.السلام عليك يارسول الله، السلام على أمير المؤمنين وعلى الصديقة الطاهرة، السلام عليكم يا أهل بيت النبوة وموضع الرسالة
لمولانا صاحب العصر والزمان (عج)، مراجعنا بشكل عام، قائد الأمة الإسلامية، المؤمنون والمؤمنات حار العزاء بذكرى رحيل النبي الأعظم صلوات الله وسلامه عليه وآله
.ففي مثل هذا اليوم ينطفئ النور الأول والأكمل والأشع الذي ظهر وشعّ لفترة من الزمن على وجه الأرض؛ فهو أول نور خلقه الله ﷻ(١) فأضاء وكشف الحقائق والواقع، وهذه من خواص النور؛ إذ يكشف الغوامض ويضيئ ما حوله فيُري الواقع كما هو
في هذا اليوم تفقده الأرض وتحتضنه السماء؛ فمن ذا لا يشعر بألم هذا الفقد الفجيع؟! فغياب الشمس الضاحية يشعر بها كل أحد حتى الأعمى والعشى والكفيف والأكمه إلا
من طبع الله على قلبه، ففقد رسول الله (ص) مصيبة لا تخص أحد دون أحد؛ لأن نوره ودينه وحلمه وإيمانه ورحمته شملت كل الممكنات. يقول أمير المؤمنين ﴿؏﴾ وهو يلي غسل رسول الله (ص) ويجهزه
“بِأَبِي أَنْتَ وأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ، لَقَدِ انْقَطَعَ بِمَوْتِكَ مَا لَمْ يَنْقَطِعْ بِمَوْتِ غَيْرِكَ مِنَ النُّبُوَّةِ وَالْإِنْبَاءِ وأَخْبَارِ السَّماءِ، خَصَصْتَ حَتَّى صِرْتَ مُسَلِّياً عمَّنْ سِوَاكَ، وَعمَمْتَ حَتّى صَارَ النَّاسُ فِيكَ سَواءً”(٢).
والناس في هذه الفاجعة على حد سواء، وكلما كان قلب الإنسان ذا بصيرة ثاقبة كبرت الفاجعة والنائبة والرزية في قلبه، وتحولت إلى ألمٍ أمضٍ؛ لذا جاء في الزيارة
“اُصِبنا بِكَ يا حَبيبَ قُلوبِنا، فَما أعظَمَ المُصيبَةَ بِكَ؟! حَيثُ انقَطَعَ عَنَّا الوَحيُ، وَحَيثُ فَقَدناكَ، فإنَّا للهِ وَإنَّا إلَيهِ راجِعونَ”(٣).
مقدمة:
حديثنا بعنوان: “تشابهت قلوبهم”، ونقتتح الحديث بهذه التوطئة؛ فهناك مسائل عقائدية، كلامية، وأحداث تاريخية؛ أسئلة تغزو الذهن والعقل لكل متأمل في أحوال أمة النبي الخاتم محمد (ص) في حياته الشريفة وبالأخص بعد رحيله إلى الرفيق الأعلى حتى يومنا هذا، فهذه الأمة التي باتت تعيش –
في أغلب أحوالها– الذّلة والمسكنة؛ كاشف على انقلاب على الأعقاب وعلى رسالة النبي الخاتم (ص)، وانقلاب على دولته الإسلامية التي بناها (ص) بتضحياته وجهاده، ومهما حاولنا أن نجيب ونبرر لهذا الواقع المرير الذي تعيشه الأمة في هذا الزمان؛ يبقى هناك غموض في القضية، وإزالة هذا الغموض لا يمكن أن يحدث بطبيعة الحال إلا بمعرفة
خصائص المجتمع الذي ظهر فيه الإسلام، المجتمع الذي بزغ فيه نور الإسلام وهدي القرآن الكريم والرسالة المحمدية؛
لأن حاضرنا لا يتضح لنا إلا بمعرفة الماضي؛ فقراءة الماضي تكون كالمقدمات التي تكشف عن النتيجة المنطقية لهذا الحاضر، ولكي نصل إلى هذه النتيحة يجب أن نعود إلى منابع ومصادر المعرفة في عقيدتنا الدينية؛ العقل والقرآن الكريم والتاريخ، ولبيان ذلك:
- التاريخ: أي الأحداث التي جرت بعد وفاة رسول الله (ص)، ففي هذه القضية بالذات البحث التاريخي يعدّ فيها صعب للغاية؛ فما اختلاف النحل والملل والمذاهب الإسلاميّة إلا بسبب اختلافها في نقل وفهم هذا التاريخ، لذا لا يمكن أن نجعل منه طريقًا لكشف الحقيقة إلا باعتماد آليات معينة كي نهتدي إلى نتيجة حقيقية ومنطقية؛ ولهذا فطريقه طويل.
