نتمسك بالزهراء (ع).. لماذا؟
نحن عندما نحيي ذكرى الصدّيقة الزهراء ﴿؏﴾ نريد أن نقول إننا نزعم أننا أولياء للزهراء وبنوها؛ هذا الزعم هو ما يطهرنا، وهذه المراسم والمواسم إعلان لهذا الموقف وهو بمثابة البيعة مع الصديقة الزهراء ﴿؏﴾ التي تشبه بيعة الغدير.
نحن عندما نحيي ذكرى الصدّيقة الزهراء ﴿؏﴾ نريد أن نقول إننا نزعم أننا أولياء للزهراء وبنوها؛ هذا الزعم هو ما يطهرنا، وهذه المراسم والمواسم إعلان لهذا الموقف وهو بمثابة البيعة مع الصديقة الزهراء ﴿؏﴾ التي تشبه بيعة الغدير.
فمن الملاحظ أن الإمام ﴿؏﴾ وصف نفسه بأنه: "عبد من عبيد محمد"، والعبودية هنا بمعنى الرّق، ولا بدّ أن يكون هذا الرّق وهذا الاسترقاق للنفس إنما يحدث عندما رقت نفس علي ﴿؏﴾ لرسول الله (ص)، وشف غاية الشفافية، ولربما يكون هذا المعنى بُعد من أبعاد معنى الرّق، فهذا الرّق وهذه العبودية إنما تحصل بالاختيار والانسلاخ عن الذات، والذوبان والانصهار واللوعة في رسول الله (ص)
الذي يعطي المبرر، ويقدم الجواب الشافي والوافي لهذه الحياة هي مسألة الإمامة، فالإمامة فقط هي وحدها من تملأ القلب والعقل والوجدان، وتقدم المبرر لهذه الحياة؛ فكون الإنسان يقدم مشروعًا جهاديًا فهذا وحده ليس مبررًا للحياة وإن كان مطلوبًا، وكذلك ليس تقديم المشروع العلمي مبررًا للوجود وإن كان بذاته يُعدّ مهمًا وضروريًا؛ لكنه لن يملأ أوعية الضمير والعقل والوجدان ولو تملّك حيزًا منها.
فسيرة الإمام الحسن ﴿؏﴾ مملؤة بالمنغصات والتشويش والإعلام المضاد، ولكن لله الحمد نحن شيعة أهل البيت ﴿؏﴾ نؤمن به كإمام مفترض الطاعة، كامل العصمة منتخب من قبل الله ﷻ، قد حباه الله ﷻ بأعلى درجات الطهارة، وهذا امتيازنا كوننا نقرأ السيرة الحسنية ضمن هذا الأفق الإلهي الربّاني الرفيع.
لقد وصف الله-سبحانه- في القرآن الكريم البعض بالفتوة؛ ولكن من بلغ الفتوة المطلقة هو أمير المؤمنين علي (ع) فلا فتى إلا علي؛ تعني أن حقانية الفتوة، وحقانية القدرة على إثبات ما من آيه لله أعظم مني هي للأمير (ع).