تقدم القراءة:

تجلى لهم الله في كتابه ٢

الجمعة 3 يونيو 2016مساءًالجمعة

الوقت المقدر للقراءة:   (عدد الكلمات:  )

5
(1)

قال تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ﴾  البقرة/ 185

تحدثنا في الدرس السابق عن حقيقة شهر رمضان، وقلنا أن الأوصاف الواردة ليست مُعرفات حقيقية لشهر رمضان، وإنما هي تنبيهات – بتعبير العرفاء – فالإنسان بطبيعته يعيش الغفلة عن سائر العوالم السابقة واللاحقة فيحتاج إلى أن يُنبّه لأسرار هذا العالم وحقيقتة. وعندما يُقال لنا أن شهر رمضان شهر الرحمة، وشهر المغفرة، وشهر العتق من النار… فهذه كلها منبهات حتى نعرف الأثر الحقيقي لشهر رمضان الذي هو تجلي الله سبحانه وتعالى بكل أسمائه وصفاته عبر القرآن. وهذا ما تحكيه الرواية التي ذكرناها عن أمير المؤمنين عليه السلام ” تجلى لهم الله في كتابه من غير أن يكونوا رأوه “.

الحساسية في التعاطي مع المعاني العرفانية

من الملاحظ أن هناك من يتعامل مع المعاني العرفانية التي نتحدث عنها من تجلٍّ، وكشفٍ، وشهود بنوع من الحساسية. ولعلنا نلتمس لهم العذر، فهذا الميدان بعيد عن الكثيرين، تماماً كما هو ميدان الجهاد الأصغر ( الجهاد العسكري ) بعيد عن كثير من الأوساط مما يؤدي إلى استبعاد الكثير من الأمور بسبب حالة عدم الانسجام مع هذه المعاني. ميدان الجهاد الأكبر كذلك، فمعاني التجلي والكشف والشهود يستبعدها كثيرون. في حال أن هذه المعاني ليست من الغموض بحيث لا تعدّ قابلة للبيان، على العكس، وشهر رمضان خير محطّة للحديث عن العرفان، بل لإعطاء برنامج سلوك عملي للإنسان.

 نشأة علم العرفان

مبدأ علم العرفان من رسول الله (ص)، لكنه تبلور عبر مراحل كثيرة في التاريخ، وظهر العرفاء بمختلف مناهجهم في فترات كان أهمها فترة الفتوحات الإسلامية. والسبب أنه في أيام الفتوحات تحول الجهاد الذي هو من أقرب الطاعات وأجلّها إلى سبيلٍ لتحقيق أطماع دنيوية، ففقد روحه وسلبت قدسيّته. فأصبح كثير من صلحاء الأمة ينفر من ميدان الجهاد في الفتوحات الذي اصطبغ بصبغة دنيوية توسعية، حتى سلك بعضهم مسلك الانصراف التام عن الحياة الدنيا، وعزف عن الاشتراك في الحياة السياسية والاجتماعية فنشأت في هذه الظروف بعض مدارس العرفان.

وبعد نضج تلك الاتجاهات العرفانية تميّز منها ما كان حقاً وما اختلط بباطل، وتفردت المدرسة الشيعية الاثناعشرية بالعرفان الصحيح الواقعي المثبَت بالبرهان والقرآن والوجدان، فيما تخبطت الكثير من المدارس والاتجاهات. 

ولا بد أن نشير إلى حملات التشكيك والتشويه التي تعرض لها المنهج العرفاني بشكل عام بمختلف مدارسه، مصطفّا بشكل طبيعيّ مع المدارس والاتجاهات التي تنشأ في ظروف لها بعد سياسيّ معقد.

العرفان طريق معرفة اللّه

من المعاني التي ظهرت في هذه المدارس العرفانية مفهوم التجليّ الذي هو مدار حديثنا، والذي بدا للبعض مفهوما تخصصياً. ولا أنكر أن هناك بعض المفاهيم العرفانية هي مفاهيم تخصصية وهذا شأن كل العلوم، فلا يمكن لأي إنسان عادي – مثلاً – أن يفهم كتاب الشفاء لابن سينا بقراءة عاديّة، ولكن هذا لا يعني أن الإنسان لا يستطيع أن يستفيد مطلقاً من علم العرفان الذي هو عمدة حاجات الإنسان في هذه النشأة.

