تقدم القراءة:

أذن الله أن ترفع ٤

السبت 25 أغسطس 2012مساءًالسبت

الوقت المقدر للقراءة:   (عدد الكلمات:  )

0
(0)

﴿اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ  * في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه ….﴾ النور35

الحديث عن تفاصيل مفردات هذه الآية التي قلنا أن لها من الأهمية والموقعية في التأصيل والتأسيس المعرفي والقرآني، موقع الجذوة،  وهي – كما يعبر صاحب الميزان –  من غرر آيات القرآن الكريم.

قلنا في المحاضرة السابقة أن القرآن كما يقسم تقسيماً كمّياً لأجزاء وأحزاب، فهو يقسم تقسيما كيفياً علمياً معرفياً بلحاظ كونه رسالة الله تعالى ودستور الحياة و الممات. وهذه الآية هي من آيات المعارف ولها خصوصيتها، فالذي يريد أن يتعرف على الله وعلى التوحيد وعلى النبوة وعلى البعث وعلى وظيفة الإنسان في هذه الحياة الدنيا، وعلى مستقبل الإنسان بعد هذه الحياة الدنيا فإن هذه الآية لها هذه الموقعية. والآية  يتشكل منها – على حد تعبير أحد الفلاسفة – النظرية الكاملة لهذا الدين. ومن يعرف هذه النظرية ويؤمن بها فهو قد دخل ضمن المؤمنين والمعتقدين بهذا الدين عقيدة كاملة وواضحة ومترابطة ومنطقية.

سوف نتحدث اليوم حول بيان معاني مفردات الآية..

(مثل نوره كمشكاة فيها مصباح )

المشكاة هي: كوّة غير نافذة(1) ، أي التجويف الموجود في الجدار. مثَل هذا النور مثل مشكاة، فيها مصياح أي أن المصباح موضوع في المشكاة، لكن مع ملاحظة كون المشكاة مغلقة من طرف ومشرفة ومفتوحة من طرف آخر، لذا هي مضيئة و واضحة، ولا يمكن أن تكون بهذا النور والوضوح لو كانت مفتوحة من طرفين ( كالنافذة) لإمكانية أن يأتي  هواء من الخارج فيؤثر على المصباح المضيء فيها، أي أن هناك احتمال وقابلية للتأثير فيه من قبل أي عامل،  لكنه لكون هذا المصباح  في مشكاة فهو لا يتأثر. القرآن هنا يريد القول أن المصباح في مكان بحيث لا يمكن أن ينطفئ ولا أن يخفت ضوؤه ولا أن يتأثر بعوامل خارجية.

( المصباح في زجاجة )

 في اللغة العربية: المصباح اسم آلة من صبُح وهو السراج وكل ما يستضاء به، و لا يسمى المصباح مصباحاً إلا مع توفر ثلاث خصوصيات: أولها أن يكون كبيراً، وثانيها أن يكون شفافا جداً، وآخرها أنه غير قابل للانطفاء، من هنا يسمى الحسين عليه السلام بمصباح الهدى، وهذا معناه أن نوره غير قابل لأن ينطفئ و ثورته لا يمكن أن تتوقف..

بعد بيان المفردات نأتي لبيان المثال، وهو على ثلاث مراحل:  

  • الأولى: “مثل نوره كمشكاة فيها مصباح”
  • الثانية:  “المصباح في زجاجة “
  • الثالثة:  “والزجاجة  كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية “

سوف نستعرض بعض الروايات التي فسرت هذه الآية: (عن يزيد بن إبراهيم أبي – حبيب الناجي عن أبي عبدالله عن أبيه عن علي بن الحسين عليهم السلام إنه قال: مثلنا في كتاب الله كمثل مشكاة ، فنحن المشكاة، والمشكاة الكوة فيها مصباح، والمصباح في زجاجة، والزجاجة محمد صلى الله عليه وآله، كأنه كوكب دري يوقد من شجرة مباركة قال: علي عليه السلام زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار نور على نور القرآن، يهدي الله لنوره من يشاء، يهدي لولايتنا من أحب)(2).