- العقل: فهل يمكن للعقل أن يكون طريقًا لكشف مثل هذه المقدمات التي انتهت بالأمة إلى هذه النتيجة؟ نقول: هناك علوم تنكشف لنا بالعقل وله دخالة في معرفة كنهها، لكن العقل لا يشمل البحث التاريخي والقضايا التاريخية، ففي الأحداث التاريخية الوقائع بذاتها هي التي تكشف التاريخ وليس العقل، إذن وبهذا نستخلص إلى نتيجة أنه لا يسعنا الأمر أن نمضي في دراسة القضية وبحثها بحثًا تاريخيًا أو عقليًا.
- القرآن الكريم: نحن ندعي أنه وبعيدًا عن العقل وآلياته، وبمنأى عن الأحاديث الشريفة والتاريخ المختلف عليه؛ سيكون بالإمكان -إن وقفنا- نحن وكتاب الله ﷻ فقط سنستطيع كشف الواقع ورفع الغموض ونهتدي لحقيقة منطقية، وأن نحكم على ماضي وتاريخ هذه الأمّة الإسلامية.
خصائص المجتمع القرشي وبني اسرائيل:
بالعودة إلى القرآن الكريم؛ القرآن الذي نزل في قريش، نلاحظ أن قريش هي القبيلة الوحيدة المعاصرة لنزوله المبارك والتي جاء على ذكر اسمها في القرآن الكريم، قال تعالى: ﴿لإِيلَافِ قُرَيْشٍ ۞ إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ﴾ قريش: ١-٢، والمجتمع القرشي يشبه إلى حدٍ بعيد مجتمع بني إسرائيل، وقد يكون هذا هو أحد أهم الأسباب في التوسع القرآني في ذكر أحوال بني إسرائيل، وقد يكون من باب التعريف بقريش فذكر قصة أحد ما تضيء على نقاط الخلل فيه وتحذير للسامعين من أن يكونوا مثله.
وهذا المدّعى الذي أدعيناه آنفًا يشير إلى وجود تشابه في القلوب والنفسيات والروحانيات كما المعنويات والأعمال، ووجود نحو من التطابق بين بني اسرائيل وقريش التي بعث فيها رسول الله (ص) في نواحي متعددة:
١- بنو إسرائيل أبناء أنبياء؛ فهم أبناء نبي الله إسحاق ويعقوب ﴿؏﴾ كما أن قريش هم أيضًا أبناء نبي الله إبراهيم وإسماعيل ذبيح الله ﴿؏﴾.
٢- وكما كان لبني إسرائيل التابوت فيه السكينة، وهو مواريث نبي الله موسى ومواريث داوود ﴿؏﴾(٤)؛ كان لقريش مواريث معنوية ومادية؛ منها ما هو مواريث النّبوة لأبي الأنبياء إبراهيم ﴿؏﴾ ،وهي بين حرم الله وعرفة ومنى؛ جعل الله ﷻ فيهم الحكم والنّبوة.
لقد اتسمت قريش بالفصاحة واجتمع لها من فنون الأدب والبلاغة والقدرة على البيان الكثير؛ فالإنسان الفصيح يستطيع أن يطوع اللغة ليبين ما يريد بشتى مستويات العلم والأدبيات والبلاغة، واللغة العربية قد نمت في أحضانهم. ولعلّه كما قيل إنما كانت آية رسول الله (ص) والدليل الكاشف على نبوته وأنه مبعوثًا نبيًا من قبل الله ﷻ وأن هذا القرآن هو كلام الله ﷻ؛ لأنّ قريش وهي التي تمتلك كلّ تلك الآليات التي تمكنها -لو كان لبشر
بالإمكان العام- أن تأتي بمثل هذا القرآن لجاءت به؛ فهذا يكون من باب إتمام الحجة وكاشف على صدق ونبوة محمد (ص).
