الإنسان في مرآة الولاية القرآنية
يعدّ الشكر موقفاً عملياً يترتب على إدراك النعمة فإذا أدرك الإنسان النعم التي يعيشها فإن ردة الفعل العقلائية بمقتضى الإنسانية هو أن يشكر المنعم وإذا أدرك الإنسان النعمة وأخذ الموقف العملي منها يسمى شاكراً.
يعدّ الشكر موقفاً عملياً يترتب على إدراك النعمة فإذا أدرك الإنسان النعم التي يعيشها فإن ردة الفعل العقلائية بمقتضى الإنسانية هو أن يشكر المنعم وإذا أدرك الإنسان النعمة وأخذ الموقف العملي منها يسمى شاكراً.
كان المجتمع الذي أرسل له رسول الله صلى الله عليه وآله يملك كمّاً هائلاً من نقاط الضعف، ومقداراً ضئيلاً جداً من نقاط القوة، مجتمع جله من الأعراب الذين يصفهم القرآن بقوله: ﴿ الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ﴾ فالنبي جاء يعالج ملكات قوم بين عقولهم والحقيقة جدار غليظ يكرّس الذاتية والأنانية مما يجعل ترويض هذه النفوس من أصعب الصعوبات لذا من أهم مميزات رسول الله (ص) هي أنه كان يملك القدرة على تحويل الإنسان العربي الصعب إلى إنسان راغب في تحدي ملكاته، فلم يزرع النبي وادي مكة بالخضرة والثمرات، بل زرع فيه إنساناً إلهياً.
في ضمن قصة نبي الله موسى المليئة بصور سوداوية، هناك صورة مشرقة ناصعة عمن جاء تسميتهم في روايات أهل البيت بــ الروافض ويعبّر بها عن أولئك الذين رفضوا ظلم فرعون.
نحن نعتقد أن الزواج - في عالم الإنسان - له أبعاد لا توجد في سائر الموجودات فالإنسان يمتاز بأن هذه العلقة وهذا الارتباط يقوم على أصول معينة، وقد جعل له الإسلام أبعاد واسعة جداً لأن الإسلام كما أنه جاء لكي يبني سعادة الإنسان في عالم الآخرة، فهو لم يهمل أبداً بناء سعادة الإنسان في حياته الدنيا.
حادثة الغدير هي الأكثر صلة بالإيمان والإنسان، والأعمق تأثيراً في حياة الإنسان المدرك وفي بنيته الشخصية من الداخل وهي تعكس بظلالها على علاقة الإنسان بكل ما حوله وما يحيط به ويرتبط بواقعه، وهي في نفس الوقت مرتبطة بمستقبل الإنسان ومصيره كامل الارتباط.
النحو الثالث من الإباء وهو ممدوح ذكره القرآن في قوله تعالى :(وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ)
هذا الإباء ممدوح؛ لأنه إباء إلهي وإرادة إلهية، فهو يسري من عبودية الله ومن الارتباط بنورانية الله (وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ) هذا النور يمتد إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيحق لرسول الله أن يأبى أن يُقدِم على كل ما من شأنه أن لا يظهر هذا النور، وكذلك يمتد لأمير المؤمنين وأهل البيت والمؤمنين، لأن نفخة الله فيهم وروح الله فيهم فيأبى الله لهم أن يتخذوا مواقفًا لا تتناسب مع شأنهم وكونهم من العالين؛ لذلك فلا يمكن أن يخضعوا ويستسلموا، لأن استسلامهم وخضوعهم وتوهينهم يؤدي إلى إضعاف لنور الله تعالى