العرفان هو معرفة الله سبحانه وتعالى، والبحث في مسائل العرفان يعني البحث عن كيفية معرفة الله، وهذا الطلب طلب فطري في طبيعة الإنسان مهما كان مكانه وزمانه ودينه، لذا لا يمكن أن نستثني إنسانا ونقول إن هذا الإنسان لا يصلح لدراسة العرفان والبحث فيه، لأن ذلك يعني – بصيغة أخرى –  أن هذا الإنسان لا يمكن أن يقيم علاقة صحيحة مع الله! وهذا أمر مخالف للفطرة ولنظام خلقة الله التي أبدعها على أجمل صورة  ﴿الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ﴾ السجدة/ 7 كل شيء خلقه الله سبحانه وتعالى هو على أحسن وجه، وقد قيل ( ليس في الإمكان أبدع مما كان ) والعارف في الحقيقة إنما يريد أن يبرز فيك هذه الصورة البديعة التي خلقك الله سبحانه وتعالى عليها.

التجلي هو أصل العلاقة بين الله والإنسان

نحن ندّعي أن مفهوم التجلى هو مفهوم قرآني، ولم تأت سائر الكتب السماوية بمثل هذه المفاهيم، ويعدّ عرض هذه الحقائق من خصوصيات القرآن.

يقول السيد صاحب الميزان بما نصه: “فهذا هو العلم الضروري الخاص  الذي أثبته الله تعالى لنفسه وسماه رؤية ولقاء، ولا يهمنا البحث على أنها حقيقه أو مجاز… والقرآن أول كاشف عن هذه الحقيقة على هذا الوجه البديع فالكتب السماوية السابقة على ما في أيدينا ساكتة عن إثبات هذا النوع من العلم بالله وتخلو عنه الأبحاث المأثورة عن الفلاسفة الباحثين عن هذه المسائل، فإن العلم الحضوري عندهم كان منحصراً في علم الشيء بنفسه حتى كشف عنه في الإسلام. فللقرآن المنّة في تنقيح المعارف الإلهية”.

فإمكانية العلم بالله علماً حضورياً (١) ( أي إدراك وجود الله في نفسك ) هو مما أبدعه الإسلام، ولم يكشف عنه إلا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله، بل هناك عبارات شديدة اللهجة لأهل البيت ع في إثبات ذلك، منها ما ورد في دعاء عرفة للإمام الحسين ع “عميت عين لا تراك عليها رقيباً” فالأصل هو أن نراك وليس أن نبحث عنك! 

 إذن تجلّي الله وظهوره للإنسان هو الأصيل. يقول سبحانه ﴿وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾ ق/ 16 ويقول: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾ الأنفال/ 24 فكيف نتصور أن شيئا أقرب إلينا من أنفسنا ونحن لا ندركه ولا نراه ولا نعرفه؟!! العرفان يعرّفك على هذا الذي هو أقرب إلينا من أنفسنا، بل يثبت العرفان أن هذه المعرفة ليست ممكنة فحسب، بل هي الأصل وماعداها هو الطريق المنحرف.

العرفان يصيغ العلاقة مع الله على أنها علاقة ذات طرفين: الله والإنسان.

  • الله سبحانه: وهو الحاضر في ذات الإنسان دائماً، آناً آناً، ولحظة لحظة، يمدّه بفيضه و رحمته وعفوه. بل حين يتحدث القرآن عن الله وعن أفعال الله لا يتحدث عنها على أنها أمور ستحدث في المستقبل، بل هي أمور حاصلة، يقول تعالى: ﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ﴾ القمر/ 1 هذه الساعة التي نتصور أنها ستقترب بعد زمن يعبر عنها القرآن بأنها اقتربت.   
  • والإنسان: هو من يشعر بحضور الله وقرب الله وعنايته به، ويتجلى له ذلك بوضوح. ولكن بشرط أن يتحرر من حبائل الشيطان وخدعه وأمانيه وغروره.

