إذ انبعث أشقاها ٢
أنه ﴿؏﴾ إذا كان أول مظلوم في أعلى رتبة، ومظلوميته هي الأسوأ والأشد التي قد وقعت على أحد؛ فإن ظالمه سيكون “أشقى الأولين والآخرين”، وكل من يظلم علي ﴿؏﴾ فهو شقي بل الأشقى..
أنه ﴿؏﴾ إذا كان أول مظلوم في أعلى رتبة، ومظلوميته هي الأسوأ والأشد التي قد وقعت على أحد؛ فإن ظالمه سيكون “أشقى الأولين والآخرين”، وكل من يظلم علي ﴿؏﴾ فهو شقي بل الأشقى..
(قاعدة اللطف الإلهي)؛ فكل إنسان ما لم يكن معصومًا فهو يحتاج إلى تكميل وتتميم واقعي، وملء وتعبئة "اللهُمَّ مَن تَعَبَّأ وَتَهَيا وَأعَدَّ وَاستَعَدَّ لِوِفَادَةٍ إلى مَخلوقٍ رَجَاءَ رِفدِهِ وَطَلَبَ نائِلِهِ وَجائِزَتِهِ" وأنّ مِنْ لازم تلك العناية، بعث الهُداة والمُرشـدين البالغين أقصى مراتب الكمال البشـري; لتكميل الناقصين من بني جنسـهم، ولا يتسـنّى التكميل والاهتداء إلاّ بالتسـليم والانقياد لهم، واليقين بعصمتهم عن الخطأ والخطيئة، وأنّهم مؤيدون بتلك العناية؛ لإتمام ذاك النقص، وتعبئة تلك القلوب وملؤها، لبلوغ أقصى مراتب الكمال البشري.
كربلاء لا تجعل الإنسان يراوح مكانًا، فمهم جدًا للإنسان-ومستهل الحديث عن التوبة- أن يتوب عن المفاهيم الخاطئة، بل ويجب على الإنسان أن يجدد أيضًا تلك الصور الموجودة في ذهنه، ولا يكتفي بما تعلمه في طفولته من أمه ومن أهله أو من المنبر، بل عليه بين الفَينة والأخرى أن يعيد النظر في كل ما تلقاه من مفاهيم، فطبيعة ذهن الإنسان قابل للتطور، والتبدل، والتغير، كما وله القابلية على التعمق.