تقدم القراءة:

أثمان الجنان ٣

29 نوفمبر، 2014

الوقت المقدر للقراءة:   (عدد الكلمات:  )

0
(0)
لازال الحديث حول أثمان الجنان وتفسير مقولة رسول الله ص في شأن سبطه الحسن: (لو تمثّل العقل رجلاً لكان ابني الحسن).
لم يكن دور الامام الحسن (ع) سهلا بل يمكن وصفه بأنه أكثر الأدوار تعقيدا وصعوبة بالقياس إلى أدوار بقية المعصومين، ذلك لأنّ معاوية قد فرش الطريق إلى النيران بالأموال والإمكانيّات وزيّن الدنيا وزخرفها في عيون الناس، أما طريق الجنّة فكان مملوءاً بالألغام، وما قام به الإمام الحسن (ع) هو – بتعبير ثقافتنا الحديثة – فك تلك الألغام المعقّدة التي وضعها معاوية في طريق الجنّة.
ما هي أثمان الجنان؟
ثمن الجنّة هو معرفة السيرة النبويّة وحب عليّ (حبّ عليّ حسنة لا تضرّ معها سيّئة)(1) حبّه وبغضه صلوات الله عليه ولكن معاوية أراد إغلاق هذا الطريق ففرض طوقا قوّيا وحصارا شديدا من كل جهة على انتقال الصورة الواقعية لعلي وأبناء علي، لدرجة استطاع إقناع أهل الشّام بأن عليّا الذي يصلّي في اليوم ألف ركعة لا يصلّي!
لقد أسّس معاوية دولة قام كيانها على بغض عليّ، وامتدّ حكمها على اتّهام طائفة من المسلمين بالشّرك والحال أنها طائفة مشبّعة بالتّوحيد في ثقافتها وعقائدها. لم تكن رغبة معاوية تكمن في مجرّد استقلال الشّام عن الحاضرة الإسلامية، لقد كان حكم معاوية للشّام مشروع دولة، بل هو تقسيم العالم الإسلاميّ إلى منطقتين: منطقة قوامها حصار مشروع رسول الله صلى الله عليه وآله وبغض عليّ وأبناء عليّ، ومنطقة أخرى تمثّلها الكوفة وما تبعها.
وما الواقع الذي نحن فيه إلا امتداد لذلك المشروع والتّجربة هي عين التّجربة، و هذا هو برنامج معاوية ومشروعه الذي يقوم على أن يملأ طريق الجنّة الذي هو حبّ محمد وآل محمد بالشكوك، بالترغيب مرة والترهيب مرات، والغاية إبعاد النّاس عن هذا الطريق. ونستطيع القول أن معاوية قد نجح في تنفيذ هذا المشروع.
أما مشروع الإمام الحسن عليه السلام فهو أن يكتسب النّاس الجنان، واكتساب الجنان لا يكون إلا بحلّ هذه الألغام و إزالة هذه الشبهات ورفع هذه الموانع التي وضعها معاوية لكي يدخل النّاس في هذا الطّريق آمنين سالمين فيتعرفون على السنّة النبوية ويتعرفون على عليّ ومشروع عليّ عليه السلام.
أراد معاوية محاصرة المحبّين لعليّ والعارفين به في منطقة صغيرة محدودة عبّر عنها الأمير نفسه في آخر حياته (إن هي إلّا الكوفة أقبضها وأبسطها)، وأراد الإمام الحسن (ع) فتح هذا الحصار وإخراج حُبّ عليّ ومعرفة عليّ والولاء لعليّ عليه السلام من حدود الكوفة، وتصدير السُّنّة النبويّة الناصعة فاتحا بذلك طريق الجنّة في أصقاع العالم الإسلاميّ كلّه.
من أجل هذا الهدف لم يقبل الإمام الحسن صيغة الصلح التي أرادها معاوية، فقد اقترح معاوية الصلح على أن يكون الإمام الحسن والياً للعراق وما يليها وهو على الشام وما يليها، لكن الإمام الحسن لم يقبل بهذه الصيغة ووضع صيغة أخرى مفادها أن يحكم معاوية كل الدولة الإسلامية بشروط يضعها هو عليه السلام. قد يبدو هذا التصرُّف من قبل الإمام الحسن مستغربا، لكن هذا هو عين الحكمة، هذا هو العقل عندما يتجسّد في رجل. لقد كان أحد مظاهر عقل الإمام الحسن هو تسليم بدن الدولة إلى معاوية وأخذ روح الدّولة، وسوف أضرب لكم مثالا حيّا ثم أطبّق الشواهد التاريخيّة على هذه الحقيقة.
