأ للمجتهد الجامع للشرائط، أو العالم العاقل، أو أيّ فرد ضمن الدائرة الدينية العلمية، وهي آخر مطاف يلجأ إليها بعد اليأس من الحل من القريب.

نعم، قد يقول البعض قد حدثت نوع من قطيعة للأرحام خلال فترة الجائحة هذه، لكنها إن تكن مقصودة فهي على نحو الإضطرار، وإن كانت هناك محاولات للتواصل من قبل النَّاس مع بعضهم البعض، ولكن مع مرور وتتابع الزمن فإنّ هذه المشاعر التي أودعها الله ﷻ في القلوب، وهذه الفطرة التي جعلها الله ﷻ للإنسان حصنًا منيعًا -والذي يكون عادة ما يغذي الإنسان بالتلقينات وبسلوكيات العقل العملي- تبدأ بالضعف وللأسف الشديد.

المرأة والطفل والحرب الناعمة

إذا ما نظرنا للأسرة، سندرك أن من يمتلك عنصر الجاذبية هما المرأة والطفل، فالاثنان يمتازان بالعاطفة الجياشة، وهذه العاطفة لا تُعدّ سلبية طالما وجهت ووضعت في مكانها الصحيح والدقيق، وضمن الأطر الشرعية؛ لذا عندما تخرج هذه العاطفة خارج أسوار الأسرة ووظفت في غير مكانها قد تشكل خطرًا محدقًا(١٢).

وتبعًا لذلك؛ فإن أكثر من يتأثر بتلك المحركات، من حركات الإصلاح أو الإفساد -الحروب الناعمة- هما المرأة والطفل، واللذان كما أنهما مؤثران في بناء الأسرة بناءً محكمًا، فأنهما المؤثران الأساسي في انهيارها لا سمح الله؛ كونهما يشكلان المحرك العاطفي الوجداني والاجتماعي، وهما اللذان يحفظان تلك العلائق.

ولذلك فإن الدعوات للعفّة؛ هو لحفظ هذا البناء في الداخل، كما إننا نجد مسألة الحجاب، والتي بات يفهمها النَّاس وللأسف بالمنكوس؛ فالإسلام وكل الديانات السماوية ترفع مستوى العفّة والحياء والحجاب؛ كلما اضطرت المرأة للارتباط بالشأن الاجتماعي الخارجي.

فالمرأة إذا تمحور دورها في دائرة البيت الضيقة، لها أن تتصرف على سجيتها دون تكلف فيما يرتبط بالحجاب، ولا تحتاج عند ذلك للستر بلبس الحجاب، ولكن ما إن تخرج من دارها ويصبح لها دور اجتماعي أوسع هنا اختلف الأمر، لزمها أن تتستر أكثر وتتحجب، بقدر هذا الدور واتساعه.

فالكثيرات يبررن كونهنّ عاملات، أو لأنهنّ يعملن في مجالات يستلزم منهنّ التحرك بشكل كبير، لذا يلزمهنّ التخفف من الستر والحجاب، بذريعة أنه عائقٌ لهنّ عن أداء الدور بمهنية عالية.

وهذا في واقعه فهم معوج لأصل وفلسفة الحجاب في الإسلام؛ وهو خلاف ما ورد في تعاليم الشريعة الإسلامية، فالمسألة عكسية تمامًا؛ إذ كلما اتسع نشاط المرأة الاجتماعي وكانت لها موقعية حساسة أكثر، كلما كانت العفّة والستر والحجاب أوجب، واحتاجت للرصانة أكثر، ولذلك نقول يجب علينا الحذر ثم الحذر من كل أنواع الاختلاط وعدم التهاون في الأمر.

وهنا نود أن نلفت لمسألة هامة جدًا -وكما نرى يجب أن لا يكون فيها تقيّة مطلقًا- ولا بأيّ نحو كان؛ وهي أنّ كل نحو من التواصل بين المرأة والرجل؛ ولو كان ظاهرهما العفّة والإيمان والصلاح، أو كان أحدهما ممن يعمل في الشأن الديني عمومًا؛ قد يتصور كون هذا الشخص قد ارتبط اسمه بالدّين فقد منحه ذلك الحصانة، ودخل في دائرة الأمن.

ولذا فنحن هنا نؤكد إن التواصل بين الرجل الأجنبي والمرأة الأجنبية -كان من كان- يحتاج إلى مستوى عالٍ جدًا من الحياء والأدب والعفة والاحتشام.

ولا نقول ذلك كوننا نشكك في أحد لا سمح الله؛ ولكن نؤكد على مسألة هامة قد يُغفل عنها، كما ويجدر مراعاتها؛ فالأصل التخفيف من كل أنواع التواصل متى ما أمكن ذلك، بل والسعي نحوه.

