تقدم القراءة:

أسير بسيرة جدي وأبي ٢

30 أكتوبر، 2015

الوقت المقدر للقراءة:   (عدد الكلمات:  )

0
(0)

٢- لا يسير بسيرة النبي إلا رجل منه

السلام عليك يا أبا عبدالله وعلى الأرواح التي حلت بفنائك عليك مني سلام الله ابداً مابقيت وبقي الليل والنهار ولا جعله الله بآخر العهد مني لزيارتكم السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين عليهم السلام.

الحسين يعلن هدف حركته:

إن مقولة الإمام الحسين عليه السلام (أسير بسيرة جدي وأبي) مبرر واضح وحجة بينة لحركة الإمام الحسين (ع)، فلا بد لصاحب أي مشروع وأي نهضة لها بعد اجتماعي من طرح دوافع حركته وأهدافها ومبرراتها وحتى الوسائل التي سوف يستخدمها. وإخفاء الأهداف الأساسية عن الجماهير فهو من أساليب الطغاة، أما المصلحون الحقيقيون فهم أكثر الناس شفافية وجلاء، وأكثر الناس إحساساً بالمسؤولية أمام الناس والتاريخ وأمام الله.

وضوح الأهداف كان منهج الإمام الحسين (ع)، فلم يكن يخفي أهدافه عن أصحابه، ولا حتى عن أعدائه ومقاتليه، وهذا من صميم منهج أهل البيت (ع) الذين ارتبطت بهم هذه الأمة ارتباط التلميذ بالمعلم المربي المزكّي الموجه، فقد كانت أهدافهم الأساسية واضحة معلومة وشعاراتهم معلنة حتى في مواجهاتهم ومواقفهم السياسية.

 ولهذا عندما نريد أن نقرأ معركة كربلاء نجدها صفحة مفتوحة أمامنا جميعا، واضحة بينة ليس فيها غموض. الغموض يُشعر بوجود تزييف وتحريف ويبعث على سوء الظن بين القائد وبين الأمة، وأول دلالة على صدق القائد الذي يريد إصلاح أمته وتزكيتها هي وضوح أهدافه، وسِير الأنبياء في القرآن تشهد على ذلك.

إن مقولة الامام الحسين (ع) تعتبر ركنا من أركان حركته، نفهم بها أبعاد هذه الحركة. وهذه المقولة لا يمكن أن تصدر من أحد غير أهل البيت (ع) ففيها رائحة النبوة، ولذا يقول الإمام الحسين (ع) ( إنا أهل بيت النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة )  وفرق بين أهل بيت النبوة وأهل بيت النبي الذي هو عنوان يشترك فيه أعمام النبي وأبناء عمومته،  ويمكن أن يدعيها البعض، بينما النبوة أمر غيبي وحياني، معناه أن الجامع بيني وبين وسول الله (ص) ليس نسبياً فقط، بل إن ذات المؤهلات التي استحق بها النبي (ص) مقام النبوة موجود عندي، وهذه المرتبة لا يمكن أن يدعيها أحد إلا الحسين (ع) وأهل بيته ومن هنا رفض أمير المؤمنين (ع) اشتراطهم عليه أن يسير بسيرة الشيخين  قائلا بل أسير بسيرة رسول الله (ص) واجتهادي.

هذه الكلمة ( أسير بسيرة جدي ) على اختصارها إلا أنها تختزل واقعاً تاريخياً عما قبل سيرة الحسين (ع) وما بعدها،  وعندما يسمع المسلمون هذا الشعار في ذلك الوقت والظرف فإنهم يفهمونه ويدركونه ويعرفون مناخه، فقد جربوا ولايات وأمارات وعاشوا تجارب تجعل هذا المعنى ناضجا وواضحا عندهم، لذلك نعتبر سكوتهم حجة على قبولهم وتسليمهم بأن الإمام الحسين (ع) مؤهل للسير بسيرة جده (ص) وأن هذه الحيثية للحسين (ع)  وليست لغيره، ولا يستطيع أحد أن يدعيها، ولو ادعاها غيره لكانت سيرته تكذّبه وتناقض دعواه.

وهذا يعالج في الأذهان شبهة مفادها أن الذين خرجوا على الإمام الحسين  (ع) وقاتلوه والذين سكتوا والذين شهدوا ولم يستشهدوا كانوا معذورين لأن الصورة لم تكن واضحة لهم.
والحال أن الإمام (ع) قال نفس هذا النص حين خطب في جيش بني أمية ولم يعترض عليه أحد لأن من المسلّمات عند جميع المسلمين أن الجدير بأن يسير بسيرة رسول الله (ص) هو الحسين بن علي (ع) .