وعن جعفر بن محمد الفزاري معنعناً عن جابر رضي الله عنه قال أبوجعفر عليه السلام : بلغنا – والله أعلم – أن قول الله تعالى: ” الله نور السماوات والارض مثل نوره ” فهو محمد صلى الله عليه وآله ” كمشكاة ” المشكاة هو صدر نبي الله ” فيها مصباح ” وهو العلم ” المصباح في زجاجة ” فزعم أن الزجاجة أمير المؤمنين وعلم رسول الله صلى الله عليه وآله عنده، وأما قوله: ” كأنها كوكب درى يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية ” قال: لا يهودية ولا نصرانية ” يكاد زيتها يضئ ” قال: يكاد ذلك العلم أن  يتكلم فيك قبل أن ينطق به الرجل ” ولو لم تمسسه نار نور على نور ” و زعم أن قوله: ” في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه ” قال: هي بيوت الانبياء، وبيت علي بن أبي طالب عليه السلام منها (3).

 محمد وآله عليهم السلام هم مظاهر نور الله، وهم طريق هدايته، وقد ذكرنا أن الله نور أي أنه هادٍ، ولكن كيف يهدي الله وما هو نوع هدايته؟ لنجيب على ذلك لابد من المرور بأسباب الهداية. هناك ثلاثة أسباب لهداية الإنسان:

السبب الأول: هو الحس، فحواس الانسان هي منفذ لمعرفة الإنسان، فهو يهتدي لما حوله عبر حاسة السمع والبصر، ولكن هذه ليست خاصية في الإنسان فالحيوان أيضًا له هذا النوع من الهداية، فهو يهتدي عبر الحس لما يأكل ويشرب، لكن هذه الهداية الحسية ليست المرادة من هداية الله سبحانه وتعالى بما هو نور  لأن هذه الهداية لا تختص بالإنسان من جهة، وهي ليست معصومة من جهة أخرى،  فقد يخطئ الحس، وكلنا يعلم أن كثيراً مما نشعر به ونلمسه ونراه بحواسنا ليس واقعياً، من هنا نحتاج للعقل ليفسر لنا الأمور بمنطقية ويصحح أخطاء الحواس.

السبب الثاني: العقل، ولكن العقل كذلك ليس بمعصوم، فالهوى و الغضب و الحب و الإرادة تجعل الإنسان يخطئ في تشخيص الأمور. يقول الأمير عليه السلام:  (كم من عقل أسير تحت هوى أمير)(4) نعم، الأحكام العقلية التي ليس لها انطباق في الخارج كالمسائل الرياضية لا يخطئ العقل فيها، لكن العقل عندما يخرج من حيز التنظير إلى حيز التطبيق لا نستطيع القول بعصمته ، ومن هنا كان هناك سبب آخر للهداية.

السبب الثالث: هو نوع من الهداية ذو صفة إلهية، فلا يخطئ أبداً،  وهذا هو نوع الهداية الذي يتناسب مع كون الله سبحانه نوراً. النور الذي ينسبه الله لنفسه يجب أن يكون فيه صفة الاستقامة وعدم دخالة شيء عليه.  وهذا هو النور الذي تتحدث عنه الآية. 

وهو ما يضرب الله عليه مثالاً ويقول مثل هذا النور مثل مشكاة. وتبين أن هذه المشكاة – كما في أغلب الروايات – هي صدر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم )،  والمصباح هو الشريعة والوحي، وهو في زجاجة، و الزجاجة فيها خصوصية أنها في نفسها كوكب دري، هذه الزجاجة هي شخصية محمد (ص). 

هناك آية رائعة تتحدث عن هذا المعنى  تقول ﴿وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ﴾ هود 13  يقول المفسرون “فأتوا بسورة من مثله “ أي من مثل محمد(ص).