وهنا نشير لأمر هام: لقد أصبح لدينا اليوم -ولله الحمد- العديد من الفاضلات والعالمات في المسائل والأمور الفقهية، ولذا من الأفضل والأجدر للمرأة التواصل مع مثيلاتها من النساء ما استطاعت لذلك من سبيل، وهذه مسألة كما لا يخفى لها جذورها الفقهية أيضًا.

إن أول معقل قد ينهدم هو بخروج المرأة من محور الأسرة، فالفتاة تعيش مع أبيها وبين إخوتها، وذوي رحمها في أمن وسلام، ولكن عندما تخرج، وتتخطى الرحم؛ هنا يلزم أن يُخاف عليها، كما يلزم عليها أنْ تخشى هي على نفسها.

ولا نريد الدخول هنا في تفاصيل فقهية وشرائط خروج المرأة من البيت أو عدمه، ولكن نقول إن المرأة هي المعقل الأساس في الأسرة، فيجب أن لا يتصور أن لا مشكلة أو ضير أو ضرر من تواصلها مع الأجنبي دون مراعاة لكامل القيود الشرعية، بل نقول إن كل خطوة زائدة خارج محيط الأسرة؛ تعني قيد إضافي لزم مراعاته؛ من ستر وحجاب وعفة وحياء.

ولذا نقول: إنه وفي خضم الطفرة الإلكترونية التي نعيشها اليوم؛ ينبغي علينا الالتفات لكوننا مقصودين ومستهدفين، والقلوب والعقول هي الهدف الأساس.

وأفضل محصّن ومعقل عن الحرب الناعمة هو المرأة، (الأم، والأخت، والبنت والزوجة).

التعبئة الحسينية الزينبية

وكوننا قرنا بين المرأة والطفل، بالطبع فهذه ليست منقصة، بل نقطة قوة أودعها الله في فيهما وفي قلبيهما، إذ تكوّن لديهما الاستعداد الكامل لمعاداة أعداء الله ﷻ.

فالمرأة كونها توظف عاطفتها أكثر من غيرها، فقدرتها على معاداة أعداء الله وأظهاره وتوجيهه وتعبئته في محيط البيت والأسرة والمجتمع أكثر من غيرها، فهي من يوجه مشاعر الغضب والبغض والكره في الأسرة، ﴿لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾ المجادلة: ٢٢، وفي الحال الطبيعي فإن الطفل يتعلم ما يحمله في قلبه من كره ومعاداة أعداء الله ﷻ من داخل بيته وأسرته، من أمه وأبيه، والإنسان وبشكل تلقائي ستجده يقف موقف الريبة من قول وفعل من يعاديه أبويه، وفي أحسن الأحوال فقد تجده يتجنب أخذ موقف إيجابي ضد هذا الشخص أو العدو.

وهذه تُعدّ من القواعد والمباني الأسرية المهمة، وبها يمكننا قراءة ما جرى في كربلاء.

فالإمام الحسين ﴿؏﴾ والسيّدة زينب ﴿؏﴾ لم يوفروا فرصة لتعبئة المعسكر الحسيني، سيّما تعبئة قلوب الأطفال بالبراءة من أعداء الله ﷻ وكنّ العداء لهم، وهو ما جعلهم -رغم حداثة سنهم- يقدمون ويسطرون تلك المواقف المشرفة من بسالة وشجاعة وفروسية.

فمعاداة أعداء الله تُحدث إلهامًا وإقدامًا، وتنزع الأعداء واتباعهم من القلوب، وهذه ليست مسألة يسيرة كما يظن البعض أو يتصور.

كيف استطاع الإمام الحسين ﴿؏﴾ أن يصنع من القاسم بن الحسن ﴿؏﴾ أنموذجًا حيًّا مُلْهَمًا ومُلهِمًا؛ للإقدام والشجاعة والفروسية، وهو في هذه السن المبكرة، فأضاء عقله وفطَّن نفسه وغرَه بالإيمان غرًّا، وغذّاه من مواهبه الشريفة، فأضاء عليه من أشعة روحه وندَّاه في ذلك العالم اليبس.

