ذكرنا في ما سبق أن الوصف بالوتر الموتور هو تعريف بأحد مقامات الإمام الحسين عليه السلام، وقد جاء في الخبر (إنّ الله وتر ويحب الوتر)(١). ورد تساؤل حول مسألة الوتر مفاده:
كيف لا يكون هذا المقام لرسول الله صلى الله عليه وآله فهو أولى بالوترية؟
والجواب: إن شرح بعض الأمور العقائدية يحتاج إلى بحث خاص، ولكن لا بأس ببيان هذه المقدمة وأنتم طبقوا عليها بعض الجزئيات التي سوف تأتي:
وتريّة الحسين وفق نظام الأسباب:
إن بعض المقامات لا تظهر في هذه الدنيا إلا عبر الوسائط، لأن هذه النشأة هي نشأة الأسباب والمسببات والعلل والمعلولات، فمقامات رسول الله صلى الله عليه وآله تحتاج إلى أسباب كي تظهر في هذا العالم وفي هذه النشأة.
هذا النوع من الأسئلة يشبه ما يطرحه البعض بشأن التوسل حيث يقال لماذا لا ندعو الله سبحانه وتعالى مباشرة؟
والجواب أنّ الدعاء له طرق و معابر، وهي طرق حقيقية وواقعية، وهذه المعابر والوسائط والسبل هي تماما مثل السبل في القوانين المادية، فالطبيب قد لا يعطي المريض الدواء مباشرة بل يعطيه دواء للمرحلة الأولى ثم يتدرج بالثاني ثم بالثالث ذلك لأنه لا يمكن أن يؤثر الدواء الأخير بدون أخذ الأدوية بالتدريج. هذا هو الحال في عالم الوسائط والأسباب.
إذا فهمنا فلسفة التوسل يمكن أن نفهم جواب الإشكال فنقول: حتى يظهر رسول الله صلى الله عليه وآله و نتعرف عليه لا بد من صورة مصغّرة منه تناسب أفهامنا ومشاعرنا وأحاسيسنا. فقانون السببية يتناسب ووضعنا وأحوالنا في هذه النشأة.
وخلاصة الأمر: أن مقام الوترية الخاصّ بالإمام الحسين ظهر فيه عليه السلام طبق كل الظروف المحيطة بنا، بما فيها خلقتنا و قدرتنا وعقولنا وإدراكنا. ولا يمكن أن ندرك الوترية في هذا العالم إلا عبر الإمام الحسين عليه السلام. لأن هذه الصفة الإلهية ظهرت في الصادر الأول عن الله سبحانه وتعالى وهو محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله، ولكنها لو بقيت فيه عليه وآله السلام لما عرفناها و أدركناها، لذا كان ظهورها في الحسين عليه السلام وفق هذه القاعدة و هي: أن كثيرا من الحقائق تحتاج أن تمر بمقدمات معينة حتى تظهر وتنجلى لنا.
ومن هنا نفهم معنى مقولة رسول الله صلى الله عليه وآله: (حسين منّي وأنا من حسين) حسين منّي تعني أن حسينا ابني من نسلي وأخذ فضائله منّي، وولايته من ولايتي (بنفس مضمون من كنت مولاه فعلي مولاه).
وأما (أنا من حسين) فتعنى أن للنبي حقيقة، وحقيقته في هذا الكون طبق هذا النظام لا تظهر إلا بالحسين عليه السلام، وهذا نوع من الاتحاد بين موجودين أحدهما يكون رقيقة لحقيقة معينة، وهذا بحث فلسفي تفصيله موكول إلى محله.
(حسين مني وأنا من حسين) تعني كما أن الحسين من رسول الله فرسول الله من الحسين، وإذا ربطنا الحسين بكل صفات رسول الله سنتعرف على وترية رسول الله، ولا طريق ثان لفهم وترية النبي صلى الله عليه واله.
