تقدم القراءة:

الدور الاجتماعي للسيدة زينب (ع) رؤية قرآنية ٤

3.8
(4)

بسم الله الرحمن الرحيم

أعظم الله أجورنا وأجوركم بشهادة سيدنا ومولانا أبي عبد الله الحسين ﴿؏﴾، والثلة الطيبة الطاهرة من آل بيته وأصحابه.

حينما خرج الإمام الحسين ﴿؏﴾ إلى كربلاء اصطحب معه كل العوامل والأسباب المادية والمعنوية والتي كان يتوخى منها ﴿؏﴾ صلاح الأمة؛ حيث شخّص هدفه من البداية فقال: “(…)، وأني لم أخرج أشرًا ولا بطرًا ولا مفسدًا ولا ظالمًا، وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي صلى الله عليه وآله، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدي وأبي علي”(١) إذن يجب أن يُعِد ويهيئ، وأن يُخرج كل ما من شأنه أن يؤثر في صلاح هذه الأمة؛ لذا فقد نهض الإمام الحسين ﴿؏﴾، ونهضت معه نساؤه وأهل بيته ﴿؏﴾، تؤمُّهن سيّدتهن ومولاتهن وعقيلتهن السيّدة زينب ﴿؏﴾؛ كونها ﴿؏﴾ كانت تمتلك كل مقومات النهضة، -وبالتعبير الفقهي الواقعي- كان يتعين عليها ويتشخص فيها تحديدًا دون غيرها الموقف في تلك المرحلة التي تحتاجها الأمة.

سبب وأولوية الموضوع المنتخب 

إنّ من أهم المواضيع التي عُنيت بها البشرية وبنحو مستمر، وقدمت فيها الكثير من الأطروحات والأبحاث النظرية هو موضوع (المرأة) حول؛ ماهيتها، إنسانيتها، خصائصها، وأبعادها الوجودية، ودورها الفردي والاجتماعي، ونحو خصوصيتها واختلافها عن الرجل. وغيرها من الأبحاث النظرية كالعدل الذي يتطلبه التعامل معها كونها امرأة(٢).

ولكن بطرح الأنموذج المتكامل، والمثل الحيّ المتعين في الخارج، وقراءة ودراسة وتحليل هذا الأنموذج، هو الأولى بالتأثير، وبتصحيح المفهوم نحو المرأة وشأنيتها وموقعيتها، وهذا هو ديدن القرآن الكريم، فعندما يريد أن يُعرّف مفهومًا، فهو يتحدث عن المصداق الخارجي والذي ينطبق على ذلك المفهوم، يقول الله ﷻ: ﴿لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ۖ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ۗ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ﴾ البقرة:١٧٧، فمفهوم (البرّ) يتجسد في الإنسان الذي يتقي، ويخشى اليوم الآخر، ويقيم الصلاة، ويؤتي الزكاة؛ وهو الذي يجذب الناس نحو البر، أما الحديث عن المفاهيم المطلقة؛ فهو مجرد حديث عن صور ذهنية، يتصورها الإنسان حال سماعها، ثم بعد ذلك قد تغيب عن الذهن.

وكما أن القرآن الكريم هو كلامٌ فصل وليس بالهزل، فإن آل بيت النبوة ﴿؏﴾ قدموا الأنموذج الكامل لتفسير القرآن الكريم؛ فأقوالهم وأفعالهم ﴿؏﴾ ليست هزيلة أو يعتريها الضعف، بل هي فصل، تبيّن الحق من الباطل، وما يجب أن يكون عما يجب أن يُهجر ويقطع، وتقطع كل سؤال؛ حيث لا يبقى هناك أسئلة عالقة في الذهن عند دراسة حياة هؤلاء الكُمّل ﴿؏﴾.

فأفضل أساليب التعليم والتوجيه والتربية -وبلا أدنى شك- هو بيان الحقيقة متلبسة بأنموذجٍ، متعين في الخارج، يظهر للناس وتبرز سيرته، وتُبيّن خصائصها بنحو واضح، لا يرتاب فيه أحد. 

وكما يقول الفلاسفة: إن الوقوع هو أدلّ دليل على الإمكان، فنحن كمثال، ندعي بأن المرأة يمكنها أن تكون عامل مؤسس ومؤثر، فإذا ما وقع ذلك، وكان لدينا أنموذج حيّ على ذلك في الخارج؛ فهذا دليلٌ على الإمكان، وإمكانية تكرر مثل تلك النماذج.