قريش ورحلة الشتاء والصيف:
وللحديث حول إمكانيات قريش المادية يشير القرآن الكريم مذكرًا لهم برحلتيهم؛ الشتاء والصيف حيث يقول ﷻ: ﴿لإِيلَافِ قُرَيْشٍ ۞ إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ﴾ ومن اللطيف أن هذه الآيات تؤرخ لتلك التركيبة الاجتماعية والمجتمعية.
الإيلاف: نحو من الاتفاق والموادعة أو المؤالفة بين قريش وسائر العرب، ولنقف على قصة هذا الحلف والإيلاف وما كانت أسبابه.
كما ينقل
التاريخ وكتب التفسير أن مجتمع قريش الذي أستوطن مكة والتي هي عبارة عن وادٍ غير ذي زرع جذباء قاحلة لا كلأ فيها ولا ماء، ولذا كان دأب قريش البحث عن الماء في أعماق الأرض، وكانت تضربهم المجاعة بين فينة وأخرى، وكان العرب ومن بينهم قريش إذا أصاب بيت أحدهم القحط وضربت فيهم المجاعة والفقر الشديد فإن أهل ذاك البيت يخرجون إلى الصحراء ويعتفرون بالتراب تحت أشعة الشمس حتى يصيبهم الموت، وأول من يخرج الأب ثم يتبعه أهل بيته حتى لا يلحقهم العار فالعار كل العار أن يكون الإنسان فقيرًا، وهذه النظرة المادية كانت موجودة وسائدة في ذلك الوقت.
حتى خول الله ﷻ هاشم بن عبد مناف -جدّ رسول الله (ص)- وقد كان له أبنًا يسمى أسد ولديه صديق يخرج معه للعب، فقال الولد يومًا لأسد بن هاشم لن أستطيع اللعب معك يوم غد لإننا سنخرج للصحراء نعتفر فيها، ففهم أسد أنه قد أصابهم الفقر والعوز، فأخبر والده -هاشم بن عبد مناف- بذلك، فزودهم الأخير بما يغنيهم وأعطاهم الإمكانيات وذبح لهم الجزور(٥).
وبعد هذه الحادثة ألقى الله في روع هاشم بن مناف حلًا لأصل مشكلة قريش الاقتصادية هذه، فاجتمع بزعماء وقبائل قريش وقال لهم: الناس يكثرون، وأنتم تتلاشون وتنتهون، فاقترح عليهم بجمع ما عنده وعندهم من مال وأن يضع كل واحد منهم ما عنده في قطعة قماش دون أن يُعلم مقدار ما وضعه وأرسله في التجارة على أن يوزع الربح بينهم بالتساوي، وكي يؤمن طريق لهذه التجارة كتب معاهدة بينه وبين القبائل العربية الأخرى؛ على أن تخرج القوافل القرشية للتجارة بأمن ولا يعترض طريقهم أحد، فخروج قريش إلى مسافات بعيدة يحتاج إلى رواحل.
فأمنت بذلك قريش؛ أن لا يتعرض لهم أحد بالسوء أو السلب والنهب سيما وهم يروحون ويجولون برواحلهم نحو الشام في الشتاء، وإلى اليمن في الصيف، وكان مقابل هذا الأمان أن قريشًا تضمن لسكان الجزيرة العربية وقبائلها البعيدة طريقًا للدخول إلى بيت الله ﷻ ويكون لهم الاحترام والتكريم والحفاوة في مقابل الأموال التي تعطى لهم لاستقبال تلك الوفود العربية.
فهذا حال النّاس والمجتمعات عندما يُنتزع الدّين من نفوسهم؛ يُنتزع معه الشعور بالعزة والكرامة فتضعف هذه النفوس، وإذا ما ضعف هذا الوازع؛ تقوّت على الآخرين بما في يديها من إمكانيات مادية ويصبح ذلك معيارًا للاحترام، وحينها يغلب على المجتمع العنصرية والاستضعاف للآخرين، وهذه آفة الضعف أمام القوة؛ فحين يتملك الإنسان الشعور بالضعف والخوف وقلّة الإمكانيات يضحى التقديس من نصيب أهل الدنيا ومن بيدهم الإمكانات المادية وأسباب الغلبة.
