على مأدبة الله ١
نحن في شهر رمضان مدعوون إلى مأدبة الله، بمعنى أن يكون هذا الحس من القنوت والخشوع والتأدب بين يدي الله مقتضى طبيعي لانكشاف ووضوح الجمال والجلال أمام الإعجاز القرآني.
نحن في شهر رمضان مدعوون إلى مأدبة الله، بمعنى أن يكون هذا الحس من القنوت والخشوع والتأدب بين يدي الله مقتضى طبيعي لانكشاف ووضوح الجمال والجلال أمام الإعجاز القرآني.
في هذا الوجود لا يوجد من أدرك رحمانية الله أكثر من رسول الله (ص)، لذا فإن هذا التعب الذي أتعب نفسه به، وهذا المقدار من الاهتمام لحال الناس بحيث يكاد يهلك نفسه حسرات؛ ما هو إلا لأنه يعلم أن من استوى على العرش هو (الرحمن) وهذا الكون يدار بالرحمة، ولا يحسن أن تقابل الرحمة بالصدود والإعراض.
يكون للصمت قيمة حين تقوم بدورك في الكلام الواجب، فتحدد الكلمة الواجبة وتكون صاحب فطنة وفهم تستطيع بها أن تدفع المفسدة، فتتكلم لتقوي الحق، وتعرف موقع الصمت ومتى يجب أن تصمت. فحقيقة الصمت هو أن يحيط الإنسان علما بما يجب أن يقال ويؤدي رسالته كما وكيفا.
الموجود الذي يصل إلى مرحلة يكون بها يد الله و لسان الله و عين الله ويعي القرآن بكل تفاصيله فهذا الإنسان هو الوجود الحسي لعهد الله في هذه الأرض فالعهد لا يحتمل فيه التشابه و الغموض والظنيات ولذلك نحن نقول أن الضرورة العقلية تقتضي أن يكون هناك قرآن مجسد في الخارج.
إن اختيار الإمام الخميني (قده) يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان ليكون يوم القدس العالمي هو رسالة بليغة للعالم تختزل ما دعا إليه كل الأنبياء. ليس يوم القدس إسلاميا بل هو عالمي كالرسالة المحمدية ( وما أَرسلناك إِلا كافة للناس ) وذلك أنها تحمل كل المشتركات التي جاء بها الانبياء.
إذا كانت الصدقة المالية تحتاج إلى رصيد مالي، فمن يقوم بالصدقة الاجتماعية لا يحتاج إلى رصيد مالي، بل يحتاج إلى رصيد روحي وتاريخ نظيف ومقبولية من الآخرين. وهذه هي وظيفتنا العملية لما يقابلنا به الله في شهر الضيافة، لأنه إذا كان شهر رمضان سيلقانا بهذا الوجه من الرحمة فيجب أن نلقاه بوجه مناسب من الطهارة والنقاء.