أهمية معرفة الدور الاجتماعي لإدراك حقيقة الولاية

إن الدور الاجتماعي لبنات الرسالة جزء لا يتجزأ من طبيعة الرسالة الدينية، لذا لا يمكن حذف دور السيّدة زينب ﴿؏﴾، أو دور الصدّيقة الزهراء ﴿؏﴾، ودور السيّدة خديجة ﴿؏﴾، ولو محونا دورهم  لمحونا الرسالة، وانمحى الطريق لمعرفة الرسالة أصلًا.

حينما سئل الشيخ مصباح اليزدي -قدس الله نفسه الزكية- حول تفسير الحديث القدسي “يا أحمد لولاك لما خلقت الأفلاك، ولولا علي لما خلقتك، ولولا فاطمة لما خلقتكما”(٣)، فأجاب: لو لم تكن فاطمة (ع)؛ لكانت الخلقة عبثية، بل كذلك البعثة النبوية؛ فالبعثة بلا مصداق خارجي يؤدي إلى الهداية، ويحرك هذه الأمة لا فائدة منها؛ فبدونها سينقطع الطريق إلى النبوة.

كذلك السيّدة زينب ﴿؏﴾ لو لم تكن، ولو لم نعرفها لانقطع الطريق لمعرفة الإمام الحسين ﴿؏﴾؛ بل ولانقطع الطريق لمعرفة وإدراك حقيقة ومعنى الولاية، ولا نقصد بذلك جانب كونها أنثى باعتبار أن المرأة هي التي تحفظ النسل البشري؛ بل المقصود أنه لو لا معرفة السيّدة زينب ﴿؏﴾، والمواقف التي قامت بها لماتت الفضائل والشمائل، والمبادئ، والقيم، والهدف المركزي للإمام الحسين ﴿؏﴾، والتي بها يبقى وجدان الأمة حُرًا وكريمًا؛ ولذا يمكننا القول لو لا السيّدة زينب ﴿؏﴾ لانقطعت الإمامة.

فالإمامة شأن إلهي، لا يقدر على حمله وتبيانه أيٌّ من كان، وكما ورد عن الإمام الصادق ﴿؏﴾: “إن حديثنا صعب مستصعب، لا يحتمله إلا ملك مقرب، أو نبي مرسل، أو عبد امتحن الله قلبه للإيمان” (٤)، سيما ولاية أهل البيت ﴿؏﴾، إذ لا يتحملها إلا ملك مقرب أو عبدٌ امتحن الله ﷻ قلبه للإيمان.

فإن الدور الذي اضطلعت به السيّدة زينب ﴿؏﴾ ليس كما يصوره البعض دورًا إعلاميًّا سطحيًا -كما هو حال بعض الإعلاميين دور يُملى عليهم من الخارج يوافق إرادة السلطة فحسب؛ بل نُريد بالإعلام المساندة والاحتضان والتوعية على الحق، ورسم مستقبل الأمة من خلال قراءة الواقع، بالخصوص إن كان هذا الواقع هو واقع الإمامة.

بل الأصحّ أن نقول عنه دورًا تبليغيًا، وكما يذكر أستاذنا الشيخ جوادي الآملي، وكذلك يشير إلى ذات المعنى العلّامة السيّد جعفر مرتضى -قدس سره-: أن السيّدة زينب ﴿؏﴾ كانت حلقة أساسية من حلقات الإمامة؛ فكانت ﴿؏﴾ رابط مهم، وحلقة وصل ضرورية، بل ولا بدّ منها، بين ما قام به وما أدّاه الإمام الحسين ﴿؏﴾، والدور الذي سيكون من بعده للإمام زين العابدين ﴿؏﴾؛ حيث كان هناك حاجة ماسة إلى من يضع الأمة في مضان الوظيفة المنوطة بالإمام السجاد ﴿؏﴾، فيضعهم في موقع التصفية والتطهير الإلهي، فكان دورها المهيأ والصانع لتلك الأرضية كي تُحدِث للأمة القابلية والاستعداد للتطهير من جديد، وهذا دور روحاني ومهم للغاية.

وبهذا يمكن القول أنها ﴿؏﴾ هي التي أسست للإمام زين العابدين ﴿؏﴾ بأن يحيي هذه الأمة بالدعاء والتضرع، والانقطاع والتوجه لله ﷻ، وإحياء القيم الأخلاقية والمعنوية ، وتحمل المسؤوليات الاجتماعية. 

