تقدم القراءة:

مفتاح كل الأعياد

الثلاثاء 1 مارس 2022صباحًاالثلاثاء

الوقت المقدر للقراءة:   (عدد الكلمات:  )

3.7
(3)

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين.

نبارك للنبي الأعظم m وأهل بيت العصمة والطهارة ﴿؏﴾؛ مراجعنا العظام، قائد الأمة الإسلامية، والمؤمنين والمسلمين والعالم كافة حلول عيد المبعث الشريف.

مفتاح كل الأعياد

سر العنوان!

إن المبعث الشريف مفتاح لكل الأعياد الدينية، فلولا البعثة الشريفة؛ ما كان هناك عيد فطر ولا أضحى ولا غدير، ولم يكن هناك معنى لطاعة أو معصية أو سعادة أو شقاء؛ كونه -المبعث- التجلّي الأعظم الذي رفع الحجب عن كل تلك الأعياد وبركات تلك الأيام، وإنما تكتسب الأشياء قيمتها وعظمتها بقدر ما تُجلي الحق والحقيقة والحقائق، فكأن المبعث نور متوهج انفجر بقوة في هذا الوجود، فأضاء لنا كل تلك البركات الموجودة في سائر الأعياد؛ فالبعثة الشريفة هي التي أكسبت كل الأعياد هذا الظهور والبروز والتعريف؛ لذا يمكن القول أنه مفتاح كل الأعياد.

إن هذه التجربة الوحيانية لرسول الله m حيرت أكبر العقول؛ لولا أن القرآن الكريم قد أبان أبعادها، ولولا بركة هذه البعثة وما جرى في هذا اليوم المبارك لتُهنا كما تاه غيرنا وهذا هو المدعى الذي نود الحديث عنه بما يعد علة وسر انتخاب العنوان .

وحتى يتضح هذا المُدَّعى لنضع في المقدمة سؤالًا بسيطًا وللإجابة عليه بحاجة للتدقيق

حول ما حدث في يوم المبعث الشريف؟ وماذا يعني نزول الوحي على رسول الله m؟

 القرآن الكريم يؤكد أن هناك بُعدين في شخصية رسول الله m وهما البشرية والوحيانية، يقول ﷻ: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾ الكهف: 110

وقد ورد عن رسول الله m  قوله: “لو لم ينزل على أمتي إلا خاتمة سورة الكهف لكفتهم”(١)؛ أي لكفتهم في تحصيل الهداية والرشاد والعلم ونيل البركة والشفاعة؛ والمتأمل في سورة الكهف يجد في نفسه من البهجة الروحية والمعنوية ما يُشعره بأن هذا اليوم وهذا الكتاب وحي من الله ﷻ.

ويمكن القول أن خلاصة سورة الكهف في هذه الآية الشريفة، والتي هي بمثابة رد العجز إلى الذيل (٢)، إذ ليس على سبيل الصدفة أن تكون هذه الآية نازلة في سورة الكهف، والتي كل مدار الحديث  فيها عن الوحي وتجلياته.

إن أهم مافي قصة أصحاب الكهف ومدار ما جرى فيها هي نعمة الإلهام الإلهي، وتجلي الله ﷻ لهم وانطباعه في مرايا قلوبهم؛ إذ لم يروا غيره ربًّا فاتخذهم له عبادًا، وإن الإتيان على ذكر هذه القصة -كما أسلفنا الذكر- وتوجه الله ﷻ إليهم ليس بالأمر العجيب؛ وذلك ليلفت النّاس بأن هذه الآية والتي كانت مثارًا للعجب يمكن أن تجري علينا جميعًا. وهذا دليل على حكمة الله ﷻ.