كان الكلام في الخصائص الوترية للإمام الحسين عليه السلام، وأتينا بما ورد في الروايات من أن له عليه السلام خصوصيات ثلاث: الإجابة تحت قبته، والشفاء في تربته، والأئمة من ذريته. وشرحنا (الأئمة من ذريته) وفق معنى الوترية الذي ذهبنا إليه ووعدنا أن نكمل الحديث حول هذا المعنى.
الحسين عليه السلام أبو الأئمة:
تختلف الأبوة عن الوالديّة، فالوالد مأخوذ في معناه الولادة الطبيعية الفسيولوجية، لكن الأبوة أعم من ذلك، حيث تعني الأصل الذي يعود له الفرع. جاء في الحديث (أنا وعلي أبوا هذه الأمة)(٢). وقيل “أبواك اثنان، معلمك وأبوك”. بل عندنا في الرواية أن في يوم القيامة يخرج نور من صلب العالِم، فيلف هذا النور ساحة المحشر، فيجمع كل من استفاد من علمه، ويدخل ببركة ذلك الجنة. فكما أنّ الأب يطلق على من يلد بدن الإنسان كذلك يطلق على من يعلّم الإنسان و يربيه ويغذي روحه، فالأب هو الأصل الذي يعود إليه الفرع.
على هذا الوجه يمكن أن نفسّر معنى أن الحسين عليه السلام أبو الأئمة بأن الحسين هو الأصل الثابت الذي يعود له الأئمة، والحقيقة التي نفسر بها كل حقائق الأئمة عليهم السلام.
بيان معنى أبوّة الحسين بتقسيم آيات القرآن: يقسّم القرآن الكريم من عدّة اعتبارات، يمكن أن يقسّم بحسب السور أو بحسب الآيات، ويطلق على هذا التقسيم تقسيم عدديّ أو تنظيميّ، ويمكن أن تقسّم آيات القرآن بحسب المضامين اللفظيّة إلى محكم ومتشابه. قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ﴾ [آل عمران: 7]
(أمّ الكتاب) تشبه في معناها (أبو الأئمّة) تماما!
ولكي نشرح ذلك علينا معرفة ثلاثة مصطلحات: آيات محكمات – آيات متشابهات – أمّ الكتاب
آيات محكمات: الإحكام هو مادة حكَم وتعني: المنع من الفساد، والمصدر هو الحكمة، ويقال عن الطبيب (حكيم) لأنه يمنع البدن من المرض والفساد. ويقال لمن يدير البلاد (حاكم) لأنه يمنع الحركة الاجتماعية من الفساد ويحافظ عليها.
والحكمة: تمنع الإنسان من الفساد والانحراف والاختلال في القوتين النظرية والعملية، فنحن نقول هذا الإنسان حكيم يعني فهمه مستقيم غير فاسد، ويمكنه تطبيق القواعد العقلية على الواقع الخارجي، فتطبيق الحكمة النظرية على الواقع الخارجي ينتج حكمة عملية.
ورد عن الأمام الصادق عليه السلام (إن الجنة للمُحكمين) أي للإنسان الذي يحكم فهمه، ويحكم عمله، ويتقن كل ما يقوم به فـ (قيمة كل امرئ ما يحسنه).
وبهذا نفهم أن (الآيات المحكمات) هي الآيات التي تمنع الفساد، سواء كان الفساد ذهنيا أو سلوكيا أو اجتماعيا.
أم الكتاب: الأم هي التي تتقدم في وجودها على الأبناء، وهي سبب وجودهم، وحلقة الوصل للبيت كله, والمرجع الروحي والنفسي والفكري للأبناء، ولذلك تسمى أمّا لأنها المجمع.
وعلى هذا إذا وصفت الآيات المحكمات بأنها أم ّالكتاب فهذا يعني أنها مقدمة في المرتبة، ولها التقدم من حيث المعنى، ومن حيث قدرتها على منع التصورات غير الصحيحة والفهم غير الصحيح .
فهي محكمات أي: متقنة تمنع الفساد بسبب وضوح بيانها، وفيها تأصيل المباني التي تمنع الفساد.
