“سورة يس” نشيد أهل الجنة الذي لا يملّون من تكراره وترديده، والذي يجب أن نقرأه ونحفظه ونفهمه. ولهذا النشيد أركان وفصول من أهمها معرفة الواقع كما هو، والحقيقة كما هي، ومعرفة حلقات هذا الوجود المتصلة والمترابطة. ومنها معرفة حقيقة الموت وما بعد الموت، معرفة الجنة والنار، ومعرفة القيامة وأحداث يوم القيامة، لأنها من أهم الحلقات التي أصر جميع الأنبياء على توضيحها وتبيينها، وأحكموا بيان ربط حياة الإنسان وواقعه في الدنيا مع واقعه في تلك الحياة، ولهذا أخذت من القرآن الذي هو خاتم الكتب الإلهية حصة كبيرة من الاهتمام.
قوله جلّ وعلا: ﴿مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ ﴿49﴾ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ ﴿50﴾ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ ﴿51﴾ قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ ﴿52﴾ إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿53﴾ فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿54﴾ سورة يس
في هذا المقطع حديث عن أهم مفاصل وأحداث ما قبل يوم القيامة. وهو مقطع ضمن سلسلة مترابطة من هذه الحياة الدنيا إلى الموت، ثم ما قبل يوم القيامة حتى تصل إلى يوم القيامة، كل هذه السلسلة هي مترابطة ترابط العلّة والمعلول والمقدّم والتالي.
﴿مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ﴾:
تتحدّث الآيات عن النفخ في الصور، وقد عبرّ القرآن عنه بالصيحة كما في الآية، وبالنفخة كما في قوله: “وَنُفِخَ فِي الصُّورِ” الزمر: 68 في هذه النفخة يصعق الناس، لكن القرآن يستثني ﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّهُ﴾ الزمر: 68 فهناك أناس لا يصعقون، ولا يشملهم ما يشمل البشر. لا يصرّح القرآن بهم لكن الروايات تدلّ على أنهم من اعتمدت على وجودهم أركان هذا الوجود وهم محمد وآل محمد عليهم السلام.
﴿تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ﴾:
هذه الصيحة ستأخذهم وهم يخصّمون أي يختصمون ويختلفون. طبعاً هذه الصيحة ستشمل كلّ شيء، ولن تأخذ الإنسان فقط، بل ستقبض كل الوجود، يقول تعالى: ﴿وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ الزمر: 67
نحن عندما نعبّر عن شخص بأنه (قُبض عليه) فنحن نقصد أنه غير مختار، نقول قبض على فلان أي خرج من اختياره، فليس عنده قدرة على الحركة أو اتخاذ القرار أو تبديل شيء، وحين نقول عن شيء بأنه في قبضة أحد، أي أنه لا يمكن لغير القابض عليه التصرف فيه. الإنسان بعد النفخ في الصور يخرج عن إمكانية التصرف والتغيير والتبديل أو اتخاذ قرار جديد، ويكون في الحقيقة ضيفا على أعماله وملكاته ولن يستطيع تغييرها، كما أنه إذا كان من ملكاته العناد في ربوبية الله والاستكبار عليه سبحانه فلن تتغير هذه الملكة أبداً وستكون هذه الملكات هي المتحكمة فيه.
لاحظوا أهل جهنم الذين لا يعتقدون بحبل الاتصال بينهم وبين الله، ولا يعتقدون إمكانية استجابة الدعاء والارتباط بالله سبحانه وتعالى، نراهم لا يسألون الله أن يخفف عنهم يوما من العذاب، بل يخاطبون خزنة جهنم: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّار لِخَزَنَةِ جَهَنَّم اُدْعُوَا رَبّكُمْ يُخَفِّف عَنَّا يَوْمًا مِنْ الْعَذَاب﴾ غافر: 49. وهم لا يدعون الله بذلك، لأنهم لم يدعوا الله في الدنيا وقطعوا هذه العلاقة بينهم وبينه، والنتيجة أن تحكمت فيهم هذه الخصلة الآن، لأنهم خرجوا عن اختيارهم، فهم في قبضة الله. من يقبض عليه سوف لن يكون لديه القدرة على أن يتصرف تصرّفا جديدا، أو ينتخب انتخابا جديدا. كانوا في الدنيا مأمورين بالدعاء لكن لأنهم تنكّروا لفطرتهم ولم يبحثوا عن طريق للارتباط بالله ولم يعيشوا معنى الربوبية في الدنيا فلا يمكن لهم بناءه في الآخرة.
