الإمام الكاظم عليه السلام وحاجاتنا الواقعية
"باب الحوائج" أي هو الباب الذي تنكشف به الحوائج الواقعية والفقر إلى الله و تزال به الحجب والحوائج الوهمية التي طالما تشاغل بها الإنسان.
"باب الحوائج" أي هو الباب الذي تنكشف به الحوائج الواقعية والفقر إلى الله و تزال به الحجب والحوائج الوهمية التي طالما تشاغل بها الإنسان.
إن إلزام النفس بالحقّ خالصاً لله وجعل الحقّ محوراً بحيث يعطف الإنسان هواه لصالح الهدى هو سبب وراثة الأرض وموت الجهل والجبن والرياء وحبّ الرئاسة هو التوحيد المحض الذي يجعل كلّ حركات الإنسان عبادة ولقدسيّة هذه الطاعة التي لا تماثلها طاعة قال ( وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم ).
صرف العلم في حدّ نفسه ليس سبباً للفلاح والقرب الإلهي، ولا يعطي الإنسان ما تهبه الإمامة من قدرة على إنقاذ الناس وتطهيرهم وتزكيتهم وقيادتهم وجذب قلوبهم.
لقد كان أحد أهم الأدوار التي مارسها الإمام زين العابدين (ع) هو قلب أوعية الأمة من مقابلة الأرض إلى مقابلة السماء، لأن العلم المقابل للأرض ينبغي الاستعاذة منه "اللهم أني أعوذ بك من علم لا ينفع" والعلم الذي يبدأ من التراب وينتهي إلى التراب لا يزيد صاحبه إلا عمىً وبكمًا وصمما.
البراءة مستويات ومقامات، فقد تتبرأ من حاكم الجور بكلمة أو موقف معين، ولكن أن تقبل الدخول في بلاطه وسلطانه وولاية عهده وتجعل ذلك هدفاً لإعلان البراءة، وتمارسها سلوكاً ومنهجاً فهذا يحتاج إلى روح نبوية ووراثة منهج أولي العزم من الرسل.
لقد أحيا الإمام الرضا (ع) بأخذ الله له من المأمون الدين ليعود غضًّا طريا، واخضرّ به الجناب وردّ الفروع للأصول، ووجدت فيه الأمة ضالتها هذا بطش الله لأوليائه، وإن بطش ربك لشديد.