تقدم القراءة:

معكم معكم ٥

السبت 10 محرم 1439هـ 30-9-2017م

الوقت المقدر للقراءة:   (عدد الكلمات:  )

0
(0)

 المعية في أبعادها الآدابية والأخلاقية والعقائدية

 

    تحتاج المعية إلى توجيهات أدبية وتربوية خاصة وإلى عقائد وأخلاق، فالمعية الإيمانية الروحية يمكن أن تكون معية قشرية وظاهرية مالم يكن الإنسان على نحو من النسبة و التعلق بولي الله، ولعلها تتحول إلى حجاب أو سبب في قتل مشروع الولي الصالح.

     وقد ذكرنا أن صورية المعية الظاهرية القشرية التي تَسمّى أصحابها بالنسبة بها إلى تبعية النبي (ص) قد حوّلت الدين إلى طوائف ومذاهب بحيث انتهت إلى ما انتهت إليه الأمة الإسلامية مما نراه في واقعنا وما مثلته من ضرر على الدين وتحميل للأمة الإسلامية ما لا تحتمل من حجب الحقائق و تدعيم أسباب الانحراف.

     ولتقريب الصورة، لنفترض لو أن شخصًا تسمى بأسرة  أو قبيلة تمتاز بخصائص عالية مكتفيًا بتراثها وتاريخها مستغلا موقعه منها مستثمرًا منها ما كان لصالحه، فإن معيته تلك لا تعدو أن تكون مزلقًا خطرًا إلى المعية الانفصالية، لأن الروابط فيها تموت على أساس الوهم الذي تعده صلة، فإن النسبة التي لآبائنا أو لعلمائنا أو أي نسبة معتدّ بها لا بد وأن يترتب عليها  جرياننا العملي وسلوكنا وتعاطينا الاجتماعي، وقد نكتفي منها بنصيب من الوجاهة والموقعية وحسب، الأمر الذي كان سببًا لموت كثير من البيوت العلمية بسبب توهم الصلة والمعية.

أ- المعية في الرسم القرآني

    أشار القرآن إلى حقيقة تلك المعية التي كانت سببًا في الفصل لا الوصل في صورة من صور يوم القيامة إذ قال: ﴿ يُبَصَّرُونَهُمْ ۚ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ *وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ ﴾ المعارج 11/12/13

   يُبَصَّرُونَهُمْ: أي تبصر – على مدّ أعينها في أرض المحشر – كل أسرة وكل واحد من الناس يبصر الآخر. لكنه عبّر عن قبيلته بـ (فصيلته) والقبيلة يفترض أن تجمع لا أن تفصل! لكن في يوم القيامة تظهر الحقيقة، ويتبين أن المعية التي بينهم لم تكن واقعية، وما كان  جامعا مشتركا في الأسماء قد سقطت قشوره وانعدمت جامعيته المكانية والزمانية ﴿ يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ ﴾ إبراهيم/48 وزالت كل الأمور الاعتبارية التي تحقق المعية بزوال عالم الاعتبار، ولذلك يود المجرم أن يفتدي نفسه بأخيه أو أبيه بل بقبيلته (التي كانت تأويه) وقد كان محالا فيما سبق من الدنيا أن يفدي نفسه بمن كانت لهم معه هذه الارتباطات، سِوى أن يتبين في اليوم الآخر واقعًا أنها فصيلة مختلفة نهاياتهم فيها باختلاف شؤونهم.

     تظهر ميزة المعية الجامعة في آل محمد وبني هاشم على مستوى العائلة والقبيلة الواحدة، ولم يكن الواحد منهم يعتمد على مجد الآخر، وكان الواحد منهم حين يقول: “ألستُ ابن بنت نبيّكم و ابن وصيّه؟ …أو ليس حمزة سيد الشهداء عمّ أبي؟ أو ليس جعفر الطيّار في الجنة بجناحين عمّي؟” (١) يقولها ليستشهد على اتفاقهم الروحي وهدفيتهم في مشروعهم الإلهي.

