نبارك للنبي الأكرم ﷺ وآل بيته ﴿؏﴾، لمراجعنا وقائد الأمة الإسلامية ولكل من عبد الله عزّ وجلّ في السموات والأرض الميلاد الأغرّ للإمام زين العابدين ﴿؏﴾.
لقد كانت سيرته المباركة ﴿؏﴾ محطات مهمة لإحياء ذكر الله جلّ شأنه في الأرض؛ ليس بلسانه وعمله وجهاده وما بلغنا من خلال أدعيته السجادية فحسب.
فقد كان ﴿؏﴾ يشتري العبيد والذين يعدون أكثر انقيادًا وطاعة واستسلامًا واستعدادًا لتلقي العلوم والمعارف والطاعات والقُربات، وفي النهاية نيل المراتب العالية ورؤية آيات الله والقربى منه سبحانه جل شأنه.
فذلك إن واقعة كربلاء اثبتت أن الأمة منغمسة في الغفلة عن الله سبحانه والتي كانت سدًا مانعًا عن منافذ البصيرة والرؤية الحقة؛ قال تعالى: ﴿سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَ إِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِها وَ إِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَ إِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَ كانُوا عَنْها غافِلِينَ﴾ الأعراف: ١٤٦
فأكبر مرض يجعل القواطع كثيرة بين الإنسان وربه هو شعوره بحريته وأنه مطلق العنان، وبالتالي العمى عن رؤية آيات الله تعالى العلمية والخارجية وهم أوليائه ﴿؏﴾، وأقصر طريق لأن يرى الإنسان نفسه عبدًا قنًا لله سبحانه هو أن يكون عبدًا لزين العابدين ﴿؏﴾ محررًا من عبادة غيره، وعبادة هواه وما يمليه عليه جهله.
وهكذا كان الإمام زين العابدين ﴿؏﴾ يريد علاج تعنت الأمة وترديها في عالم الغفلة، فكان يعمل على تطبيبها من خلال شراء وتوفير الدواء بإيجاد النموذج (عباد الله) إذ كان حريصًا على إيجادهم وتكثيرهم في أرض الله سبحانه، ومن ثم بثهم كالنجوم يستضاء بهم أمام الظلمات التي فرضها بنو أمية، فما أروعها من مقاومة طاهرة بكل أبعادها.
فإذا ما قيل أن الامام الحسين ﴿؏﴾ عالج فطرس وجبر كسر جناحه، فالإمام زين العابدين ﴿؏﴾ جعل للعبيد أجنحة كما للملائكة يطبب بهم مرض الأمة