أهمية الدور الاجتماعي للسيّدة زينب ﴿؏﴾  بالخصوص

لمّا وقع الاختيار الحديث عن الدور الاجتماعي بالخصوص للعقيلة زينب ﴿؏﴾، وليس عن عبادتها ﴿؏﴾ أو تربيتها مثلاً -وإن كنا سوف نتحدث عن ذلك-؛ كون خصائص أيّ إنسان إنما تظهر وتبرز وتتجلى عندما يمارس دورًا اجتماعيًا، فهذا الدور يكمن فيه الرؤية الكاملة للإنسان، والتي يرى بها دينه والكون ومن حوله، وهذه الخصائص لا تظهر إلا عندما يندمج في المجتمع، يقول الشهيد المطهريّ -رضوان الله عليه- في ذلك:

(الإنسان قبل الاندراج في سلك المجتمع ليست له هوية إنسانية،  بل هو استعداد محض له قابلية التلبّس بالروح الجماعية، والإنسان مع قطع النظرعن هذه الروح حيوان محض له استعداد الإنسانية، فهو إنسان بالقوّة، وإنّما تبرز إنسانية الإنسان، والشعور النفسي بالروح الإنسانية، وفعليّة الفكر الإنساني، والعواطف البشرية، وكل مميّزات الإنسان من أحاسيس وميول وأفكار وعقائد وعواطف (إنّما تبرز) تحت إشعاع الروح الجماعية، وهي التي تملأ الإناء الفارغ البشري، وتجعل من الشخص شخصية إنسانية، والروح الجماعية تلازم الإنسان ولا تفارقه أبدًا). (٥)

فالذي يُبرز ويُظهر مقدار روحانية الإنسان وأفكاره وعواطفه، وحتى استقامته وانتكاساته وخيره وشره، وكل آثاره ضمن العلاقات الاجتماعية، هو العمل الاجتماعي؛ فالتحديات الاجتماعية، هي التي تظهر مكنون الإنسان.

هناك تعبير لطيف للشهيد الصدر -رضوان الله عليه- حيث يقول فيه: إن موج فعل الإنسان في داخل العمل الاجتماعي أشدّ وأقوى؛ ويقول الشهيد مطهريّ في ذات المضمار: إن هذه الروح الاجتماعية هي غالبة على الروح الفردية، وإن الدور الاجتماعي الذي يقوم به الإنسان يغلب دائمًا على الدور الفردي.

وإن هذا الدور ليست دروسًا تقدمها السيّدة زينب ﴿؏﴾ في المدينة فتصل للناس، فهو ليس دورًا فرديًّا بل هو في ضمن وسياق الأمة؛ فهذا الدور الاجتماعي هو الذي يبين لنا خصائص الإنسان، ويوضحها ويفسرها ويترجمها بصورة أجلى وأوضح.

وعلى ذلك، فإذا ما أردنا الحديث حول امراة قامت بدور أساسي ومحوري في كربلاء؛ فلا شك أننا سنختار السيّدة زينب ﴿؏﴾؛ لأنها -وفي معتقدنا- قامت بدور أساسي في إصلاح وهداية هذه الأمة على مدى الأزمان، كما هي الصدّيقة الزهراء ﴿؏﴾، والسيّدة خديجة ﴿؏﴾، وكما هنّ بنات الرسالة.

فكان هذا التوقف عند الدور الاجتماعي للسيّدة زينب ﴿؏﴾؛ كونها الأقدر على صدم وإيقاظ وإعادة بناء الإنسان والأمة معًا، حيث تجعلهما يؤوبا ويعودا إلى موقعهما الأساس، وتفتح لهما طريقًا للشهادة، كي تمر الأمة بحالة الشهود، فتشهد على معرفة الإمامة والولاية، وكانت ﴿؏﴾  هي الأقدر على أداء هذا الدور.

ولبيان ذلك في خصوص العقيلة زينب ﴿؏﴾ نتوسل بعدة نقاط:

إثبات أهمية الدور الاجتماعي للسيّدة زينب ﴿؏﴾ من منظور عرفاني

هناك مفهوم لدى العرفاء هام، وهو ما يسمونه (بالصدمة)؛ حيث يقولون إن الإنسان عندما جاء إلى هذه الدنيا حدثت له صدمة، فنسيَ بسببها الكثير من القيّم والمعارف والإدراكات الشهودية التي كانت في قلبه، إشارة إلى عالم الذر قبل مجيئه إلى هذه الدنيا، -والتي هي بطبعها دار غفلة والانشغال بالبدن، وما يطلبه من شهوات-، وقد حَفرت للإنسان حُفر مكرها، فاجتمع كل ذلك على الإنسان فأحدث له صدمة قوية جدًا؛ بحيث نسي سبب وهدف، وما جاء به إلى هذه الدنيا.

فالصدمة الأولى تُحدث في الإنسان ذهولًا؛ بحيث ينسى باطنه من الأساس، والمعارف التي كان يدركها في عالم الدر، ويفقد بالتالي البراءة والطهارة التي ولد بها.

