السلام عليكم جميعًا ورحمة الله وبركاته…
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمدٍ وآله الطيبين الطاهرين.
أولًا أشكر الأخوات القيمات على هذا الملتقى الفكري والمعني بإحياء مآثر ومعالم وعلوم ومعارف وفكر شهيد الأمة الإسلامية الشهيد الحي السيد محمد باقر الصدر (قدس سره)، واستمراره على مدى عقدين من الزمن وأخص بالشكر حوزة الشهيدة بنت الهدى إدارة، مدرسات وطالبات، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يثيبكن وأن يشدّ على أيديكن.
ولا شك أن بركة دماء الشهيد الطاهرة وأخته العلوية ستكون خير شفيع لكم في يوم القيامة قبال ما تنفقونه من وقت وجهد ومثابرة، وتسعون مخلصين لتقديم الأفضل.
وحديثنا بعنوان: (الشهيد الصدر بين النبوغ الفكري والنبوغ العاطفي)
يقول جل وعلا: ﴿فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّـهِ لِنْتَ لَهُمْ وَ لَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَ اسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَ شاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾ آل عمران: 159، فالآية الكريمة والتي ابتدأنا بها حديثنا تشير لنوع من الرحمة الخاصة بنبي الإسلام محمد (ص) والتي نرى لها انطباقًا ومن وجوهٍ عدة على شهيدنا الراحل، وهذا ما سوف نبينه من خلال هذا البحث.
لقد امتاز الشهيد الصدر بمزايا عدة، ولكن قد يكون من أوضحها عبقريته الفذة؛ الفكرية والعلمية ونبوغه العاطفي، والتي قد تصيبك بالدهشة حين ترى مدى تساويهما -أي؛ النبوغ الفكري والعاطفي- من حيث السطح والعمق والطول والعرض.
العبقرية الفكرية:
وقد برزت عبقريته الفكرية خلال خصائص عديدة منها:
-
العمق والاستغراق في الفكرة
ليس من دأب الشهيد الصدر المرجع، العبقري والفيلسوف أن يغور في أبحاثه العلمية والدراسية باتجاه أفقي فحسب أو على السطح الشمولي والعرضي للمطلب، بل كان يغور بتوسع في طوله كما في عرضه؛ ليلمّ بكل أطراف المسألة، فتتجلى بجميع خفاياها وخباياها، فلا نراه يفوت أمرًا أو يترك مجالاً قد يخطر على بال باحث يأتي من بعده إلا وقد تصدى له وغار فيه، كما لا تجد أي نحو من التردد فيما يتبناه من نتيجة أو يختاره من رأي، فتأنس به وتشعر بنحو من الإطمئنان. كما كان -رضوان الله عليه- يمتلك القدرة والمهارة الفائقة في طرح الفكرة بسلاسة وعمق –السهل الممتنع- من حيث جزالة العبارات التي ينتخبها ويحسن صياغتها.
إن حالة الانقطاع والإبحار في عمق الفكرة التي كان يغوص بحثًا عن مكنونها تقطعه عن كل ما يحيط به أو من هم حوله. وهذا وفق ما تنقله العلوية أم سيد جعفر عن أحواله؛ مقدرته الروحية حين كان يناجي الله تعالى حيث ينقطع إليه انقطاعًا، كذلك مكنته العقلية حينما يستغرق مفكرًا في مسألة ما، فهو غواصٌ متى ما أراد، وطيارٌ متى ما شاء.
ونقلاً عن زوجته الصابرة الشاكرة العلوية أم سيد جعفر حيث تقول:
“حينما كان يستغرق السيد الشهيد محمد باقر (قدس سره) في المطالعة أو التفكير ينسى كل شيءٍ حوله، حتى طعامه فأراني مضطرة في آخر الأمر إلى قطع تأمله أو مطالعته وأقول له: لقد قرب وقت الظهر ولا شيء عندنا، عندها يقوم ليشتري بنفسه ما نحتاج إليه”.