و أخر متشابهات: لا بد من القول أولا أن كل القرآن محكم أي متقن ﴿الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ﴾ [هود:1] يعني حتى هذه الأيات المتشابهات هي في الأصل آيات محكمات، لأن القرآن كله أحكمت آياته. وكل القرآن أيضاً آياته متشابهات ﴿اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً﴾ [الزمر:23]، فما معنى التشابه المقصود في حديثنا؟
كيف يكون القرآن متشابها ومحكما معا؟
هناك معنيان للتشابه:
الأول: التشابه بمعنى التماثل ، فكل آية تؤكد الأخرى، فلا يوجد تعارض في آيات القرآن, ﴿وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً﴾ [النساء:82]، فهو محكم من ناحية الإتقان، ومتشابه من ناحية عدم التعارض فيه. وليس فيه تساقط.
المعنى الثاني للتشابه هو: من الشبهة، ففي القرآن آيات تشابه معانيها يؤدي إلى خلق شبهة حين يسمعها الشخص للوهلة الأولى. حيث أن بعض المعاني لا يفهمها و لا يدركها إلا الخواص، ولذا نحتاج إلى ربط الآيات المتشابهات بالمحكمات دائماً، لأن المحكمات هن أم الكتاب, وبهذا فإن إبعاد المتشابهات عن أمها يؤدي إلى الفتنة.
مثال:
يقول تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى: 11] ويقول: ﴿يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ﴾ [الفتح: 10]. الآية الأولى محكمة وهي الأصل، وفهم الآية الثانية يعتمد على إرجاعها للآية الأولى، لذا لا بد أن نتصرف في معنى كلمة (اليد)، ونفسرها بناء على الآية الأولى، فالأولى هي الأصل والأساس والأم. الآيات المحكمات هي التي تغذي الآيات المتشابهات بمعانيها، وإنما سميت (أم) لأنها تغذيها وتنميها.
﴿فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ﴾
الزيغ في القلب هو الميل والانحراف عن الجادة و فساد الفهم. فالإنسان مريض القلب ضعيف النفس يبحث عن المتشابهات التي توافق رغباته ولا تنافي مصالحه. في حرب الجمل أراد عمار بن ياسر أن يناقش طلحة في حق أمير المؤمنين فقال له الأمير (ع) دعه فإنه قد اشتبه على نفسه، ولا يأخذ من القرآن إلا ما وافق هواه، يركب الصعبة ويقول أنها السهلة.
تأملوا في المثال التالي :
الأصل في الدين أن مواجهة الظلم واجبة، حتى لو علم الإنسان أنه لا يزيله تماما، وإنما يخفف من وطأته، ويحد منه. ولكننا نجد من لا يريد القيام بهذا الدور، ممن ركنوا للظلمة فتمسكوا بالآيات المتشابهة أمثال ﴿وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾ [البقرة: 195] ليجعلوها مبرراً لإسقاط وجوب الجهاد ضد الظالمين، ولعل هذا أسوأ فهم للآية، وأسوأ استغلال لها.
لاحظوا سياق الآية، فقد أتت بعد آيات تأمر بالجهاد ﴿وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ (190) وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ (191) فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (192) وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ (193) الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (194) وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ فيكون معناها الصحيح: لا تتركوا الجهاد في سبيل الله و الانفاق، فإن ترك الجهاد معناه أنكم تلقون بأيديكم إلى التلهكة. لكن مريض القلب يدفعه ضعف نفسه وإرادته وفهمه لتأويل الآية لصالحه.
أبو الأئمة محكم يرد إليه المتشابه
بعد فهمنا لمعنى (أم الكتاب) واتحاده مع (أبو الأئمة) عرفنا أنّ الأبوة لا تقتصر على الولادة العنصرية، بل إن (أبو الائمة) يعني أيضا الأصل، والحقيقة التي تفسرهم و توضح مواقفهم، و به عليه السلام تكشف لنا سيرتهم وسلوكهم وأقوالهم عليهم السلام. بهذا المعنى تكون (أبو الأئمة) خاصية ذات معنى يجتمع في سياق واحد مع بقية الخصائص الراقية الواقعية الحقيقية الملكوتية: (…. وفي تربته الشفاء وتحت قبته استجابة الدعاء).