إذا قلنا المشكاة هي صدر رسول الله (ص)، ومع ملاحظة الآية القائلة: ﴿قُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ البقرة97   نقول (نزله على قلبك) أي نزل الوحي على قلبك، وقلنا أن الوحي هو نفسه المصباح الذي لا يخطئ،  والذي يحافظ على هذا المصباح ويجعل النور لا يتبعثر، هو أن الزجاجة هي  في نفسها كوكب دري  وهي شخصية النبي (ص). ومعنى أن  شخصية رسول الله صلى الله عليه وآله كوكب دري هو أننا لو نظرنا إلى رسول الله (ص) قبل نزول الوحي فسنجده الصادق، الأمين، الحكيم، العطوف، الرحيم، هو بنفسه كوكب دري. هذا قبل نزول الوحي، أي قبل أن يشعل الله سبحانه وتعالى فيه هذا المصباح. فإذن :

  • الزجاجة تحافظ على النور من أن يتشتت أو أن ينطفئ. 
  • النور ليس عنده قابلية أن ينطفئ أبداً لأنه مصباح في مشكاة.
  • النور لأنه يسانخ ويمتزج ويتقوى بالكوكب الدري لذلك لا ينطفئ أبداً بل يزداد.

وعلى هذا فإن الذي يجعل التشريع دائماً قابلاً لجذب الناس أجيالاً بعد أجيال هو:

أولاً: كون التشريع إلهياً.

ثانياً: أن هذا التشريع الإلهي محاط بزجاجة كوكب دري براق شفاف هي محمد وآل محمد (ص).

فتصوروا النورانية!! تصوروا سبب الهداية، سبب للطاعة!!  فالذي يحفظ ربانية وعمق وعظمة النازل من الله هو عظمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).

(يوقد من شجرة مباركة زيتونة لاشرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار)

الزيت الذي يشعل النور والذي هو في غاية الصفاء وفي غاية النورانية هو القرآن الكريم – كما جاء في الرواية السابقة – لأنه من شجرة مباركة إذ أنزل في ليلة مباركة، والقرآن في الحقيقة هو الشجرة التي تؤخذ منها العلوم الوحيانية.

ما معنى لا شرقية و لا غربية؟

سنذكر معنيين:

المعنى الأول:  ظاهري: من المعلوم أن أصفى الزيوت هو زيت شجرة الزيتون، ولشجرة الزيتون مميزات كثيرة منها أن  نفس جذعها حين يحترق لا ينطفئ بسرعة، وإذا أحرقته فهو يعطي نوراً قوياً جداً ويستفاد منه كثيراً، علاوة على أن الزيتون في حد نفسه له خصوصياته، فزيته معروف أنه أصفى زيت. وكلما كانت شجرة الزيتون متوسطة بالنسبة لأشعة الشمس  بحيث تتعرض للشمس بشكل متساوٍ من كل الجهات ( لا شرقية ولا غربية ) فإن زيتها يصبح أصفى.

المعنى الثاني:  وهو أكثر عمقاً، مفاده أن هذه الشريعة لا شرقية ولا غربية، ونفهم ذلك حين نعلم أن الديانة اليهودية ذات طابع غربي ﴿وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ﴾ القصص44 أي يغلب عليها الجانب الجلالي، وذلك لأن اليهودية  رسالة ثورية  جاءت تريد أن تقلب نظاماً قد حكم وسيطر على بني إسرائيل بحيث تصور بنو إسرائيل فعلاً أن هذا الحكم الفرعوني هو حكم الله، وصدقو ذلك لا على المستوى العقائدي بل على مستوى سلوكهم الاجتماعي. فقد كانوا يعيشون حالة الذل والاستضعاف والاستسلام، من هنا فلا بد أن تتناسب تعاليم رسالتهم مع وضعهم الاجتماعي فتكون رسالة تحرك فيهم الجانب الثوري الغربي، لتقوي في الإنسان جانب الحس الجلالي وتقوي  الرغبة في الكرامة و الحرية.