إثبات المدعى كون هذا العيد هو فاتحة كل الأعياد

ولإثبات ذلك نحن بحاجة لبيان عدة مقدمات نصل من خلالها للنتيجة

١- اجتماع البشرية والوحيانية مفاد عظمة التجلي

يقول ﷻ: ﴿قُلْ إِنَّمَآ أَنَا۠ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰٓ إِلَىَّ﴾

حيث هناك من هو من جنس البشر؛ مثله مثلنا ﴿أَنَا۠ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ﴾، قد دخل مع الله ﷻ في علاقة تُعدّ أهم وأقوى تجربة روحية خاصة في عالم الوجود. وكان نبي معظّم بهذا التجلّي الأعظم “اللهم إني أسألك بالتجلّي الأعظم”(٣)

وهنا لا بُدّ أن ندرك أن مفاد وعظمة هذا التجلي؛ كونه ليس من قبيل ما حدث لأصحاب الكهف، وإنما آية محمد بن عبدالله كونه بشر مثلنا؛ لكنه قد جمع كل القوى البشرية والوحيانية معًا؛ بكامل البشرية ﴿أَنَا۠ بَشَرٌ﴾، وكامل الوحيانية ﴿يُوحَىٰٓ إِلَىَّ﴾، باعتدال وتناغم بين الجنبتين البشرية والوحيانية، بعيدًا كل البُعد عن التطرف والإغراق في صفة البشرية كونه صلوات الله عليه لا يشفع ولا ينفع، فمن وقف عند هذه الحيثية وهذه الجنبة ﴿أَنَا۠ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ﴾ فقد جافى الحقيقة وجانبها، فهو واقعًا لا يؤمن بالمبعث الشريف؛ بل وفاقد القدرة العقلية والمنطقية والعلمية على الإدراك والإيمان بهذا التجلي وهذا العيد.

٢- الرؤية الرسولية للكاتب سروش والرد عليها:(٤)

هناك بعض الآراء التي طرحها بعض المفكرين المتأخرين من دعاة التجديد حول الوحي الذي يراه رسول الله ونذكر منها مايراه الدكتور سروش -وقد تأثر بها كثيرون- ولنصطلح على تسميتها بنظرية(٥) الرؤية الرسولية.

مفاد النظرية حسب ما يراه سروش

إنّ الوحي عمليّة بشريّة راقية، وإنّ النبيّ محمدًا هو الذي خلق القرآن، فهو عبارة عن تجربة بشرية لرسول الله m؛ حدثت له عبر حالة معنوية قدسية انفتحت في نفسه وكشفت له الحقائق.

وعليه فإن النصّ القرآنيّ والذي بين أيدينا -وفق رؤية عبد الكريم سروش- هو نصّ نستطيع أن نلمس فيه: معارف دينيّة يمكن أن يتطرّق إليها الخطأ بالنظر إلى المعارف الإنسانيّة المعاصرة؛ وهذا الحكم خاضع من قِبَله إلى النظرة التاريخيّة للإنسانيّة والتي تعتبر جميع المعارف البشريّة واستنباطاتها الدينيّة تاريخيّة، وهي عرضة للخطأ والصواب.

فكيف تسنى له ذلك؟

وللإجابة على هذا السؤال يقول:

إن النبيّ محمدًا خالقٌ للوحي مُنجزٌ لدور محوريّ فيه، فالنبيّ يحسّ مثله مثل الشاعر أنّ قوّة خارجيّة غامضة تُسيطر عليه، ولكنّه في حقيقة الأمر ينجز كلّ شيء. وأن انبثاق هذا الإلهام من نفس النبيّ ونفس كلّ ذات إلهيّة. ويتميّز النبيّ عن بقيّة الإلهيين بإدراكه لإلهيّة نفسه؛ فيخرج من “القوّة” إلى “الفعل” وعندما تتّحد نفسه مع الله ﷻ، وهو اتّحاد معنويّ لا ينقل النبيّ أبدًا كي يصير إلهيًّا، وإنّما هو اتحاد محدود بحدود النبيّ ومحتواه البشريّ.

النظرية تبتني على ركنين:

الركن الأول: أن رسول الله m ليس هو المخاطب، وإنما هو مجرد راوٍ، وأن النصوص القرآنية ما هي إلا منامات يراها رسول الله m، ثم يصيغها للناس بما يتناسب والبيئة التي عاش فيها، ووجود الله ﷻ فقط معين وراع له.

