قال تعالى: ﴿وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَىٰ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾ الصافات: ٩٩

حسب ما ورد في تفسير الميزان للعلامة الطباطبائي ج ١٧ في هذه الآيات:

أن هذا الهجر مراده بذهاب إبراهيم ﴿؏﴾ إلى ربه،  أي إلى مكان يتجرّد فيه لعبادته تعالى ودعائه وهو الأرض المقدسة.

وبالاستفادة من هذا المعنى ومع ملاحظة الروايات الواردة في شأنية قمّ والتي منها:

١- ما ورد عن الإمام الصادق ﴿؏﴾ أنه قال: “إذا أصابتكم بليّة وعناء فعليكم بقمّ، فإنّه مأوى الفاطميين ومستراح المؤمنين، وسيأتي زمان ينفر أولياؤنا ومحبّونا عنّا، ويبعدون منّا، وذلک مصلحة لهم لكيلا يُعرفوا بولايتنا ويحقنوا بذلک دماءهم وأموالهم، وما أراد أحد بقم وأهله سوءآ إلّا أذلّه الله وأبعده من رحمته”. ج٥٧ ص٢١٥

٢- ماورد عن الإمام الصادق ﴿؏﴾: “… ألا إن حرمي وحرم ولدي بعدي قمّ، ألا إن قمّ الكوفة الصغيرة، ألا إن للجنة ثمانية أبواب، ثلاثة منها إلى قمّ، تقبض فيها امرأة من ولدي، واسمها فاطمة بنت موسى، تدخل بشفاعتها شيعتنا الجنة بأجمعهم”. بحار الأنوار 60: 228

فهذه الروايات وغيرها أيضًا مع كثرتها وقوة معانيها وأسانيدها، هي تبين لنا أن هناك سرّ مدفون في قم أعطاها هذه القيمة وحسب الظاهر ما صارت قمّ مقدسة إلا بهجرة فاطمة المعصومة ﴿؏﴾ إليها؛ لأن الأراضي والبلدان متساوية في الشرف حتى إذا وقع عليها عبادة أو طاعة خالصة لله أصبحت مقدسة.
وهل يكون عمل أكثر قدسية من الهجرة الصادقة لأجل الإمام؟! سيما مع ظروف الخطر ومتابعة العدو ومراقبة كلّ حركة من البيت النبوي المعارض للسلطة.
إنه جهاد فيه كل أنواع الجهاد: الأصغر والأوسط والأكبر.