نحن نتطرق لهذه الشبهات لأن الإنسان عندما يسمع مصيبة الإمام الحسين (ع) ويريد أن يتفاعل معها فإن شياطين الإنس والجن تشوش عليه لتحرمه من هذه الحال الروحية، فلابد أن ندفع هذه الشبهات ونعرف أن حركة الإمام الحسين (ع)  كانت على المحجة البيضاء ناصعة واضحة لا يشك فيها أحد.

السيرة بسيرة النبي ليس ادعاء سهلا:

قبل أن نتحدث عن السيرة وتفاصيلها يجب أن نحدد مفهوم السيرة.

السيرة من حيث اللفظ مصدر نوعي تشبه الفطرة، ومن حيث المعنى هي روح ومنطق السلوك، وكمثال:  لاحظوا الفرق بين الدين والتدين: الدين عبارة عن عقائد وأحكام وشريعة فرضها الله، لكن هذه الشريعة عندما نريد أن نطبقها تتحول من دين إلى تديّن، الدين هو المنزّل من الله  ﴿إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ﴾  آل عمران 19  والتدين هو الإجراء الخارجي للدين. فالسيرة إذن هي روح ومنطق سلوكيات رسول الله (ص)، أي قوله وفعله وتقريره وقيامه وقعوده وذهابه وإيابه، هذا القشر فيه روح، الروح هي مقاصد رسول الله (ص) من هذه الأقوال وهذه الأفعال وهذه السلوكيات.

نحن نختلف عن غيرنا في منظورنا للسيرة النبوية من حيث عدم الوقوف على حرْفية الفعل وصورته. فإذا كان رسول الله (ص) كان يأكل بهذه الطريقة ويحج بهذه الطريقة ويصوم بهذه الطريقة، فإن هذا الفعل له روح، والسيرة هي هذه الروح، وكل المجريات الخارجية لها ظاهر وبدن وصورة، ولها روح ومقاصد وأهداف. ولا يمكن أن يدعي أحد أنه يسير بسيرة رسول الله (ص) الا من هو لصيق برسول الله (ص) وعارف بروح أفعاله.

يمكن أن نقول أن من عاصر رسول الله (ص) لم يكن يستوعب سيرته، فالأعرابي لا يفهم المجردات والأمور الروحية والمعنوية، ومن نتائج ذلك أن كل الأدعية التي وصلتنا عن رسول الله (ص) هي أدعية قصيرة، وكلها تهليل وتسبيح وتحميد، لا يوجد فيها تضرع، ولا مناجاة، لا يوجد تفصيل ولا عرفان، والسبب هو أن الذين عاصروا النبي (ص) نقلوا لنا الصورة وليس السيرة، فهم ينقلون مثلا كيفية سفر رسول الله  (ص) من عرفة إلى المشعر الحرام فيقولون: خرج بعد الزوال من عرفة ثم نزل من بغلته في المشعر، فلا زال رافعاً كفيه ولا زال قانتاً لله سبحانه حتى شروق الشمس، ثم صلى الفجر، ثم ذهب بعد شروق الشمس إلى منى ليرمي..!!  رسول الله (ص) بقي رافعاً يده طول هذا الوقت ولا ينقل دعاؤه بينما ينقل لنا أنه ركب البغلة، نزل من على البغلة.. وقف.. خرج.. هذا القشر هو ما اهتموا بنقله لنا، أين هو هذا الدعاء الذي استغرق كل هذا الوقت الطويل؟ فهو المهم والأصل والأساس! الأمر يشبه أن ترسل بدوياً لزيارة جامعة ضخمة بكل ما فيها من تخصصات كثيرة وتقدم علمي كبير وتطلب منه أن ينقل لك أخبار عن هذه الجامعة، فيقول لك: هي مبنى كبير وفيه غرف كثيرة.. إلخ، والحل أنك  لم ترسله إلى بيت بل إلى جامعة، أنت أرسلته ليخبرك عن الكفاءات والقدرات العلمية الموجودة في الجامعة لا شكل مبناها وتفاصيله.

نحن الإثناعشرية الوحيدون الذين ننقل الأدعية، لأننا نهتم ونبحث عن روح السيرة وليس عن الصورة.

