مكة من واد غير ذي زرع إلى أم القرى

مكة من واد غير ذي زرع إلى أم القرى

كان المجتمع الذي أرسل له رسول الله صلى الله عليه وآله يملك كمّاً هائلاً من نقاط الضعف، ومقداراً ضئيلاً جداً من نقاط القوة، مجتمع جله من الأعراب الذين يصفهم القرآن بقوله: ﴿ الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ﴾ فالنبي جاء يعالج ملكات قوم بين عقولهم والحقيقة جدار غليظ يكرّس الذاتية والأنانية مما يجعل ترويض هذه النفوس من أصعب الصعوبات لذا من أهم مميزات رسول الله (ص) هي أنه كان يملك القدرة على تحويل الإنسان العربي الصعب إلى إنسان راغب في تحدي ملكاته، فلم يزرع النبي وادي مكة بالخضرة والثمرات، بل زرع فيه إنساناً إلهياً.

تابع القراءة