 في المقابل كانت الديانة المسيحية ذات طابع استشراقي(5)  ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَاناً شَرْقِيّاً﴾ مريم 16 فقد بدأت الديانة المسيحية في ظهورها منذ أن حملت مريم ذلك الحمل الإعجازي بعيسى عليه السلام، وعندما جاءت تضع عيسى أمرها رب العالمين بأن تتخذ مكانا (شرقيا)، و الاستشراق هو كون الروح في حالة نورانية قابلة لأن تشرق فيها  صفات الجمال الرباني كالتسامح والعفو، ولأن المسيح ممسوح في ذات الله فقد كان طابع ديانته طابعا استشراقيا(6). وهذا الطابع احتاجه اليهود بعد أن تعمق فيهم الجانب (الغربي) حتى أصبحوا هم بنفسهم فراعنة ووصلوا إلى أن يقتلوا الأنبياء.

إن تغير الرسالات واختلافها معناه أن الرسالة لها بعد اجتماعي ولذلك يورد معنى عن رسول الله (ص) أنه يقول لو بعثت في زمن موسى لانقدتُ لموسى لأنه كانت هناك ضرورة تجعل التعاليم محدودة في ذلك الزمان، لذلك هي رسالة ليست خالدة وليست دائمة،  وهي بتعبير الشهيد الصدر(استنفاذ غرض النبوة) إذ يقول ” تطرأ بعض الأمراض (في المجتمع) من الناحية الفكرية والروحية والأخلاقية … وتحتاج هذه الأمراض إلى نوع من العلاج يترفق المولى سبحانه في إنزال وحي معين لأجل بيانه … فحينما تكون النبوة في طبيعة تركيبها جاءت لعلاج مرض معين طارئ في حياة الانسان … فحينما تدخل شوط عملها وتكافح في سبيل استئصال هذا المرض الاستثنائي بعد هذا تكون النبوة قد استنفذت أغراضها، لأنها جاءت لمعركة جزئية محددة بظروف زمانية ومكانية خاصة وهذه المعركة انتهت بانتهاء الظروف “(7)

إذا فهمنا ذلك نقول:

لا شرقية ولا غربية يعني أن رسالة محمد بن عبد الله هي الرسالة الوسطية المعتدلة  ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً ﴾ البقرة 143 فرسالة محمد بن عبد الله رسالة وسطية بمعنى أنها جمعت كلا الكمالين ( الجمال والجلال )  والإسلام يبني إنسانا ذا شخصيته قابلة  للخلود، ولذا مرتبته في الجنة تختلف عن مرتبة اليهود والمسيحيين لأن إنسانيته أعلى وأرفع، وذلك لأن نبيه وآل نبيه أرفع، فالخصوصية في الفرد تؤثر في النوع.

ولأن هذه الرسالة  مزجت جانبي الجلال والجمال  فقد وصفت بـ ( يكاد زيتها يضيئ ولو لم تمسسه نار) ثم يقول القرآن “نور على نور” فإذا هو نفسه يكاد يضيء ولو تمسسه نار فماذا يحدث لو مسّته نار؟!! في زيارة الامير ( السلام عليك يا ميزان الاعمال  ومحول الأحوال وسيف ذي الجلال النجم اللائح والزناد القادح ) كما أن الذي يريد أن يشعل ناراً فإنه يقدح فيشعل النار، كذلك الذي يجعل الوحي وضياء رسول الله منتشراً  في السماوات والأرض هو القرآن الكريم، ولكن القرآن بدون تفسير يكاد يضيء،  لكنه مع الولاية التي هي القرآن الناطق يتفجر نوراً .  ولهذه القيمة و لهذا العطاء يقول الله تعالى “في بيوت أذن الله ان ترفع ” فمن يستغني عن هذه البيوت؟!

هذه البيوت فيها من هو مظهر لنور الله، وقد أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه . 

__________________________________________________

1- مفردات الراغب الاصفهاني  ص463 

2- [كنز جامع الفوائد : 183 و 38]

3- [تفسير فرات الكوفي و 103 ]

4- نهج البلاغة، الحكمة 211.