ب- سورة الحجرات برنامج عملي وسلوكي لأدب معية أولياء الله

    يربي القرآن الناس بشكل صريح وبدهي، ويعطيهم السلوك والبرنامج العملي الدقيق كي لا يخسروا المعية مع رسول الله وآل بيته الطاهرين، وله منهجه الواضح في مسألة اتباع القيادة الصالحة والالتزام بطاعتها، فتارة يأمر بطاعة الله سبحانه وتعالى فيقول:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} النساء/59  ويقول : {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ الأنفال/1 وتارة يأمر بإطاعة الرسول ﴿ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ النور/56

    وقد تولت سورة الحجرات – كما لم تتوله سورة أخرى – عبر مادتها الأساسية التوجيه إلى المنهج العملي والأدبي الذي يضمن للإنسان – إذا التزم به على نحو القطع – أن يكون مع رسول الله (ص) و أوليائه ومع قادة الحق في تمام الاتحاد والانسجام والانصهار، ولذلك يسميها أغلب علمائنا بسورة الأدب (٢).

    وقد تصدى أغلب علمائنا المهتمين بشأن الولاية وتأكيدها للاهتمام بسورة الحجرات اهتماماً خاصاً لما تتضمن من البرنامج العملي الأولي والذي يمكن حتى للطفل أن يتعلمه ويتقنه في تأدبه مع الله سبحانه وتعالى و مع رسول الله (ص) وآله (ع) ومع المؤمنين.

مبحث في مفهوم الأدب والأخلاق

     * الأدب: هو أعلى مستوى من مستويات السلوك الذي يضمن للإنسان الأخلاق والسلوكيات. والأدب والأخلاق يغذي أحدهما الآخر، والعقيدة تغذيهما معا. وإذا كان من المهم أن تكون هناك وحدة ومعية مع الإمام عليه السلام في القيادة الحقة و في المعارف والعقائد  هناك – أيضا – أهمية  للمعية  في الأخلاق و السلوك.

     الأدب هو أول ما تستطيع به  ضبط سلوكك وتعاطيك، وهو اختياري طوع  يديك، فإنه وبشكل طبيعي من تحلمّ حلِم، و يُنال الأدب بالاكتساب وبالتعلم، وهذا ما سنتناوله أولا في مبحثنا لنصل بعدها إلى الملكات إلى أن نصير إلى الحديث عن المعية في الأدب وكيفية التعامل مع رسول الله (ص) وآل بيته والعلماء والمعلمين وكل من له ولاية علينا، لننتهي آخرا إلى المعتقد وكيفية تحقق المعية الواقعية في الأبعاد الثلاثة (الآداب الأخلاق العقائد).

* الأخلاق: هي صفات النفس الباعثة على الالتزام بأعمال وسلوكيات معينة، وهي التي تصنع شاكلة النفس. والحديث عنها باعتبار الأدب، لأنه يحفظ لها صحة استقامتها وسلامتها.  ربما لا يتعقل القشريون – في النظام الحضاري الذي يدعونه – كثيرًا من الآداب الإسلامية ولا يقبلونها، وليس لهم أن يتصوروا ذلك الأدب الذي وجهنا إليه القرآن  في قوله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ * إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ الحجرات2/3 أولئك لم يمتحن أعمالهم بل امتحن قلوبهم للتقوى، وهذه أعلى مرحلة في الامتحان، و (أولئك لهم أجر عظيم) في مقابل أن غضوا أصواتهم أمام رسول الله (ص)، ووصلوا من خلال الآداب إلى المراتب الراقية العالية، وهي ما تحفظ للإنسان معيته الروحية الحقيقية، بحيث ينظم الإنسان آدابه كما يريد الله سبحانه وتعالى.