ويتضح يوم القيامة أن هؤلاء وإن كانوا يوهمون المؤمنين بأنهم يعبدون الله، إلا أنهم لم يكونوا كذلك، وإنما كانوا مشركين به سبحانه وتعالى، ويعبدون غيره، لأنهم كانوا يخافون من غير الله، ويخشعون لغير الله، ويخضعون لقانون غير قانون الله، ويحسبون ألف حساب لقوى معيّنة، ولا يحسبون أيّ حساب لله سبحانه وتعالى ﴿ثُمَّ لَمْ تَكُن فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَن قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ﴾ الأنعام: 23. ﴿انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا َيفْتَرُونَ﴾ الأنعام: 24 انظر: الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وآله صاحب مشروع التوحيد الكامل، ليرى من تخلف عن هذا المشروع. لقد تمكّنت منهم ملكة الكذب والادعاء لدرجة أنهم لا يملكون منطقا آخر يوم القيامة غير ما تمكن في نفوسهم، لأن هذه الصيحة قد أخذتهم وسلبتهم كل شيء، فلم تترك لهم إرادة. هذه هي الصيحة الأولى.
﴿فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ ﴿50﴾ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ ﴿51﴾:
هذه نفخة ثانية، النفخة الأولى بعد الموت، أي بعد مرحلة الموت، تصعق وتموت فيها كل الموجودات، ماعدا فئة مستثناة ــ وقد أشرنا إلى ذلك ــ ، وهناك نفخة ثانية يقوم فيها الناس بعد الموت. والصور هو ما يستخدم للإعلان كالبوق، والصور في الروايات موجود نوراني وفيه لكل روح ثقب وهو نوريّ لأن فيه بعد خلق وإيجاد(١) هؤلاء يخرجون بسرعة، لكن أين يقصدون ؟ يقصدون ربهم، لأن كل العلاقات ــ غير العلاقة بالله ــ هي علاقات ثانوية. الإنسان في أعماقه يدرك أن الله وحده هو وليّ نعمته وهو من سينقذه وهو والملجأ الذي يجب أن يلجأ إليه. ولعل السرّ في كونهم يخرجون من الأجداث سراعاً إلى ربهم هو خلوّهم مما يشغلهم عن الله. فالإنسان في هذه الدنيا يجرّ روحه ثقيلة حتى يصل لله سبحانه وتعالى بسبب أمور عديدة تشغله وتشوّشه، لكن كل ذلك لا يبقى يوم القيامة، لن يبقى إلا الشيء الأساسيّ الواحد وهو علاقته بالله سبحانه وتعالى.
﴿قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا﴾:
ربما تعدّ هذه الآية من أهم الآيات التي تتكلم عن حقيقة الموت. نبدأ معها من توجيه السؤال: الشخص عندما يقوم في حالة من الخوف والصعق من قبره، فلا ينبغي أن يسأل: من الذي أيقظني؟! بل الطبيعي أن يتساءل: ما الذي عملت ؟ وماذا عليّ أن أفعل؟ وإلى أين أذهب؟! هذه هي الأسئلة المهمة، أما قولهم من بعثنا من مرقدنا؟ فهو سؤال غير وجيه.
القرآن يقسم الموتى بعد الموت إلى قسمين :
1-الأموات النائمون: وهؤلاء المغفول عنهم، والنائمون منهم مؤمنين أيضا، يقال لهم (نم نومة العروس)(٢) هكذا ورد عندنا في الرواية.
الآية تدل على أن من تساءل (من بعثنا من مرقدنا هذا) كان نائما. النائمون في البرزخ قد يكونون مؤمنين، وتُرسل لهم الأعمال الصالحة والعبادات والقربات، وتصل لهم، ولكن لا يحسون بها، وتكون بالنسبة لهم كالهديّة للنائم! هل يمكن للنائم أن يشعر بك حين ترسل له هديّة ؟! لا. هؤلاء موتهم هو صورة لحياتهم (كما تعيشون تموتون)(٣) فهم لم يكونوا ممن يتفاعل مع الأحداث الجارية، ولم يؤثّروا ويتأثروا فيها وبها، لذا يكون موتهم انعكاسا لحياتهم فقط، وليس حالة طارئة. هؤلاء لا يمكن أن يكونوا ضمن من ندعو أن نكون منهم في دعاء العهد (فأخرجني من قبري مؤتزراً كفني شاهراً سيفي مجرداً قناتي ملبياً دعوة الداعي في الحاضر والبادي) هل النائم يسمع دعوة الداعي، ويخرج مؤتزرا كفنه شاهرًا سيفه مجرّدًا قناته !! النائم في هذا العالم هو من لا توجد عنده قضية، ولا يعرف ما الذي يجري من أحداث ولا يتفاعل معها، هذا سيكون في آخرته نائما، لذا فهو يسأل بعد الصيحة: من بعثنا من مرقدنا هذا؟!!