الركن الثاني: هذه الوقائع التي رآها رسول الله m والتي نسميها (الوحي)، وهو ما يطلق عليها بالتجربة الدينية أو التجربة الوحيانية، يكون قد رآها في المنام، ثم يقوم بصياغة تلك المنامات الوحيانية بأدواته اللغويّة وأسلوبه الخاصّ، وبما يتوفّر عليه من ثقافة ومعرفة وعلم، إضافة إلى تأثير حياته الشخصيّة وواقعه الاجتماعيّ؛ في تشكيل هذا الوحي.

الرد على النظرية

وهنا ومن خلال بعض الردود البسيطة والتي يمكن أن نتخذ منها قنطرة عبور؛ لنصل بذلك إلى قيمة المبعث الشريف؛ وكيف أنعم الله ﷻ به علينا، وآمننا به من الغرق والتيه في تلك الأودية والدهاليز التي تاه فيها بعض كبار المفكرين، وربما حتى بعض أصحاب القلوب الضعيفة فكانت هذه الرعاية والعناية الإلهية ولطفه ﷻ الخاص بعباده عبر هذا القرآن الكريم، والرسول الأكرم m وأهل البيت صلوات الله عليهم.

أولًا: ما هو دليل سروش على أنها مجرد منامات، كما أن منامات الأنبياء ﴿؏﴾ من الوحيّ، والروايات في ذلك مستفيضة.

ثانيًا: إن دعواه أن تكامل الإيمان وواقعيته تتكئ على تجدد القراءة للإيمان؛ فهذا معيار في غاية في الغرابة، ونحن هنا لا ننكر أهمية التجديد؛ ولكن لا نغفل أيضًا عن أن التجديد أمر مشكك، ويعتمد على رؤى البشر وخلفياتهم الثقافية والمعرفية(٦)؛ فلا يمكن أن يتخذ معيارًا وقاعدة ثابتة، وحصر تكامل الإيمان فيه فقط.

كما إننا لا ننكر كونه قد يؤثر في تعميق المعرفة والإفاضة؛ إذ كلما عمل الإنسان عملًا صالحًا نال إفاضة جديدة.

ثالثًا: عند كل إنسان يؤمن بالإسلام فهو وببداهة يدرك أن المحور في الإسلام هو القرآن الكريم، وهو ليس شيء ثانوي، بل هو معجزة وآية رسول الله m الخالدة، فكما أن نوم أصحاب الكهف كان هو الآية، كانت معجزة المسيح ﴿؏﴾ في ذاته هو الآية؛ أما آية نبوة رسول الله m هي ذات القرآن الكريم، وهو فيض من الله ﷻ وكلامه، وكلام الله ﷻ لا ينفصل عن حالة الوحيانية لرسول الله m؛ فهو الوحي الذي نزل على رسول m وقرأه علينا.

وكأن سروش قد تأثر بما قاله المسيحيون؛ بأن المسيح هو ابن الله، وهو تجل لله ﷻ، فأسقط ذلك على شأن رسول الله m؛ والواقع خلاف ذلك؛ فموقعية رسول الله m تختلف، وآية رسول الله m ليس في ذاته، بل هو ذلك الكتاب المبين، وهذا مفتاح دراسة الدين الإسلامي.

٣- العبودية الحقة هي منشأ المقامات:

يقول ﷻ: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا ۞ قَيِّماً لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ، وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ الكهف: ١-٢

فهذه الآية الشريفة والتي جاءت فاتحة لسورة الكهف؛ نجدها وقد حوت على كل تلك المعاني البديعة، والتي عندما نجمعها نراها قد جمعت كل المقامات التي بلغها ونالها رسول الله m، ونتخذ منها دليلًا للرد على سروش؛ فنقول له: إن كل تلك المقامات التي وصل لها رسول الله m تدور مدار عبودية رسول الله m؛ فبالتأمل في الآية الشريفة نجد أن منشأ تلك المقامات والفيوضات هو عبوديته m؛ فهناك ما هو منزل (وحي) من قِبل الله ﷻ ﴿الَّذِي أَنزَلَ﴾، وهناك عبودية كاملة وتامة ﴿عَلَىٰ عَبْدِهِ﴾.