لذا فإن الإنسان بحاجة إلى إيقاظ من جديد، ولرجوع الإنسان وعودته كان لا بدّ من صدمة مضادة ليعود لليقظة، فلا توقظه إلا صدمة ثانية تعيد له خصائصه الأولى التي جاء بها، فتطهره من الغفلة والنسيان والانشغال، وعن الهوى، والأخلاق الذميمة؛ كي ينتقل من ذهول الدنيا إلى العالم الذي أتى منه. 

لذلك نجد أن العديد من العرفاء أجتهدوا في تأليف كتب الإرشاد والموعظة بغية إيقاظ الإنسان من غفلته، ولهم مقولات شديدة ومغلظة؛ كصدر المتألهين وكتابه “إيقاظ النائمين”، والذي علّق عليه كبار العرفاء.

يقول أحد العرفاء الكبار مخاطبًا الإنسان الغافل بلهجة وعظ وإرشاد شديدة وغليظة:

(يا من أودعت العقائد الحقة والمعارف الإلهية بيد عدو الله وهو الشيطان، وأعطيت مختصات الحق تعالى للآخرين، وبدلت تلك الأنوار التي تضيء الروح والقلب وهي رأس مال النجاة والسعادة الأبدية ومنبع اللقاء الإلهي وبذور القرب من المحبوب، أبدلتها بظلمات موحشة وشقاء أبدي وشقاء أبدي، وجعلتها رأس مال البعد والابتعاد عن ساحة المحبوب المقدسة والابتعاد عن لقاء الله تعالى) . (٦)  

المرأة عمومًا هي الأقدر على البيان في حال الحب والغضب الإلهي

إن الأقدر على بيان الغضب الإلهي، والأقدر على بيان السخط والحنق، والامتعاض والتوبيخ، والتوصيف للعيوب لمن يستحق التوصيف، هي المرأة؛ فالمرأة بنحو عام إذا أحبت كانت الأٌقدر على تأدية وإظهار وبيان وإبراز ذلك الحب، وكذلك هي في حال الغضب.

فعندما نسمع السيّدة زينب ﴿؏﴾ تُخاطب أهل الكوفة بخطاب شديد اللهجة، تقبّحهم بداية، ثم تقبّح فعلهم فتقول: “أَمَّا بَعْدُ يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ يَا أَهْلَ الْخَتْلِ‏ وَالْغَدْرِ وَالْخَذْلِ أَلَا فَلَا رَقَأَتِ الْعَبْرَةُ وَلَا هَدَأَتِ الزَّفْرَةُ إِنَّمَا مَثَلُكُمْ كَمَثَلِ الَّتِي‏ نَقَضَتْ غَزْلَها مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ هَلْ فِيكُمْ إِلَّا الصَّلَفُ‏ وَالْعُجْبُ وَالشَّنَفُ وَالْكَذِبُ، وَمَلَقُ الْإِمَاءِ وَغَمْزُ الْأَعْدَاءِ أَوْ كَمَرْعًى عَلَى دِمْنَةٍ أَوْ كَفِضَّةٍ عَلَى مَلْحُودَةٍ” (٧) 

فهي ﴿؏﴾  تصفهم كحمقاء مكة الشوهاء، التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثًا، تتخذون أيمانكم دخلًا بينكم، وتذم فعلهم كونهم يتملقون تملق الإماء، فإن كان تملق العبد يُعدّ فعلًا سيئًا وغير محمودًا؛ ولكن إذا ما تملقت الأمّة سيصدر منها كل ما لا يخطر على البال. 

وهذا النوع من التوبيخ في الخطابات هو لبيان مدى وحقيقة غضب الله ﷻ، وهو من أعلى المدارج والفضائل؛ وكما يصفه السيّد الإمام (قدس): بأنه غضب شريف، ويعدّ من الكمالات والمعارج النفسية، كونه غضب في الحقيقة، وفيه كامل ثوران النفس الربّانية والإلهية. 

فإذا ما غرق الإنسان في وحل هذه الدنيا، احتاج إلى من يوقظه وينبهه، لا بنحو كلام الحبٍ دائمًا، بل إلى من يصدمه بنفسه وواقعه؛ كي يستيقظ، وهذه هي الصدمة التي قامت بها عقيلة الطالبين ﴿؏﴾ على أكمل وأتمّ وجه.