إذن السيرة هي هذه الروح الموجودة في أفعال رسول الله صلى الله عليه وآله. لاحظوا دقة القرآن في تعابيره ﴿ شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ ﴾ الشورى 13. فعلاوة على الشرع والظاهر هناك أمر وحياني، ووصايا ربانية إلهية.

أصل استخدام كلمة الشرع يحتاج إلى شرح:

يعرف الفقهاء الشريعة بأنها ما شرعه الله من العقائد والأحكام التي يستند إليها في تنظيم حياة الناس، والإنسان حتى ينظم حياته لا بد أن يعرف الصورة ويعرف السيرة، إذن هناك نوع من الأصالة محفوظة في كلمة الشريعة.

ونفس كلمة شريعة فيها تجريد وتهذيب وتشذيب من الشوائب التي قد تكون علقت بالإسلام بسبب الواقع الخارجي، كحال الدين والتدين، فالدين هو الذي شرعه الله سبحانه وتعالى، ولكن التدين هو سلوكنا.

و لا بد من وجود أحد يستطيع أن يعرف روح سيرة رسول الله (ص)، ويستخرج الدين من سلوكه. ولهذا نحن في فقهنا نقسم الشريعة وما صدر عن رسول الله (ص) من أقوال وأفعال إلى عدة أنحاء: فمرة تقسم الأحكام إلى ثابتة ومتغيرة ومرة إلى ثانوية وأولية، وبيان ذلك:

١- الأحكام الثابتة: هي التي لا تتغير بتغير الزمان والمكان والظروف. مثل قوله (ص) “صلوا كما رأيتموني أصلي”، “حجوا كما رأيتموني أحج”، “توضأوا كما رأيتموني توضأت” فالمطلوب هو محاكاة أفعال رسول الله (ص). هذه ثوابت لا تتغير، ونصوص لا يُجتهد أمامها. وهذه غالباً في الشؤون العبادية، والذي يصل إلى المقصد على اختلاف الأزمنة وتعاقب الأجيال هو من عرف روح السيرة. و هذا هو ما يجعل الإسلام حيوياً.

يجدر الإشارة إلى أن أحد الأسباب التي جاهد من أجلها الإمام الحسين عليه السلام هو كون هذه الشريعة خاتمة، والنبي هو الخاتم، فلو تركت الشريعة للإهمال والعبث لن يأتي نبي بعد الخاتم ليصلح ما فسد.

٢- الأحكام المتغيرة: وهي تتعلق بما يتغير من الأحكام بحسب المصلحة، وذلك مثل منعه (ص) إخراج الذبائح من منى، ولكن عندما جاء الإمام الباقر (ع) أجاز إخراجها، هل يعني أن الإمام الباقر عارض عمل رسول الله؟ لا ، بل هو تغير الظرف والزمان والمكان والمصلحة، نقل أنه قيل للإمام الباقر (ع) إن رسول الله (ص) لم يعمل هكذا، فبرر ذلك بأن منى في ذلك الوقت كان فيها أناس محتاجون، والحجاج قليلون، فالذبائح تكفي لمحتاجي منى. لكن مع تقدم الزمن وتضاعف عدد الذبائح، زادت عن الحاجة فأمر الإمام بإخراجها من منى .

قالب فعل رسول الله (ص) هو ما اختلف لا روحه، وإذا انتفت الروح من هذا الحكم الشرعي انتهى الغرض منه. الحاج يطعم غيره من الفقراء حتى تتكسر الطبقات الاجتماعية وتتعالج، فالأفعال لها أسباب ومصالح، وروح الفعل هو المقصد من هذه الذبيحة، وليس هو أن تبقى هذه الذبائح في منى.

 وهناك مثال آخر عن الأحكام المتغيرة، فقد نهى النبي عن أكل لحم الحمار (هو مكروه وليس حرام) إلا لو حدثت مجاعة، بينما أجاز الإمام الباقر أكله حتى في غير زمن المجاعة، وقد سئل (ع) عن ذلك فأوضح أن الحمير  كانت في زمن النبي هي المراكب المتوفرة عند الناس، فذبحها يتسبب في غلائها. ونهي النبي عن ذبح الحمير وأكلها ليس لحرمة ولا لمفاسد واقعية في لحمها، بل لأجل علاج مشكلة اقتصادية، ولمنع وقوع احتكار وحصار اقتصادي. و في أفعال رسول الله (ص) الكثير من هذا القبيل.