 يجب الالتفات إلى أنه بالإمكان أن نأتي بالأعمال والعبادات قربة لوجه الله تعالى، فنصلي ونصوم لوجهه، لكن الآداب والرسوم والسلوكيات غالبًا ما قد يفرضها علينا الواقع الخارجي  ونمط الحياة التي نعيشها، فلربما فرض علينا احترام من هو ظالم وطاغية، والتأدب في التعادي معه، وهذه المسألة حساسة جدا.

* ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق )

بعث النبي (ص) ليغير شواكل نفوسكم الداخلية بحيث تتناسب وواقعكم الكمالي وتنسجم مع  النظام الكامل الذي خلقه الله تعالى، وهو القائل: ﴿ الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ﴾ السجدة/ 7 لا على مستوى إيجاد الخلق، بل إنه أحسن كل شيء خلقه.

    ويعتمد نظام الأخلاق في الثقافة والفلسفة الدينية على مناغمة ومحاكاة هذا النظام الذي خلقه الله ليحاكي الشواكل والشمائل والملكات، فإذا قال رسول الله (ص): “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق” أي لكي أخرج لكم ما في باطنكم، وأظهر معادنكم وأرفع عنها غبار الأعراف والمفاهيم الزائفة والعقائد الهزيلة لتنسجم مع الواقع التكويني.

*(الإشكالية الأخلاقية عند غير الإلهيين)

    يعجب البعض بكثير من السلوكيات الصادرة عن غير الإلهيين، ويرونهم مثال احترام القوانين والأخذ بالأخلاق!! ولنا أن نسأل:

 هل يرتبط المضمون الأخلاقي عند غير الإلهيين بالحقائق أم هو مضمون قشري؟

     لم تصل لكثير من الناس الحجية و الدين الخاتم والرؤية الكونية الكاملة، فهم معذورين في ذلك الحدّ ومقبول منهم ما يعملون. لكن ما صدر عنهم لا يعدو أن يكون على نحو القشرية وفرق بينه وبين من أوتي الحجة الكاملة التامة وبنى نظريته الإلهية عليها، آخذًا في العمل الأخلاقي والقيمي ركيزة أن يكون مرتبطًا بغايته وبالنية والعاقبة وهي المعاد والإيمان باليوم الآخر.

    فمالم يؤمن الإنسان بعقيدة المعاد وبلقاء الله كان كل عمله ناقصًا  قاصرًا عن بلوغ اليوم الآخر. ولا يُعقل للإنسان أن يصدر عنه عمل بلا علة غائية، وإلا فما الفرق بين الإنسان وبين الحجر!؟ إذا كانت حركة الحجر قسرية فللإنسان حركة الاختيار والإرادة، ومحال في تكوينه أن تصدر عنه حركة من غير قصد و نية.

    ولنا أن نضرب مثلًا لحقيقة العمل الأخلاقي أنا لو أتينا إلى حسينياتنا بغير نية الارتباط بالإمام وإحياء مذهبه، كأن جئنا قسرًا وفق العادات الاجتماعية المتوارثة فهل هذا العمل مهما بلغ  من النظام  ذو قيمة واقعية؟؟

     في عقيدتنا مالم يتصل العمل باليوم الآخر وليس له نتيجة ولا يمكن أن يكون في حقيقته عملاً أخلاقياً. وما لم يكن صادرًا عن الإشفاق من نار جهنم ورجاء ثواب الله والحفاظ على الضوابط الدينية  فلا قيمة له. وسوف لا نُعذر – نحن – الذين نؤمن بالرسالة الإلهية الخاتمة – والتي توافق النظام الكوني التام – حينما لا نتأتي بأعمالنا موافقة للمنظومة الحسنة المتكاملة.  ونحن في ذلك نسأل الله الإخلاص في النية فليس لملكاتنا أن تكون خاوية تماما من مختلف المقاصد والأغراض.