ما هي العبودية الحقة؟

يمكننا أن نقول أن العبودية الحقة هي محو الذات والفناء؛ بحيث لا يرى العبد لنفسه كيان أمام جلال وعظمة الله ﷻ، كما أن ليس له كلام أمام كلامه ﷻ؛ فهو سميع وبصير فقط وفقط لما يقوله الله ﷻ،  فضلًا عن عدم وجود أيّ بيئة يمكن أن تؤثر فيه.

وكلما كان العبد أكثر عبودية لله ﷻ تفني نفسه ولا يُعد يرى وجودًا حقيقيًا أمام وجوده ﷻ؛ فما هي إلا مرآة وتجلّ لنوره ﷻ

٤- حقيقة المبعث؛ هو فناء رسول الله m ومقتضى تمام عبوديته

وعلى ضوء ما سبق من بيان العبودية الحقة؛ فإن حقيقة المبعث هو فناء رسول الله m وتلقيه الكلام من قِبل الله ﷻ؛ ثم بعد ذلك نقله إلينا، فدور رسول الله m الناقل لكلام الله ﷻ، والمبين والشارح لآياته؛ أيّ إنه m صرف متلقٍ لما يلقى في روعه من وحي؛ وهو في هذا الحال مفعول به وليس فاعلًا.

وإذا رجعنا إلى هذا الفهم وهذا الإدراك وهذه المعرفة وهذا الإيمان بحقيقة المبعث الشريف، أدركنا أن هذه العبودية كما أنها كانت مدار كل الفضائل والمقامات والكمالات التي امتاز بها رسول الله m؛ يمكنها أن تغدو مرقى لأيّ إنسان مؤمن.

وهنا نضرب هذا المثال كمظهر سلوكي من مظاهر العبودية؛ فلدينا العديد من الروايات الواردة عن أهل البيت ﴿؏﴾ في معرض بيان صفات المؤمن؛ منها ما روي عن أمير المؤمنين ﴿؏﴾ حيث قال: “كان لي فيما مضى أخ في الله…، كان لا يلوم أحدًا على ما يجد العذر في مثله؛ حتى يسمع اعتذاره”(٧)؛ وذلك كون المؤمن يرى نفسه عبدًا لله ﷻ، المقصر في جنبه ﷻ؛ فكيف به يلوم الآخرين وحالة التقصير هذه ملازمة له في كل حركاته وسكناته؛ في عباداته وعلاقاته، ومهما جاهد العبد نفسه سيبقى مقصرًا، ويرى قصره، وعجزه على أن يعدل من نفسه وسلوكه؛ كيف به يحاكم غيره على تقصيرهم نحوه؛ وهذا الفهم هو مقتضى العبودية.

وعلى ذلك فإن العبودية الحقة لرسول الله m تقتضي وبالرغم من كل الكمالات والمقامات التي بلغها رسول m أن يرى نفسه عبدًا ومقصرًا في جنب الله ﷻ؛ وهذا الأمر هو الذي يجعل رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يشفع لنا؛ فكيف لا يشفع لناويعفو عنا، كيف لا يرحمنا ويتجاوز عن خطايانا، كيف لا يغض بصره عن عيوبنا، كيف لا يعلي من درجاتنا وهو يرى من نفسه عبدًا مقصرًا؛ فمن لا يرضى عن نفسه ويرى سمة التقصير ملازمة لتمام عبوديته؛ فهل يتوقع من الآخرين الكمال!

بحيث يريد من الآخرين أن يكونوا على مقاسه أم أنه يشفع لهم ويتجاوز عنهم ويعفو؛ وهذه هي النكتة الهامة والتي لا تحل المشاكل المعرفية فحسب، بل المشاكل الأخلاقية والاجتماعية كذلك.

فاتحة كل الأعياد

ولذلك كون هذا التنزيل وهذه البعثة من قِبل الله ﷻ، ومن قِبل رسول الله m والتي جعلت من العبودية محورًا. فعندما ينزّل الله ﷻ على رسوله هذا الكتاب، ورسول الله من جانبه يبلغنا إياه؛ كي ندرك قيمة وحقيقة وتجلي هذه النعمة، ومن ثم نحمد الله ﷻ عليها، ورغم أن نِعَم الله ﷻ لا تحصى؛ إلا أن السورة  افتتحت بذكر ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾، فهل يسعنا أن نبلغ حمد الله ﷻ على هذا التنزيل وهو القرآن الكريم؟!