5- الإشراق في اللغة: الإضاءة ، يقال أشرقت الشمس طلعت وأضاءت، والإشراق في كلام الحكماء : ظهور الأنوار العقلية ولمعانها وفيضانها على الأنفس الكاملة عند التجرد عن المواد الجسمية.

6-  يقول الشهيد الصدر في معرض حديثه عن مسار التطور الإنساني وتطور النبوة باختلاف مراحل الانسان :  ”  بطبيعة الحال هنا نرى فرقا فارقا بدرجة وتطورا في مفهوم التوحيد المعطى … فكانت التوراة تقدم الإله في إطار قومي … وهذا الشيئ يوجد في نفوس هؤلاء القوم تاريخيا الشعور بالاعتزاز والشعور بالزهو والخيلاء على بقية الشعوب الأخرى , فخيل لهم على مر الزمن انهم يحتكرون الله لأنفسهم … في الكتاب الثاني ( يعني الانجيل ) صعدت فكرة الله مرتبة وذلك لأن الطابع القومي انتزع عن هذه الفكرة واصبح الإله المقدم من قبل تلامذة السيد المسيح للعالم الها عالميا لا فرق فيه بين شعب وشعب “

7- أهل البيت تنوع أدوار ووحدة هدف 34-35.

 

كيف وجدت المقال؟ شارك الآخرين ذلك

معدل التقييم 0 / 5. عدد التقييمات 0

لا يوجد تقييم للمقال حتى الآن

كيف وجدت المقال؟ شارك الآخرين ذلك

معدل التقييم 0 / 5. عدد التقييمات 0

لا يوجد تقييم للمقال حتى الآن

اختر تصنيفًا

ما رأيكم بالموقع بحلته الجديدة

إحصائيات المدونة

  • 114٬722 زائر

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

فاجعة استبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير 5 (3)

من المعلوم أن الإمام الحسن (ع) قد قُتِل بالسم الذي قدمه له معاوية بواسطة زوجته جعدة بنت الأشعث، فهذه النهاية المؤلمة تكشف عن مقدمات وبوادر سيئة جدًا منذ أن استبدلت الذنابي بالقوادم(1)، واستبدل أمير المؤمنين خير البرية بشر البرية؛ حتى وصل الأمر إلى معاوية الذي خان وفجر وغدر وجاء بكل موبقة.

الدور الاجتماعي للسيدة زينب ﴿؏﴾ رؤية قرآنية ١٣ 5 (2)

مما لا شك فيه أن السيّدة زينب ﴿؏﴾ المحتمل في قلبها وفي روحها لعلم أهل البيت ﴿؏﴾، ممن امتحن الله ﷻ قلبها للإيمان؛ لا يصلها ولا يعبث بها الشيطان بأيّ حال من الأحوال، ولذا كان لها أن تواجه تلك الحبائل التي يلقيها الشيطان وأتباعه في الخارج؛ بتلك الرؤية المتماسكة والروح القوية التي لا ينفذ إليها الباطل، والتي تشبه روح الأنبياء ﴿؏﴾ في السعة والقدرة على مواجهة الساحة الخارجية والميادين المشتركة بينها وبين أهل الشر.

الدور الاجتماعي للسيدة زينب ﴿؏﴾ رؤية قرآنية ١٢ 5 (1)

فكانت ﴿؏﴾  تخاطبهم وتوبخهم بقولها: “يا أهل الختل والغدر”؛ وحسب الظرف كان يجدر أن تنفر النّاس من قولها ولا تقبل بتلك التهم، لكن جميع من  كان حاضرًا قد همّ بالبكاء، الصغير والكبير والشيبة!

لأنها ﴿؏﴾ قلبت النّاس على أنفسهم المتواطئة مع الظالم والمتخاذلة والمتقاعسة عن نصرة الحق على ذاتها، فرأوها على حقيقتها رؤية الذي لا لبس فيه؛ فغيرت بذلك أحوالهم وأعادتهم لأنفسهم النورية حيث فقدوها