نحوه الآخرون، تجده متحررًا من المعطيات التي قلما يمكن للإنسان أن ينفلت منها، منسجم مع روحه وعقله غاية الانسجام. أما الظرف المكاني والزماني والفكري الذي أحاط به فقد كان يضيق عليه، ولم يتقمصه قط لأنه في واقع الحال كان في غنى كامل عنه.
ومن طرائف ما تنقله زوجته العلوية وقد تكرر على لسانه أنه قد يستغرق أحيانًا في التفكير مستمرًا طوال اليوم ولا ينقطع حتى لحظة خلوده للنوم ليكمل عندما يستيقظ من ذات النقطة التي توقف عندها في ليلته السابقة، حيث كان رضوان الله تعالى عليه يقول عن نفسه أن حركة العقل الباطنية تفضي به إلى قدرة خارقه تجعل عقله ملهمًا كما يسمى بالنبي الباطن، فترى كم كان هذا النبي في أعماق الشهيد الصدر مكدودًا في ذات الإسلام؟!
ولعل ما كتبه الشهيد الصدر أو ما حكاه ما هو إلا نزرٌ قليلٌ مما هو مكنوز في جعبته وعقله وفكره!! وهناك قرائن كثيرة تؤكد ذلك.
أما الخصيصة الفكرية الأخرى والتي أمتاز بها الشهيد رضوان الله عليه؛ حين كان يكتب أو ينقطع للتأليف فإنه لا يعيد النظر فيما جرى فيه قلمه، فهو لم يكتب مسودة قط ثم بيضها، بل كل كتاباته منذ أمسك بالقلم؛ هي الأولى والبيضاء، فلا يكاد يمسك القلم حتى تخال أن القلم قد ابتلع الورقه وأغرقها في بحر محبرته، فكل مؤلف يخرجه باقر الصدر (رضوان الله عليه) أبيض للناظرين. ولذلك تجد أن معظم من احتك به دراسة أو تعليمًا نقل عنه هذه الخصيصة.
وهنا حريّ بنا أن نتعرف على المعنى الذي يشير إليه أستاذنا الجوادي الآملي في تفسير الآية الكريمة: ﴿وَ أَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آياتٍ إِلى فِرْعوْنَ وَ قَوْمِهِ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ﴾ النمل: 12 إذ يقول: الجيب هنا بمعني الصدر على غرار قوله تعالى: ﴿وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ علَىٰ جُيُوبِهِنَّ﴾ النور:31، ويقول إن كنت إلهيًا، وقدرت أن تدخل يدك في جوف صدرك، فستخرج يدك بيضاء، فكرك أبيض، وصحيفتك بيضاء، وقلبك أبيض. انتهى
ألا يعدّ هذا الأمر خارق للعادة بأن يكتب مفكر في مواضيع شائكة ومعقدة ويؤلف في مستجدات طارئة فيكون كل ما يقوله وضاء ومضيئ، ولا يفتقر إلى التحرير.
فكان هذا حاله في الكتابة حتى في أخطر كتبه؛ كالأسس المنطقية للاستقراء إذ كما ينقل بأنه قد كتبه مرة واحدة.
كذلك من مؤلفاته القيّمة: كتاب فلسفتنا وقد ألّفه وعمره الشريف 26 سنة، وهو عبارة عن دراسة موضوعية لأهم الأسس الفلسفية، أما كتابه اقتصادنا فقد ألّفه وعمره الشريف 27 سنة، والذي يشتمل على جزئين في المادية التاريخية، وقوانين الديالكتيك، كما وضع فيه الهيكل العام للاقتصاد الإسلامي. أما كتاب “المدرسة الإسلامية” هو الآخر من الكتب القيّمة وهو عبارة عن حلقة الوصل بين “فلسفتنا” و “اقتصادنا”.
