ورد عن رسول الله ﷺوآله  قوله: “إن الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة” بحار الأنوار ج 36 ص205
لو تسائلنا:
كيف يكون الحسين ﴿؏﴾ مصباح الهدى، ثم لا يراه ولا يتبعه كثيرون ويخالفه الأكثر؟
لا شك ليس المراد من نور المصباح هنا النور المادي؛ لأنه يتساوى في رؤية ذلك النور بار الناس وفاجرهم.
وليس فقط النور الانكشافي العرفاني؛ لأنه لن يراه إلا الخواص والأوحدي من الناس.
بل الأولى أن يكون كما هو نور الضمير والعقل، يدركه سليم العقل والقلب والمتوسط من المؤمنين، إنه نور التحليل للأمور.
وللأسف فإن هذا النور مع وضوحه لكن لم يره كثيرون، فمعرفة مداخل الأمور ومخارجها مما يدركه كل إنسان متوسط العقل ومتوسط الرؤية القرآنية وبإمكانه أن يهتدي إليها.
ويمكننا أن نستفيد ذلك المعنى  عبر القراءة التاريخية التحليلية للسيد القائد، حيث يعزو سبب سقوط دولة أمير المؤمنين ﴿؏﴾ إلى أمرين:
1- عدم القدرة على التحليل والربط بين الأمور ومعرفة أهل الزمان.
2- القصور في النظرة القرآنية للأحداث.
وعليه فما ينبغي التركيز عليه – وهو يناسب شأن الإمام الحسين ﴿؏﴾ – هو: التوحيد في الشجاعة وفي فهم الواقع الخارجي وعدم الخشية من كلام الناس، وفي المقابل حين لا يتصف الإنسان بذلك سوف لا يرى الأمور بوضوح ولو كانت بمستوى مصباح، ويمكننا الاصطلاح على ذلك بتوحيد الحساب، فحين  لا يكون الإنسان موحدًا في حساباته وتزداد قناعته بازدياد عدد الأصوات ويرتفع منسوب الحف عنده بكثرة الآراء حينها فلن يفهم ﴿وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا﴾ النساء 6
ويقول تعالى: ﴿وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ۖ﴾ الأحزاب 37 رسول الله ﷺوآله لا يخشى غير الله ﷻ ولكن لأهمية هذا المنزلق خوطب به النبي الأكرم ﷺوآله .
من هنا تتجلى ميزة الإمام الحسين ﴿؏﴾ في الجانب المصباحي النوري  التوحيدي، بطولته وشجاعته لا يحسب فيها حساب إلا للإسلام لذلك نقول في زيارته ﴿؏﴾: (السَّلامُ عَلَيكَ يا أبا عَبدِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا بنَ رَسُولِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا بنَ سَيِّدِ الوَصِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ فاطِمَة‌َ الزَّهْراءِ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيكَ يا بَطَلَ المُسلِمِينَ…) مفاتيح الجنان