إذاً السنة هي معرفة هذه الروح، ولذا فإن فقه أهل البيت واسع، لأن فهمهم لسيرة رسول الله (ص) هو فهم واسع.

كما أن سيرة رسول الله  (ص) منها:

– أحكام أولية.

– أحكام ثانوية.

فمن الأحكام الثانوية مثلا مسألة السبي واتخاذ الإماء والعبيد. من المعلوم أنه كان الجيش الإسلامي يأسر في الحروب، والقرآن أيضا نزل بذلك. وكان يوجد في المدينة أسرى وسبايا، لكن هذا لايعد من الأحكام  الثابتة فإذا ناقض العدالة وخالف المصلحة انتهى.

خصوصاً أن هذا الحكم كان سائداً في الأعراف الحربية لدى كل الأمم آنذاك، وتغيير الأعراف لا يتم دفعة واحدة، بل يحتاج لوقت طويل. شرب الخمر مثلا لم يغيره الإسلام دفعة واحدة.

الأسر وسيلة لردع العدو، الذي يؤسر هو الكافر بشرط أن لا يكون ذلك مخالفا للعدل، وأن يؤدي أسره إلى ردع العدو وتقوية شوكة الدولة الإسلامية فلا يُستخف بحرمتها. ثمة أناس يدّعون إنهم يسيرون بسيرة رسول الله صلى الله عليه وآله ويسبون ويقتلون ويكفّرون الناس. لا يجوز تطبيق هذه السيرة المشوهة والمشوشة لسيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وللعدل والمباني الأساسية التي بعث لأجلها رسول الله صلى الله عليه و آله.

للشهيد الصدر وقفة مع الحكم بالقتل على المرتد الذي يتسالم عليه تقريبا في الأوساط الفقهية فيرى أن المرتد في زماننا لا يقتل، لأن الحجة غير تامة، ويبرر ذلك بأنه إنما يقتل المرتد إذا كان العلم متيسراً والدولة إسلامية قائمة والحجة تامة وإيصال المعلومات والحوار والنقاش مسموح به، ليتأكد لنا أن هذا المرتد معاند ويريد تضعيف الإسلام وإيجاد الخلل داخل الأمة الإسلامية، عند ذلك  يقتل.

هناك فرق كبير بين من يعرف روح السيرة وبين من يقف على صورة السيرة، ولايعرف روح السيرة إلا إنسان فيه بعد وحياني رباني، من هنا نرى أن مراجعنا إذا أفتوا فتوى يقولون والله أعلم، وذلك لأنهم يجهتدون في قراءة النصوص وفهمها، ولا يمكن أن ينسب حكم ما لسيرة رسول الله (ص) على نحو القطع إلا الأحكام التعبدية التي نحن ملتزمون بها، وكلها مبنية على الظواهرِ.

فعندما يقول الإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه (أريد أن أسير بسيرة جدي) فهو في الحقيقة يريد إعادة الروح للعبادات والشؤون الدينية والفقهية والعقائدية.

قد يكون ما أمر به رسول الله (ص) في زمان ما لا يصلح أن يأمر به الإمام الحسين (ع) في زمان آخر. وهو يحافظ على القيم والمقاصد الأساسية، ومن يستطيع أن يحافظ على المقصد الأساسي من فعل رسول الله هو الذي يستطيع أن يعلّم الناس.

قد يقال:  إن لم يكن لغير المعصوم أن يستلهم روح الشريعة فبأي شيء نتعبد إذن؟! وماذا نفعل بهذه الرسائل العملية؟!

الجواب : نحن نتعبد لأننا على حجة شرعية لا لأن ما عندنا من الأحكام مطابق للواقع، نتعبد لأننا نعلم بأن الله سبحانه وتعالى سيثيبنا على الالتزام بهذا الحكم الشرعي أما مطابقة الواقع ومطابقة سيرة رسول الله (ص) فهذه لا يمكن أن يدعيها أحد إلا أهل بيت النبوة عليهم السلام.

 من هنا يمكن أن نعي مدى خطورة أن تنعكس السيرة ويجلس أجهل من في الأمة مجلس رسول الله (ص) بصفته خليفة للنبي وهو لا يعرف صورة أفعال الرسول فضلا عن سيرته، هنا يقول الإمام الحسين (ع ) (فعلى الإسلام السلام إذا بليت الأمة براعٍ مثل يزيد).