ورغم هذا فكل كتاباته ومؤلفاته تأتي ممنهجة طبق انتقالات العقل؛ من المقدمة وحتى الخاتمة. لا تخترم فيما يكتبه كلمة، ولا تحيد عنه مفردة ليتغير السلم المنهجي الذي يتبعه من أول ما يمسك بالقلم، ولذا وبسبب ذلك العمق والأصالة والعبقرية التي كان يمتاز بها فقد أدهشت قدراته الفائقة الحكومات وكبار المفكرين والشخصيات المرموقة من المشرق والمغرب.
وشاورهم في الأمر:
ومع كل ما امتاز به من عبقرية وحنكة كان يشاور طلبته وأصحابه في الكثير من قراراته والتي هو أعلم بها منهم، ولكن أدب الأستاذية ووظيفته التربوية التي كانت تملي عليه نهج هذا السلوك. وهو في الوقت ذاته لم يكن يلزم نفسه بالآراء التي تخالف أو تتعارض مع مصلحة كبرى للأمة والإسلام والتي كانت من أولوياته مماي يجعلها في المقدمة دائمًا.
ومن ذلك موقفه المؤيد والتام للدولة الإسلامية وإعلانه لذلك، في حين كان تصور أغلب تلامذته حينها بأن هذه الثورة علمانية قد استغل فيها العمائم ورجال الدين، ولذا -في آخر المطاف- ستمسي إيران تابعة للمدّ الشيوعي أو الماركسي على أحسن تقدير.
لكنه -قدس الله سره- وإن لم يكن من البعض الذي كان يعيش في إيران، ويرى الواقع كما يظن عن كثب، أرسل إليه أحد تلامذته يطلب منه التريث وعدم التسرع في إعلان التأييد، معللًا ذلك بالقول: (يرى الحاضر ما لا يراه الغائب)، فجاءه الجواب من الشهيد: “بل قد يرى الغائب ما لا يراه الحاضر”، ولذا فنراه وقد وهب عمره الشريف، وضحى بأمانه وأمان أهل بيته لله مخلصًا وشاهدًا وشهيدًا على هذه الأمة.
هذا من حيث نبوغه الفكري، أما الجانب الآخر والذي لا يقل أهمية عنه؛ وهو نبوغه العاطفي.
النبوغ العاطفي:
غالبًا ما يتسم النوابغ بالتفكير الممنهج رياضيًا أو في أحسن تقدير بطريقة جبرية -نسبة لعلم الجبر-، وهو المنهج الذي كان ينتهجه الشهيد الصدر في أغلب كتاباته(١).
أما العاطفة فهي مسألة بعيدة عن البرهان الأرسطي أو بتعبير أدق إن للعاطفة براهينها الخاصة، والذين لا يحسنون فهم منطق العاطفة أكثر بكثير ممن لا يحسن فهم المنطق الأرسطي أو الحساب الرياضي، فالناس قد تتساوى في معرفة البديهيات والمشهورات والأقيسة المنطقية، لكنها تختلف كثيرًا في معرفة أقيسة الوجدانيات، وبراهين الضمائر.
فمن تتسامى عبقريته الروحية ونبوغه العاطفي لا يتعامل مع الناس على أنهم أرقامًا يجب إضافتهم لرصيده الاجتماعي، بل يتعامل معهم بمنتهى العاطفة والود والمحبة، ولا نقصد بالعاطفة هنا التي يتحدث عنها ويصورها علماء النفس والاجتماع، بل نعني وبالدقة النحو الذي أشارت إليه الآية الكريمة والتي صدرنا بها الحديث؛ ﴿فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّـهِ لِنْتَ لَهُمْ﴾، عاطفة واعية من الله جل وعلا، مرتبطة برحمة منه جل شأنه.
ولأن منشأ هذا اللين هو الرحمة الإلهية لذا فليس لها مقياس لتفهم.