السيّد الامام الخمينيّ رضوان الله عليه حوصر مشروعه داخل الجمهوريّة الإسلاميّة لثمان سنوات فرضت عليه خلالها الحرب والمقاطعة والحصار الاقتصادي، مع تشويه إعلامي كبير. ضمن هذا الحصار كان لا يمكن للثورة أن تخرج عن حدود إيران، ولا يمكن أن تنتقل الصّورة الصّحيحة لمتبنّيات أصحاب هذه الثّورة. عندما رأى السيّد الإمام أن الثورة سوف تخنق في إيران قبِل الصلح  ليخطط لخروج مشروع الدّولة الإسلاميّة من داخل الحدود الإيرانيّة. وبهذا يمكن تأسيس الدّولة في الدّاخل وتصدير مفاهيم الدّولة في الخارج. وكان  الإمام بهذا – بحسب تعبير الشيخ الجوادي الآملي – قد قرأ سيرة الإمام الحسن أحسن قراءة واقتفى سيرته أحسن اقتفاء.
صلح الإمام الحسن في ظلّ أثمان الجنان:
لقد فتح الإمام الحسن (ع) طريق الهداية بالعقل والحكمة، والسّبيل هو أن يصالح معاوية بالطريقة التي اختارها هو عليه السلام، وعلينا أن نعيد قراءة دوره في إطار هذا السّبيل.
هناك تعليلان لاتّخاذ الإمام الحسن هذا الموقف:
  • الأول مشهور: وهو أن الإمام الحسن كان يعلم أن جيشه أضعف من أن يواجه جيش معاوية لذا  اضطرّ للصلح.
  • الثاني: وهو أكثر دقّة وتناسبا مع موجود تجسّد فيه العقل والفطنة وحسن التدبير(2) ويتلخّص في أن الإمام الحسن (ع) أراد من هذا الصلح كسر الطوق الذي خلقه معاوية حول معرفة عليّ عليه السلام، وتصدير ما أوجده عليّ في الّنخب التي ربّاها ونشرها في المجتمع الإسلامي عبر قيام هذه النّخب بدورها بمطلق الحرية. ونجح في ذلك لمدة عشر سنوات قبل أن يقتله معاوية ويخل ببنود الصلح.
وضمن هذه القراءة لا يمكن قبول أن مقولة معاوية لأهل الكوفة “ما قاتلتكم لتصوموا ولا لتصلوا لأني أعلم أنكم تعلمون ولكن قاتلتكم لأتأمر عليكم” كانت في حياة الإمام الحسن عليه السلام.(3)
لقد سلّم الامام الحسن الدّولة كاملة لمعاوية لكنه سلّمها بدَنا وأخذها روحا، وبتعبيراتنا السياسيّة اليوم فقد أخذ الإمام وزارة الثقافة والارشاد، ووزارة التّبليغ والإعلام وذلك عبر البنود التي وضعها الإمام في وثيقة الصلح. وبقراءة هذه الوثيقة في ظل هذا الفهم تتّضح الصورة. ولنستعرض بعض شروط الصلح ونقرؤها قراءة جديدة:
الشرط الأول: أن يتوقّف لعن أمير المؤمنين عليه السلام على المنابر.
لقد اشترط الإمام أن توقف دولة معاوية سنّة لعن أمير المؤمنين عليه السلام على المنابر. وقد تم ذلك فعلا لمدّة عشر سنوات – وهي مدة حياة الامام الحسن (ع) بعد الصلح –  ومعنى هذا أن الامام استطاع في الضمن أن يأخذ من معاوية إقراراً بأن حربه على عليّ (ع) كانت حربا جائرة، لأن اللّعن يعني إعلان الفسق والطرد من رحمة الله، وقد جعل معاوية  هذا اللّعن مبرّرا لإقناع الناس بأن أمير المؤمنين – والعياذ بالله – فاسق، وتوقّفه عن ذلك  هو اعتراف نصيّ بأنّه كان كاذبا في كل ما قاله عن أمير المؤمنين، وإقرار العقلاء على أنفسهم حجّة.
الشرط الثاني: الأمان لشيعة عليّ عليه السلام.
