تقدم القراءة:

ويأبى الله إلا أن يتم نوره

الأثنين 21 أكتوبر 2019مساءًالأثنين

الوقت المقدر للقراءة:   (عدد الكلمات:  )

0
(0)

السلام عليك يا أبا عبدالله وعلى أختك عقيلة الطالبيين…

ها هم شيعتك ومحبوك وموالوك يتقاطرون نحوك في مثل هذا اليوم بأبدانهم وقلوبهم … بالملايين زرافات ووحدانا ليؤدوا بعض حق أختك العقيلة وحقك عليهم متحدين كل التهديدات والتحديات العالمية!*

الحديث بعنوان: ويأبى الله إلا أن يتم نوره! وهو مستوحى من الآية: ﴿وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ ولو كره الكافرون﴾ سورة التوبة:٣٢

والنتيجة التي ينبغي الوصول إليها أن حركة السيدة زينب عليها السلام والركب الحسيني كان إتماما وإظهارا لنور الله، وكما نعرف أن نور الله ليس نورًا حسيًا؛ فالمعرفة نور الله وإدراك الحقيقة نور الله والكشف عن الواقعيات هو نور من الله سبحانه وتعالى.

وإذا أردنا أن نضع خلفية لهذا الحديث يمكننا أن نقول:  من خلال الحديث عن دور أهل البيت سلام الله عليهم في إظهار هذا النور بإمكاننا تطبيق ذلك على حركة الركب الحسيني بما فيه عقيلة الطالبيين عليها السلام. إن الآية تكلمت عن مفصلين حيث قالت: ﴿يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّه إِلَّا  أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾ 

فالحديث عن دور إباء الله سبحانه وتعالى في مقاومة إخفات وانخفاض وانتهاء واضمحلال هذا النور، أي أن بقاء هذا النور لايمكن أن يكون في عالم التكوين إلا بإباء أولياء الله، أي هذا النور لايبقى إلا بالامتداد والاستمرار لإباء الله (يَأْبَى اللَّه) أن ينطفئ هذا النور (إِلَّا  أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) ولبيان ذلك نقول:

أنحاء الإباء الثلاثة في القرآن الكريم 

يمكن أن نتصور الإباء الوارد في القرآن على ثلاثة أنحاء:

1- إباء بسبب الاستكبار، وهو أول ذنب وقع على هذه البسيطة – كما نقل لنا القرآن – أو فلنقل وقع في هذا العالم حسب ما ورد في القرآن الكريم عندما خلق الله آدم وصوره ﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ  أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ﴾ البقرة:34.

هذا الإباء إباء استكباري، لذلك يقول القرآن (أَبَى وَاسْتَكْبَرَ) وعندما سأله الله سبحانه وتعالى: ﴿قَالَ يَا إِبْلِيسُ  مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ۖ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ﴾ ص: 75 بمعنى أن هناك مبرران لعدم السجود لآدم:

المبرر الأول: أن تكون ذات هذا الموجود عالية فليس من المعقول أن يسجد العالي للداني.

المبرر الثاني: الاستكبار (أستكبرت أم كنت من العالين) معلوم أن إبليس من الأصل كان من الكافرين ولكنه لم يظهر هذا الكفر إلا بالاستكبار، ومن الواضح أن استخدام كلمة الاستكبار تفيد توهم الكبر، فأول معارضة لله سبحانه وتعالى واستكبار سماه القرآن (إباء) (أَبَى وَاسْتَكْبَرَ) إذن هذا الإباء مذموم وسببه الكفر.