يقول السيد القائد في تفسير الآية الكريمة: ﴿وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْها وَجَعلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلى وَكَلِمَةُ اللَّـهِ هِيَ الْعلْيا﴾ التوبة: 40، في مضمون المعنى؛ ليس بالضرورة أن تكون هذه الجنود ملائكة، بل قد يكون رفع الله سبحانه من منسوب جنود العقل والقلب، فالعاطفة جند من جنود الله سبحانه.
ولذا فحين ترى عائلة الشهيد الصدر رضوان الله عليه أو تعيش بينهم فإنك ستلمس حبًا وشفقةً وعاطفةً سيّالةً، ليست اكتسابية أو ادعائية، بل ستقطع أنها متجذرة وموروثة، وحين تطلع على تراث الشهيد -رضوان الله عليه- ستقع يدك على المنبع والمنشأ، وستقرأ هذا جليًا في كل كتاباته ورسائله التي كان يبعث بها لتلامذته وأهل بيته وحتى خادمه، ستجده يغوص في روحه وقلبه ليلتصق بأحبائه. وستتيقن أن الذي بين أيدينا من المادة العاطفية ليذاب له القلب ويذهل به العقل ويتجلى فيه نظرة العارف لكل من حوله بصفتهم عيال الله وأحباؤه.
وكشاهد على ذلك رسالته التي بعثها لتلميذه السيد عبد الغني الأردبيلي والتي جاء فيها:
عزيزي المعظم وركني الصفي مثال الوفاء والنبل والشهامة أبا محمد حفظك الله ورعاك وأسبغ عليك المزيد من لطفه وعنايته.
سلام عليك بقدر شوقي إليك وحنيني إلى طلعتك وغربتي لفراقك وبقدر صبري على كل ما وقع ويقع
والحمد لله على كل حال، ولن تشذ عن رسول الله صلى الله عليه وآله لحمته.
تسلمت رسالتكم العزيزة قبل أيام، ويبدو أنها كانت متأخرة في طريقها كثيرًا، وكنت قبل ذلك قد كتبت إليكم رسالة على إثر قراءتي رسالتكم للشيخ النعماني والسيد المهري وأرسلتها على ما أتذكر فعلًا مع الشيخ أحمد طراد، على أن يوصلها إلى الإخوان في قم وتصل إليكم منهم، أرجو أن تكون قد وصلت.
تقولون أيها العزيز إنك كالسمكة أخرجت من البحر، ولكنك في الواقع لم تخرج من البحر إلا بالقدر الذي لا تقع فيه عيناي عليك -يعني أنت لا زلت في بحر وجودي ووجداني لكن الذي يتعذب هو أنا لأن عيناي لا تقع عليك- ولا أسمع بأذني صوتك، إلا بالقدر الذي لا يتاح أن تلبيني حين أناديك ولا أن تسمعني حين أطلبك، ولكنك بالرغم من ذلك في البحر، في أعماق البحر، في قلبه- يقصد قلبه قدس الله سره- في كل خلجات هذا القلب ومشاعره، وفي كل موضع من البراني – المكان الذي يستقبل فيه الضيوف- لمسة من لمساتك أو بصمة من بصماتك، تنادي بأبلغ بیان «أنا هنا، أنا لا أزال هنا»، والحمد لله على كل حال.
ذكرت لأم جعفر أني أحب إذا ساعدت الظروف أن تذهبي إلى أردبيل لزيارة أبي محمد وأم محمد وزيارة محمد وحوراء -يعني أولاده الصغار- لأني أقدر أن في ذلك بعض السلوة لكم جميعًا، جمعنا الله بلطفه و آمننا من غضبه وأمدنا بسكينة وقبلنا خدمة لكلمته ودينه(٢)
وأمثال هذه الرسائل كثيرة، ولا نبالغ إن قلنا أنها بالمئات، والتي حررت على هذا النحو والنمط الكاشف عن الأستاذ العارف والمجتهد العالم والمرجع المقلد، والذي يكشف لتلامذته -والذين بينهم وبينه بونًا شاسعًا- هذا العمق والقدر من العاطفة الجياشة والتي كما لا يخفى كم تجر معها من ود ومحبة.
