المقالات
فاجعة استبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير
من المعلوم أن الإمام الحسن (ع) قد قُتِل بالسم الذي قدمه له معاوية بواسطة زوجته جعدة بنت الأشعث، فهذه النهاية المؤلمة تكشف عن مقدمات وبوادر سيئة جدًا منذ أن استبدلت الذنابي بالقوادم(1)، واستبدل أمير المؤمنين خير البرية بشر البرية؛ حتى وصل الأمر إلى معاوية الذي خان وفجر وغدر وجاء بكل موبقة.
الدور الاجتماعي للسيدة زينب ﴿؏﴾ رؤية قرآنية ١٣
مما لا شك فيه أن السيّدة زينب ﴿؏﴾ المحتمل في قلبها وفي روحها لعلم أهل البيت ﴿؏﴾، ممن امتحن الله ﷻ قلبها للإيمان؛ لا يصلها ولا يعبث بها الشيطان بأيّ حال من الأحوال، ولذا كان لها أن تواجه تلك الحبائل التي يلقيها الشيطان وأتباعه في الخارج؛ بتلك الرؤية المتماسكة والروح القوية التي لا ينفذ إليها الباطل، والتي تشبه روح الأنبياء ﴿؏﴾ في السعة والقدرة على مواجهة الساحة الخارجية والميادين المشتركة بينها وبين أهل الشر.
الدور الاجتماعي للسيدة زينب ﴿؏﴾ رؤية قرآنية ١٢
فكانت ﴿؏﴾ تخاطبهم وتوبخهم بقولها: “يا أهل الختل والغدر”؛ وحسب الظرف كان يجدر أن تنفر النّاس من قولها ولا تقبل بتلك التهم، لكن جميع من كان حاضرًا قد همّ بالبكاء، الصغير والكبير والشيبة!
لأنها ﴿؏﴾ قلبت النّاس على أنفسهم المتواطئة مع الظالم والمتخاذلة والمتقاعسة عن نصرة الحق على ذاتها، فرأوها على حقيقتها رؤية الذي لا لبس فيه؛ فغيرت بذلك أحوالهم وأعادتهم لأنفسهم النورية حيث فقدوها
الدور الاجتماعي للسيدة زينب ﴿؏﴾ رؤية قرآنية ١١
ليست أن زينب ﴿؏﴾ كانت شُجاعة، بل هي (الشَّجاعة)! وليست هي القاهرة لعدوها، بل هي (قهر العدو)، وليست هي غاضبة لله ﷻ، بل هي (الغضب الإلهي)! وليست هي ناقمة لله ﷻ، بل هي (النقمة الدامغة)؛ نحن نقول ونحن نزور أمير المؤمنين ﴿؏﴾ فنقول: “السَّلامُ عَلى حُجَّةِ الله البالِغَةِ وَنِعْمَتِهِ السَّابِغَةِ ونِقْمَتِهِ الدَّامِغَةِ”
الدور الاجتماعي للسيدة زينب ﴿؏﴾ رؤية قرآنية ٩
ومن أهمّ الأدوار التي قامت بها ﴿؏﴾ أنها مثلت وأظهرت الدور الاجتماعي الإسلامي ضمن النظام الإلهي الواقعي، وكشفته لنا! فالدور الذي قامت به السيّدة زينب ﴿؏﴾ يتمحور في إظهارها وإبرازها المثل الأعلى للدور الاجتماعي للمرأة الرسالية ؛ وفقًا للمعاير والرؤية القرآنية، كما وأنها ﴿؏﴾ بذلك قد أضفت المشروعية على العمل التبليغي والجهادي للمرأة المسلمة وأبانت قيمته، وحددت الموقف الشرعي للمرأة في جهاد التبيين والصدع بالحقّ
الدور الاجتماعي للسيدة زينب ﴿؏﴾ رؤية قرآنية ٨
إن الدور الذي قام به أولياء الله ﷻ، أن يدفعوا بقوة وبشدة كل من صيَّر لنفسه وبغطرسته وتشامخه الكاذب حجابًا عن الله ﷻ، وكل من ادّعى الاستقلالية عنه ﷻ، وعن رسوله ﷺ وآله، وأهل البيت ﴿؏﴾، إذ كانوا يدفعون بجهادهم الأكبر عن أنفسهم، وبجهادهم الكبير عن فكر النّاس، وعن الواقع الاجتماعي والثقافي، كما يدفعون بجهادهم الأصغر وبسلاحهم أيضًا إذا ما اقتضى الأمر ذلك.
الدور الاجتماعي للسيدة زينب ﴿؏﴾ رؤية قرآنية ٧
فعندما يندفع الهوى سيظهر في الخارج على نحو جهالات وأباطيل؛ فكان ولا بدّ وفي مثل هذا الموقع أن يظهر العقل كاملًا بأنموذج العقيلة ﴿؏﴾ إذ كانت هي السلاح الذي يُذهِب الوهم ويصرف الخيال، ويميت الهوى ويبدد تلك الأكاذيب، وهذا هو ذات سلاح رسول الله ﷺ وآله في إظهار الرسالة والوحيّ والبلاغ، سيّما في المسائل الحساسة كولاية أمير المؤمنين ﴿؏﴾.
الدور الاجتماعي للسيدة زينب (ع) رؤية قرآنية ٦
عندما تخطب عقيلة الطالبين (ع) في مجلس الطاغية، وهي كما وُصِفت كانت خفرة -والخفارة شدّة الاحتجاب والكمون-توبخ، وتُعلّم وتُرشد، وتُعيد بناء القلوب، وصناعة وصياغة النفوس وإحياءها من جديد، وهي بتمام خفارتها؛ دال على أن تلك الخفارة منسجمة ومتناسقة مع ذاتها وحقيقتها ومع ما تقوله تمامًا.
الدور الاجتماعي للسيدة زينب (ع) رؤية قرآنية ٥
بسم الله الرحمن الرحيم أعظَمَ اللهُ اُجورَنا بِمُصابِنا بِالحُسَينِ ﴿؏﴾، وَجَعَلَنا وَإياكُم مِن الطَّالِبينَ بِثأرِهِ مَعَ وَليِّهِ الإمام المَهديّ مِن آلِ مُحَمَّدٍ ﴿؏﴾. إن نهضة الإمام الحسين (ع) لم تكن حركة شخصية ولا ظاهرة فردية، ولا هي ثارٌ من ثارات بني طالب من...
الدور الاجتماعي للسيدة زينب (ع) رؤية قرآنية ٤
أن السيّدة زينب ﴿؏﴾ كانت حلقة أساسية من حلقات الإمامة؛ فكانت ﴿؏﴾ رابط مهم، وحلقة وصل ضرورية، بل ولا بدّ منها، بين ما قام به وما أدّاه الإمام الحسين ﴿؏﴾، والدور الذي سيكون من بعده للإمام زين العابدين ﴿؏﴾؛ حيث كان هناك حاجة ماسة إلى من يضع الأمة في مضان الوظيفة المنوطة بالإمام السجاد ﴿؏﴾، فيضعهم في موقع التصفية والتطهير الإلهي، فكان دورها المهيأ والصانع لتلك الأرضية كي تُحدِث للأمة القابلية والاستعداد للتطهير من جديد، وهذا دور روحاني ومهم للغاية.