قريش بين القوة والسلطة
فكون قريش من بني عدنان؛ أي عدنانيون من أبناء الأنبياء؛ الأمر الذي جعلهم يكبرون عنده أنفسهم فضلًا عن غيرهم ومن حولهم من القبائل.
وبهذا، رويدًا رويدًا أصبحت قريشًا مقدسة أمام نفسها أولاً، وأمام القبائل العربية ثانيًا، فأصابها بذلك حالة من الزهو بالنفس والتكبر والغرور ومرض الرضا عن النفس لحدّ التقديس العرقي؛ حيث ترى نفسها ذات شأن وقداسة.
لذا نلاحظ أن البعثة النبوية الشريفة بقيت في مكة ولمدة 18 عامًا ما اجتمع عليها العرب؛ لأنهم كانوا يخشون من قريش، والتي كانت بدورها تعادي رسول الله (ص)، فلم يكن من اليسير على القبائل العربية تخطي قرار قريش هذا؛ والتي لها الأثر الأقوى؛ فقد كانت عند القرشيين إدارة بيت الله الحرام وعمارة المسجد مع كل ما يتمتعون به من الإمكانيات المادية والمعنوية؛ لولا أن النبي (ص) وادع قريشًا وكتب معهم صلح الحديبية حتى عبر عنه القرآن الكريم -صلح الحديبية- بنصر الله ﷻ(٦)؛ فهذه الحروب التي خاضها رسول الله (ص)، وهذه الانتصارات سيما بعد حرب بدر الكبرى؛ انكسرت فيها شوكة قريش وسقطت هيبتها عند العرب.
لذا نجد أن القرآن الكريم ركز على هذه الموالفة والتي كانت قد تركت الأثر البالغ في نفوس القرشيين؛ حتى أن النبي (ص) قال: “الناس تبعًا لقريش؛ برهم تبعًا لبرها وفاجرهم تبعًا لفاجرها”(٧) كما وتحدث عن مخاطر تلك الحالة التي سرت في قريش؛ فتبعاتها وخيمة جدًا؛ فهذا النوع من التكبر والغرور والإستعلاء على الآخرين، وهذا التصور الخاطئ أن الله ﷻ يعطيهم ويبقي لهم ثرواتهم وإمكانياتهم وإلى أبد الدهر. بل حتى أنهم أرادوا أن يقايضوا رسول الله (ص) مقايضة مالية على رسالة السماء ظنًا منهم أنه قد يتنازل عن الرسالة في مقابل عطاء مالي(٨).
قريش وبنو إسرائيل قلوب متشابهة
هذه الحالة من الزهو والغرور والاستعلاء لدى قريش بتمامها هي ما كانت عند بني إسرائيل.
ويمكن بالمرور على الآيات التي تتحدث عن بني إسرائيل الالتفات لهذه النقطة وهو وجود نحو من المطابقة والمشابهة بينهم وبين قريش -و
التي واجهت رسول الله (ص) بشكل مباشر- أو بني أميّة أو مع العباسيين؛ حتى أن النبي (ص) قال:
“انكم سوف تحذون حذوا بنى إسرائيل حذوا القذة بالقذة القذة”(٩)، أي كالريشة حينما توضع ريشة بجانب أخرى.
وهنا نخلص لبعض أوجه الشبه التي تبين تشابه قلوب قريش وبني إسرائيل:
– أول مظاهر هذا الشبه: هو مظهر التكبر والاستعلاء والتقديس حيث قالت اليهود نحن أبناء الله وأحباؤه(١٠)، وكذلك كان الحال مع قريش التي جعلت لنفسها أحكامًا تخصها دون النّاس فقد جاء في تفسير قوله تعالى: ﴿ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ البقرة: ١٩٩، لأنه كان من دأب قريش وحلفائها إذا أرادوا الحج والإحرام؛ لا يقفون في عرفات والتي تقع خارج حدود الحرم؛ بل يذهبون إلى مزدلفة؛ لأنهم وحسب قولهم نحن أهل هذا الحرم ووالله لا نفارقه، فكانوا يرون لأنفسهم ما ليس لغيرهم وأنهم الأولى بالبيت؛ أما بقية النّاس أي عوامهم ما لهم عند الله ﷻ وزن أو استحقاق، لذا وجب عليهم الإفاضة إلى عرفات؛ لهذا قال الله ﷻ مخاطبًا إياهم ﴿ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ﴾، أي أنتم كغيركم من الناس لا فرق بينكم، يقول علي بن الحسين ﴿؏﴾ الأكبر: “نحن ورب البيت أولى بالنبي”(١١)، أي نحن في بيت الله لأن بيت الله ﷻ هو من حق أبناء إبراهيم ﴿؏﴾ الذين تمسكوا بالتوحيد وهم محمد ﷺ وآله ﴿؏﴾.