عندما رأى القاسم ﴿؏﴾ وعمره آنذاك- حسب الصحيح فيما بحث بين التاسعة والثانية عشرة، أو الثالثة عشرة سنة على الأكثر؛ عمّه الحسين ﴿؏﴾ وحيدًا فريدًا وهو ينادي: “هل من ذابٍّ يذبُّ عنا؟ هل من ناصر ينصرنا؟”  أخذته الغيرة الحسنية، والرحم الماسة، فكرر على الإمام الحسين ﴿؏﴾ مرة بعد أخرى يطلب البِراز، وفي كل مرة يعوقه الإمام الحسين ﴿؏﴾ ولا يأذن له، وكما جاء في الخبر: أن القاسم ﴿؏﴾ ألقى بنفسه على قدمي عمّه الحسين ﴿؏﴾ يلثمهما ويقول ﴿؏﴾: “يا عمّ، قد سئمت الحياة”، عندها اعتنقه الإمام الحسين ﴿؏﴾ وقال: “يا ابن أخي أنت ذخيرتي وشمّامتي من أخي الحسن”، ثم اعتنقا بعضهما وكأن روحهما طارت في تلك اللحظة حتى خرَّا مغشيًّا عليهما. 

ألا لعنة الله على الظالمين.


  1. السيد الطباطبائي، تفسير الميزان ج٨ – ص ١٥ نقلًا عن ابن أبي الدنيا، الإخلاص.
  2. “عَظُمَ الْخَالِقَ فِي أَنْفُسِهِمْ فَصَغُرَ مَا دُونَهُ في أَعْيُنِهِمْ” خطبة المتقين.
  3. مرسل أيّ مطلق، والمرسل مقابل المقيد.
  4. الإصر: كالأواصر والعلائق والروابط الباطنية، والأغلال الخارجية: كالقانون والسياسة والاجتماع.
  5. الإنسان لبدوي هو الغير متحضر والغير عالم، متوسط الناس، فما يؤثر فيه في البداية هو الحس.
  6. السيد ابن طاووس، اللهوف في قتلى الطفوف ص١٠٥.
  7. الشيخ الطوسي، مصباح المتهجد ص٧٣٨.
  8. سؤال وجهته الأستاذة الفاضلة لزوجة آية الله الشيخ جوادي الآملي.
  9. محمد الريشهري، ميزان الحكمة ج4- ص ٣٣٣٩
  10. تمت الإشارة في المحاضرة السابقة لمفهوم الإماتة، وبعض مظاهره.
  11. إشارة (لم أجد اسم الأسرة في رواية ولا آية، وعلى كلٍ هو ليس بخطأ فنحن نقول الرحم وهي أهم، فالعبارة فيها رحمة وفيها روح طاهرة وقدسية)
  12. نضرب هنا ماديًا: فالدم وهويجري في بدن الإنسان والعروق هو طاهر، وبل ويعدّ سببًا لصحة وعافية البدن، ودلالة على سلامته، وهذا الدم نفسه؛ إذا ما خرج من الجسم يصبح عينه نجاسًا.

كيف وجدت المقال؟ شارك الآخرين ذلك

معدل التقييم 5 / 5. عدد التقييمات 1

لا يوجد تقييم للمقال حتى الآن

كيف وجدت المقال؟ شارك الآخرين ذلك

معدل التقييم 5 / 5. عدد التقييمات 1

لا يوجد تقييم للمقال حتى الآن

اختر تصنيفًا

إحصائيات المدونة

  • 134٬101 زائر

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

كيف الطريق إليه (عج)؟ 5 (1)

إن من الدقة أن نقول إن الطريق للإمام (عج) هو أن تربط نفسك بمشروعه، أما الذهاب لجمكران والسهلة والقيام بأعمال أربعينية فهذه مسائل ثانوية، وليست هي الأصل وإن كانت مهمة ومعينة وثمة حاجة لها للارتباط بالإمام (عج).

جهاد السيدة زينب ﴿؏﴾ وأخلاقيات الصراع بين الحق والباطل 0 (0)

﷽ توطئة  مما لا شك فيه أن الصراع بين الحق والباطل ولد مع ولادة الإنسان؛ وذلك لاختلاف الناس في القوى والصفات والأفعال، وأن سلسلة هذا الصراع لم تبدأ بنزول آدم ﴿؏﴾ إلى الأرض  حاملًا في أصل جينات وجوده العداوة لإبليس، وكذا إبليس أيضًا؛ بل كانت في عالم الأصل منذ الخلقة...

مقام المنصورة في السماء 0 (0)

﷽ وأفضل الصلاة والسلام على خير الأنام المصطفى ﷺ وعترة الطاهرة ﴿؏﴾ أبارك لرسول الله ﷺ ولآل بيته ﴿؏﴾، ولمراجعنا العظام والأمة الإسلامية، المولد الأطهر للصدّيقة الطاهرة ﴿؏﴾، ويوم المرأة العالمي، ولا يفوتنا هنا أن نبارك بالتبع ميلاد ابنها بالحقّ مفجر الثورة الإسلامية...