2- الأموات الأحياء: هم الشهداء، ويعبّر عنهم ﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ • فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يحزنون﴾ آل عمران: 169- 170
يؤكد القرآن على أن الشهداء أحياء ويبقون بعد الموت أحياء وفاعلين ومؤثّرين. ﴿وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ﴾ الآية تشير إلى معنى دقيق مفاده: أنّ أي مكان يكون فيه شهداء يعني أنّ هناك قضية أدّت إلى شهادته، وهناك أناس ضمن هذه القضيّة، وهم في طريق الشهيد يلحقون به، وأناس آخرون خارج طريق الشهادة وقضية الشهيد.
الشهداء أحياء عند ربهم، وما داموا عند مليك مقتدر فهو يهبهم ما يريدون لذا هم أحياء عند ربهم يرزقون كل شيء بلا حدّ ولا عدّ.
وتشير الآية إلى أمر مهم، وهو أن الشهداء يستبشرون بأناس لم يلحقوا بهم، وهم من يلتزمون بقضية الشهداء. هؤلاء يسميهم القرآن ” لم يلحقوا بهم “ في إشارة إلى أن الشهداء يتركون وراءهم قضايا ومسؤوليات تحتاج لمن يحملها ويكمل الطريق، هناك طريق للشهداء هو التضحية والفداء والشجاعة وعدم الخوف من غير الله. قد يقال: أنّ بعض الشهداء أشخاص عاديون! فنقول: أنّ هذا الطيّ هو توفيقات إلهية ومواهب ربّانية تحدث في أقلّ من لحظة للشهيد، فيقطع مسافات القرب ويصل للشهادة. ومن يكمل هذا الطريق ويسير عليه يستبشر به الشهداء.
استبشار الشهداء باللاحقين بهم ليس هو بهذه المشاعر الإيمانية التي تخلقها الشهادة فقط، وليس بالميل نحو الفداء والتضحية وتمني كل مؤمن أن يكون ضمن هذا الطريق وضمن هذه الكوكبة وهذا المشروع فقط، فالرغبة والميل ليس كل شيء. هم يستبشرون ( أي يطلبون البشرى من الله ) بكل من يحمل قضيتهم، وبكل ازدياد لقيم العطاء والبذل والفداء في الناس.
وثمّة شيئا آخر علاوة على استبشار الشهداء، وهو ما يرسله الشهداء من رسائل البشرى لمن التحق بأهدافهم ومشى على نهجهم. رسائل الشهداء مفادها أن التحقوا بأهدافنا ولا تحرفوها وحافظوا على القيم التي استشهدنا من أجلها، وأبشروا: أن لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون، أبشروا بالحياة والرزق الذي لا ينقطع ولا يحدّ.
إذن: يوجد موتى أحياء، وهم الشهداء والأناس الذين هم في نفس طريقهم ولم يلحقوا بهم من خلفهم وسيلحقون بهم، ويقابلهم أناس لم يدخلوا ضمن قضية الشهداء أصلا، وهؤلاء ممكن أن يكونوا في موتهم رقودا نائمين.
﴿هَٰذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ﴾:
لماذا التعبير بالرحمن ؟! إنّ استخدام الآية اسم الرحمن دون أسماء الله الأخرى سببه أن كل حساب الله سبحانه يتم ضمن قانون الرحمة، بل كلّ الآيات التي سوف تأتي هي في الحقيقة ضمن إدارة رحمانية الله سبحانه.
في قوله (وصدق المرسلون) رأيان مختلفان لصاحب الميزان وللشيخ الجوادي الآملي. صاحب الميزان يرى أن هذا قول الله سبحانه، بينما يرى أستاذنا الشيخ الآملي أنه كلام المؤمنين الذين معهم لأن سؤالهم (من بعثنا من مرقدنا) لم يكن لله أصلا.