    وعلينا أن نلحظ أن صرف طلب راحة الضمير هدفًا وغاية للأعمال ليس له أن يصير بملكات الإنسان إلى الشاكلة التامة ، بل إن من تانتائج الخطيرة لاعتقاد المرء أنه يرضي ضميره  هو النرجسية.

*(الأخلاق عند الفلاسفة الأوائل و الحكماء المتأخرين)

     قد يلزم الإنسان نفسه العمل الخير إلزام المريد إما رغبة في ثواب أو دفعًا لعقاب. أو أن يكون قد وصل حقيقة إلى درجة من الحب ومن إرادة لقاء الله. وهذا الحب هو الذي يغذي الإقبال والإدبار والإتيان بالعمل أو الإحجام. وهذا هو تعريف الفلاسفة الأوائل.

    وأما الحكماء  والعرفاء فيرون أن هناك اعتبارًا آخر لكونهم  يقولون بالحركة الجوهرية وبأن الإنسان يتجوهر في حالة تطور لا تتوقف وأن الملكات ليست ثابتة. وأن الإنسان لا يتوقف في عقائده ولا في مقدار من أخلاقه ولا آدابه، ويرون أن للآداب آدابا(٣).

    الخلاصة /  إذن يجب أن نحدد الفارق بين النظرية الأخلاقية في الإسلام وبقية المدارس غير الإلهية أو الإلهية التي ليست بمستوى النظرية الإسلامية التي يكون الإيمان بالمعاد عنصرًا أساسيًا لصدور الأعمال فيها، ولا يكفي أن يكون العمل الأخلاقي متعلقا بالضمير والوجدان  ما لم ينته إلى القصد والغاية الأخروية، فكما يقال في أصول الفلسفة الأخلاقية أن الوجدان والضمير وحتى الفطرة في حقيقتها مقتضي وليست علة تامة لصدور العمل تاماً كاملاً لوجه الله سبحانه وتعالى، وهي في حقيقتها نحو من أنحاء الدافعية تعضده العقيدة القوية والفطرة و لكنها تبقى مقتضيات.

ولذلك القرآن يحدد لنا العمل الذي يمكن وصفه بالخيرية ، فيقول: ﴿ أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ * نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لَا يَشْعُرُونَ ﴾ المؤمنون 55/56 إن أصل حساب البعض وإدراكهم للأمور خاطيء في أن العمل الخير يكون ما دام هناك أموال وإمكانيات تدير القانون من أي مصدر كانت، لكن ما كان مبدؤه غير صحيح كذلك كل ما يتولد عنه ويستثمر به أيضاً غير صحيح. نعم يمدهم الله ﴿ كُلّاً نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً ﴾ الإسراء/20 لكن ليبتليهم ويمتحنهم يسارع لهم في الخيرات (بل لا يشعرون) وليس عندهم إحساس ترقٍ إلى آخر المراحل، ولا يمكن مع ذلك كله أن تكون نتيجته إلى الصحة.

  وفي مقابل هؤلاء الذين لا يشعرون هناك من يمتلكون المعيار الصحيح، ﴿ إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ ﴾ المؤمنون/57 نلاحظ أولا أنهم مشفقون لا خائفون من خشية الله. هناك فرق بين الخشية والإشفاق والخوف:

– الخوف/ عادة يكون نقطة ضعف في الإنسان تقابلها نقطة قوة عند الآخر يخاف منها. ويكون من النار ومن العذاب وما شابه.

– الخشية/ ليست كذلك ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ فاطر/28 صاحب القوة هو من يخشى، أليس العلم نقطة قوة تدرك بها العظمة والقدرة على التحليل؟! فيرى المؤمنون بها أنفسهم لا شيء أمام الله وأولياءه، لأنهم يجدون نعم الله و رحمته فهم يخشونه.(٤)

– الإشفاق/ يحدد ابن فارس معنى الشفقة في اللغة، فيقول: أن الشين والفاء والقاف أصل واحد يدل على رقة في الشيء.

