ما زلنا مع الدعاء الرجبي (خَابَ الْوَافِدُونَ عَلَى غَيْرِكَ، وَخَسِرَ الْمُتَعَرِّضُونَ إِلَّا لَكَ، وَضَاعَ الْمُلِمُّونَ إِلَّا بِكَ، …)
كنا نحاول التوصل إلى العناصر الأساسية للفعل الذي يوصف بالخيريّة على حدّ تعبير الشرع، وفي المقابل بيان الفعل الذي يخلو من هذه العناصر. وقلنا أن مادة إثبات هذه العناصر هي الأدعية الواردة في شهر رجب. واتفاقا مع مدّعى التسمية لعلماء الأخلاق بأن هذا الشهر هو شهر التخلية فنحن نركز على هذه العناصر الموجودة في هذا الدعاء من هذا الحيث.
تحدثنا عن العنصر الأوّل من عناصر هذه النظرية، وقلنا أن العمل الموسوم بالخير والذي له قيمة في الدين الإسلامي هو العمل الذي تنظر فيه العلة الغائية. أي الغاية التي سوف ينتهي إليها الفعل، فإذا كانت الغاية التي سوف ينتهي إليها الفعل هي الوفود على الله سبحانه وتعالى فأيا كان هذا النشاط وهذا الفعل فإنا نسِمه بالعبادة سواء كان نشاطاً اجتماعياً أو سياسياً أو فكرياً أو ثقافياً أو علمياً، بل ربما يكون النشاط العلمي أكثر تحقيقا للقرب والوفادة على الله سبحانه وتعالى من بعض النشاطات الأخرى.
إذن العنصر الذي نعرف به خيريّة العمل هو باعث العمل وغايته. وهذه مسألة تدرك بالوجدان، وغايات الأعمال واضحة جدا ًبالنسبة للإنسان فلا يخفى على الإنسان المبدأ والمحرك والغاية النهائية التي يريد أن يصل إليها بأعماله. وعنصر العلة الغائية ( القرب من الله ) هو ما يعطي للعمل قيمة ويسِمُه بالخير وبأنه مطلوب وأنه خلق وأنه رفيع. لذا فكثير من المكتشفين والمخترعين والعلماء والعباقرة لا يمكن اعتبار عملهم صالحا وفق النظرية الإسلامية فلهم غايات مختلفة كالوصول إلى مواقع أو اكتساب السلطة وغيرها.
ولكي نستطيع أن نوضح بقية العناصر يجب أن نوضح معنى القيمة والعمل القيمي، فماذا نريد بالعمل القيمي؟
العمل القيَمي هو العمل الذي يدفع الإنسان في مقابله ثمن وقيمة. وبمثال توضيحي بسيط نرى أن الإنسان حين يشتري شيئا من السوق فهو يدفع قيمة مقابله. العمل القيَمي كذلك يشترط فيه أن يدفع الإنسان شيئا ليحصل عليه، يشترط أن يتنازل عن شيء هو أدون وأقل قدراً وقيمة من الذي يرجوه. مثلا الإنسان الذي يقوم بأعمال القربات والطاعات والعبادات فهو يعطي من جهده ومن وقته ومن نفسه وأعصابه ليقوم بهذا العمل القربي على نحو التوجّه، فهو في الحقيقة يدفع قيمة من قواه الداخلية وشهواته ورغباته وأهواءه. فعندما يدفع الإنسان جهد مقاومته لهذه الرغبات في مقابل أمر هو أعلى وأهم نسمي هذا الأمر الثاني بعمل (قيمي)، ونطلق عليه قيمة، كذلك عندما يتواضع الإنسان في بعض الموارد لأجل الله سبحانه وتعالى قد يخسر الكثير لكنه في النهاية يحصل على قيمة، فهو يدفع شيئا ويأخذ شيئا آخر. حديثنا يدور في هذه العناصر الأساسية التي تجعل العمل قيميا في مفهومنا الديني، وفي الضمن نستعرض النظريات الإنسانية والفلسفية ونظريات المتألهين حول ذلك. قبل الدخول في العنصر الثاني للبحث يجدر الإجابة على سؤال تكرر من الحاضرات بشأن المحاضرة السابقة وهو:
