تقدم القراءة:

الذابون عن التوحيد ٤

15 أكتوبر، 2016

الوقت المقدر للقراءة:   (عدد الكلمات:  )

0
(0)

٤- الولاية بنظرة عرفانية

(السَّلامُ عَلَيْكُم أَيُّها الذَّابُّونَ عَنْ تَوْحِيدِ اللهِ)

حديثنا حول مقولة (الذب عن التوحيد) وهو وصف من أوصاف أصحاب الإمام الحسين صلوات الله عليه، وسوف يأتي أنه كذلك وصف من أوصاف حواريّي كل الأنبياء، ولذلك فإن روايات مثل ( شيعتنا حواريونا أو حواريونا شيعتنا ) سوف نفهمها في ضمن هذا السياق.

الذابّ هو الذي يبذل وسعه و لا يغفل، ولا يؤتى من حيث لا يحتسب. والذابّ عن التوحيد هو الذي يعيش كل حياته ذابّاً عن التوحيد، محافظاً على جوهره. ولا يقتصر الذب عن التوحيد على المواجهة العسكرية، بل إن نفس المقاومة ذبّ عن التوحيد، فحين تعيش من من يخالفك ويحاربك في عقيدتك، ومع ذلك تحتفظ لنفسك مقاومةً وممانعةً بكيان عقائديّ مستقل متحصّن ثابت قوي متماسك كبنيان مرصوص فأنت ذابّ عن توحيدك.

القيومية والولاية

تسبق هذه المرتبة الرفيعة من الذب عن التوحيد مرتبة الولاية وذلك بحسب الأدلة العقلية للتوحيد – كما سوف نثبت – و بحسب ما هو موجود في النصوص القطعية القرآنية والنصوص الشارحة لها والواردة عن المعصومين صلوات الله وسلامه عليهم.

وكل إنسان وليّ لله بقدر ماهو قريب من الله، ويترقى تدريجياً – بعدها – حتى تصبح لديه ذاتية الذبّ عن التوحيد، فصفة الولاية وصفة التوحيد عند العرفاء شيء واحد لا شيئين.

التوحيد يعني أن نقول أن الله موجود واحد لايوجد غيره، والقيّومية تعني أن كل الموجودات قائمة بالله، كما يقول الأميركل شيء قائم بهوتعني أنه سبحانه رازق معط مفيض مدبر، سواء وجد خلق أم لم يوجد ولو جئنا بشخص ليدبر أمور الناس ليس منصوباً من قبل الله فهذا تدخّل في شأن الله.  يقول الله تعالى﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ﴾ المائدة/ 55 ونفس قولنا أن الله وليّ يعني أن هناك نور صادر منه هو نور الولاية الذي يظهر في أولياء الله، ولنفهم ذلك تصوروا النور الحسي القوي، نحن لا نستطيع فتح أعيننا في مركزه وأصل صدوره، ولكي نستطيع رؤيته لا بد أن يتنزل إلى مرتبة أدنى، وهذا هو الوليّ. فالاختلاف في الخارج بالنسبة للرائي هو اختلاف في مظاهر النورية لا في أصل النور وذاتيته.

يقرّ حتى المخالفون في تفاسيرهم أن آية ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا.. نزلت في شأن أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه، ولو احتكمنا معهم إلى اللسان العربي إعراباً وبلاغة فسوف نصل إلى نفس الولاية التي ندعيها، وهي عينها في قوله تعالى﴿وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ﴾ المائدة/ 56،  ويرد التساؤل هنا : هل ولاية غير الله هي في طول ولاية الله أم في عرضها؟

وجوابه إنها: ليست بالعَرْضية ولا الطولية. فالقول بأن ولايتهم (ع) في عَرْض ولاية الله قول مناف للتوحيد ويلزم منه الشرك بالله، ونفي الصمدانية عنه.

نحن نقول أن ولاية الله قيوميته، وكل ما نفترضه في قيومية الله سبحانه وتعالى هو ثابت لأوليائه (ع) بإذنه تعالى، فهم أَعْضادٌ وأَشْهادٌ ومُناةٌ وأَذْوادٌ وَحَفَظَةٌ وَرُوّادٌ. وولايتهم عليهم السلام لا تختلف عن ولاية الله تعالى لا في السعة ولا في الكيفية ولا في الحكم ولا في الوجود، الفرق أنه إله وهم عباد له لا فَرْقَ بَيْنَكَ وبَيْنَهَا إلّا أنَّهُم عِبَادُكَ هذا هو الفرق الوحيد.