لقد كان هذا الشّرط سبب تصدير سيرة عليّ ونقل تاريخ أمير المؤمنين (ع) وكسر الطوق الذي فرضه معاوية دون معرفة عليّ (ع)، لقد طلب الإمام الحسن الأمان له ولشيعة عليّ (ع) وفرض على معاوية إعطاء الأمان في مقابل أن يأخذ الأرض.
هل تعرفون كم كان الإمام الحسن حاذقًأ عندما استفاد من الأمان؟! هناك مسألة دقيقة يجب أن نلتفت لها وهي أن الأمان لا يطلب لنفسه بل لأجل غيره، فالأمان الذي أخذه الإمام الحسن (ع) للشّيعة اضطرّ معاوية بسببه أن يفتح المجال لأصحاب عليّ (ع) ليعبرّوا عن رأيهم وعقيدتهم بحريّة وبدون أن يتعرّض لأحد منهم. هذا الأمان الذي أعطاه معاوية لشيعة الإمام الحسن (ع) أوقعه في الإحراج وجعله مضطرّا لفتح باب الحوار الوطني – بتعبيرنا –  فجعل يدعو إلى قصره في الشّام الوجهاء من أصحاب عليّ (ع) الذين كانت لهم مكانة ومواقف في محاولة لرفع الإحراج الذي سبّبه له الإمام الحسن من خلال بنود الصلح، إذ بدا للنّاس أنه طالب للملك والإمام ليس طالبا إلا الأمان.
كان لدخول هذه الوفود عليه أثر كبير في تصدير صورة الأمير (ع) الناصعة لأنّهم كانوا بلغاء عقلاء ويعرفون كيف يستفيدون من الموقف.
من الذين وفدوا على معاوية امرأة تدعى عكرشة بنت الأطش(4) وكانت من الذين ألّبوا عليه في صفين، دخلت عليه متوكّأة على عصاها فقال لها:هيه يا عكرشة الآن صرت أمير المؤمنين.
قالت: نعم إذ لا عليّ حيّ. ودار بينها وبينه حوار حتى قال لها:
ثم قال: ما حملك على ذلك؟
قالت: يا أمير المؤمنين يقول الله عز وجل: ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ [المائدة: 101] إن اللبيب إذا كره شيئا لا يحب إعادته.
قال: صدقت اذكري حاجتك.
قالت: يا أمير المؤمنين إن الله تعالى جعل صدقاتنا على فقرائنا ومساكيننا ورد أموالنا فينا إلا بحقها وإنا فقدنا ذلك فما ينتعش لنا فقير ولا ينجبر لنا كسير فإن كان ذلك من رأيك فمثلك من أنتبه من الغفلة وراجع العقل وإن كان عن غير رأيك فما مثلك من استعان بالخونة واستعمل الظلمة.
قال معاوية: يا هذه إنه تنوبنا النوائب هي أولى بنا منكم من بحور تنبثق وثغور تنفتق .
قالت: يا سبحان الله ما فرض الله لنا حقا جعل فيه ضررا على غيرنا ولو علم جل ثناؤه أن في ما جعل لنا ضررا على غيرنا لما جعله لنا وهو علام الغيوب.
قال معاوية: هيهات يا أهل العراق قد فقّهكم عليّ بن أبي طالب فلن تطاقوا ثم أمر بإكرامها وردّها إلى أهلها.
هذا الكلام  ومثله الكثير دار في قصر معاوية ببركة  الأمان الذي وفّره الإمام الحسن ع لشيعته، هذا الأمان في حقيقته تصدير صورة عليّ صلوات الله عليه خارج الكوفة.
لقد استطاع الإمام عليه السلام بعقله فعلا أن يحقّق جميع مآربه، أما معاوية الذي كان يوصف بالحلم ويتباهى بالشعرة التي بينه وبين النّاس فلم يتمالك صبره على الإمام الحسن (ع) بعد أن رآه يحقّق أهدافه، فتحوّل حلم معاوية إلى غيظ وغضب فكشف عن وجهه الواقعيّ فرأى الناس أبشع صورة لمعاوية حين اغتال الإمام الحسن عليه السلام.
عقل الإمام الحسن أعجز شيطنة معاوية لأنّه (ع) لم يترك لغما نصبه معاوية إلا وحلّه ولم يترك طريقا للجنّة إلا وعبّده ولم يترك قلبا إلا وزرع فيه حبّ عليّ وأبناء عليّ صلوات الله عليهم أجمعين.