عندما استدل إبليس على عدم سجوده؛ إذ هو ليس من العالين، لم يقل لله أنا من العالين، لذلك لايصح عقلًا  أن أسجد لآدم وإنما قال: ﴿قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ﴾ الأعراف: ١٢

وهذه لاتصلح دليلا على أن النار خير من الطين وإن كانت من حيث الظاهر هي خير؛ الطين داكن وأسود يميل إلى السفل والأرض والنار فيها نور وتميل للعلو والارتفاع لكن هذا في حد نفسه لا يعني أن إبليس المخلوق من نار هو خير، وهذا لا يصلح أن يكون دليلًا  لعدم سجود إبليس لآدم ولا يفيد أفضليته وأشرفيته عليه وأن له الحق أن يتأبى عن السجود له. وسوف نبين خلال الحديث أن الإنسان في كثير من الأحيان قد يستكبر على الآخرين وهذا إثم ومعصية و حرام ولكن الاستكبار على الله سبحانه وتعالى أو الاستكبار على أولياء الله سبحانه وتعالى أمر آخر، فهو كما يفتي الفقهاء لون ونحو من أنحاء الكفر. 

علة قبح التكبر فلسفياً

من المعلوم أن كل الموجودات تفتقر في أصل وجودها وحقيقتها فقرًا واقعيا لموجدها، فمثلا لو قلنا لأحد صِف هذه الطاولة سيقول: هي مربعة طويلة من خشب فيها هذه الصفات… لا يخطر في باله أن يقول: أنها موجودة مربعة؛ لأن الوجود أمر بديهي، وليس منها، وليس من صفاتها، فلا ينسب لها بل يعطى لها. ولكن لو افترضنا أنها ليست موجودة في الأصل ولا وجود لها فلن تكون لصفاتها العارضة عليها قيمة أصلاً.

لذلك فإن الإنسان حتى لو كان عالمًا ويقول: ﴿قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِي﴾ القصص:٧٨ فهذه دلالة على التكبر؛ أنت أيها الإنسان في أصل وجودك مفتقر ويعرض عليك العلم والمعرفة وهذا كله من الله سبحانه وتعالى وإلا في الحقيقة فلا قيمة لهذه المواصفات مالم يكن الوجود متحققا؛ فالاستكبار في الحقيقة مذموم عقلًا  لأن الموجود فقير في أصل وجوده فلماذا يستكبر وبماذا يستكبر؟!

هل بما يعرض عليه من عوارض وهو في أصل وجوده فقير وذاته فقيرة؟!

إذن: توهم امتلاك هذه الكمالات ـ التي هي غير موجودة إلا بسبب هذا الوجود وليست في الحقيقة إلا خروجا لهذا الوجود في الخارج وآثارا له ـ هذا التوهم بعيد عن العقل واستكبار، فعندما يستكبر الإنسان ويتوهم أنه كبير لا يمكنه أن يسجد للعالين ولايمكنه أن يخضع لا لله سبحانه وتعالى ولا لأوليائه (ع) وهذا هو الإباء المذموم – كما أسلفنا -. بينما الإنسان الذي نفخ الله سبحانه وتعالى فيه من روحه إذا كان مملوءً بالنورانية، مملوءً بنور من الله سبحانه وتعالى فيأبى الله إلا أن يتم نوره (يَأْبَى اللَّه) وهذا هو الإباء الممدوح كما سيأتينا في النحو الثالث؛ لأنه منسوب لله سبحانه وتعالى، أما إذا اعتمد الإنسان على سائر الأشياء حوله فهذا دلالة على عدم العقل والفهم، يقول الإمام زين العابدين في الدعاء: (ورأَيْتُ أَنَّ طَلَبَ الْمُحْتَاجِ إلَى الْمُحْتَاجِ سَفَهٌ مِنْ رَأيِهِ وَضَلَّةٌ مِنْ عَقْلِهِ) الصحيفة السجادية، فكيف يعتمد على شيء محتاج في وجوده! هذا تيه في الرأي وضلال في العقل؛ لأن المفتقر المحتاج في وجوده هو محتاج في كل صفاته لأن هذه الصفات تعرض على هذا الوجود ولذلك فإنه يقبح على الإنسان مع معرفة فقره ورتبته الوجودية وحقيقة نفسه أن يتكبر، فليس هناك إثم أقبح وأسوأ من ذلك. 

بعض صور التكبر (الإباء المذموم) 

هذا النحو من الاستكبار قد يظهر على بعض من الناس بصورة التكبر على الآخرين وعلى البعض الآخر بصورة التكبر على التشريعات، فمثلاً بعض الناس يسألون عن الحجاب وعلة الحجاب وسبب الحجاب. إذا كان السؤال والجواب بغرض البحث والتحقيق فهذا مطلوب ولكن إذا كانت المسألة مسألة غرور وتكبر فالإنسان يريد أن يقول: ها أنا ذا! 