فسيرة الأئمة عليهم السلام لا يمكن فهمها إلا بردها إلى سيرة الإمام الحسين عليه السلام ويستحيل أن تفهمهم بغير ذلك، فبمجرد أن تبعدهم عن القضية الحسينية لا يظهر مضمونهم، وإنما يتجلّى معناهم عندما تهتدي للارتباط بينهم وبين الإمام الحسين. أو قولوا هو عليه السلام بحركته ترجمهم وأظهر معانيهم سلام الله عليهم.
فإذا أردنا أن نفهم -على سبيل المثال- رسالة الإمام الصادق (ع) مجتزئة وبعيدة عن رسالة الإمام الحسين (ع) فسوف يسبب لنا ذلك فتنة وإفساداً، بينما عندما نعود إلى أبي الأئمة تكون القراءة صحيحة ومحكمة، لأن سيرة الإمام الحسين متقنة ترد لها سير الأئمة كما يردّ المتشابه إلى المحكم.
في زمن الإمام الصادق (ع) كانت الساحة مليئة بالثورات في ظل انحلال وسقوط الدولة الأموية، وقيام الدولة العباسية، والوضع في حالة انهيار. أحد الشيعة وجد أن الفرصة مواتية للإمام الصادق (ع) ليتحرك، فقال له لماذا لا تقاتل؟ فأجابه الإمام: أو كل يوم لنا ناعية كربلاء!
يريد الإمام أن الأصل عندنا وظيفة القيام، ولكن أنتم ماذا سوف تعملون؟ سوف تعيدون معنا الكرّة وتخذلونا، فأن لم أستطع أن أدفع الظلم كاملا فأني أعمل بمقدار ما يحد من فساد الظلم.
إن الذين يبحثون لهم عن مخارج وبدائل للوظيفة الشرعية هم عادة من يتسبّبون في حدوث استسلام أكثر وتراجع وتراخ .. مما يؤدي في النهاية إلى زيادة الظلم وتمكنه، واستحكام الفساد، حتى يتحول إلى واقع اجتماعي.
المحكمات هن أم الكتاب، تماما كما أن الحسين عليه السلام أبو الأئمة. أي أنه النور الذي ينتقل إلى سائر الأئمة (ع)، فلا تستطيع أن تفهم تاريخ الشيعة إذا لم تفهم أولا قضية الإمام الحسين (ع)، فبها تترجم حياة الأئمة.
الإمام الحسين وتر في مصيبته:
ثم الإمام الحسين عليه السلام وتر في مصيبته أيضا، وهذا المعنى للوترية تلخصه السيدة زينب يوم استشهاده في قولها: (اليوم مات جدي محمد المصطفى، اليوم مات أبي علي المرتضى، اليوم ماتت أمي فاطمة الزهراء، اليوم مات أخي …) فما ما معنى هذه المقولة ؟
معنى هذه المقولة أن هؤلاء الخمسة المعصومين لم يكونوا في حياتهم مفردين، فرسول الله (ص) كان معه أمير المؤمنين (ع)، وأمير المؤمنين كانت معه الصديقة الزهراء (ع)، والإمام الحسن (ع) كان معه الإمام الحسين (ع).
في كربلاء لن يقتل الإمام الحسين فقط، بل سوف يوتر، يعني لا يوجد من يأنس به، لأنه لا يوجد من يمكن أن يدرك همومه التي تتوالى عليه، فهو وتر مفرد ليس معه أحد.
من المعلوم أن الهموم والمصائب إذا توزعت، وكان هناك من يدركها معك، ومن يعرف أبعادها فذلك يخففها. أما الحسين عليه السلام فقد كانت كل الهموم والمصائب واقعة على قلبه وحده، فكان وتراً مفرداً ليس معه أحد.
١. الكافي، ج3، ص25.
٢. كمال الدين، ج1، ص261.
0 تعليق