حتى قولنا أنهم عبادك مدح لهم إذ تخلصوا من كل ما سواه وسبحان الله عما يصفون إلاعباد الله المخلصين.

الولاية التكوينية لأهل البيت:

(الولاية التكوينية) مصطلح ظهر وانتشر على ألسنة الناس بعد انتصار الثورة الإسلامية وانفتاح البحث العرفاني، لكن مفاده معروف وقديم وثابت وإن لم يرد – كمصطلح -في كتب علمائنا القدماء ولا في لسان الروايات، وهو لفظ لم يستعمل إلا متأخراً جدا، لذلك رفضته جماعة من الناس (١).

ويبدو أن أول من جرى على لسانه هذا التعبير هو الميرزا النائيني أستاذ السيد الخوئي، والميرزا الأصفهاني، والغروي. استعمله هؤلاء الثلاثة الذين هم من جيل سابق لجيل السيد الخوئي والسيد الإمام، لكن المعنى نفسه كان يرد في كتب السابقين بعنوان (ولاية التصرف) (٢)

الولاية التكوينية منبثقة من دائرة الولاية التي تتسع باتساع دائرة التوحيد، لذا لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ حِصْنِي، و ولاية عليّ بن أبي طالب حصني وكلا الحصنين: من دخله كان آمنا.

قد يرد هذا الإشكال: بما أنّ الله قادر عليم حكيم حيّ قيوم؛ فلماذا لا يتولى شؤوننا بشكل مباشر؟ لماذا يضع معه رسول الله (ص) ويجعل ولايته مطابقة لولايته ويعطيها نفس التأثير؟

حقيقة لا يرد هذا السؤال إلا على من لا يعرف الأدلة العقلية القطعية، أما الذي يعرف قوانين نظام الخلقة فلا يشكل هذا الإشكال.

يعد قانون العلّيّة من القوانين العقلية القطعية الجارية في كل العوالم. وهو ثابت كثبات هذه المعادلة الرياضية، 5×5+25 هذا القانون الرياضي لا يتغير إن صعدنا في السماء أو نزلنا إلى الأرض أو كنا في ساحة المحشر، ولا يتغير في جنة ولا في نار، لأنه قانون ثابت. كذلك من القوانين الثابتة التي لا تتغير أبداً أن معلول كل علّة تامّة يحمل خصائصها. الصخرة الصماء – مثلا – لا يمكن أن تُخرِج منها الماء أو تحوّلها إلى ماء، لاتقل لي أنها بقدرة الله يمكن أن تكون، نحن نتحدث عن كون الصخرة علة تامة لجريان الماء، هذا لا يمكن. (طبعاً هذا صرف مثال تقريبي، لأنه لا توجد علة تامة غير الله في هذا الوجود).

قانون العلّيّة أقوى القوانين وأشدها، وهو نظام حتمي وقطعي يسري في كل العوالم، ومن مقتضايته كما قلنا أن  كل صفة وجودية في المعلول هي من علته الموجدة التامة، ووفقا لهذا القانون فكل ما يصدر عن الله – الذي هو علة تامة – لابد أن يتصف بصفاته. فكما أنه سبحانه عليم خبير وقدير حكيم؛ فلا بد أن ما يصدر عنه يحمل أيضا هذه الصفات، لكن بما يتناسب ومرتبته الوجودية.

وهنا يرد السؤال التالي: نحن نرى أناساً ناقصين فأين هي المسانخة المدعاة بين المعلولات وعلتها الكاملة؟ كيف ننسب هؤلاء على نقصهم إلى الله تعالى الجوابيجب أن نلتفت هنا أنه كما أن التفويض محال فالجبر محال أيضا، وبنفس النسبة، وواقع الجال أن قاعدة الأمر بين الأمرين تجرى على كل شيء مادمنا في هذا الطور والنشأة.

هذا الإشكال يُحلّ إذا لحظنا الحكمة الإلهية، صحيح أن الله قوي وعزيز وقدير و.. لكنه أيضا حكيم، لماذا نأخذ بعض الأسماء ونترك بعضها؟!، فالحكمة الإلهية تقتضي وجود نظام كامل والنظام الكامل هو خلق الإنسان مختارا، لامجبرا ولامفوضا، وعليه؛ فإنّ مانراه من نقص ومعاص فأحد أسبابها نظام عالم الاختيار ووجود نجدين. لذا لايصح أن نرى الكون بعين واحدة ونغمض الأخرى ثم نسأل اسئلة وإشكالات عوراء !