ويجب أن نلتفت إلى هذه اللطافة في نسبة الإشفاق في القرآن إلى عباد الله على نحو القاعدة الكلية في المورد الكمالي لدلالتها على عبادة الأحرار المنتسبين لله سبحانه، فهذه الحالة والملكة النورانية تتحقق بكثرة العبادة والارتباط بالله سبحانه وتعالى.

   ومادة الإشفاق فيها رقة ونوع من العاطفة الجياشة، وبقدر ما يكون الإنسان مشفقًا وخائفًا من عذاب الله ومن اليوم الآخر يكون أكثر علمية وإشفاقا على الآخرين أيضاً، وستكون هذه العاطفة رأس مال أساس في تحريك هذا الإنسان ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ﴾ المؤمنون/ 60 عمله ونشاطه لا يمكن أن يجرد عن الشفقة.

وبإجمال إن باجتماع هاتين الصفتين (الخشية والإشفاق) معًا نجد أن هذا ما يجعل الأعمال خيرة، وبذلك يكونون ﴿ أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ ﴾ المؤمنون/61 خلافًا لما تقدم ممن ﴿ نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لَا يَشْعُرُونَ ﴾.



١. الإمام الحسين في خطبته يوم عاشوراء . انظر المنتظم في تاريخ الملوك 5/339

٢. من المتعارف أن أصل  لفظة الأدب لم تكن لفظة عربية ولم يستخدمها العرب ، وأن أول مورد استعملت فيه قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (أَدَّبَنِي رَبِّي فَأَحْسَنَ تَأْدِيبِي). بحار الأنوار ج11/ 210.

٣. وللإيضاح نقول مثلا إهداء الهدية  من الأدب لكن هناك آداب للهدية كما هو وارد عندنا في تعاليم الدين ، وكذلك التحية مثلا هي من الأدب ، وقد تكون من باب الواجب أحياناً وأخرى من الأخلاق

٤. يخطئ الكثير الذين يعتقدون أننا لا يجب أن نعلم الأطفال السور التي تحوي ذكر جهنم والعذاب !  لأنهم لم يفهموا أن القرآن بحديثه عن الأمور التحذيرية يستنقذ الله تعالى بها عباده ، وهذا تنزل إلهي ، ولطف ورحمة ومنة إلهية فيما تمثله من كونها أ سببا من أسباب الخشية  وتربيتها لدى الطفل.

 

كيف وجدت المقال؟ شارك الآخرين ذلك

معدل التقييم 0 / 5. عدد التقييمات 0

لا يوجد تقييم للمقال حتى الآن

كيف وجدت المقال؟ شارك الآخرين ذلك

معدل التقييم 0 / 5. عدد التقييمات 0

لا يوجد تقييم للمقال حتى الآن

اختر تصنيفًا

إحصائيات المدونة

  • 135٬602 زائر

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

فاطميون بالانتماء لها ﴿؏﴾ 4.5 (2)

فالمقصود من أهل قم هم الحاملون لفكر وثقافة ومبادئ وأخلاق قم وربما لم يصلوا لها ولم يدخلوها أبدًا، وأما من سكن قم ولم يراعي حرمة السيدة المعصومة ﴿؏﴾ فكان يكذب ويسرق ويهين ويستهين بالمؤمنين، ولا يهتم بأمور المسلمين الكبرى؛ فهو ليس من أهل قم.

فزت ورب الكعبة ٢ 0 (0)

نلاحظ أن أمير المؤمنين ﴿؏﴾ قد أولى مسألة الاهتمام والانشغال بالمظاهر اهتمامًا كبيرًا، وعالج هذه الظاهرة علاجًا يقطع التكاثر تمامًا من النفس، لأن التكاثر يسلب اليقين القلبي العرفاني العملي، أي أن يعمل الإنسان بما يتيقن،