المقالات
العقيلة تدعوكم لما يحييكم ٧
زينب ﴿؏﴾ الملهمة والمحدثة، والتي يتمثل لها الوحي بحيث تستطيع أن توجد أمرًا روحيًّا ومعنويًّا؛ وتقوم بدور إلهامي ووحياني يتمثل في إحياء الأمة ﴿وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾ المائدة: ٣٢، وإدخالهم في جنة الحسين ﴿؏﴾، وزحزحة الضمائر عن نار بني أمية وجحيمهم؛ ليبقى هذا الحدث أبديّ وسرمديّ لا يتغير ولا يتبدل في نفوس المؤمنين، وتبقى تلك الجذوة والحرقة في القلوب مستعرة لا تنطفئ أبدًا؛ حرقة وحيانية تدلل على أن هذه المصيبة وصاحب هذا المصاب هو فحسب من يوجب إيجاع القلوب والضمائر لأجله وبكاءه وندبته
العقيلة تدعوكم لما يحييكم ٦
نحن نتصور أن أحد بواعث ودوافع المقامات التي وصل لها أصحاب الإمام الحسين ﴿؏﴾ أنهم استطاعوا في ذلك الوقت الحرج والحساس أن يكسروا هُبل وعزة ومُناة وغيرهم من الأصنام، وهذا لم يستطع عليه أصحاب رسول الله ﷺ، فكثير منهم وبلا أدنى شك يعرفون مقام الإمام الحسين ﴿؏﴾، لكن كان الباعث هو غربة عقيلة الطالبيين زينب صلوات الله عليها، وتمام معرفتهم بمقامها الجليل، وهو شبيه لما كان مع نبي الله زكريا ﴿؏﴾ الذي يعلم يقينًا أن كل شيء على الله ﷻ هيّن؛ لكنه عندما رأى تلك العفيفة الطاهرة والتي تجوهرت وانقطعت وتبتلت لله ﷻ، عند ذلك ألقي في روعه أن دعا ربه ﷻ.
العقيلة تدعوكم لما يحييكم ٥
وذلك لأن زينب ﴿؏﴾ قد بلغت مرتبة من العصمة في القلب والخيال وعدم اغتشاش الحواس؛ مرتبة ما كانت لتبلغها ما لم تكن تتحلى بإيمان عميق وانكشاف باطنيّ؛ يجعلها ترى الأمور كما هي، والإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه كان يعلم أن سفيرته للأمة وشريكته في هذه الملحمة البطولية والخالدة والتي بلغت أعلى مقامات القرب فكانت القرآن الناطق في مواجهة جحافل الشرك هي أخته العقلية زينب الكبرى صلوات الله وسلامه عليه.
العقيلة تدعوكم لما يحييكم ٤
فزينب ﴿؏﴾ والتي عرفت بالعفة والطهارة، وبالاحتجاب، تقرع يزيد حيث تقول له : “أَمِنَ الْعَدْلِ يَا ابْنَ الطُّلَقَاءِ تَخْدِيرُكَ حَرَائِرَكَ وَسَوْقُكَ بَنَاتِ رَسُولِ اللَّهِ سَبَايَا قَدْ هَتَكْتَ سُتُورَهُنَّ وَأَبْدَيْتَ وُجُوهَهُنَّ يَحْدُو بِهِنَّ الْأَعْدَاءُ مِنْ بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ وَيَسْتَشْرفُهُنَّ أَهْلُ الْمَنَاقِلِ وَيَبْرُزْنَ لِأَهْلِ الْمَنَاهِلِ وَيَتَصَفَّحُ وُجُوهَهُنَّ الْقَرِيبُ وَالْبَعِيدُ وَالْغَائِبُ وَالشَّهِيدُ وَالشَّرِيفُ وَالْوَضِيعُ وَالدَّنِيُّ وَالرَّفِيع”(١٠) وهذه أكبر مشقة يمكن أن تقع فيها امرأة كزينب ﴿؏﴾ وتتحملها؛ يُقال وكما ورد في الروايات إن هتك الستور أكبر وأشدّ على الأئمة ﴿؏﴾ من القتل
العقيلة تدعوكم لما يحييكم ٣
زينب ﴿؏﴾ هي الشجرة المغروسة في تاريخ النبوات والمحتسية إلى حدّ الامتلاء من رواء المرسلين والصدّيقين، خرجت من مكة تعبُّ الصحاري والبراري والفيافي والقفار، لا يريبها شك أبدًا فيما هي قادمة عليه، ولا يقعد بها عن غايتها المنشودة ما سوف تواجهه من إرهاب وتهديد، ولا يذعرها ما جمعه الطغاة الأمويون وحشدوا له من تهم وأكاذيب وأباطيل ومغالطات وإعلام وإمكانيات، فهي القديرة على أن تحرق أمانيهم وتبدد أحلامهم وأوهامهم، وتذهب بها أدراج الرياح، وأن تميط لثام الزور عن الوجه القبيح لبني أمية -عليهم لعائن الله- وتحيي ما أماتوه من دين رسول الله ﷺ.