إذا كان الشرط الأول في العمل القيمي هو أن تكون الغاية فيه واضحة وهي وجه الله سبحانه وتعالى، فهل معنى ذلك أن بقية الأعمال والنشاطات التي يقوم بها الإنسان بشكل أتوماتيكي ولأغراض ثانوية وجانبية ليس لها قيمة عند الله سبحانه وتعالى وفق النظرية الإسلامية ؟
وفي الجواب نقول:
كقاعدة يجب أن نلتفت إلى أن كل عمل يقوم به الإنسان ويحتوي على بعد خيري وقيمي فله القيمة والثمن بمقداره، لكن بشرط أن لا يحدث اختلال في القيم. وسنوضح ذلك من خلال القرآن. يقول تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ ﴾ [التوبة: 24] يتحدث الله سبحانه وتعالى عن حب الإنسان للأمور التي فطر على حبها ثم يضع المعيار الذي يجعل هذه المحبة الطبيعية الإنسانية مرفوضة. فالإنسان يحب أبناءه وعشيرته وسكنه والإمكانيات التي أعطاها الله له، وهذا أمر طبيعي. ما تتحدث عنه الآية هو تعارض القيمة، يعني وجود شيء قيّم هو حب الله ورسوله والجهاد في سبيل الله يجب أن يقدّم ماهو أدون قيمة له، ولكن اختلال الميزان يعكس المعادلة فتكون هذه الأمور الأدون قيمة ( الأهل والعشيرة ) أحب مما هو أعلى قيمة ( الله ورسوله والجهاد ). وعندما يختل المعيار والميزان فتعطي قيمة لشيء هو في موقعه القيمي أدون ويجب أن يصرف في مقابل ما هو أعلى قيمة عند ذلك لا يصبح هذا العمل ذو قيمة عند الله. بل يتحول إلى العكس – والعياذ بالله – والله سبحانه وتعالى يعبر عن الأهل بـ ﴿ إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ۚ ﴾ [التغابن: 14] احذروا أزواجكم وأولادكم حينما يصدون عن الله سبحانه وتعالى، عن القيمة الأعلى.
إذن القيمة الإلهية لا تحذف بقية القيم، إنما تحذف بقية القيم إذا تعارضت معها لأنها تحولها إلى قيمة ساقطة غير مطلوبة. نعم، القيم في نفسها مطلوبة ولكن ليس كعلة غائية ونهاية، وكلما كانت العلة الغائية واضحة بالنسبة للإنسان ترتبت سائر علاقاته ووضعت في مكانها فلا يتمركز الإنسان في القيم الأوّلية. هذا التمركز الذي تعالجه النصوص الدينية بلسان شديد إذ ورد في الحديث القدسي عن الله سبحانه وتعالى: “وعزتي وجلالي ومجدي وارتفاعي على عرشي لأقطعن أمل كل مؤمل غيري باليأس ولأكسونه ثوب المذلة بين الناس” هذا النوع من الروايات يريد أن يجعل الإنسان يبدأ وينطلق من الغرق والانغماس أو قولوا التعميد في التوحيد(1).
أدعية هذا الشهر – شهر التخلية – تغمس الإنسان وتعمّده في محيط عرفان الله سبحانه وتعالى فتبدأ من العلة الغائبة فنقول: “خاب الوافدون على غيرك وخسر المتعرضون إلا لك وضاع الملمون إلا بك وأجدب المنتجعون إلا من انتجع فضلك …” وقد شرحت الانتجاع من قبل(2). وإلى هنا اتضح جواب السؤال .
سنبدأ بحثنا اليوم بإكمال الحديث عن عناصر خيرية الفعل في النظرية الإلهية:
العنصر الثاني الذي يجب أن يتوفر في الفعل لكي يكون خيرا ومطلوبا من الله ومنسجما مع النظرية الإلهية فلسفيا وأخلاقيا وعقائديا هو الإطلاق والثبات والبقاء. أي أن يكون لهذا الفعل بعد قيميّ ليس محدودا بالزمان والمكان، وهو مايعبر الشهيد الصدر عنه بالمثل الأعلى(3). بداية سنكمل استعراض النظريات الأخلاقية الفلسفية عند الفلاسفة غير الإسلاميين، ثم بعد ذلك ننظر إلى هذا العنصر الذي هو العمومية والإطلاق والثبات من وجهة النظر الإسلامية.