– الشبه الثاني:
وهو ما يهمنا في التطابق بين قلوب قريش وبني إسرائيل فبني إسرائيل وكما تقرر الآيات القرآنية والتاريخ يرون أن لهم الحق أن يزايدوا على تدين الآخرين فهم شعب الله المختار، وهكذا كانت قريش تعطي لنفسها الحق في تغيير الأشهر الحرم فيقدمون ويأخرون في الأهلة بما يوافق مصالحهم، ولذلك قال الله ﷻ مخاطبًا الناس
﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ ۖ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ۗ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَن تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَىٰ ۗ وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ البقرة: ١٨٩، وقريش التي كانت ترى أن لها من الحق لتزايد على تدين الناس؛ كونها -كما تدعي- أكثر النّاس تدينًا وأكثرهم التزامًا بالظواهر الدينية؛ ولذا كان على النّاس من غير قريش ومن غير حلفائها- في الجاهلية وفي أول الإسلام؛ إذا أحرم الرجل منهم بالحج أو العمرة أن لا يدخل بيته من الباب، بل من ثقب يفتحه من وراء البيت أو سلم يصعد له من السطح؛ فدخول البيوت في حال الإحرام من أبوابها حق لقريش فقط؛ لأنه وكما جاء في التاريخ يصفون أنفسهم بأنهم حمس؛ والحمس: من الحماسة؛ أي تدينهم أكثر من غيرهم وأرضى لله ﷻ. فهم يعطون أنفسهم من الحق ما ليس لغيرهم، ولهذا فإن الخطاب الربّاني جاء لهم في هذه الآيات لكسر هذه الحالة الموجودة عند قريش؛ حالة الإستعلاء والتكبر وحالة المزايدة على النّاس يقول الله ﷻ: ﴿وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَن تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَىٰ ۗ وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا﴾.
الشبه الثالث: وقد يكون هو الأهم: فكما كان بنو إسرائيل يقتلون الأنبياء ﴿؏﴾ بغير حق لأنهم أنبياء، ونقرأ ما صنعوه في أنبيائهم ﴿؏﴾، فقبورهم الموزعة في الأقطار والأمصار، في مناطق متعددة وبمسافات متباعدة كما هو معلوم من خلال جغرافيا المدن؛ نجد قبور الأنبياء في الوديان والسفوح والجبال، وهذا نوع من التشريد، وكما شردوهم شرّ تشريد، قتلوهم شرّ قتلة(١٢).
وهنا يأتي السؤال: من الذي قتل أمير المؤمنين ﴿؏﴾ وسمّ الحسن ﴿؏﴾ ونحر الحسين ﴿؏﴾؟ من الذي قتل أبناء الحسين ﴿؏﴾ صالح بعد صالح(١٣) وجميع أبناء الحسين وأهل البيت ﴿؏﴾ فقد طاردوهم وشردوا بهم في الأمصار مع علمهم بأنهم أبناء النبي ﷺ وورثته وعيبة علمه.
كان النبي (ص) يوصي النّاس في أهل بيته خيرًا، وكثيرًا ما كان يقول: “الله الله في أهل بيتي”(١٤)، وأعلن لهم في أكثر من موقع وموارد عدّة إن أهل بيتي هم خليفتي لديكم “إني تارك فيكم الثقلين، كتاب الله وعترتي أهل بيتي”(١٥) فهو النبي الخاتم وهو آخر الأنبياء، وهذه تركته وإرثه وهو ما ورثه لهذه الأمة، فكيف خلفوه (ص) فيهم.