الطريق العملي لإدراك تجليّ اللّه سبحانه

قلنا أن أصل علاقة الإنسان بالله هو أن الله حاضر متجلّ، ولكن هذا يعتمد على مدى تحرر الإنسان من القيود والتعلقات الدنيوية وحبائل الشيطان وخدعه وغروره.(٢) ومن أهم ما يعين الإنسان على التخلص من كل ما يعيقه عن إدراك تجلي الله وحضوره أمران: 

  •  الإنفاق 
  • اتباع القرآن.

وسنتحدث حول هذين الطريقين بنحو من التفصيل:

  • الإنفاق في العرفان إدراك تجلي الله 

 يعد الإنفاق من أهم الطرق لإدراك الإنسان  حضور الله في قلبه، ولذلك بالغ القرآن في الدعوة إلى الإنفاق بكل صوره.

نحن نعلم أن للإنفاق آثار اقتصادية واجتماعية كثيرة، لكن ما نريد الوقوف عليه هو البعد العرفاني في الإنفاق، وسنبدأ من تحليل معنى هذا المصطلح.

الإنفاق من (النفَق) وهو كما يقول الراغب الأصفهاني: “الطريق النافذ والسرب في الأرض النافذ فيه”، ومعلوم أن الأنفاق هي فتح طرق في وسط الأرض والجبال للعبور لجهة أخرى.

هذا المعنى يجعلنا ندرك أن الإنفاق في حقيقته إنما هو صنع منفذ في صخور هذه القلوب ليشرق الله فيها. وعندما تنفق في سبيل الله فأنت تتخلص من حبائل الشيطان ومكره وخدعه وأمانيه ويفتح الله في روحك نفقاً وطريقاً إليه. لذلك كان الإنفاق مقروناً في القرآن بسبيل الله ﴿وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ البقرة/195  ﴿الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ البقرة/ 274  ﴿وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ الحديد/ 10 أنفقوا في سبيل الله أي افتحوا نفقاً ببذلكم في طريق الوصول إلى الله سبحانه، وحين تنفقون فإن حضور الله سيتجلى في قلوبكم.

ولا يمكن للإنسان أن ينفق وهو مقيّد بحبائل الشيطان ومتعلق بغرور الدنيا، لذا لا يمكن له أن يفتح منافذ ليرى الله، ولأجل هذا يقول اليهود ﴿قُلُوبُنَا غُلْفٌ﴾  البقرة/88 أي مغلقة، فهم ليسوا مستعدين لفتح نفق في قلوبهم الصماّء. ويقول قوم شعيب ﴿يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِّمَّا تَقُولُ﴾ هود/ 91 فلا منفذ في نفوسهم لتجلي الله. ويعبّر الله عن هذه القلوب التي لا منفذ فيها لتجلي الحق  بأنها قاسية  ﴿فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً﴾ المائدة/ 13.

الإنفاق هو طريق تليين القلوب وفتح منافذ رؤية الله، والبخل عكس ذلك تماماً، البخل ليس مرضاً أخلاقياً كما نتصور، بل هو صفة تغلق منافذ تجلي الله في قلب الإنسان، لذا ورد في الرواية “لا يَدخُلُ الجنة بخيلٌ”.

وحقيقة الإنفاق هي إن يزيل الإنسان كل مكنة أو مقام أو موقع في يده ليرى جمال الله. ولذلك، لا يقتصر الإنفاق على المال، بل كل إمكانية ينفقها الإنسان، وهذا ما توضحه الروايات: عن الإمام الصادق (ع) قال: “صدقة يحبها الله. إصلاح بين الناس إذا تفاسدوا وتقارب بينهم إذا تباعدوا”. 

