جاء الدّين الإسلامي ليمحي الحمية والعصبية الجاهلية؛ القبيلة والعشائرية وكل أشكال العنصرية وفق منهج عملي جاد ليفرغ القلوب والعقول من أوساخ الهوى وأدران الجاهلية ويصقلها لمحبة الحق. فلم تمنع  عمومة العباس ونسبه من النبي الأكرم ﷺ أن يعلن للناس أنه كان من المرابين في الجاهلية؛ فقال عنه (صلى الله عليه وآله) في خطبته في حجة الوداع: (وَكُلُّ رِبا كانَ في الجاهلِيَّة مَوضوعٌ تَحتَ قَدمي، وَأوَّلُ رِبا أَضعُهُ رِبا العبَّاس بنَ عَبد المُطَّلِب)

*العلاّمة الفقيه جعفر السبحاني، حجة الوداع.. خطب وإرشاد، ص٢٥
  هامش *

كذلك ما نزل في شأن عمّه أبي لهب من قوله تعالى: ﴿سَيَصْلَىٰ نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ﴾ المسد: ٣، والسين هنا للتحقير والتوهين. وقال تعالى:(فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ) الشعراء: ٢١٦
وكلّ ذلك من أجل أن تسكن القلوب وتطمئن لمن يثني عليهم رسول الله ﷺ وآل بيته ﴿؏﴾ من بيت العصمة والطهارة ويعلم الناس أنهم أبرياء من العيوب، أنقياء من الذنوب.
ومن سادة هذا البيت فاطمة بنت الإمام موسى بن جعفر ﴿؏﴾ والمكناة بالمعصومة، نزيلة مدينة قمّ المقدسة؛ فقد جاء في حقها عدّة روايات صحيحة منها: ماورد عن الإمام الصادق ﴿؏﴾: (من زارها وجبت له الجنة) بحار الأنوار ج٤٨ص٣١٦