العقيلة تدعوكم لما يحييكم ٢
المرأة التي تذل الطغاة، هي التي تزيل وتزيح الباطل وتعيد وجه الأمة نحو مركز الحق الذي يدور مع أبيها وأخيها وأهل بيتها ﴿؏﴾ حيثما داروا.
العقيلة تدعوكم لما تحييكم ١
من الملاحظ واللافت أن الأئمة ﴿؏﴾ كانوا يولون اهتمامًا بالغًا للمصيبة الحسينية وبالخصوص تعزية الصدّيقة الزهراء ﴿؏﴾، لأنها الأم التي جربت هذه الولادة وتجرعت آلام ذلك المخاض وولدت أبناءها من أمشاج بدنها وعلائق روحها، وقد استل الله ﷻ -كما وردت في زيارة الصديقة الزهراء- منها أنوار الإمامة
الغدير في السماء
إن حديث الغدير في سماويته أجلّ منه وأوضح، حيث لا يكتنفه الغموض؛ ولأنه شديد الوضوح؛ لذلك يكون هو حال الملائكة حيث لا يستنكفون عن قبول الغدير، فهم ليسوا خدامًا لأمير المؤمنين ﴿؏﴾ فحسب، وإنما كما جاء في الحديث أن الملائكة خدامنا، وخدام شيعتنا(٤)؛ لأن الذي يستطيع أن يكون خادمًا هو من تكون الحقيقة واضحة جليّة لديه يقبلها دون أدنى تكبر.
على أن يأتوا بمثل جعفر ﴿؏﴾ لا يأتون
“إنَّكَ تَدعوني فَأُوَلّي عَنكَ وَتَتَحَبَّبُ إلَيَّ فَأتَبَغَّضُ إلَيكَ وَتَتَوَدَّدُ إلَيَّ فَلا أقبَلُ مِنكَ كَأنَّ ليَ التَّطَوُّلَ عَلَيكَ، فَلَم يَمنَعكَ ذلِكَ مِنَ الرَّحمَةِ لي وَالإحسانِ إلَيَّ وَالتَّفَضُّلِ عَلَيَّ بِجودِكَ وَكَرَمِكَ” دعاء الإفتتاح، فالله ﷻ يتودد لنا بالقرآن الكريم، ويتودد لنا بجعفر بن محمد ﴿؏﴾ وأهل البيت ﴿؏﴾، ولذلك نجد أن العقلاء والمهديين من هذه الأمة يرغبون في الإمام الصادق ﴿؏﴾، كما يشرفهم أن يخالط اسمهم اسمه، ووصفهم وصفه فيكونوا (جعفريين)”
الحمزة أسد الله وأسد رسوله ﷺ
فهو “أسد الله وأسد رسوله” لأن هناك خصائل جمّة قد اجتمعت فيه وفضائل عدة قد تجلت وظهرت على يديه، كقادرية الله ﷻ؛ إذ لم يكن أسد رسول الله وأسد آل بيت محمد ﴿؏﴾ فحسب -وإن كان هذا شرف عظيم-؛ لكنه رقى إلى أن أصبح “أسد الله”.