تقدم القراءة:

الخاتمية دليل الإمامة

3 أكتوبر، 2020

الوقت المقدر للقراءة:   (عدد الكلمات:  )

0
(0)

الخاتمية دليل الإمامة

إن أحد المفاهيم البديهيّة التي تصلح دليلاً على أمر الولاية التي يجمع عليها المسلمون هي كون الرّسالة المحمّديّة رسالة خاتمة والرّسول خاتم الأنبياء.

هذا المفهوم والمعتقد لا يختلف فيه اثنان يسلمان برسالة النّبيّ صلى الله عليه وآله. ونحن ندّعي أنّنا يمكن أن نستلّ من الخاتميّة كل أدلة الإمامة والولاية بناء على المسلك الإثنا عشري الذي ندّعيه.

فالخاتميّة فضلا عن كونها مقاما للنّبيّ (ص) هي دليل مستقل كاف على ما تذهب له الإمامية في معتقدها بضرورة وجود الإمام المعصوم بعد النبي صلى الله عليه وآله.  فقول القرآن: (مَا كَانَ مُحَمدٌ أَبَا أَحَدٍ مِن رِجَالِكُمْ وَلَكِن رَسُولَ اللِّه وَخاَتم النَبِيِّينَ) [الأحزاب: 40] دليل كاف على الإمامة ولا نحتاج معه إلى ضم دليل تاريخي ولا بيعة ولا دليل عقلي آخر.

 
 

لأنّ الخاتميّة تعني العالميّة فهي لم تتأطّر بزمان ولا مكان ولا جنس ولا ثقافة ولا مجتمع (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا) وقوله تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا) [الفرقان: 1] وقوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) [سـبأ: 28] وقوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِين) [الأنبياء: 107]

 
 

إن كل هذه الآيات المباركة وغيرها مما هي في معناها دلّت على أن الإسلام دين يعمّ كل النّاس وهو يشير إلى عدم الحاجة إلى رسالة أخرى وهذا معناه

(الشمولية والإطلاق والعمومية في مؤدّى الرسالة الإسلامية من أحكام ومعتقدات ومفاهيم وأخلاقيّات)

 
 

وحيث أنه قد تقرر في علم الاجتماع أن المسيرة البشرية في حالة تغيير وتطور مستمر فلابدّ من مماشاة الشريعة لهذا القانون الطبيعي، ولا يمكن أن يكون ذلك إلا بوجود شخص مؤهّل لفهم أصول الشريعة، أي معصوم من الجهل بها أو نسبة ما ليس منها لها.

امتداد الرسالة ووجود المعصوم هما أمران لازمان من كون الشريعة خاتمة وهما الركنان الأساسيان اللذان تقيم عليهما الإثنا عشرية أدلتها.

كيف وجدت المقال؟ شارك الآخرين ذلك

معدل التقييم 0 / 5. عدد التقييمات 0

لا يوجد تقييم للمقال حتى الآن

كيف وجدت المقال؟ شارك الآخرين ذلك

معدل التقييم 0 / 5. عدد التقييمات 0

لا يوجد تقييم للمقال حتى الآن

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

كيف الطريق إليه (عج)؟ 5 (1)

إن من الدقة أن نقول إن الطريق للإمام (عج) هو أن تربط نفسك بمشروعه، أما الذهاب لجمكران والسهلة والقيام بأعمال أربعينية فهذه مسائل ثانوية، وليست هي الأصل وإن كانت مهمة ومعينة وثمة حاجة لها للارتباط بالإمام (عج).

جهاد السيدة زينب ﴿؏﴾ وأخلاقيات الصراع بين الحق والباطل 0 (0)

﷽ توطئة  مما لا شك فيه أن الصراع بين الحق والباطل ولد مع ولادة الإنسان؛ وذلك لاختلاف الناس في القوى والصفات والأفعال، وأن سلسلة هذا الصراع لم تبدأ بنزول آدم ﴿؏﴾ إلى الأرض  حاملًا في أصل جينات وجوده العداوة لإبليس، وكذا إبليس أيضًا؛ بل كانت في عالم الأصل منذ الخلقة...

مقام المنصورة في السماء 0 (0)

﷽ وأفضل الصلاة والسلام على خير الأنام المصطفى ﷺ وعترة الطاهرة ﴿؏﴾ أبارك لرسول الله ﷺ ولآل بيته ﴿؏﴾، ولمراجعنا العظام والأمة الإسلامية، المولد الأطهر للصدّيقة الطاهرة ﴿؏﴾، ويوم المرأة العالمي، ولا يفوتنا هنا أن نبارك بالتبع ميلاد ابنها بالحقّ مفجر الثورة الإسلامية...