كيف يكون المؤمنون أولياء لله؟

إذا فهمنا معنى الولاية لأهل البيت
(ع)
وقبلناها، يأتي دور ولاية المؤمنين. نحن نخاطب أصحاب الإمام الحسين على أنهم أولياء الله، هؤلاء لهم ولاية تكوينية بقدرهم وتشريعية بحسب تنصيب الامام لهم في ساحة الجهاد.

هناك أمر غريب ممن لا يقبل بالولاية التكوينية للانسان الكامل، لماذا يرفضون ولاية خليفة الله الكامل وفي نفس الوقت يقبل أن للنار ولاية ﴿مَأْوَاكُمُ النَّارُ ۖ هِيَ مَوْلَاكُمْ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾ الحديد/ 15، يقبلون ولاية الغضب ولا يقبلون ولاية الرحمة. يقبلون أن النار تطّلع على الأفئدة وما في القلوب ولا يقبلون أن المعصوم مطّلع على سرائرهمفالمولى كما يطّلع في جانب الجلال يطّلع في جانب الجمال.

السيد السبزواري في تفسير مواهب الرحمن يقول في معنى الآية ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾ المائدة/ 3 

الدين هو عبارة عن العقائد والشرائع والأخلاق، وإكمال الدين يعني تعليم الشرائع والفقه والأحكام والأخلاق والفضائل..، بحيث لا تبقى مسألة شرعية لم يبينها الله. وأما النعمة فهي في التكوينيات غالبا، وليست في التشريعات والنواحي العلمية. وإتمام النعمة يعني أن الله أعطانا ما يغير تكويننا.

ويقول أيضالاسيما في هذا المقام فإن النعمة غالباً تستخدم في التكوين لأنها ذكرت كمال التشريع وهذه قرينة أخرى على أن الحكم هو الولاية التي جعلها الله لمحمد وآل محمد.

هل توجد ضرورة لأن يكون للولي جماعة وأنصار؟

العقل والتشريع يقولان: نعم والفلسفة وعلم الاجتماع كذلك. ولأن أهل البيت أولياء الله، فيجب أن يكون لهم أنصار وشيعة. ولنا أن نذكر في هذا الشأن من قصة نبي الله عيسى (ع) حين يقول الله تعالى فيه﴿فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾ آل عمران/ 52. الكفر ليس من المحسوسات وإنما يُحسّ الكفر عندما يتحول إلى مخططات ومؤامرات تشعر بقتله صلوات الله عليه(٣)، وإنما قال تعالى﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ﴾ الصفّ/ 14 يعني كونوا مثل حواريي عيسى، وفي الروايات إن حواري عيسى عليه السلام كانوا شيعته، وإن شيعتنا حواريونا.

والعقل يقول أنه عندما يكون الولي في خطر ويكون بقاؤه مهدداً فالواجب على الأقلّ منه رتبة أن يفتديه. فالحواريون ليسوا أئمة ولا معصومين، وإنما كانوا شيعة صادقين لنبي الله عيسى (ع)، لكن الله أوحى إليهم ﴿وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ﴾ المائدة/ 111. وهذا لا يعني أن الله أنزل عليهم شريعة من السماء، وإنما أوحى إليهم بالإلهامات القلبية، و أوحى لهم بأن جعلهم أنصارا، وأمدهم بالمحافظة على هذه العقيدة وأعطاهم المقاومة، وهذه رتبة من مراتب ولاية الله، لذا نسلم عليهم بوصفهم أولياء الله.

وكلّما كان الولي أقرب إلى الله كان الوحي أوضح بالنسبة له، والوحي هو الكلام المرموز، الذي يؤثر في القلب، من حيث لا تدري ولا تشعر.

من يوالي أهل البيت أيضا هم أولياء لله بمقدار استقامتهم وثباتهم، ويتلقون من لطف الله وعنايته ما يتناسب مع قربهم منه تعالى، ولعلنا يمكن أن نقول أنه لولا التدخل الإلهي والإلهام الغيبي لمن بقي على ولاية أهل البيت رغم الحرب والإرهاب؛ ما كان ليبقى ولا ليحافظ على صموده وهويّـته لولا التدخل الإلهي.

