هوية الرفض
في ضمن قصة نبي الله موسى المليئة بصور سوداوية، هناك صورة مشرقة ناصعة عمن جاء تسميتهم في روايات أهل البيت بــ الروافض ويعبّر بها عن أولئك الذين رفضوا ظلم فرعون.
في ضمن قصة نبي الله موسى المليئة بصور سوداوية، هناك صورة مشرقة ناصعة عمن جاء تسميتهم في روايات أهل البيت بــ الروافض ويعبّر بها عن أولئك الذين رفضوا ظلم فرعون.
هناك غاية نهائية للحج لا تتحقق ولا تظهر جليّة وعينية إلا باجتماع الناس عليها، واتحادهم على حملها، وانصهارهم فيها بلا قيد ولا شرط بعد سقوط الفوارق بينهم وعودتهم إلى هويّتهم الأولى وحرق هويّاتهم الطائفية والوطنية، وإفناء حالة العصبية والمنطقية والانتماءات العرقية، فمكة هي الوطن الأصيل الذي يصلي فيه الناس كما يصلون في أوطانهم الوهمية صلاة كاملة، ومكة هي محل إذابة الفوارق وإسقاط قشور التكبر والغرور كما جاء في روايات الحج.
يحق لمن عرف علاقة الله بأوليائه، وعرف قدرة الله وشديد نكاله على الأمم التي تنكرت وظلمت واستخفت بآياته وهزأت بمحرماته؛ أن يتساءل: لمَ لم ينتقم الله للعقيلة زينب (ع) في عشية العاشر من المحرم وهو أشدّ المعاقبين في موضع النكال والنقمة؟
مما لاشك فيه فإن مكة مهوى الأفئدة وإذا وصلت إليها دع الدنيا وفارقها؛ لأن من يحب شيئا يتجه له، فمن الطبيعي أن ينشطر المحب ويتجه إلى المحبوب وما يتعلق به، وأما بقية الأشياء فهو لا يهتم بها؛ فهو ينظر بإرادة المحبوب، فيلتفت لما يحب ويهمل ما عداه من الأمور الأخرى وهذا هو أثر الحب، إذ من ضرورياته أن يعتقد الإنسان وأن يريد أن يكون حاجًّا متغيرًا