وحينما كان رسول الله (ص) في سرير مرضه ووجعه، وعندما اشتد به المرض (ص) وساءت حاله، طلب منهم وهو على سرير وفاته -وهم يعرفون أنه مرض الموت وقد أخبرهم (ص) أنه يتوفى في هذا المرض- كانوا حوله وهم يكثرون القساوة والسوء والإساءة؛ حتى بلغت بهم القساوة مبلغها حينما طلب منهم (ص) وهو على هذا الحال من التوجع أن يأتوه بدواة وبياض كي يكتب لهم كتابًا لا يضلوا بعده أبدًا
(١٦) اختلف القوم فيما بينهم؛ فبعضهم قال: آتوه بما يريد، والبعض يقول -كبرت كلمة تخرج من أفواههم
كلمة الكفر-: أن الرجل ليهجر، أو أن الرجل هجر
(١٧).
وقد وردت بعدة صيغ، والله ﷻ يقول:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَاعلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾ الأنفال: ٢٤، ويقول ﷻ:
﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عنْهُ فَانْتَهُوا﴾ الحشر: ٧. فطبقًا للآيات الشريفة تكون طاعة أمر الرسول (ص) هي طاعة لأمر الله ﷻ، وهذا الاتهام
الباطل والخطير لرسول الله (ص) من أكبر المظلوميات التي جرت على رسول الله (ص)، وكأنه (ص) في آخر حياته وهو يرى ما يحدث جزاءً لهذا الجهد وهذه التضحية..
ما الذي حدث؟!
فبعد رحيله (ص) إلى الرفيق الأعلى تكالبت عليهم المصائب ووقع الظلم على أهل بيته ﴿؏﴾؛ سيما حبيبة قلبه وثمرة فؤاده الزهراء ﴿؏﴾، والتي كان يوصي بها خاصة؛ فقد طلب (ص) وهو على فراشه عليًّا ليبثه ألمه وأوجاعه والتي
ينتظرها بعد القيل والقال الذي كان من أولئك القوم وبعد العصيان الواضح لأمر رسول الله (ص) جاء علي ﴿؏﴾ فوضع رأس رسول الله (ص) في حجره
(١٨) وكان رسول الله
يساره وعلي يرد بصوت مسموع يقول: بلى أفعل يا رسول الله، حتى سكت علي، فقال رسول الله (ص) نيابة عنه: بل تفعل يا علي فدمعت عينا علي ﴿؏﴾، عندها نادى فاطمة ﴿؏﴾ وكأني بها جاءت وهي تنعى أباها
(١٩) وهي تعدد محاسنه وفضائله وتقول بصوت عال:
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه
ثمال اليتامى عصمة الأرامل
فقال لها: هذا قول أبي طالب
ولكن قولي:
﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ۗ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ﴾ آل عمران: ١٤٤.
ساعد الله قلبك يا رسول الله، فهذا الانقلاب على الأعقاب والذي بدأ من تلك اللحظة كأنه يراه (ص) إلى هذه اللحظة حتى خروج الإمام (عج) الذي يملأ الأرض قسطًا وعدلًا كما ملئت ظلمًا وجورًا.
١. روى أحمد بن حنبل بإسناده عن رسول الله صلى الله عليه وآله إنه قال: كنت أنا وعلي نورا بين يدي الرحمن قبل أن يخلق عرشه بأربعة عشر ألف عام .
-وعن جابر بن عبد الله قال: قلت لرسول الله صلى الله عليه وآله: أول شئ خلق الله تعالى ما هو؟ فقال: نور نبيك يا جابر، خلقه الله ثم خلق منه كل خير.