دور السيّدة زينب ﴿؏﴾ علاج لباطن الأمة 

إن البناء الإنساني والحضاري في الإسلام جوهره بناء الباطن، وهو الذي يجعل من الإنسان إنسانًا، وقد أعادت السيّدة زينب ﴿؏﴾ بناء المجتمع والأمة الإسلامية من أبعد نقطة في ضميره؛ وهو بناءه الباطني؛ وهذه المهمة، وهذا الدور الأساسي بحسب الرؤية الإنسانية الكونية في الإسلام كانت حلقة مهمة جدًا، وأساسية لبيان حقيقة ارتباط دور الإمام الحسين ﴿؏﴾ بالإمام السجاد ﴿؏﴾.

وهنا نقول: فإن الدور الذي قامت به السيّدة زينب ﴿؏﴾ هو دور الأمة، كل الأمة؛ فقد تحركت ﴿؏﴾ في واقع الأمة، ولا يجب أن نفصلها عن ذاك الواقع بحال، فنقرأها بدونه، بل لا بدّ أن نجمع كل هذا المجموع (دور السيّدة زينب وواقع الأمة)؛ كي ندرك سعة شعاع عملها صلوات الله وسلامه عليها.

زينب ﴿؏﴾، والغضب والتعصب لله ﷻ ولأوليائه ﴿؏﴾ 

إن المرأة عمومًا إذا ما غضبت أو تعصبت وانحازت لأمر ما أو وجهة ما؛ فإن مقدرتها على اتخاذ الدور والموقف يكون أشدّ-وهذا أمر ثابت-؛ لأن كلا هذين الدورين -الغضب والعصبية- في الحقيقة هي من الأدوار الروحية والقلبية والوجدانية وهو الأليق بطبيعة المرأة.

  1. يؤكد العرفاء في خطاباتهم على أن الغضب لله ﷻ ولأوليائه ﴿؏﴾ من مدارج الكمال، يقول السيّد الإمام في هذا الشأن:

(فالقيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتنفيذ الحدود والتعزيرات وسائر التعاليم السياسية الدينية والعقلية، لا يكون إلا في ظلّ القوى الغضبية الشريفة، وعلى ذلك، فإن الذين يظنون أن قتل غريزة الغضب بالكامل وإخماد أنفاسها يعدّ من الكمالات والمعارج النفسية، إنما يرتكبون خطيئة عظيمة، ويغفلون عن حدّ الكمال ومقام الاعتدال). (٨)

فالغضب لله ﷻ، ولحدوده وأحكامه وإنذاراته وبيانها يُعدّ من الكمالات والمعارج النفسية، والذين يريدون أن يحاربوا هذه الصفة في نفس الإنسان؛ إنما يرتكبون خطيئة عظيمة، وهم بذلك يغفلون عن حدّ الكمال، ومقام الاعتدال.

ومن المؤسف له، بات هناك توجه أو منهج بلزوم عدم تربية الأبناء على قراءة الآيات القرآنية التي تتحدث عن جهنم، أو عن عذاب الله ﷻ، ولا يلزم أن يُوعظ ويُؤدَب الطفل، وكأنه خُلق معصومًا! إذ يلزم كما كما يُعلّم الطفل بجمال الله ﷻ، أن يعلّم بجلاله ﷻ، وليس هناك من فارقٍ بينهما أبدًا.

  1. الأمر الآخر، والذي يؤكد عليه العرفاء ونراه جليًّا في خطاب السيّدة زينب (ع)؛ هو التعصب لله ﷻ ولأولياءه الله ﴿؏﴾، يقول السيّد الإمام (قدس):

(إن الإنسان العارف بالحقائق يعلم أن جميع العصبيات والارتباطات ليست سوى أمور عرضية زائلة، إلا تلك العلاقة بين الخالق والمخلوق، وتلك هي العصبية الحقيقية التي هي أمر ذاتي غير قابل للزوال، وهي أوثق من كل ارتباط، وأقوى من كل حسب وأسمى من كل نسب). (٩)

فحسب الحسين ﴿؏﴾ أقوى من كل حسب؛ فهو مرتبط بحسب الله ﷻ، ونسبه أسمى من كل نسب فهو مرتبط برسول الله (ص)، فالتعصب للحسين ﴿؏﴾ مطلوب، ومهما بلغنا من التعصب للإمام الحسين ﴿؏﴾ لن نبلغ مبلغ تعصب السيّدة زينب ﴿؏﴾ له؛ لأنها تدرك حقيقة حسبه ونسبه، وتدرك حقيقة مقامه، وارتباطه بالله ﷻ وبالقيم الإلهية، لا من حيث الظاهر فحسب؛ بل من حيث الباطن، وبالتالي فهي الأقدر على إظهار هذا التعصب لأولياء الله ﴿؏﴾.