هذه الرواية توسّع مفهوم الإنفاق، نعم الإنفاق المالي مهم وأساسي جداً خصوصا في تثبيت مذهبنا، لكن كما أننا نحتاج إلى تثبيت سياسي واجتماعي، نحن نحتاج إلى تثبيت روحيّ نكون به مجتمعاً متآلفاً متماسكا، والإصلاح بين الناس هو نوع من الإنفاق الذي له هذا الأثر. وكما يحتاج المنفق ماله إلى جهاد وبذل، فمن ينفق في سبيل إصلاح ذات البين يحتاج إلى جهاد وبذل، لكن ليس من أمواله بل من وقته وأعصابه.

وروي أن الإمام علي ابن الحسين (ع) كان إذا أصبح خرج عادياً في طلب الرزق فقيل له يابن رسول الله أين تذهب؟ فقال: “أتصدَّق لعيالي، قيل له: أتتصدّق؟ قال: “مَن طلبَ الحلالَ فهو من الله عزَّ وجلَّ صدقةٌ عليه»فالإمام يجعل طلب الرزق صدقة وإنفاقاً، لكن ليس للناس بل للعيال. والروايات في هذا المجال كثيرة.

اتباع القرآن فرع المحبة وطريق التجلي

الطريق الآخرالذي يفتح في آفاق الإنسان معرفة حضورية لله سبحانه هو تقليد صفات الله سبحانه، والتشبه بها. وطريقه اتباع القرآن.

 وقبل أن نشرح ذلك علينا أن نشير إلى أن محاكاة أي شخص واتباعه إنما هي فرع محبته والإعجاب به، والإنسان بطبيعته يعجب بكل جمال وكمال – بغض النظر عن اختلاف المعايير- ولا يوجد أحد في هذه الدنيا لا يعجب بأحد، ومن يعجب بأحد فمن الطبيعيّ أن يقلّده ويحاكيه في كلامه ولبسه وتصرفاته، بل أفكاره ومتبنّياته. فالاتباع هو نتيجة طبيعية للإعجاب.

وهنا يأتي هذا السؤال: كيف نتبع القرآن؟

الجواب: لابد أن نعجب بالقرآن لنتبعه، بل نتبع أحسنه، يقول تعالى ﴿اتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم﴾ الزمر/ 55 ففي القرآن آيات تأمر بالعدل ولكن فيه آيات تأمر بالإحسان. الأمر بالعدل اتباع للقرآن، ولكن الأمر بالإحسان هو اتباع لأحسن ما أنزل الله سبحانه وتعالى، كما يقول تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا﴾ الأحزاب/70. فقول الحق مثل السد الذي لا ينبغي تجاوزه، لكنه يقول في موضع آخر ﴿وقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾ البقرة /83 وهي مرتبة أرقى من القول.

عندما يحقق الإنسان هاتين الخطوتين العمليتين الإنفاق، واتباع القرآن؛ فسيدرك تجلي الله وسيظهر الله في قلبه ويشرق فيه. وتجليّ الله للإنسان هو الأصل، وهو ما يجب عليه أن يطلبه، يقول الإمام زين العابدين ع  في مناجاة المحبين “وَامْنُنُ بِالنَّظَرِ إِلَيْكَ عَلَيَّ” فيعد النظر إلى الله منّة لأنه – وإن احتاج لطلب وبذل من جهة العبد –  ابتداءً وتفضلاً من الله، فحين يرى الله صدق الطلب في قلب عبده ويراه منفقاً متّبعاً يقبل عليه ويقرّبه منه، ولذلك عندما يتكلم الله عن الأنبياء الذين هم أولى الناس بالجد والاجتهاد وقوة الإرادة والإصرار يقول: ﴿وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا﴾  مريم/52 فلا يوجد أحد يستطيع أن يتقرب بنفسه، الله هو من يقربك لكن عليك أن تسلك لذلك سبلا أهمها: الإنفاق واتباع القرآن.

وهذين السبيلين لهما موسم وهو شهر رمضان. و هو شهر التجليات، فأنفاس الإنسان فيه تسبيح ونومه فيه عبادة، وحسن الخلق جواز على الصراط، هذه كلها أنفاق مفتوحة على الله سبحانه وتعالى حتى يندك وجود الإنسان في محبوبية الله ويشرق حضوره في قلبه.