1. بحارا لأنوار 39- 248 باب -87

2. هذه القراءة ليست من استنتاجي، بل كانت تخامر ذهني منذ زمن وسمعتها من أخي الفاضل الشيخ أبو جعفر (عبد المحسن النمر) ورأيت عليها أدلة أيضًأ عند الباحث العلامة السيد سامي البدري.
3. راجع مقال السيد سامي البدري (صلح الإمام الحسن (ع) قراءة جديدة في الخلفيات والنتائج) – شبكة الانترنت.
4. ورد في كتاب (أخبار الوافدات من النساء على معاوية بن أبي سفيان) وبالإسناد الأول عن العباس بن بكار قال: حدثني عبد الله بن سليمان بن داود عن أبيه عن عكرمة قال: دخلت عكرشة بنت الاطش على معاوية وهي متوكئة على عكاز لها فسلمت عليه بالخلافة فقال لها معاوية هيه يا عكرشة الآن صرت أمير المؤمنين قالت: نعم إذ لا علي حي فقال لها معاوية: ألست صاحبة الكور المسدول والوسط المشدود والمتقلدة بالسيف ذي الحمائل وأنت واقفة بين الصفين يوم صفين تقولين أيها الناس عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذ اهتديتم إن الجنة دار لا يرحل من قطنها ولا يحزن من سكنها ولا يموت من دخلها فلا تبيعوها بدار لا يدوم نعيمها ولا تتصرّم همومها فكونوا قوما مستبصرين إن معاوية دلف إليكم بعجم العرب غلف القلوب لا يعرفون إلايمان ولا يدرون ما الحكمة دعاهم بالدنيا فأجابوه واستدعاهم إلى الباطل فلبوه فالله الله عباد الله في دين الله وإياكم والتواكل فان ذلك نقض عرى الإسلام وإطفاء نور الحق وإظهار الباطل وذهاب للسنة هذه بدر الصغرى والعقبة الأخرى يا معاشر المهاجرين والأنصار أمضوا على بصيرتكم واصبروا على نياتكم فكأني بكم غدا وقد لقيتم أهل الشأم وهم كالحمر الناهقة والبغال الشاحجة يضجون ضجيج البقر ولا يروثون روث العتاق فقال معاوية: وكأني أراك على عكازتك هذه وقد انكفأ عليك العسكران يقولون هذه عكرشة بنت الأطش فإن كدت لتؤلبين علي أهل الشام لولا ما قدر الله وما جعل لنا من هذا الأمر وكان أمر الله قدرا مقدورا.
ثم قال: ما حملك على ذلك قالت: يا أمير المؤمنين يقول الله عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم).
إن اللبيب إذا كره شيئا لا يحب إعادته قال: صدقت اذكري حاجتك قالت: يا أمير المؤمنين إن الله تعالى جعل صدقاتنا على فقرائنا ومساكيننا ورد أموالنا فينا إلا بحقها وإنا فقدنا ذلك فما ينتعش لنا فقير ولا ينجبر لنا كسير فإن كان ذلك من رأيك فمثلك من أنتبه من الغفلة وراجع العقل وان كان عن غير رأيك فما مثلك من استعان بالخونة واستعمل الظلمة.
قال معاوية: يا هذه إنه تنوبنا النوائب هي أولى بنا منكم من بحور تنبثق وثغور تنفتق قالت: يا سبحان الله ما فرض الله لنا حقا جعل فيه ضررا على غيرنا ولو علم جل ثناؤه ان في ما جعل لنا ضررا على غيرنا لما جعله لنا وهو علام الغيوب قال: معاوية هيهات يا أهل العراق قد فقّهكم علي بن أبي طالب فلن تطاقوا ثم أمر لها صدقاتها وانصافها وضيفها وأطرفها وردها إلى أهلها مكرّمة.

كيف وجدت المقال؟ شارك الآخرين ذلك

معدل التقييم 0 / 5. عدد التقييمات 0

لا يوجد تقييم للمقال حتى الآن

كيف وجدت المقال؟ شارك الآخرين ذلك

معدل التقييم 0 / 5. عدد التقييمات 0

لا يوجد تقييم للمقال حتى الآن

اختر تصنيفًا

إحصائيات المدونة

  • 134٬103 زائر

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

كيف الطريق إليه (عج)؟ 5 (1)

إن من الدقة أن نقول إن الطريق للإمام (عج) هو أن تربط نفسك بمشروعه، أما الذهاب لجمكران والسهلة والقيام بأعمال أربعينية فهذه مسائل ثانوية، وليست هي الأصل وإن كانت مهمة ومعينة وثمة حاجة لها للارتباط بالإمام (عج).

جهاد السيدة زينب ﴿؏﴾ وأخلاقيات الصراع بين الحق والباطل 0 (0)

﷽ توطئة  مما لا شك فيه أن الصراع بين الحق والباطل ولد مع ولادة الإنسان؛ وذلك لاختلاف الناس في القوى والصفات والأفعال، وأن سلسلة هذا الصراع لم تبدأ بنزول آدم ﴿؏﴾ إلى الأرض  حاملًا في أصل جينات وجوده العداوة لإبليس، وكذا إبليس أيضًا؛ بل كانت في عالم الأصل منذ الخلقة...

مقام المنصورة في السماء 0 (0)

﷽ وأفضل الصلاة والسلام على خير الأنام المصطفى ﷺ وعترة الطاهرة ﴿؏﴾ أبارك لرسول الله ﷺ ولآل بيته ﴿؏﴾، ولمراجعنا العظام والأمة الإسلامية، المولد الأطهر للصدّيقة الطاهرة ﴿؏﴾، ويوم المرأة العالمي، ولا يفوتنا هنا أن نبارك بالتبع ميلاد ابنها بالحقّ مفجر الثورة الإسلامية...