لرسول الله صلى الله عليه وآله  وللأئمة الأطهار ﴿؏﴾ ولمراجعنا العظام، بالأخص قائد الأمة الإسلامية حار العزاء بشهادة مجدد الدّين الإسلامي المحمدي الصافي جعفر بن محمد الصادق ﴿؏﴾.

لا شك أن هناك تطابق كامل بين الإسلام المحمدي الأصيل – باصطلاح الإمام الخميني (ق د)- وبين التشيع الذي أظهره الإمام الصادق ﴿؏﴾ مقابل السلطان والألقاب والقشور، فمن الخطأ التّصور أن هناك مذهب جعفري مستقل بوجه عن الإسلام  المحمدي الأصيل، نعم كان دور الإمام ﴿؏﴾ كالكتاب القطور والشرح المُفصّل لما جاء مختصرًا، اختزل فيه الإسلام الأصيل، وهو ما جاء به النّبي الأكرم صلى الله عليه وآله.
وكتب الشرح هي بمثابة المفاتيح للعلوم الأم، ولولاها لبقيت العلوم غامضة صعبة الفهم، ولم يصل فيضها لكلّ الناس.
وهذا المعنى بعينه بيّنه الأئمة ﴿؏﴾ بأقوالهم وأفعالهم، فقد جاء في الخبر عن الإمام الباقر ﴿؏﴾: “بُني الإسلام على خمسة أشياء، على الصلاة والزكاة والحج والصيام والولاية”، قال زرارة فقلت: وأيّ شيء من ذلك أفضل؟
فقال ﴿؏﴾: الولاية أفضل، لأنها مفتاحهن، والوالي هو الدليل عليهن..” الكافي ج2ص18

ونلاحظ من خلال الرواية:
أولًا: ذلك أن الصلاة والصوم والحج والزكاة، من أعمال الجوارح تجب عند الاستطاعة وتسقط بسقوط الاستطاعة، وأما الولاية فهي دور عقلي واعتقادي وقلبي فلا يشمله قيد الاستطاعة من عدمها.

ثانيًا: من أهم الواجبات أن يعرف الإنسان الأولويات والأصول التي يرتب عليها نمط اهتماماته والتي لا يمكن أن يتخلى عنها، وهي كالمفاتيح التي إذا ضيعها ستبقى كل المعارف طلاسم، ومن المعلوم أنّ كلّ الثورات العلميّة تحدُث بتعليم الناس كيفية استخدام مفاتيح العلوم ، وإلا فستبقى أسرارًا في صدور أصحابها؛ ومن هنا نجد بأن الإمام ﴿؏﴾ قام بدور عظيم من خلال ممارسته لولايته، حيث أحيا للنّاس الإسلام المحمدي بلا منازع في وقت أضاعت فيه السلطات الرسمية أوليات الدّين بادعائها لخلافة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله، وما أسرع أن فرّق النّاس بين الحق والمزيف؛ فذاك شديد البياض محمدي ناصع النسب والحسب، والثاني شديد التلوث ظلمات بعضها فوق بعض، وحينما يشتد البغي والادعاء والتجني والطغيان وتكون الدّنيا في يد الطغاة سيفدي الإمام ﴿؏﴾ روحه ليبقى الدّين المحمدي الأصيل بلا منازع في شأن السلطة والألقاب والقشور، وهكذا رحل الإمام ﴿؏﴾ راسخًا ثابتًا بعد أن وهب الأمة مفاتيح الطريق لما سيستقبلها.