إذ أننا غالبًا ما نجد أن من يمتلك الذكاء والعبقرية العقلية فإن الناس تجله وتعظمه وتوقره لتجلي قواه العقلية وعبقريته. في قبال هذا، من تتجلى فيه هذه النحو من العاطفة قد يقرأها الآخرون -ممن يجهل حقيقتها ولا يستوعب كنهها- سيظنها نحو من الضعف ولين في الجانب من غير حزم، عاطفة قد توقع صاحبها في كثير من الألم، يضطر معها كثيرًا أن يجني على نفسه في سبيل قلبه، فهو في حين يعلم في نفسه أنه يقينًا قد وقع على كبد الحقيقة، لكنه لا يريد أن يرهقهم بها، ولا يريد أن يحملهم مسؤولية ما لا طاقة لهم به، وما لا يتسع له قلبهم ولا يستوعبه فكرهم؛ لذا فهو يصر أن يتعامل بمنتهى العاطفة والمحبة وهو يعرف أنها ستعود عليه بالقسوة والجفاء وربما القطيعة من بعض من حوله، ولكن ما ضره إن كان سبب هذه العاطفة والليونة رحمة إلهية ومنشأها الله سبحانه وتعالى “فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ”.
ولا شك أن هذه وصية لنا جميعًا إذ علينا أن نتبع خطاه ونقتفي أثره.
وهنا وقبل الختام أُريد أن أنقلكم وخلال دقيقة للتأمل فماذا لو فرضنا ولو بنحو من الفرض ماذا لو إن الله سبحانه و تعالى قد أمد بعمره الشريف، هل سيكون حال العراق كما هو عليه اليوم كما نشهده من واقع مرير، متمزق، ومتشرذم ومتناحر، أم لأصبح الصدر هو الصدر الذي يحوي العراق، كل العراق واحتضن الشعب بكل أطيافه.
تنقل زوجة الشهيد الصدر عن ميشيل عفلق -عليه لعائن الله- قوله: (الشيعة في العراق هم كطبق البيض موضوع بشكل مستطيل، رؤوس مصطكة بعضها إلى بعض، ما علينا إلا أن نرفع بيضة واحدة فتكسر كل واحدة منهم التى قبلها، حتى يتكسر الشيعة جميعًا)،
وهذا بالفعل هو ما حدث، فلو كانت هذه البيضة هي الصدر الذي يحتوي كل هذا البيض في جنبات قلبه وفي بحره العاطفي وفي أمواجه الروحية لاختلف الوضع تمامًا عما هو قائم اليوم، وفي واقع الأمر فهذه المأساة تجعلنا ندرك المعنى الحقيقي والعميق لهذه الجريمة البشعة في قتل الشهيد الصدر رضوان الله تعالى عليه. إننا لنرى آثار هذه الجريمة النكراء وعلى مرّ الزمن حتى يومنا هذا. وستبقى -كما أعتقد- إلى خروج صاحب الأمر صلوات الله وسلامه عليه.
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد وآل بيته الطاهرين.
١. الجبر: هو مفهوم أوسع وأشمل من الحساب أو الجبر الابتدائي؛ فهو لا يتعامل مع الأرقام فحسب، بل يصوغ التعاملات حسب المعادلات مع الرموز والمتغيرات والفئات. ويصوغ الجبر البديهيات والعلاقات التي بواسطتها يمكن تمثيل أي ظاهرة في الكون. ولذا يعتبر من الأساسيات المنظمة لطرق البرهان.
٢. السيرة والمسيرة ج: ٣، ص: ١٨١
0 تعليق