زينب ﴿؏﴾ وتطهير الباطن

يجب أن يكون لدى الأمة والإنسان مستوىً من الإحساس بضعفه، وجهله، وحاجته للهداية، يقول الإمام الحسين ﴿؏﴾: “أنا الجاهِلُ في عِلمي، فَكَيفَ لا أكونُ جَهولاً في جَهلي”(١٠)، والسّيدة زينب ﴿؏﴾ أشهدت الأمة شهودًا معنويًّا على أنها جاهلة في علمها، ضعيفة في قوتها، وهذه الأرضية وهذه الحقيقة هي الشعلة التي انطلقت منها رسائل كل الأنبياء ﴿؏﴾، ولذلك كان لهم مقام النبوة واختصهم الله ﷻ بنزول الوحي.

فإذا تأملنا آيات القرآن الكريم؛ سنجد إن رغبة الأنبياء ﴿؏﴾ العارمة للتطهير، والخروج من صدمة الدنيا الباطنية، هو صفاء أنفسهم، وهي العمدة في هذا الاصطفاء الإلهي، والاختيار لهم دون سائر النّاس؛ بل إننا الشيعة نرى إن آية التطهير والتي تدل على طهارة الباطن ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ الأحزاب:٣٣، دليلًا مستقلًا على ولاية أهل البيت ﴿؏﴾، وإلا فإن الطهارة الظاهرية أمر واجب، وتكليف متعلق بذمّة كل إنسان، وبإرادته وفعله، إنما الحديث هنا جاء عن الطهارة الباطنية، والتي نعني بها الخلاص من الصدمة، والدخول في صدمة ثانية للارتباط بالله وحده ﷻ.  

هذه الصدمة لها تعبيرات عرفانية رائعة جدًا؛ حيث يقول رسول الله (ص) في هذا المجال: “ربّ زدني فيك تحيّرا”(١١)، ويفسر العرفاء معنى ذلك بأن النبي ﷺ يتحير مما تُصدم روحه من جمال أسماء الله ﷻ، وصفاته وعطاءاته وفيوضاته، ولشدة ارتباطه بالله ﷻ، وهو ذاته ما أهله للنبوة ونزول الوحي عليه (ص). 

وبالطبع فإن هذه المواهب الربّانية لا تعطى لأيّ إنسان جزافًا؛ وإنما تعطى عندما يرتقي هذا الإنسان بإحساسه ومشاعره ويكتمل وجدانه؛ وعليه فإن أيّ فرد عندما يغدو إحساسه فعّال ونشط، وضميره حيّ ومستيقظ؛ فإنه سوف يتحرك، والذي يحرّكه بشكل عام، ويؤثر فيه هو حسّه، ونقصد به إمّا حسّه الخارجي الظاهري -أيّ الحواس الخمس-، أو حسّه الباطني، لا فرق في ذلك.

وهنا نقول؛ إن معالجة الشبهات الواردة في العقول والأذهان، والتي أثيرت فيما ما مضى أو ستثار حول المرأة ودورها، سواء من جهة نظرية، أو عملية تطبيقية، وحلّ تلك الإشكالات والشبهات بإعطاء الجواب التام والكامل، لا يمكن إلا بوجود السيّدة زينب ﴿؏﴾ بمعية الإمام الحسين ﴿؏﴾.

فإذا ما حدث للإنسان مكاشفة، كما صنعت عقيلة بني هاشم ﴿؏﴾ في كربلاء؛ حيث ضربت على الضمير الباطني للأمة، لكي يروا حقيقة ذواتهم؛ فيعودوا ويرجعوا ويأوبوا، ويستيقظوا وينتبهوا، وهذه مسألة مهمة جدًا؛ كونها تهيأ الأرضية للإمام زين العابدين ﴿؏﴾ -كما أسلفنا- لغسل روح الأمة، وتطهيرهم من الخطايا والذنوب والجهل والجبن، ومن محبة الذات والفردانية، ومن كل العيوب والآفات؛ ولذا نجد أن الصحيفة السجادية مليئة بكل الأبواب التي يحتاجها الإنسان كي يعود إلى براءته وطهارته.

