نقرأ في زيارة الإمام الحسين (السلام عليك ياوارث إبراهيم خليل الله)
معلوم لدينا بأن الوراثة المادية تحدث بموت المورث وبقاء الوارث ولكن الوراثة المعنوية الأخلاقية وراثة الملكات كما هو دارج في تعبيرنا العرفي عندما نقول فلان قد ورث عن أبيه العصبية أو الغضب أو الليونة أو المرونة مثلا ، فإن هذه لا تُملَك أي لا يملكها شخص وينفقها في حياته وإنما هي تُورث؛ ولهذا فإن خصوصية نبي الله إبراهيم التي أشارت لها الروايات حيث كان ينادي من هم في الأصلاب بنداء الحج حين لم يكن أحدا موجود في ذلك الوقت وكان البلاغ على الله سبحانه وتعالى؛ هذه الخصوصية قد ورثها الإمام الحسين كما أشارت لها الروايات من أن الحسين عليه السلام قد عبأ من قِبل أعظم خلق الله حتى يصل إلى درجة الخلة والتي يمتلك فيها خصائص وكمالات كما لنبي الله إبراهيم ؛ وعلى ذلك يمكننا أن نوجه معنى كونه صلوات الله عليه يطلب أنصاراً وهو يعلم أنه سوف لا يُجاب في مثل تلك الساعات الحرجة حين يطلب المعونة ويستنصر ذابا يذب عن حرم رسول الله، ومما لاشك فيه أن هذا الطلب ليس عن عجز ولا ضعف وإنما هو طلب يحمل خصائص أزلية كما حمله نداء وطلب خليل الله إبراهيم إذ أن دعوته أزلية، وفي هذا المعنى من طلب النصرة يقول سبحانه وتعالى: (إن تنصروا الله ينصركم) أي أنكم إذا ابتدأتم و قدمتم فعاليات لنصرة الله فإن الله سبحانه وتعالى في المقابل سوف ينصركم ويعينكم، فالله الذي له ملكوت السماوات والأرض لا يحتاج إلى ناصر أو معين وإنما ذلك هو المنطق الإلهي للرحمة
والتي تلفت الإنسان إلى أنه ومن خلال الإمكانيات التي وهبها الله إياها ونظم أمره ومنهج حياته وبتسخير من الله يتمكن من النصرة؛ و لهذا فعندما يطلب الله النصرة لاشك بأن ذلك يعد أكبر رحمة يمكننا أن نتصورها وأعظم تلطف من الجليل العظيم الذي وهبنا كل شيء؛ الإمكانيات والقدرة و النعم…. ثم مع تلك النعم يعطي الإنسان دورا هاما في هذه الحياة حينما يسخر إمكانياته لخدمة الإنسان الكامل و هذه نعمة وعطية كبيرة جداً؛ وعودا على ما ذكرنا
بهذا يُصبح الحسين خليل الله الذي ورث تلك الدعوة الأزلية سبباً في جاذبية وفي زيادة عدد النماذج الصالحة الخيرة أسوة واقتداء بالإنسان الطاهر الكامل وهذا ماتحقق في كربلاء ولنضرب مثالا على ذلك :عندما نرى الحر ابن يزيد الرياحي ونرى مفهوم التوبة مصداقاً متحققا في الخارج لا تصيبنا حالة الوهن واليأس والضعف والاستكانة؛ بل نرى باب الله تعالى مفتوحاً مهما وقعت منا المعاصي فإن هذا الطريق مفتوح للنصرة والسير في طريق أولياء الله.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7) محمد
: ( أذّنْ فِي النَّاسِ بالحَجّ ) قال: ربّ ومَا يبلغ صوتي؟ قال: أذّن وعليّ البلاغ فنادى إبراهيم: أيها الناس كُتب عليكم الحجّ إلى البيت العتيق فحجوا- قال: فسمعه ما بين السماء والأرض, أفلا ترى الناس يجيئون من أقصى الأرض يلبون.
بعد كلمة أشارت لها الروايات