سلاحنا اليوم سلاح العلم والمنطق والاستدلال والبيان. وإذا أردنا أن نصل إلى الدين الحقّ، وإذا أردنا من الله أن ينصر هذا الدين، وأن ترتفع البيوت فلابدّ أن نتحرّك. الله سبحانه سوف ينصر هذا الدين لا محالة، وهذه البيوت سوف ترفع لا محالة، هذا إذن رباني لكن تحققه لا يكون إلا بفعل بشري.

الإمام عندما يقول: "وشيعتنا أصبر منا" فإنما يقولها تنزلا منه وتلطفا. ويريد: إن بيني وبينك حبل عاطفة لا ينقطع، وارتباطا وتماسا لا يوصف، فلئن كنا الصابرين فنحن معكم نسانخكم ونشترك معكم فيما ترونه من شدة وبلاء، ونشارككم في كل الصعاب التي تتحملون.

لقد أظهر الإمام الرضا المحمدية البيضاء الخالصة ليعلمنا أن علينا أن لا نغير في دين محمد وشرعته مهما تعسرت، وعلمنا أن نقلب الواقع إلى اللون المحمدي الثابت الذي لا يتغير، و أن نستثمر المنصب - لو وصلنا إليه - في إحياء السيرة والسنة المحمدية التي صدع بها رسول الله (ص) في مكة..

يعدّ الشكر موقفاً عملياً يترتب على إدراك النعمة فإذا أدرك الإنسان النعم التي يعيشها فإن ردة الفعل العقلائية بمقتضى الإنسانية هو أن يشكر المنعم وإذا أدرك الإنسان النعمة وأخذ الموقف العملي منها يسمى شاكراً.

حادثة الغدير هي الأكثر صلة بالإيمان والإنسان، والأعمق تأثيراً في حياة الإنسان المدرك وفي بنيته الشخصية من الداخل وهي تعكس بظلالها على علاقة الإنسان بكل ما حوله وما يحيط به ويرتبط بواقعه، وهي في نفس الوقت مرتبطة بمستقبل الإنسان ومصيره كامل الارتباط.

البراءة مستويات ومقامات، فقد تتبرأ من حاكم الجور بكلمة أو موقف معين، ولكن أن تقبل الدخول في بلاطه وسلطانه وولاية عهده وتجعل ذلك هدفاً لإعلان البراءة، وتمارسها سلوكاً ومنهجاً فهذا يحتاج إلى روح نبوية ووراثة منهج أولي العزم من الرسل.