إشراق شمس السيّدة زينب ﴿؏﴾ في كربلاء

إن اشتراك السيّدة زينب (ع) في كربلاء، ومشاركتها للإمام الحسين (ع)؛ كان في واقعه هو إخراج لها من وراء الظل إلى الشمس -إن صحّ التعبير-؛ حيث أشرقت شمس الإمام الحسين ﴿؏﴾ في كربلاء، فكشفت لنا ماهيته، ومن خلال ودور العقيلة زينب (ع) تجلت على مدى الأزمان شمس الإمام الحسين (ع)، وأشرقت بذلك شمس العقيلة ﴿؏﴾؛ حيث قال بعض من رأى السيّدة زينب (ع) وهي تخطب في الكوفة، أنها خفرة مستورة بأوليائها، والمقصود أن زينب (ع) كانت محجوبة لا بالحجاب الظاهري؛ بل محجوبة عن المعرفة، فكما إن أسماء الله ﷻ محجوبة عنا، ولكن قد يحدث ظرف للإنسان فينصدم فيه، ليدرك رحمة وعطاء الله ﷻ فيعود إليه ﷻ؛ فيحدث في باطنه انكشاف نسبي لأسماء الله ﷻ فيعيش حقيقة ومكنون تلك الأسماء ويراها؛ كذلك عندما أخرج الإمام الحسين (ع) زينب (ع) إلى كربلاء وأظهرها بمشيئة الله ﷻ، وكشف عن مكنونها (إشارة لقول الإمام الحسين ﴿؏﴾: “وشاء الله أن يراهن سبايا”)، حيث اقتضت المشيئة الإلهية أن يملأ الإمام الحسين ﴿؏﴾ ذلك الفراغ الروحي والفكري والإسلامي والعقائدي والمفاهيمي في باطن الأمة، لتحيا معها الأمة، وتبكيها وتفي لها حقها. 

 لذا فقد امتلأت المنابر الحسينية بسيرتها(ع) العطرة، وبمكانتها الجليلة والرفيعة ولم تسعها كل الدنيا، كل ذلك بمشيئة الله ﷻ، ولو لا تلك المشيئة الإلهية لجهلنا ذاك الاقتدار، وهذا الموقع وتلك الإمكانيات؛ بل حتى جهلنا أنفسنا، وحصرناها في دور بعيد جدًا عن خط ونهج الرسالة، وخارج دوائرها؛ ولكن الله ﷻ يقول: ﴿وَمَا تَشَآءُونَ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلْعَٰلَمِينَ﴾ التكوير:٢٩، ويقول الإمام الحسين ﴿؏﴾:  “إن الله  قد شاء أن يراهنّ سبايا” (١٢)

وباختصار يمكن أن نعبر عن هدف اصطحاب الإمام الحسين (ع) للسيّدة زينب (ع) بأنه إنزال لها ﴿؏﴾ من عالمها وكينونتها وخفائها؛ لتتجلى للجميع في كربلاء.

فكيف إن للحسين (ع) معرفة مكنونة، وكربلاء كشفت هذه المعرفة المكنونة في قلوب المؤمنين؛ كذلك للسيّدة زينب (ع) مقامًا وموقعًا كان مكنونًا ما دامت في مدينة جدّها ﷺ، وقد كانت مشيئة الله ﷻ أن تُظهِر هذا المقام، وتنزله إلى أرض كربلاء المقدسة.

ولا عجب إن قلنا بأن الله ﷻ أنزل لنا زينب ﴿؏﴾ في كربلاء؛ فنحن نقبل قول الله ﷻ أنزل الحديد: ﴿وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ﴾ الحديد:٢٥ وقوله ﷻ: ﴿وَأَنزلَ لَكُمْ مِنَ الأنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ﴾ الزمر:٦، إن ما هو أشرف من الحديد والأنعام أنزله الله ﷻ، وأنزله الإمام الحسين (ع)، وليس المقصود بالإنزال هنا من مكان مكين وعالٍ إلى مكان دانٍ، بل المقصود من مكانة عالية جدًا، وذلك  لتيسير معرفته والوصول إليه. 

فأظهار وأبراز وأنزال أمثال هؤلاء كما هم أهل البيت ﴿؏﴾ ؛ هو رأفة بنا، ورحمة لنا “خَلَقَكُمُ اللَّهُ أَنْوَاراً فَجَعَلَكُمْ بِعَرْشِهِ مُحْدِقِينَ حَتَّى مَنَّ عَلَيْنَا بِكُمْ فَجَعَلَكُمْ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللّٰهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ”(١٣)؛ حيث كانوا في أرفع مقام عند ذي العرش؛ ولكي نستطيع أن نترجمهم، كان ولا بدّ من التعرف عليهم من خلال سيرتهم وسلوكهم العملي.

إذ أنه من النادر وجود الأوحديّ من النّاس والذي يسعه أن يفهم الأمور العرشية، ولذلك كانت مشيئة الله ﷻ أن تنزل زينب بنت أمير المؤمنين (ع) حيث كانت في عليائها وما زالت ذلك، إلى كربلاء، تنزل في هذه الوقائع كي تتعرف عليها الأمم على مرّ الزمن.