﴿إنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ • فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾:
نحن نتصور في الآية (لا تظلم نفس شيئا) أنّها تتكلّم عن قضية واحدة، وهي أنه في ذلك اليوم لا يوجد ظلم. لكن الآية بحسب التفكيك الأصوليّ تتكلم عن عدة أمور.
الآية تقول (اليوم لا تظلم نفس شيئا) لكن لا تعني أنه لا يمكن أن تأخذ أكثر مما عملت. يقول تعالى: ﴿وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ النساء: 40 الآية لا تتكلم عن دائرة زيادة المحسنين، ولا دائرة مجازاة المسيئين بما عملوا، بل تتحدث عن أصل مهم في يوم القيامة وهو أنه لا يوجد ظلم.
هنا يأتي سؤال مهم عجز عنه الفلاسفة و العرفاء وهو: إذا لم يكن هناك ظلم فكيف نفهم أن يخلد العصاة في النار على ذنب اقترفوه في مدة محدودة؟ أين التناسب بين العمل والعقاب! وكيف لا تظلم نفس مع اختلاف الأنظمة في النشأتين، فالعمل في هذه النشأة محدود والجزاء في تلك النشأة أبديّ وخالد؟!
لقد اختلف الجواب بين العرفاء والفلاسفة، وكثير من الأجوبة في هذا المجال تسكيتيّة، وليست دقيقة. وهذا ما سيتمّ توضيحه لاحقا.
المهم معرفته هو أن معرفة هذه الحلقة التي نعيشها (الدنيا) من بين سلسلة العوالم لها أثر كبير. وأن درجة اليقين بهذه المفاهيم هو ما يعطي قيمة لعمل الإنسان، ولذا فصلاة العالم وصلاة الحكيم والعارف والمعتقد والمتيقن لها من الأجر والثواب ما لا يكون لصلاة الإنسان العادي.
من أهم الأعمال وأفضل العبادات هو الدفاع عن محمد وآل محمد عليهم أفضل الصلاة والسلام. ورد عندنا في الروايات أنّ من أفضل العبادات وأحسنها وأهمّها هو الدفاع عن قضية الإمام الحسين عليه السلام. لاشك إنّ الإمام الحسين عليه السلام شهيد وله طريق وله أهداف وهو يستبشر بالذين لم يلحقوا به ويرسل البشرى للذين في طريقه والذين يسلكون سبيله. وهذا السلوك وهذا التأدّب في مجالس الإمام الحسين (ع) والتأدب في مجالس الشهداء هذا في الحقيقة هي رسالة يستبشر بها الشهداء، ويقبلها الشهداء، يتلقاها الشهداء وسيد الشهداء أبي عبد الله الحسين عليه السلام.
١. بحارالأنوار ، ج 56 ، ص 261 :عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ :خَلَقَ اللَّهُ الصُّورَ مِنْ لُؤْلُؤَةٍ بَيْضَاءَ فِي صَفَاءِ الزُّجَاجَةِ ثُمَّ قَالَ لِلْعَرْشِ خُذِ الصُّورَ فَتَعَلَّقْ بِهِ ثُمَّ قَالَ كُنْ فَكَانَ إِسْرَافِيلَ فَأَمَرَهُ أَنْ يَأْخُذَ الصُّورَ فَأَخَذَهُ وَبِهِ ثُقَبٌ بِعَدَدِ كُلِّ رُوحٍ مَخْلُوقَةٍ وَنَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ لَا تَخْرُجُ رُوحَانِ مِنْ ثَقْبٍ وَاحِدٍ وَفِي وَسَطِ الصُّورِ كُوَّةٌ كَاسْتِدَارَةِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَإِسْرَافِيلُ وَاضِعٌ فَمَهُ عَلَى ذَلِكَ الْكُوَّةِ ثُمَّ قَالَ لَهُ الرَّب تَعَالَى قَدْ وَكَّلْتُكَ بِالصُّورِ فَأَنْتَ لِلنَّفْخَةِ وَلِلصَّيْحَةِ …
٢. الكافي ، ج 3 ، ص 131
٣. عوالي اللآلي ، ج 4 ، ص 72 . قال (ص): “كما تعيشون تموتون وكما تموتون تبعثون وكما تبعثون تحشرون”.
0 تعليق