فلا يعدو السؤال إلا أن يكون استخفافا بالدين واستخفافا بالفقه واستخفافا بالتخصصات الدينية. ولاشك أنه لا فرق بين هذه المسألة وبين المسألة النفسية الإبليسية، نعم هذا إباء وكثيرون يعتقدون أن هذه حالة من العزة ويختلط عندهم كونه من البحث والتحقيق أو من صفة نفسية وأخلاقية مذمومة، ولكن هذا الاستكبار كما ذكرنا مذموم.

2- النحو الثاني من الإباء: هو الإباء الإشفاقي؛ عندما يتكلم الله سبحانه وتعالى عن الجبال وعرض الأمانة على السموات والأرض والجبال ﴿إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ﴾ الأحزاب:72 الآيات تبين أن السماوات والأرض والجبال أبين أن يحملنها وجعل بجانبها قرينة، هذا الإباء فيه حالة من الاشفاق. أضرب مثالا عرفيا على ذلك: 

عندما يطلب من إنسان مثلا إدارة أمر معين وإعطاء مادة معينة أو التصدي لشأن معين وهو يعرف قدراته وإمكانياته ويعرف أنه لا يمكن أن يقوم بذلك، فإن هذا الإنسان يأبى أن يتصدى للأمر لأنه لا يمتلك مؤهلات وليس عنده مقومات هذا الأمر فيأبى من ذلك (إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا) هذا الإباء إباء إشفاقي؛ لأن الإنسان مشفق على نفسه ومشفق على هذه الأمانة التي تعطى له، فكيف يتصدى لشأن هو لا يملك مؤهلاته؟! وكيف يتحمل مسئولية الإفتاء مثلاً وهو لا يمتلك ملكة الاجتهاد؟! كيف يتحمل مسئولية وإدارة مؤسسة وإدارة أمة وهو لايمتلك المؤهلات؟!

هذا الإباء وهذا الامتناع امتناع ممدوح لأنه (رحم الله امرىء عرف قدر نفسه)، وهذا دلالة على أن هذا الموجود يعي ويدرك نفسه ويعرف حقيقته ويرى عدم مؤهلاته، فهذا الإباء إباء غير مذموم؛ بل هو ممدوح. وأصل صناعة الفوضى في العالم هو تصدي غير المؤهلين للشؤون الكبيرة جدًا، مما يحدث الخلاف والتضاد والتعارض، إذ أن هذا الكون قائم على التزاحم وليس على التعارض وهذا مذكور في محله.

3- النحو الثالث من الإباء وهو ممدوح ذكره القرآن في قوله تعالى: (وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ) 

هذا الإباء ممدوح؛ لأنه إباء إلهي وإرادة إلهية، فهو يسري من عبودية الله ومن الارتباط بنورانية الله (وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ) هذا النور يمتد إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيحق لرسول الله أن يأبى أن يُقدِم على كل ما من شأنه أن لا يظهر هذا النور، وكذلك يمتد لأمير المؤمنين وأهل البيت والمؤمنين، لأن نفخة الله فيهم وروح الله فيهم فيأبى الله لهم أن يتخذوا مواقفًا لا تتناسب مع شأنهم وكونهم من العالين؛ لذلك فلا يمكن أن يخضعوا ويستسلموا، لأن استسلامهم وخضوعهم وتوهينهم يؤدي إلى إضعاف لنور الله تعالى؛ ولذا يقول الإمام الحسين صلوات الله عليه في إحدى خطبه: (يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون، وحجور طابت وطهرت، وأنوف حمية، ونفوس أبية، من أن نؤثر طاعة اللئام، على مصارع الكرام )(١) وهذا الإباء إباء كماليّ، فحينما يلتزم الإنسان بالتشريعات الإلهية ويأبى أن يخضع للضغوطات ويأبى أن يخضع للظلم والإذلال فإن هذا الإباء إباء ممدوح وهذا الإباء إباء كمالي لا يتعارض مع وجود الإنسان؛ لأنه يرى وجوده مفتقرا لله سبحانه وتعالى ويعلم أن الله يأبى أن ينطفئ نوره ولو كره الكافرون. نعم الكافرون والمشكرون يأبون أن يظهروا هذا النور ولكن لا يمكن للمؤمن أن يكون عونًا للكافرين والمنافقين والجاحدين والمضلين والمشوّشين والمشكّكين، فلا يمكن أن يقبل أن ينطفئ نور الله سبحانه وتعالى، وواقعنا يشهد على أناس عندهم غيرة على الله سبحانه وتعالى وعلى شرعته ودينه سواءً أصابوا وأجادوا وأحسنوا أو أنهم لم يوفقوا، لكن دافعهم هو حالة الإباء؛ وخلاصة القول أن هذا الإباء الإلهي لا يمكن الحفاظ عليه إلا عبر أيادٍ إنسانية تحفظ نور الله سبحانه وتعالى.