  1. بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج٤٤، ص٣٢٩
  2. هل المراد من العدل هنا التساوي والتماثل مع الرجل؟ وهل يمكن للمرأة أن تأخذ دور الرجل؟ هل يمكن للرجل أن يقوم بدور المرأة؟ وهل مكان المرأة بالدرجة الأولى في دورها الاجتماعي أم الفردي؟ .
  3. حديث لولاك حديث قدسي مروي عن النبي (ص)، وهو حديث مشهور، وقد روى الشيعة والسنة مضمونه، روى الحديث، البحراني، صاحب كتاب عوالم العلوم ج11، ص43 عن كتاب الجنة العاصمة، ومستدرك سفينة البحار، الشيخ علي النمازي الشاهرودي، ج٣، ص١٦٩
  4. ميزان الحكمة، محمد الريشهري، ج١، ص٥٥١. ورد الحديث في المصادر بنفس المضمون وباختلاف في العبارات (كحديثنا أحيانا، وامرنا)
  5. الشهيد مرتضى المطهري، المجتمع والتاريخ، ص٢٢
  6. مقولة للسيد الإمام روح الله الموسوي الخميني (قدس) عند حديثه عن الرياء والمرائي في كتابه (الأربعون حديثًا)، ص ٦٣
  7. الاحتجاج، الشيخ الطبرسي، ج٢، ص٢٩
  8. مقولة للسيد الإمام (قدس) في المصدر نفسه (الأربعون حديثًا) عند حديثه عن الغضب، ص ١٧٠
  9. مقولة للسيد الإمام (قدس) من كتابه (الأربعون حديثًا) عند حديثه عن العصبية، ص ١٨٦
  10. من دعاء الإمام الحسين (ع) ليوم عرفة، مفاتيح الجنان، الشيخ عباس القمي، ص٣١٥
  11. نقله العلامة المحقق السيد حسين الهمداني الدرود آبادي في كتابه (الشموس الطالعة في شرح الزيارة الجامعة)، ص٤٣، نقلًا عن شرح عبد الرزاق القاساني (لمنازل السائرين)، يذكر محقق كتاب شرح منازل السائرين أنه لم يجده في المجاميع الروائية، وإنما وجده مرفوعًا في كتب أهل العرفان. – الفتوحات المكية، محيي الدين ابن عربي، ج١، ص٢٧١
  12. بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج٤٤، ص٣٦٤
  13. من لا يحضره الفقيه، الشيخ الصدوق، ج٢، ص ٦١٣

كيف وجدت المقال؟ شارك الآخرين ذلك

معدل التقييم 3.8 / 5. عدد التقييمات 4

لا يوجد تقييم للمقال حتى الآن

كيف وجدت المقال؟ شارك الآخرين ذلك

معدل التقييم 3.8 / 5. عدد التقييمات 4

لا يوجد تقييم للمقال حتى الآن

اختر تصنيفًا

إحصائيات المدونة

  • 134٬166 زائر

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

كيف الطريق إليه (عج)؟ 5 (1)

إن من الدقة أن نقول إن الطريق للإمام (عج) هو أن تربط نفسك بمشروعه، أما الذهاب لجمكران والسهلة والقيام بأعمال أربعينية فهذه مسائل ثانوية، وليست هي الأصل وإن كانت مهمة ومعينة وثمة حاجة لها للارتباط بالإمام (عج).

جهاد السيدة زينب ﴿؏﴾ وأخلاقيات الصراع بين الحق والباطل 0 (0)

﷽ توطئة  مما لا شك فيه أن الصراع بين الحق والباطل ولد مع ولادة الإنسان؛ وذلك لاختلاف الناس في القوى والصفات والأفعال، وأن سلسلة هذا الصراع لم تبدأ بنزول آدم ﴿؏﴾ إلى الأرض  حاملًا في أصل جينات وجوده العداوة لإبليس، وكذا إبليس أيضًا؛ بل كانت في عالم الأصل منذ الخلقة...

مقام المنصورة في السماء 0 (0)

﷽ وأفضل الصلاة والسلام على خير الأنام المصطفى ﷺ وعترة الطاهرة ﴿؏﴾ أبارك لرسول الله ﷺ ولآل بيته ﴿؏﴾، ولمراجعنا العظام والأمة الإسلامية، المولد الأطهر للصدّيقة الطاهرة ﴿؏﴾، ويوم المرأة العالمي، ولا يفوتنا هنا أن نبارك بالتبع ميلاد ابنها بالحقّ مفجر الثورة الإسلامية...