قلنا في الجلسة الماضية أن الأوربيين المسيحيين وضعوا القانون اعتمادا على فلسفة الأخلاق، لذلك كثيرا ما نعجب بهم وبحضارتهم. ولكي يكون لدينا ميزان صحيح في تقييم تلك الحضارة علينا أن نعرف مبانيها ونعرف ما يقابلها مما عندنا، وهذا ما نبحثه في هذه الدروس.
هيغل ونظرية الروح الاجتماعية:
من الفلاسفة المسيحيين الذين تحدثوا عن قيمة العمل جورج هيغل ( 1770-1831م). وله نظرية يعتقد بها أغلب الفلاسفة المسيحيين مفادها أنه ليس هناك قيمة لأي فعل وليس هناك أمر يستحق المدح أو الذم إلا ما يدرك الإنسان أنه ممدوح أو مذموم، ففي الخارج لا يوجد شيء ثابت وكل الأمور نسبية. فالمجتمعات تتطور وتتغير فيها الروح الاجتماعية والعالم كله يتجه نحو التطور والتحول والتغير والتبدل. وبيان هذا القانون الذي يقول به هيغل هو: إذا قارنا بين مثلا إنسان اليوم وإنسان ما قبل ألف سنة فسنجد كثيرا من التطورات التي حدثت ولا يوجد وجه للمقارنة. وحسن الفعل وقبحه والمدح والذم والخير والشر تعتمد على الجري وراء هذا التطور فلا يوجد حسن وقبح مطلق بل هو متغير وفق الروح الاجتماعية. وهناك شخصية اجتماعية يشارك كل المجتمع في تكوينها تنتهي إلى وجود استحسان لأعمال معينة واستقباح لأعمال أخرى، وتكون هذه الروح هي معيار الحسن والقبح في الأفعال. هذه الروح الاجتماعية – عندهم – هي ما يلهم الإنسان بأن هذا العمل قبيح وأن هذا العمل حسن. فكلما كان العمل منسجما مع الواقع الاجتماعي الذي يتطور كلما كان الفعل حسنا ممدوحا، فما يجب أن يكون هو بالضبط مثل ما هو كائن في الخارج وأفعالنا إنما تصبح ممدوحة أو مذمومة بقدر ما تنسجم مع روح العصر. (4).
نقد النظرية: طبعا نحن أيضا نقول بالتطور في الطبيعة لكن لا نجرّه إلى عالم الأخلاق، ولا نعتقد أن هذا التطور هو معيار المدح والذم للفعل ولدينا إشكالات حول هذه النظرية.
الإشكال الأول: إذا كانت روح العصر المتطورة هي التي تلهم الإنسان أن يعرف معنى الصلاح والفساد والخير والشر فهي تلهم من؟ هل تلهم كل الناس ؟ عندما نسألهم من هم هؤلاء الملهمين؟ يجيبون: هم الطبقة الكادحة. والرد على هذا يتمثل في التالي:
مشكلة الإنسان المادي هو أن الوضع الاقتصادي هو المبدأ والمنتهى لديه. لذا فهم يقولون أن هذه الطبقة الكادحة عندما تسعى للتغيير والتبديل وإزالة الظلم فهي تتحرك باتجاه العدل، و في النهاية العدل هو القيمة الحاكمة لكل العقول. فالحسن والقبح عندهم هو ما تلهم به هذه النفوس التي هي بالدرجة الأولى الكادحين الذين يسعون لأجل التغيير وإقامة العدل هؤلاء في الحقيقة أعطوا روح العصر ما أعطيناه نحن لله سبحانه.
الإشكال الثاني: أين الضابط في روح العصر؟ من الذي يقول أن حركة الكادحين هي دائما حركة صحيحة وسليمة؟ نعم، القيام ضد الظلم مطلوب لكن من الذي يقول لنا أن كل هذه الفعاليات تنتهي إلى خير وهي الغاية والنهاية؟ الحرية بالنسبة لهم موجود مطلق، العدالة كذلك، والحال أنّ الأمر ليس كذلك هذه ليست إلا مراحل أولية.
