الزهراء ودلائل الإمامة
لقد استدلّت السّيّدة الزّهراء عليها السلام في خطبتها بأوضح الأدلة القرآنية وأكثرها بداهة لإثبات الإمامة. ولكن وبعد أن أسقط في يد الخليفة وبان بالبرهان الساطع أن ما تستدلّ به عليها السلام هو من بديهيات القرآن قال لها فراراً من الأدلة وقطعا للحجج: (صدق اللَّه وصدق رسول اللَّه وصدقت ابنته، أنتِ معدن الحكمة وموطن الهدى والرحمة، وركن الدين، وعين الحجّة، لا أبعد صوابك، ولا أنكر خطابك، هؤلاء المسلمون بيني وبينك قلّدوني ما قلّدت، وباتفاق منهم أخذت ما أخذت، غير مكابر ولا مستبدّ، ولا مستأثر، وهم بذلك شهود) وغريب هنا التصديق .ولكنها الفضيحة! لم تبق له الزهراء (ع) طريقا للاحتجاج، فاتّخذ طريقة إيهام الحضور بأنه معها في كل ماقالت، ثم نراه يزجّ بالمسلمين جميعا ويجعلهم في جبهة مقابلة لها عليها السلام (هؤلاء المسلمون بيني وبينك قلّدوني ما قلّدت)!
لقد كانت الزّهراء تكلّمه بصريح القرآن وهو يلجأ للتمويه بالإجماع الكاذب، فلا الاجماع متحقّق أصلا، ولا يصلح لو تحقّق لأن يعارض النص الصريح.
لقد كشفت الأحداث بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله أن تحت هذه الوحدة والتماسك الظاهري للمسلمين حمولة من الجهل والتّيه إن لم نقل (المصالح والأهواء) فأخرجت بعد رحيل نبيّها أضغانها وأثقالها.
0 تعليق