– وعن جابر أيضا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أول ما خلق الله نوري، ابتدعه من نوره، واشتقه من جلال عظمته. [بحار الأنوار – العلامة المجلسي – ج ١٥ -الصفحة ٢٤]
٢. نهج البلاغة، الخطب، الخطبة ٢٣٥
٣. مفاتيح الجنان، زيارة النّبي ﷺ يوم السبت
٤. ﴿وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَىٰ وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ البقرة ٢: ٢٤٨
٥. ذكر أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا في تفسيره: حدثنا سعيد بن محمد، عن بكر بن سهل الدمياطي، بإسناده إلى ابن عباس، في قول الله -عز وجل-: لإيلاف قريش إلافهم رحلة الشتاء والصيف. وذلك أن قريشا كانوا إذا أصابت واحدا منهم مخمصة ، جرى هو وعياله إلى موضع معروف ، فضربوا على أنفسهم خباء فماتوا ; حتى كان عمرو بن عبد مناف، وكان سيد زمانه، وله ابن يقال له أسد، وكان له ترب من بني مخزوم، يحبه ويلعب معه. فقال له: نحن غدا نعتفد، قال ابن فارس: هذه لفظة في هذا الخبر لا أدري: بالدال هي أم بالراء; فإن كانت بالراء فلعلها من العفر، وهو التراب، وإن كانت بالدال، فما أدري معناها، وتأويله على ما أظنه: ذهابهم إلى ذلك الخباء، وموتهم واحدا بعد واحد. قال: فدخل أسد على أمه يبكي، وذكر ما قاله تربه. قال: فأرسلت أم أسد إلى أولئك بشحم ودقيق، فعاشوا به أياما. ثم إن تربه أتاه أيضا فقال: نحن غدا نعتفد، فدخل أسد على أبيه يبكي، وخبره خبر تربه، فاشتد ذلك على عمرو بن عبد مناف، فقام خطيبا في قريش وكانوا يطيعون أمره، فقال: إنكم أحدثتم حدثا تقلون فيه وتكثر العرب، وتذلون وتعز العرب، وأنتم أهل حرم الله جل وعز، وأشرف ولد آدم، والناس لكم تبع، ويكاد هذا الاعتفاد يأتي عليكم. فقالوا: نحن لك تبع. قال: ابتدئوا بهذا الرجل -يعني أبا ترب أسد- فأغنوه عن الاعتفاد، ففعلوا. ثم إنه نحر البدن، وذبح الكباش والمعز، ثم هشم الثريد، وأطعم الناس؛ فسمي هاشما. وفيه قال الشاعر:
عمرو الذي هشم الثريد لقومه **** ورجال مكة مسنتون عجاف
ثم جمع كل بني أب على رحلتين: في الشتاء إلى اليمن، وفي الصيف إلى الشام للتجارات، فما ربح الغني قسمه بينه وبين الفقير، حتى صار فقيرهم كغنيهم؛ فجاء الإسلام وهم على هذا، فلم يكن في العرب بنو أب أكثر مالا ولا أعز من قريش، وهو قول شاعرهم:
والخالطون فقيرهم بغنيهم **** حتى يصير فقيرهم كالكافي
فلم يزالوا كذلك حتى بعث الله رسوله محمدا – صلى الله عليه وسلم -، فقال: فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع بصنيع هاشم وآمنهم من خوف أن تكثر العرب ويقلوا. تفسير القرطبي ص602
٦. ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ﴾ النصر: ١
٧. “الناس تبع لقريش، برهم لبرهم وفاجرهم لفاجرهم” (ش عن سعيد بن إبراهيم بلاغا).
“الناس تبع لقريش في هذا الامر، خيارهم تبع لخيارهم وشرارهم تبع لشرارهم” (ش وابن جرير عن أبي هريرة).
“الناس تبع لقريش في الخير والشر إلى يوم القيامة” (ش، حم، م، حب عن جابر، طب والخطيب عن عمرو بن العاص). [كنز العمال – المتقي الهندي – ج ١٢ -الصفحة ٣٠]
٨. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عم! والله لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته. قال: ثم استعبر رسول الله [الغدير – الشيخ الأميني – ج ٧ – الصفحة ٣٥٩]
٩. تفسير الميزان – السيد الطباطبائي – ج ١٢ – الصفحة ١١٠،
وأيضًا: ومن صحيح الترمذي عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: والذي نفسي بيد لتركبن سنن من كان قبلكم – وزاد رزين – حذو النعل بالنعل، والقذة بالقذة، حتى إن كان فيهم من أتى أمة يكون فيكم، فلا أدرى أتعبدون العجل أم لا؟ ومن الصحيحين، عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر، وذراعا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب لتبعتموهم قلنا: يا رسول الله اليهود والنصارى قال: فمن ؟ [بحار الأنوار – العلامة المجلسي – ج ٢٨ – الصفحة: ٣٠]
١٠. ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَىٰ نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ۚ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم ۖ بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ ۚ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ ۚ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ﴾المائدة: ١٨
١١. مقتل الحسين ﴿؏﴾ – أبو مخنف الأزدي – الصفحة ١٦٣
١٢. ﴿فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ ۚ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا﴾ النساء: ١٥٥
١٣. “أينَ الحَسَنُ أينَ الحُسَينُ أينَ أبناءُ الحُسَينِ، صالِحٌ بَعدَ صالِحٍ وَصادِقٌ بَعدَ صادِقٍ، أينَ السَّبِيلُ بَعدَ السَّبِيلِ أينَ الخِيَرَةُ بَعدَ الخِيَرَةِ، أينَ الشُّمُوسُ الطَّالِعَةُ، أينَ الأقمارُ المُنِيرَةُ، أينَ الأنجُمُ الزّاهِرَةُ، أينَ أعلامُ الدِّينِ وَقَواعِدُ العِلمِ، أينَ بَقِيَّةُ اللهِ الَّتي لاتَخلُو مِنَ العِترَةِ الهادِيَةِ،” مفاتيح الجنان، دعاء الندبة
١٤. عنه (صلى الله عليه وآله): أنشدكم الله في أهل بيتي.