إننا لا ننظر إلى وضعنا الآن حيث أصبح للشيعة كيان ووجود واعتراف في العالم، دعونا ننظر إلى أنفسنا يوم كنا لا نُذكر، كيف صمدنا؟ إلا يعتبر هذا أشبه بالمعجزة ؟!!

مايعيشه الموالون لأهل البيت في السنوات الأخيرة انتصارات وظهور على مستوى الذبّ في السوح العقائدية والفكرية. هو ثمرة التمسك بمبادئ الوعي والفهم، والقدرة على التدبير والحكمة في الحفاظ على وحدة الأمة، والثبات مقابل زوبعات الاتهام بالشرك بل والتكفير أحياناً

هذه لو أنصفها العقلاء لرأوا أن لها قدم السبق والمركزية التاريخية بحيث كشفت عن وجوه الانحراف المقنعة باسم التوحيد. في كل انعطاف مرحلي و أساسي، هذه الانتصارات التي أصبحت فوق أن يوارب عليها أحد بحاجة إلى أن تبرز بالقدر الذي نبرز فيه ظلامتنا، ويجب أن لا تلّون بلون التقية لأنه لا تقية في الأبحاث العلمية، ولا يجب أن يُغفل عنها وتميّع، فهي نتاج جهد وصبر وممانعة طائلين.

وهذا من صنيع الله بنا لا من صنْعنا، ﴿اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ﴾ البقرة/ 257، نحن مقصرون جاهلون ناقصون، وليس لنا أن ندفع عنا الشياطين، لكن الله هو من يوحي إلينا ليثبتنا وينجينا من تسلط الوساوس وكيد الأعداء.

قلنا أنه كلما اقترب الإنسان من الإمام كانت له ولاية أكبر، ولذلك ورد عندنا في الروايات ما كان حواري عيسى عليه السلام بأطوع له من حوارينا لنا. وإذا خصصنا مسلم بن عقيل بالحديث فقد كان سفير الإمام الحسين (ع) ورسوله، واختيار الإمام له ليس اعتباطيا، يدلك على العاقل ثلاثة: كلامه ورسالته ورسوله، فالولي لا يرسل إلا من كانت له ولاية وفقاهة. مسلم بن عقيل فقيه ومجتهد يعرف ماذا يريد الإمام الحسين (ع) ويعرف كيف يدبر ويخطط.

حينما أراد مسلم بن عقيل السفر أمره الإمام الحسين أن لا يسافر وحده وأن يأخذ معه اثنين من صغاره إبراهيم ومحمد حتى لا يتهم بالتخطيط لحركة ما، رغم أن من يسافر لشأن سياسي لا يأخذ معه أطفالا!! لكنه امتثل لأمر إمامه وحملهما معه. لكن لاحظوا هذا الولاء والإيثار عند مسلم فقد حفظهم – مع ذلك – ذخيرة للحسين وحماية وترسا فدائياً لإمامهما.


١. كما رفض البعض مسألة ثبوت ولادة الإمام المهدي (ع) بدعوى أنه ليس عندنا روايات قطعية حول المسألة. فبين ثمانية عشر رواية لا توجد إلا رواية احدة صحيحة السند تثبت الولادة. والحقيقة أن مسألة ولادة الإمام المهدي ثابتة عندنا ولا تقف على صحة رواية أو عدم صحتهاالبعض أيضا أنكر العصمة، بدعوى أنه لم ترد كلمة العصمة في الروايات. فأين هم عما ورد في الزيارة الجامعةعَصَمَكُمُ اللهُ مِنَ الزَّلَلِ، وَآمَنَكُمْ مِنَ الْفِتَنِ، وَطَهَّرَكُمْ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَذْهَبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرَكُمْ تَطْهِيراً” وعما ورد من روايات تثبت ما هو أعلى من العصمة “بِكُمْ فَتَحَ اللهُ وَبِكُمْ يَخْتِمُ، وَبِكُمْ يُنَزِّلُ الْغَيْثَ، وَبِكُمْ يُمْسِكُ السَّماءَ اَنْ تَقَعَ عَلَى الأرْضِ إِلا بِإِذْنِهِ” فهل يمكن أن يعطي الله أحدا القدرة و الإمكانيات إلا لمن عصم!!.