إن كل تلك المعارف التي تفتقت أمامنا، وكل تلك المعاني والإضاءات والحقائق التي تجلت لنا، وتلك الأعياد التي صارت لنا؛ بل وكل ما لدينا من بركات صاعدة ونازلة ما هي إلا ببركة هذه البعثة النبوية الشريفة لرسول الله m وتلقي رسول الله m للوحي من قبل الله سبحانه وإنزال هذا الوحي على رسول الله m، فكتاب الله الكريم بين أيدينا؛ نقرأه، ونتدبره ونتعلم منه العقائد والأحكام والأخلاق؛ ونصحح به أعمالنا، ويكون مرقاة كمالنا؛ لا شك أنها نعمة تستحق الحمد والشكر والثناء، وأن يغدو يوم نزوله عيدًا من أكبر الأعياد، وهذا في واقعه أعظم تجلٍ وأعظم فاتحة وباكورة ومفتاح لكل خير ونعمة وعيد ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا﴾.

والحمدالله رب العالمين، وصل الله على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين.


  1. السيوطي – جلال الدين – الدر المنثور – ج٤ – الصفحة ٢٥٨.
  2. هناك قاعدة يذكرها العلامة الطباطبائي عن خواتيم السور يقول ان هناك ارتباط بين فاتحة السورة وآخر السورة وبين كل ما جاء في مضامين الآيات التي هي بين فاتحة السور وخواتيمها كأنه في فاتحة السورة وخاتمتها قد اكتنزت واختزنت الخزانة التي فيها كل ما هو موجود ومبثوث في هذه السورة
    خلاصة قصة أصحاب الكهف موجودة في هذه الآية (قل انما انا بشر مثلكم )خلاصة قصة الخضر .. ومبدأ هذه السورة وآخرها مثل الربط بين كل ما هو داخل هذه السورة.
    رد العجز على الصدر هو أحد المحسّنات البديعية اللفظية في علم البلاغة والتي قد تأتي في كلٍّ من النثر والشعر، وقد سمّاه بعض علماء البلاغة أيضاً بـ (التصدير)
    “ورد العجزُ على الصَّدر (في النثر) هو أن يُجعلَ أحدُ اللّفظين المُكرّرين، أو المُتجانسين، أو المُلحقين بهما «بأن جمعهما اشتقاق او شبهُ» في أول الفقرة، ثم تعادُ في آخرها، كقوله تعالى (وتخشى الناس والله أحق أن تخشاهُ) – وقولك: «سائل» اللئيم يرجع؟ ودمعه «سائل» فسائل الأول: من السؤال، وسائل الثاني: من السَّيلان ونحو قوله تعالى (استغفروا ربكم إنهُ كانَ غفَّاراً) واللّذان يجمعهما شبه اشتقاق – نحو قوله تعالى (قال إني لعملِكم من القالين)
    المصدر/ الهاشمي- أحمد-جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع – الصفحة ٣٣٣.
  3. المصباح- الكفعمي- الصفحة ٥٣٥. / الشيخ عباس القمي – مفاتيح الجنان – الصفحة ٢١٦.
  4. عبد الكريم سروش، مفكر إيراني معروف، ومن أشهر منظري الإصلاح في إيران، طرح سلسلة من النظريات والتي أثارت جدلًا واسعًا وكان آخرها حول الإمامة والوحي/ ومن أراد المزيد من الاطلاع على نظريته في هذا الشأن، يمكنه الرجوع لكتابه (بسط التجربة النبوية)، مجلة نصوص معاصرة – حوار مع عبد الكريم سروش مجموعة مؤلفين – (العدد: ١٥-١٦).
  5. النظرية وفقًا لمعجم المعاني الجامع تعرف النظرية (بالإنجليزية: Theory) بأنها قضية تثبت صحتها بالحجة والبرهان، وفسر المعجم الوسيط النظرية على أنها رأي أو اجتهاد يدلي به أحد العلماء ويحاول إثباته بالبراهين، وتختلف النظرية العلمية عن الاستعمال العام لمصطلح نظرية، فالنظرية العلمية لا بدّ لها أن تستند على حقائق مثبتة بالدليل العلمي، أما في الفلسفة فالنظرية تمثّل طائفة من الآراء لتفسير قضية ما، ولا تختلف عن الفرضية في استعمالها.