حركة السيدة زينب (ع) والركب الحسيني إتمام وإظهار لنور الله 

من المعلوم أن عقيلة الطالبين زينب بنت أمير المؤمنين ـ وفي كل تاريخها ـ كانت  تجلٍّ للإباء والعفة والالتزام بتمام اختفائها وكمونها ،ـ حسب ما ينقل في التاريخ: عندما كانت في المدينة لم يعرف لزينب بنت أمير المؤمنين شكل ولا طول، وبغض النظر عن صحة الرواية أو عدم صحتها لكن هذا يوافق معنى العفة والحجاب الديني ـ ولكن عندما أصبح التزاحم بين إبقاء نور الله سبحانه أو الحفاظ على هذه القيمة في حدّها الواجب الشرعي فلا شك أن زينب بنت أمير المؤمنين لن تكون عونًا للظالمين على إطفاء نور الله سبحانه وتعالى سوف تأبى هي وأهل بيت العصمة والطهارة ذلك.

لاحظوا خطبة الإمام زين العابدين (ع) في المسجد الأموي كم تحمل من إباء، قال صلوات الله عليه: “أيُّها الناس، أُعطينا ستّاً وفُضِّلْنا بسبع…” ـ ولم يعترض عليه أحد، أي أن  هذا هو نور الله الذي أعطينا إياه وهذا لن ينطفئ أبداً ـ “أعطينا العلم والحلم والسماحة والفصاحة والشجاعة والمحبة في قلوب المؤمنين”، ـ كل المؤمنين لأن محبة أهل البيت صلوات الله عليهم نور لاينطفئ في قلوب المؤمنين، ويأبى الله سبحانه وتعالى أن ينطفئ هذا النور ـ «أيُّها الناس، أُعطينا ستّاً وفُضِّلْنا بسبع، أُعطينا: العلمَ والحلم والسماحة والفصاحة والشجاعة والمحبّة في قلوب المؤمنين. وفُضِّلْنا: بأنّ منّا النبيَّ المختار محمّداً، ومنّا الصدِّيق (أي أمير المؤمنين عليّ)، ومنّا الطيّار (أي جعفر)، ومنّا أسد الله وأسد رسوله (أي حمزة)، ومنا سيدة نساء العالمين فاطمة البتول ومنّا سبطا هذه الأمّة وسيدا شباب أهل الجنّة (أي الحسن والحسين)»(٢)هذه كلها أنوار الله سبحانه وتعالى وعطاياه، فالإمام عندما يريد أن يظهر هذه العطايا فإنه يظهرها بعزة وإباء وشموخ؛ لأنه لو لم يظهرها بهذه الكيفية فسوف يعين أعداء الله على إطفائها وبلحاظ أن هذه الصفات والمزايا التي نالها أهل البيت صلوات الله عليهم كانت بسبب تضحياتهم.