أسأل الله سبحانه أن يَهبنا في هذا الشهر تلاوة كتابه ومحبته واتباعه وصلى الله على محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين.


١. العلم قسمان: 

علم حضوري : وهو علم الإنسان بشيء علماً مباشراً من دون توسط شيء بينه وبين المعلوم، كما لو علم الإنسان بنفسه أو بالحالات التي تطرأ عليها من حزن وفرح أو جوع وعطش أو حب وبغض. وسبب تسميتها هكذا هو أن الإنسان يَعلم بالشيء من دون توسط صورة ذهنية بينه وبين الشيء المعلوم، فالمعلوم حاضر بذاته لدى العالم.

علم حصولي: وهو لا يتحقق بعلم الإنسان بذات الشيء مباشرة بل بصورته الذهنية الحاكية له، وصورة الشيء الموجودة في الذهن هي التي كشفت عنه.

٢. ورد في الأدعية النهارية لشهر رمضان “اللهم أعذني فيه من الشيطان الرجيم وهمزه ولمزه ونفثه ونفخه ووسواسه وكيده ومكره وختله وأمانيه .. وخدعه وغروره”.

 

كيف وجدت المقال؟ شارك الآخرين ذلك

معدل التقييم 5 / 5. عدد التقييمات 1

لا يوجد تقييم للمقال حتى الآن

كيف وجدت المقال؟ شارك الآخرين ذلك

معدل التقييم 5 / 5. عدد التقييمات 1

لا يوجد تقييم للمقال حتى الآن

اختر تصنيفًا

ما رأيكم بالموقع بحلته الجديدة

إحصائيات المدونة

  • 114٬684 زائر

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

فاجعة استبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير 5 (3)

من المعلوم أن الإمام الحسن (ع) قد قُتِل بالسم الذي قدمه له معاوية بواسطة زوجته جعدة بنت الأشعث، فهذه النهاية المؤلمة تكشف عن مقدمات وبوادر سيئة جدًا منذ أن استبدلت الذنابي بالقوادم(1)، واستبدل أمير المؤمنين خير البرية بشر البرية؛ حتى وصل الأمر إلى معاوية الذي خان وفجر وغدر وجاء بكل موبقة.

الدور الاجتماعي للسيدة زينب ﴿؏﴾ رؤية قرآنية ١٣ 5 (2)

مما لا شك فيه أن السيّدة زينب ﴿؏﴾ المحتمل في قلبها وفي روحها لعلم أهل البيت ﴿؏﴾، ممن امتحن الله ﷻ قلبها للإيمان؛ لا يصلها ولا يعبث بها الشيطان بأيّ حال من الأحوال، ولذا كان لها أن تواجه تلك الحبائل التي يلقيها الشيطان وأتباعه في الخارج؛ بتلك الرؤية المتماسكة والروح القوية التي لا ينفذ إليها الباطل، والتي تشبه روح الأنبياء ﴿؏﴾ في السعة والقدرة على مواجهة الساحة الخارجية والميادين المشتركة بينها وبين أهل الشر.

الدور الاجتماعي للسيدة زينب ﴿؏﴾ رؤية قرآنية ١٢ 5 (1)

فكانت ﴿؏﴾  تخاطبهم وتوبخهم بقولها: “يا أهل الختل والغدر”؛ وحسب الظرف كان يجدر أن تنفر النّاس من قولها ولا تقبل بتلك التهم، لكن جميع من  كان حاضرًا قد همّ بالبكاء، الصغير والكبير والشيبة!

لأنها ﴿؏﴾ قلبت النّاس على أنفسهم المتواطئة مع الظالم والمتخاذلة والمتقاعسة عن نصرة الحق على ذاتها، فرأوها على حقيقتها رؤية الذي لا لبس فيه؛ فغيرت بذلك أحوالهم وأعادتهم لأنفسهم النورية حيث فقدوها