هل يوجد أوضح حجة وأكثر بداهة من الكلام الذي يقوله الإمام الحسين (ع)؟!(١)

عندما يقول: يزيد رجل فاسق شارب الخمر وقاتل النفس المحرمة ومعلن بالفسق، ومثلي لا يبايع مثله لاحظوا أن الإمام الحسين صلوات الله عليه يحتج بحجج بديهية وبسيطة جداً لا يحتاج فهمها إلى عمق معرفي. يقول (ع) في حديثه مع الجيش الأموي: (ألا وأن هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان) الشيطان ليس سوى هؤلاء الذين يصدون عن سبيل الله.

في رواية عن الإمام الباقر (ص) وكان يطوف مع بعض أصحابه في بيت الله بمكة المكرمة فقال لهم: هل أدلكم على الصادين عن الله سبحانه وتعالى؟! إنهم هؤلاء المجتمعون في حلقات ويدعون أنهم يعرفون سيرة رسول الله (ص) وسنته. و من يعبر عنهم الإمام الحسين (ع) (ألا وإن هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان، وتركوا طاعة الرحمن، وأظهروا الفساد، وعطلوا الحدود، واستأثروا بالفيء، وأحلوا حرام الله، وحرموا حلاله)

الإمام الحسين (ع) لا ينهض وينتفض ويثور لنفسه، بل لأن الحدود معطلة والحقوق مسلوبة، وأغلب هذه الأمة يصدق عليهم (شهد ولم يستشهد)، لذلك قبل أن يصل الإمام الحسين (ع) إلى كربلاء وقبل أن يضيق عليه جيش عمر بن سعد، وعندما كان يرى خياماً من بعيد لبعض شيوخ العشائر والشخصيات المؤثرة  كان يقصدهم و يستصرخهم ويستنصرهم فيمتنعون عن إجابته، ومع ذلك تدفعه رحمته بهم إلى أن يطلب منهم الابتعاد عن المكان، حتى لا تصلهم واعيته وصرخته فلا يجيبونه فيستحقون العذاب، هذا الذي في قلبه كل هذه الشفقة على الأمة، تختار الأمة تركه يرحل عن حرم جده (ص).

ألا لعنة الله على الظالمين

 


١. ولذلك أحد أسماء الإمام الحسين عليه السلام ( قتيل العبرات ) لأنه لم يدع حجة إلا وقالها ولا يوجد أي سبب يبررون به قتله.

 

كيف وجدت المقال؟ شارك الآخرين ذلك

معدل التقييم 0 / 5. عدد التقييمات 0

لا يوجد تقييم للمقال حتى الآن

كيف وجدت المقال؟ شارك الآخرين ذلك

معدل التقييم 0 / 5. عدد التقييمات 0

لا يوجد تقييم للمقال حتى الآن

اختر تصنيفًا

إحصائيات المدونة

  • 134٬162 زائر

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

كيف الطريق إليه (عج)؟ 5 (1)

إن من الدقة أن نقول إن الطريق للإمام (عج) هو أن تربط نفسك بمشروعه، أما الذهاب لجمكران والسهلة والقيام بأعمال أربعينية فهذه مسائل ثانوية، وليست هي الأصل وإن كانت مهمة ومعينة وثمة حاجة لها للارتباط بالإمام (عج).

جهاد السيدة زينب ﴿؏﴾ وأخلاقيات الصراع بين الحق والباطل 0 (0)

﷽ توطئة  مما لا شك فيه أن الصراع بين الحق والباطل ولد مع ولادة الإنسان؛ وذلك لاختلاف الناس في القوى والصفات والأفعال، وأن سلسلة هذا الصراع لم تبدأ بنزول آدم ﴿؏﴾ إلى الأرض  حاملًا في أصل جينات وجوده العداوة لإبليس، وكذا إبليس أيضًا؛ بل كانت في عالم الأصل منذ الخلقة...

مقام المنصورة في السماء 0 (0)

﷽ وأفضل الصلاة والسلام على خير الأنام المصطفى ﷺ وعترة الطاهرة ﴿؏﴾ أبارك لرسول الله ﷺ ولآل بيته ﴿؏﴾، ولمراجعنا العظام والأمة الإسلامية، المولد الأطهر للصدّيقة الطاهرة ﴿؏﴾، ويوم المرأة العالمي، ولا يفوتنا هنا أن نبارك بالتبع ميلاد ابنها بالحقّ مفجر الثورة الإسلامية...