أجرى الله هذا النور الذي لن ينطفئ ولا يطفأ، وهذا الإباء والشموخ الممدوح على أيديهم لما تحملوا في سبيل هذه الرسالة، وتحملوا في سبيل إيصال هذه الرسالة حتى وصلت إلينا كما ترون اليوم. كما ترون هذه الألوف والتي تتفاوت فيما بينها ولربما منها الإنسان المستقيم ومنها الإنسان الأقل استقامة، ولكن حب الحسين وأهل البيت (ع) يملأ قلوبهم، وهذا إباء إلهي، هذه صنيعة إلهية وكما قال زين العابدين: (أعطينا ست وفضلنا بسبع…. والمحبة في قلوب المؤمنين) في مثل هذا اليوم المؤمنون يعبرون عن محبتهم للإمام الحسين عليه السلام، منهم من وصل إلى كربلاء ومنهم من مشى وذهب إلى الإمام الحسين مشيا على الأقدام ومنهم من يذهب زاحفًا للحسين …!

ومنهم من لم يتمكن أن يذهب بجسده وقدميه ولكن قلبه متعلق بهذا الإباء والنور الذي يأبى الله ورسوله أن ينطفئ، فسلام عليك يا أبا عبد الله، إن كان لم يجبك بدني حين استنصارك فقد أجابك عقلي وقلبي ومشاعري…


* أربعين الإمام الحسين (ع) لعام ١٤٤١هـ

١. تاريخ دمشق لابن عساكر

٢. مقتل الحسين للخوارزمي ج: ٢، ص: 76

كيف وجدت المقال؟ شارك الآخرين ذلك

معدل التقييم 0 / 5. عدد التقييمات 0

لا يوجد تقييم للمقال حتى الآن

كيف وجدت المقال؟ شارك الآخرين ذلك

معدل التقييم 0 / 5. عدد التقييمات 0

لا يوجد تقييم للمقال حتى الآن

اختر تصنيفًا

ما رأيكم بالموقع بحلته الجديدة

إحصائيات المدونة

  • 118٬180 زائر

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

فاجعة استبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير 5 (3)

من المعلوم أن الإمام الحسن (ع) قد قُتِل بالسم الذي قدمه له معاوية بواسطة زوجته جعدة بنت الأشعث، فهذه النهاية المؤلمة تكشف عن مقدمات وبوادر سيئة جدًا منذ أن استبدلت الذنابي بالقوادم(1)، واستبدل أمير المؤمنين خير البرية بشر البرية؛ حتى وصل الأمر إلى معاوية الذي خان وفجر وغدر وجاء بكل موبقة.

الدور الاجتماعي للسيدة زينب ﴿؏﴾ رؤية قرآنية ١٣ 5 (2)

مما لا شك فيه أن السيّدة زينب ﴿؏﴾ المحتمل في قلبها وفي روحها لعلم أهل البيت ﴿؏﴾، ممن امتحن الله ﷻ قلبها للإيمان؛ لا يصلها ولا يعبث بها الشيطان بأيّ حال من الأحوال، ولذا كان لها أن تواجه تلك الحبائل التي يلقيها الشيطان وأتباعه في الخارج؛ بتلك الرؤية المتماسكة والروح القوية التي لا ينفذ إليها الباطل، والتي تشبه روح الأنبياء ﴿؏﴾ في السعة والقدرة على مواجهة الساحة الخارجية والميادين المشتركة بينها وبين أهل الشر.

الدور الاجتماعي للسيدة زينب ﴿؏﴾ رؤية قرآنية ١٢ 5 (1)

فكانت ﴿؏﴾  تخاطبهم وتوبخهم بقولها: “يا أهل الختل والغدر”؛ وحسب الظرف كان يجدر أن تنفر النّاس من قولها ولا تقبل بتلك التهم، لكن جميع من  كان حاضرًا قد همّ بالبكاء، الصغير والكبير والشيبة!

لأنها ﴿؏﴾ قلبت النّاس على أنفسهم المتواطئة مع الظالم والمتخاذلة والمتقاعسة عن نصرة الحق على ذاتها، فرأوها على حقيقتها رؤية الذي لا لبس فيه؛ فغيرت بذلك أحوالهم وأعادتهم لأنفسهم النورية حيث فقدوها