    الفرضية تعرف الفرضية (بالإنجليزية: Hypothesis) في العلم بأنها رأي علمي لم تثبت صحّته بعد، أي تبقى الفرضية موضع بحث حتى يتم تقييمها وإثبات صحتها من عدمه، فإن صحت تصبح نظرية علمية يستند إليها وتنسب إلى صاحبها، وفسرها المعجم الوسيط على أنها علاقة أو علاقات بين ظاهرتين أو أكثر قابلة للاختبار من أجل قبولها أو رفضها، وفي الفلسفة، فإن الفرضية تعبر عن فكرة يؤخذ بها في البرهنة على قضية ما.

    إقرأ المزيد على موضوع كوم:
    https://mawdoo3.com/%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D9%82_%D8%A8%D9%8A%D9%86_%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%B6%D9%8A%D8%A9

  6. الواقع الذي نشهده ومن معالمه إعطاء قيمة لسفاسف الأمور -كإعطاء قيمة لتربية الحيوانات مثل القطط والقرود، جيل التجديد المتطرف، وكون كل جديد مرغوب، وكل قديم مرفوض. 
  7. الريشهري  – محمد – ميزان الحكمة – ج٣ – الصفحة ١٨٦١

كيف وجدت المقال؟ شارك الآخرين ذلك

معدل التقييم 3.7 / 5. عدد التقييمات 3

لا يوجد تقييم للمقال حتى الآن

كيف وجدت المقال؟ شارك الآخرين ذلك

معدل التقييم 3.7 / 5. عدد التقييمات 3

لا يوجد تقييم للمقال حتى الآن

اختر تصنيفًا

ما رأيكم بالموقع بحلته الجديدة

إحصائيات المدونة

  • 99٬208 زائر

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

فاجعة استبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير 5 (2)

من المعلوم أن الإمام الحسن (ع) قد قُتِل بالسم الذي قدمه له معاوية بواسطة زوجته جعدة بنت الأشعث، فهذه النهاية المؤلمة تكشف عن مقدمات وبوادر سيئة جدًا منذ أن استبدلت الذنابي بالقوادم(1)، واستبدل أمير المؤمنين خير البرية بشر البرية؛ حتى وصل الأمر إلى معاوية الذي خان وفجر وغدر وجاء بكل موبقة.

الدور الاجتماعي للسيدة زينب ﴿؏﴾ رؤية قرآنية ١٣ 5 (2)

مما لا شك فيه أن السيّدة زينب ﴿؏﴾ المحتمل في قلبها وفي روحها لعلم أهل البيت ﴿؏﴾، ممن امتحن الله ﷻ قلبها للإيمان؛ لا يصلها ولا يعبث بها الشيطان بأيّ حال من الأحوال، ولذا كان لها أن تواجه تلك الحبائل التي يلقيها الشيطان وأتباعه في الخارج؛ بتلك الرؤية المتماسكة والروح القوية التي لا ينفذ إليها الباطل، والتي تشبه روح الأنبياء ﴿؏﴾ في السعة والقدرة على مواجهة الساحة الخارجية والميادين المشتركة بينها وبين أهل الشر.

الدور الاجتماعي للسيدة زينب ﴿؏﴾ رؤية قرآنية ١٢ 5 (1)

فكانت ﴿؏﴾  تخاطبهم وتوبخهم بقولها: “يا أهل الختل والغدر”؛ وحسب الظرف كان يجدر أن تنفر النّاس من قولها ولا تقبل بتلك التهم، لكن جميع من  كان حاضرًا قد همّ بالبكاء، الصغير والكبير والشيبة!

لأنها ﴿؏﴾ قلبت النّاس على أنفسهم المتواطئة مع الظالم والمتخاذلة والمتقاعسة عن نصرة الحق على ذاتها، فرأوها على حقيقتها رؤية الذي لا لبس فيه؛ فغيرت بذلك أحوالهم وأعادتهم لأنفسهم النورية حيث فقدوها