٢. يمكن مراجعة كتاب المكاسب كمصدر أساسي في استخدامها. كتاب البيع الجزء الثاني صفحة 332، والشيخ جوادي أيضا في شرحه للزيارة الجامعة يذكر تاريخ هذه الكلمة.

٣. يقول السيد الطباطبائي: “في استعمال لفظ الإحساس في مورد الكفر مع كونه أمرا قلبيا إشعار بظهوره منهم حتى تعلق به الإحساس أو أنهم هموا بإيذائه و قتله بسبب كفرهم فأحس به فقوله: فلما أحس عيسى أي استشعر و استظهر منهم أي من بني إسرائيل المذكور اسمهم في البشارة الكفر قال من أنصاري إلى الله؟ و إنما أراد بهذا الاستفهام أن يتميز عدة من رجال قومه فيتمحضوا للحق فتستقر فيهم عدة الدين، و تتمركز فيهم قوته ثم تنتشر من عندهم دعوته، و هذا شأن كل قوة من القوى الطبيعية و الاجتماعية و غيرها، أنها إذا شرعت في الفعل و نشر التأثير و بث العمل كان من اللازم أن تتخذ لنفسها كانونا تجتمع فيه و تعتمد عليه و تستمد منه و لو لا ذلك لم تستقر على عمل، و ذهبت سدى لا تجدي نفعا.” الميزان في تفسير القرآن، ج‏3، ص: 203و نظير ذلك في دعوة الإسلام بيعة العقبة و بيعة الشجرة أراد بها رسول الله ص ركوز القدرة و تجمع القوة ليستقيم به أمر الدعوةفلما أيقن عيسى ع أن دعوته غير ناجحة في بني إسرائيل كلهم أو جلهم، و أنهم كافرون به لا محالة، و أنهم لو أخمدوا أنفاسه بطلت الدعوة و اشتدت المحنة مهد لبقاء دعوته هذا التمهيد فاستنصر منهم للسلوك إلى الله سبحانه فأجابه الحواريون على ذلك فتميزوا من سائر القوم بالإيمان فكان ذلك أساساً لتميز الإيمان من الكفر و ظهوره عليه بنشر الدعوة و إقامة الحجة كما قال تعالى: “يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصارَ اللَّهِ كَما قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوارِيِّينَ مَنْ انصاري الى الله

 

كيف وجدت المقال؟ شارك الآخرين ذلك

معدل التقييم 0 / 5. عدد التقييمات 0

لا يوجد تقييم للمقال حتى الآن

كيف وجدت المقال؟ شارك الآخرين ذلك

معدل التقييم 0 / 5. عدد التقييمات 0

لا يوجد تقييم للمقال حتى الآن

اختر تصنيفًا

إحصائيات المدونة

  • 134٬405 زائر

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

كيف الطريق إليه (عج)؟ 5 (1)

إن من الدقة أن نقول إن الطريق للإمام (عج) هو أن تربط نفسك بمشروعه، أما الذهاب لجمكران والسهلة والقيام بأعمال أربعينية فهذه مسائل ثانوية، وليست هي الأصل وإن كانت مهمة ومعينة وثمة حاجة لها للارتباط بالإمام (عج).

جهاد السيدة زينب ﴿؏﴾ وأخلاقيات الصراع بين الحق والباطل 0 (0)

﷽ توطئة  مما لا شك فيه أن الصراع بين الحق والباطل ولد مع ولادة الإنسان؛ وذلك لاختلاف الناس في القوى والصفات والأفعال، وأن سلسلة هذا الصراع لم تبدأ بنزول آدم ﴿؏﴾ إلى الأرض  حاملًا في أصل جينات وجوده العداوة لإبليس، وكذا إبليس أيضًا؛ بل كانت في عالم الأصل منذ الخلقة...

مقام المنصورة في السماء 0 (0)

﷽ وأفضل الصلاة والسلام على خير الأنام المصطفى ﷺ وعترة الطاهرة ﴿؏﴾ أبارك لرسول الله ﷺ ولآل بيته ﴿؏﴾، ولمراجعنا العظام والأمة الإسلامية، المولد الأطهر للصدّيقة الطاهرة ﴿؏﴾، ويوم المرأة العالمي، ولا يفوتنا هنا أن نبارك بالتبع ميلاد ابنها بالحقّ مفجر الثورة الإسلامية...