معالم الآخرة في سورة يس ١
في هذا العالم الواسطة لسلام الله على خلقه هو رسول الله صلى الله عليه وآله ﴿ وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ﴾ الإنعام: 53 أما في الآخرة فيتجلى الله أكثر ويكون وسيط سلامه لخلقه الملائكة ﴿ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ الزمر: 73 فهذا جزاء عملكم، لأن الإنسان عندما يُعطى عطية ولا يعلل له سبب استحقاقه يبقى شاعراً بالمنّ، و الله لا يريد أن يشعر عبده بذلك في جنّته. هذا التعليل فيه نوع من الكرامة التي هي حس أساسي في الإنسان لا يستغني عنه في أي عالم من عوالمه ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ ﴾ الإسراء: 70. ثم يحدث تجل أشد لله سبحانه، وتصفو الصورة أكثر فيتلقى المؤمن سلام الله مباشرة ﴿سَلَامٌ قَوْلًا مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ﴾ .