عنه (صلى الله عليه وآله): أوصيكم بعترتي خيرا.
عنه (صلى الله عليه وآله): أيها الناس، الله الله في أهل بيتي، فإنهم أركان الدين ومصابيح الظلم ومعدن العلم. [أهل البيت في الكتاب والسنة – محمد الريشهري – الصفحة ٣٥٣-٣٥٤]
١٥. بحار الأنوار – العلامة المجلسي – ج ٢ – الصفحة ٢٢٦.
١٦. وفي رواية “إيتوني بدواة وكتف لأكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا” [بحار الأنوار – العلامة المجلسي – ج ٢٢ – الصفحة ٤٦٨]
١٩. وكان أمير – المؤمنين (عليه السلام) لا يفارقه إلا لضرورة، فقام في بعض شؤونه فأفاق رسول الله (صلى الله عليه وآله) إفاقة فافتقد عليا (عليه السلام) فقال وأزواجه حوله: ” ادعوا لي أخي وصاحبي ” وعاوده الضعف فأصمت، فقالت عائشة: ادعوا له أبا بكر فدعي ودخل عليه وقعد عند رأسه، فلما فتح عينه نظر إليه فأعرض عنه بوجهه، فقال أبو بكر فقال: لو كان له إلي حاجة لافضى بها إلي، فلما خرج أعاد رسول الله (صلى الله عليه وآله) القول ثانية وقال: ” ادعوا لي أخي وصاحبي ” فقالت حفصة: ادعوا له عمر، فدعي فلما حضر ورآه رسول الله (صلى الله عليه وآله) أعرض عنه فانصرف، ثم قال: ” ادعوا لي أخي وصاحبي ” فقالت أم سلمة ادعوا له عليا (عليه السلام) فإنه لا يريد غيره، فدعي أمير المؤمنين (عليه السلام) فلما دنا منه أومأ إليه، فأكب عليه فناجاه رسول الله (صلى الله عليه وآله)طويلا، ثم قام فجلس ناحية حتى أغفي رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فلما أغفي خرج فقال له الناس: ما الذي أوعز إليك يا أبا الحسن؟ فقال: علمني ألف باب من العلم، فتح لي كل باب ألف باب، وأوصاني بما أنا قائم به إنشاء الله تعالى، ثم ثقل وحضره الموت وأمير – المؤمنين (عليه السلام) حاضر عنده، فلما قرب خروج نفسه قال له: ” ضع يا علي رأسي في حجرك، فقد جاء أمر الله تعالى، فإذا فاضت نفسي فتناولها بيدك وامسح بها وجهك، ثم وجهني إلى القبلة وتول أمري، وصل علي أول الناس، ولا تفارقني حتى تواريني في رمسي، واستعن بالله تعالى ” فأخذ علي (عليه السلام) رأسه فوضعه في حجره، فأغمي عليه. [بحار الأنوار -العلامة المجلسي – ج ٢٢ – الصفحة ٤٦٩-٤٧٠].
٢٠. بحار الأنوار – العلامة المجلسي – ج ٢٢ – الصفحة ٤٧٠.
مرتبط
0 تعليق