رسالة إلى الحسن ﴿؏﴾ ٢
(الأبوّة) يتمحض فيها الصدق، والنبوة تشبهها! فليس كل نبي يمكن أن يكون (أبًا) لأمته؛ أما بالنسبة لرسول الله (ص) فالعلاقة: كما هي على النحو الأعلى مستوىً في الرحمة؛ هي الأعلى مستوىً في (الأبوّة)، ولذلك استشهد بها رسول الله (ص)؛ علاقة ليس فيها أية مصلحة، أشبه ما تكون بالربوبية كما بينت الآيات في سورة الشعراء في قوله تعالى: ﴿وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾(٦)، لأنهم صلوات الله وسلامه عليهم وجه الله ﷻ ويقومون مقام الخلافة عن الله ﷻ، فلا يأخذون أجرهم من الناس، بل هو على الله رب العالمين.