نظريتنا الإسلامية: الفارق بيننا وبينهم في النظرية الأخلاقية عدة أمور:
الأول: نحن نعتقد أن الملهم في حسن الفعل أو قبحه هو الله سبحانه وليس روح العصر قال تعالى: ﴿ فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ﴾ [الشمس: 8] وأما روح العصر الناشئ من التطور البشري فالقرآن يذمه ويقول: ﴿ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأخْسَرِينَ أَعْمَالا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً ﴾ [الكهف: 103-104] هناك أناس خاسرون ولكن أخسر الناس هم ( الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) الإنسان ساع وفاعل آنا آنا لكن قد يسعى في ضلال، عندما تناقش هؤلاء لا تجد أن لديهم شيئا، هم فقط يتصورون ان روح العصر تلهمهم، و يحولون تلك الإلهامات إلى قيم أخلاقية ثم إلى أمور عقائدية ثم إلى قوانين. أما وفق النظرية الإسلامية فالملهم هو الله، وهو القيمة العليا المطلقة والغاية التي ليس وراءها غاية وما عداها من القيم من عدالة وحرية هي دونها، وما يسمونه روح العصر نسميه نحن ( الله ).
الثاني: أن هذا الإلهام قانون دائم، وهذا الملهم الهادي المرشد سبحانه يوصل الإنسان الى عمل الخير دائما وهو قانون ثابت لايتغير ولايتبدل. ليس عندنا عمل خيّر ممدوح في جيل دون جيل وفي زمان دون زمان. وإذا كانت روح العصر تقول لهم أن الزواج المثلي -مثلا – خطأ وبعدها تحلل لنا الزواج المثلي فقوانيننا ثابتة ومعاييرنا الأخلاقية أيضا ثابتة.
الثالث: مصدر الإلهام متساو بالنسبة للناس ولا يختص بطبقة كادحة أو غيرها. لاحظوا هذا المقطع الوارد في الدعاء الرجبي الذي بدأنا به: { اَللّـهُمَّ فَاهْدِني هُدَى الْمُهْتَدينَ، وَارْزُقْني اجْتِهادَ الُمجْتَهِدينَ، وَلا تَجْعَلْني مِنَ الْغافِلينَ الْمُبْعَدينَ } هذه سنة الله التي لاتتغير ولاتتبدل، فلايوجد شريحة معينة يقصدهم الله بالهداية وهم أهم عند الله سبحانه، بل هو يهدي الجميع على حد سواء(5). إن القول بعدم ثبات معايير الحسن والقبح، وأنها خاضعة لروح العصر يعني تدمير الأخلاق فما يعمل في هذا الزمن يصبح خطأ في زمن آخر فلا قيمة واقعية للأخلاق لأنها تتغير بتغير روح العصر. القيمة الأخلاقية وفق النظرية الإسلامية فهي ثابتة غير متغيرة. فالعبادة والصدقة وغيرها قيمة الآن أو بعد مليون سنة .. وقيمة أعمال الخير لا تتغير ولا تتبدل. ونحن نقول أن القيمة الأخلاقية لا تتغير. فطاعة الله والإنقياد لله وطلب الهداية من الله وأن تكون مجتهدا في طاعة الله كلها أمور ثابتة لا تتغير. ما يتغير هو السلوك الأخلاقي لا القيمة الأخلاقية، أي هناك معايير ثابتة لكن قد تتغير طريقة تنفيذ تلك المعايير(6) لذا عندما تكون القيمة ثابتة ويعتمد الإنسان على مصدر ثابت للهداية ويعتقد أن الله هاديه وموفقه للعمل الصالح فلن يعيش التغير والتبدل بعكس الغربيين الذين لا يملكون معيارا ثابتا للقيم الأمر الذي يجعل قيمهم متغيرة تفتقر إلى الثبات. النتيجة إذن هي: أن العنصر الثاني في الفعل الأخلاقي وفق النظرية الإسلامية هو أن تكون القيم قيم ثابتة. وهذا ما نراه في الدعاء الرجبي فالعبارات كلها مطلقة، وتعامل الله مع عباده هو على نحو السنن الإلهية الثابة { بَابُكَ مَفْتُوحٌ لِلرَّاغِبِينَ، وَخَيْرُكَ مَبْذُولٌ لِلطَّالِبِينَ، وَفَضْلُكَ مُبَاحٌ لِلسَّائِلِينَ، وَنَيْلُكَ مُتَاحٌ لِلْآمِلِينَ، وَرِزْقُكَ مَبْسُوطٌ لِمَنْ عَصَاكَ، وَحِلْمُكَ مُعْتَرِضٌ لِمَنْ نَاوَاكَ، عَادَتُكَ الْإِحْسَانُ إِلَى الْمُسِيئِينَ وَسَبِيلُكَ الْإِبْقَاءُ عَلَى الْمُعْتَدِينَ، اللَّهُمَّ فَاهْدِنِي هُدَى الْمُهْتَدِينَ، وَارْزُقْنِي اجْتِهَادَ الْمُجْتَهِدِينَ، وَلَا تَجْعَلْنِي مِنَ الْغَافِلِينَ الْمُبْعَدِينَ، وَاغْفِرْ لِي يَوْمَ الدِّينِ } والحمد الله رب العالمين.
