الخاتمية دليل الإمامة
إن أحد المفاهيم البديهيّة التي تصلح دليلاً على أمر الولاية التي يجمع عليها المسلمون هي كون الرّسالة المحمّديّة رسالة خاتمة والرّسول خاتم الأنبياء.
هذا المفهوم والمعتقد لا يختلف فيه اثنان يسلمان برسالة النّبيّ صلى الله عليه وآله. ونحن ندّعي أنّنا يمكن أن نستلّ من الخاتميّة كل أدلة الإمامة والولاية بناء على المسلك الإثنا عشري الذي ندّعيه.
فالخاتميّة فضلا عن كونها مقاما للنّبيّ (ص) هي دليل مستقل كاف على ما تذهب له الإمامية في معتقدها بضرورة وجود الإمام المعصوم بعد النبي صلى الله عليه وآله. فقول القرآن: (مَا كَانَ مُحَمدٌ أَبَا أَحَدٍ مِن رِجَالِكُمْ وَلَكِن رَسُولَ اللِّه وَخاَتم النَبِيِّينَ) [الأحزاب: 40] دليل كاف على الإمامة ولا نحتاج معه إلى ضم دليل تاريخي ولا بيعة ولا دليل عقلي آخر.
لأنّ الخاتميّة تعني العالميّة فهي لم تتأطّر بزمان ولا مكان ولا جنس ولا ثقافة ولا مجتمع (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا) وقوله تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا) [الفرقان: 1] وقوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) [سـبأ: 28] وقوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِين) [الأنبياء: 107]
إن كل هذه الآيات المباركة وغيرها مما هي في معناها دلّت على أن الإسلام دين يعمّ كل النّاس وهو يشير إلى عدم الحاجة إلى رسالة أخرى وهذا معناه
(الشمولية والإطلاق والعمومية في مؤدّى الرسالة الإسلامية من أحكام ومعتقدات ومفاهيم وأخلاقيّات)
وحيث أنه قد تقرر في علم الاجتماع أن المسيرة البشرية في حالة تغيير وتطور مستمر فلابدّ من مماشاة الشريعة لهذا القانون الطبيعي، ولا يمكن أن يكون ذلك إلا بوجود شخص مؤهّل لفهم أصول الشريعة، أي معصوم من الجهل بها أو نسبة ما ليس منها لها.
امتداد الرسالة ووجود المعصوم هما أمران لازمان من كون الشريعة خاتمة وهما الركنان الأساسيان اللذان تقيم عليهما الإثنا عشرية أدلتها.
0 تعليق