إذ انبعث أشقاها ٢
أنه ﴿؏﴾ إذا كان أول مظلوم في أعلى رتبة، ومظلوميته هي الأسوأ والأشد التي قد وقعت على أحد؛ فإن ظالمه سيكون “أشقى الأولين والآخرين”، وكل من يظلم علي ﴿؏﴾ فهو شقي بل الأشقى..
أنه ﴿؏﴾ إذا كان أول مظلوم في أعلى رتبة، ومظلوميته هي الأسوأ والأشد التي قد وقعت على أحد؛ فإن ظالمه سيكون “أشقى الأولين والآخرين”، وكل من يظلم علي ﴿؏﴾ فهو شقي بل الأشقى..
هؤلاء هم مقابل عدل علي ﴿؏﴾ هؤلاء انبعثوا لكي يكونوا أشقاها؛ إذ ليس بالضرورة أن يكون البعث سببًا للحياة المعنوية، وإنما قد يكون البعث -والعياذ بالله- سببًا إلى أن يصل الإنسان إلى قعر جهنم لكي يؤدي وظيفة الشقي.
فمن الملاحظ أن الإمام ﴿؏﴾ وصف نفسه بأنه: "عبد من عبيد محمد"، والعبودية هنا بمعنى الرّق، ولا بدّ أن يكون هذا الرّق وهذا الاسترقاق للنفس إنما يحدث عندما رقت نفس علي ﴿؏﴾ لرسول الله (ص)، وشف غاية الشفافية، ولربما يكون هذا المعنى بُعد من أبعاد معنى الرّق، فهذا الرّق وهذه العبودية إنما تحصل بالاختيار والانسلاخ عن الذات، والذوبان والانصهار واللوعة في رسول الله (ص)
لقد وصف الله-سبحانه- في القرآن الكريم البعض بالفتوة؛ ولكن من بلغ الفتوة المطلقة هو أمير المؤمنين علي (ع) فلا فتى إلا علي؛ تعني أن حقانية الفتوة، وحقانية القدرة على إثبات ما من آيه لله أعظم مني هي للأمير (ع).
"أن فاعل الرمض والحرق والتطهير، هو الله ﷻ، وذلك عندما تختلط حرقة القلب على أمير المؤمنين ﴿؏﴾ لحرارة مصابه مع شهر رمضان المبارك، لا شك أن قلب هذا المؤمن سيصفو وتزول عنه الموانع وتحترق ذنوبه، وترتفع تلك الحُجب الحائلة دون رؤية الله ﷻ "وأنَّكَ لا تَحتَجِبُ عَن خَلقِكَ إلّا أن تَحجِبَهُمُ الأَعمالُ دونَكَ"
كل الأعمال، العبادة والجهاد تصبح لغوًا، ما لم تبلغ الولاية موقعها الذي جعله الله ﷻ لها، فإذا وصلنا إلى هذه المعرفة، عرفنا معنى علي ﴿؏﴾ وأدركنا حقيقة ومعنى فقد علي ﴿؏﴾ الذي أظهره الله ﷻ وجلّاه وبيّنه.