(1) المعمودية هي طقس مسيحي يمثل دخول الإنسان الحياة المسيحية. تتمثل المعمودية باغتسال المعمّد بالماء بطريقة أو بأخرى. الشخص الذي يجري تعميده يصبح تابعاً ليسوع المسيح وتابعاً للكنيسة المسيحية. والعماد يمثل موت يسوع المسيح وقيامته في الحياة الجديدة. أيضاً الطفل المعمد يخلّص من الخطيئة الأصلية التي هي خطيئة آدم وحواء ويدخل الحياة مرة أخرى كإنسان جديد.(ويكيبيديا الموسوعة الحرة) يقول بعض العلماء: نحن أيضا عندنا تعميد لكن ليس في الماء بل في التوحيد. نعم الإسلام يدعو إلى التعميد في التوحيد، نقول في بعض الأدعية يا رب أو يا الله أو يا رحمن حتى ينقطع نفسك وهذا لكي تعرف من أرجع لك الروح، وتعرف الأصل الذي ترتبط به روحك. نحن نعتقد أن هذه الأدعية تأتي حتى تعمّد الإنسان في التوحيد وتجعله غارقا في وحدانية الله سبحانه وتعالى لكي تطهر الإنسان.
(2) (وأجدب المنتجعون.. ) في اللغة : انتجع القوم الكلأ أي ذهبوا لطلب العشب في موضعه، الدعاء يقول أن مكان الانتجاع الواقعي وطلب الحياة لجدب الروح هو الله وما عداه وهم.
(3) [السنن التاريخية في القرآن الكريم للشهيد محمد باقر الصدر]
(4) نحن في هذا الزمن ومع هذا الجيل مضطرون لطرح هذه النظريات ودراستها فعالم اليوم مفتوح ونحن نرسل أولادنا للخارج ، وإذا لم يعرف الشخص هذه المباني لا يعرف أن يقدر ما يبث في الغرب من أمور خاطئة ظاهرها حسن وجذاب ولا يمكن التمييز بينها وبين الحق.
(5) راجع : تحقيق نظرية نسبية الأخلاق للشهيد مطهري هناك نكتة أخلاقية مهمة هنا : في مجال العلاقة بالله سبحانه كثيراً ما يتصور الإنسان أنه مسؤول عن إصلاح نفسه هذا المعنى في مورد ما حقيقي، لكن في مورد الدعاء الإنسان يخاطب الله سبحانه على أن كل الامور هي بيد الله سبحانه حتى قلبك وضميرك و إرادتك هي كلها بيد الله سبحانه . هل هذا معناه أنك لست مختار ؟ لا . ولكن في حال الدعاء أنت تخاطب الله بقانون الله فكأنك تقول أنت هديت غيري ماذا يضرك لو هديتني، فاهدني هدى المهتدين .هذا يعني أن هناك شيئ ثابت وهو قانون الهداية وقانون أن الله سبحانه يرزق اجتهاد المجتهدين .هذا عندنا قانون ثابت لا تغيره روح العصر.
(6) تشير الأستاذة الفاضلة إلى فكرة الشهيد مطهري في التفريق بين القيمة الأخلاقية والفعل الأخلاقي. راجع كتابه: تحقيق نظرية نسبية الأخلاق المعتزلة لهم نظرية شبيهة . فهم يقولون: لا توجد أحكام واقعية وخارجية لله سبحانه ، إنما الحكم هو ما ينتهي إليه رأي المجتهد أي لايوجد شيء ثابت أما نحن فنقول أن هناك أحكام واقعيه هي مطابقة للواقع وأحكام ظاهرية يصل إليها المجتهد عبر الأدلة الظنية .ولا ندعي أن فتوى المجتهد تطابق الواقع، ولكن نقول أنه معذور وله أجر اجتهاده. لهذا نسمي أنفسنا بالمخطّئة من هنا الفتوى ليست لدينا مقدسة، المقدس هو الفقه والعلم.
0 تعليق