عظم الله أجورنا وأجوركم بشهادة سيدنا ومولانا أبي عبد الله الحسين ﴿؏﴾ والثلّة الطيبة الخيرة من أهل بيته وأصحابه، و جعلنا الله وإياكم من الطالبين بثأره.
لرسول الله ولآل بيت العصمة والطهارة عظيم الأجر وجزيل المثوبة، السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أبناء الحسين وعلى أصحاب الحسين ﴿؏﴾.
الحديث لا زال حول كربلاء تصنعنا عرفاء، ومما لا شك فيه أن الغاية من خلقة الإنسان هو معرفة الله ﷻ والوصول إليه سبحانه، وكربلاء بترابها الماديّ وبموقعها المعنوي تصنعنا عرفاء مخلصين لله ﷻ.
وكما أسلفنا فإن الإمام الحسين ﴿؏﴾ قد بلغ إلى أعلى مقام، ووصل أعلى مرتبة في معرفة الله ﷻ وذلك من خلال علمه وسيره واستغفاره المطلق (لله ﷻ عن كل نقص وعيب)، وتوبته (من كل ما يخالف إرادة الله ﷻ أو يزول عن محبته)، وبهذا كان الجاذب له هو الله جلّ شأنه وقد بيّنا ذلك.
وحديثنا اليوم عن أحد مقامات العباس بن أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليهم، ولماذا جعله الإمام الحسين ﴿؏﴾ قائد جيشه، وحامل لوائه ومدير معسكره ﴿؏﴾؟ وما فلسفة هذه الأوصاف التي وصف بها العباس ﴿؏﴾ من الشجاعة والحماسة والبسالة والإطاعة المطلقة للإمام الحسين ﴿؏﴾؟
العارف الواصل عند صدر المتألهين
١- المجذوب السالك
وهذا البيان سيكون وفقًا للمنهج العرفاني المشهور والمعروف، فعندما تحدث صدر المتألهين عن العارف الواصل المجذوب لله ﷻ قال: إنه يصل إلى مقام القُرب الإلهي؛ بحيث يغسل كثافة دلائل البرهان بنور العيان؛ أي لم يعُدّ طريقه لله ﷻ عبر التفكر في الأدلة والاستدلالات والبراهين، وعبر التفكر في الظواهر الكونية والتدبر في أحداث الكون، ثم وبهذا كلّه هو يصل إلى الله ﷻ، لا، هو يصل إلى الله ﷻ بالله، ويعرف الله ﷻ بالله(١)، لأن الوصول لله ﷻ عبر البراهين والأدلة تُعدّ بالنسبة للعارف أوساخ وحجب ومن موانع الغفلة، لأن من يُعاين لم يعُد بحاجة إلى برهان -كما يقول صدر المتألهين- ولا حاجة لاتباع الشريعة والملّة البيضاء الناصعة، ويتوغل في بحبوحة الأسرار لارتقائه في معارج الإعتذار والاستغفار.
وإن كانت هي بالنسبة لنا تُعدّ طرقًا وسبلًا.
ثم يقول – والحديث ما زال لصدر المتألهين- وينفخ الله ﷻ في قوالب علومه روح العبودية؛ أي كل معرفة يعرفها مقيّدة بروح العبودية لله ﷻ؛ لغيبوبته تحت أستار الإنابة، لأن هذه المرتبة من الاستغفار (عن غير الله ﷻ عما سوى الله ﷻ عن الأغيار)، تجعله بعيدًا عن الأغيار، فهو قد دخل تحت أستار العَود والتوبة والإنابة؛ أي مقامات من التوبة المعنوية التي نحن لا نعرفها، وتُعدًّ بالنسبة لنا هي أستار مجهولة عن أبصارنا.
٢- السالك السائر:
ثم يقول: فلا يدركه إلا كلّ سالك لطريق الحق سيّار، يعني: فقط السالك السائر، هو الذي يدرك هذا العارف الكامل المجذوب الواصل لله ﷻ. والذي تحدثنا عنه أولًا ، يقول أستاذنا الشيخ جوادي الآملي في تبيان وشرح هذا المقطع: “بأنه سوف يستفيد هو ورفقائه في السير لله ﷻ”، وقد استفاد الشيخ الأستاذ ضميمة الرفقاء بالإعتماد على الآية الكريمة: ﴿وَمَن يُطِع اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ معَ الَّذِينَ أَنْعمَ اللَّهُ علَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا﴾” النساء:٦٩
مقام العباس مع الذين أنعم الله عليهم
في زيارة العباس بن أمير المؤمنين ﴿؏﴾ والمنصوصة عن الإمام جعفر الصادق ﴿؏﴾ يقول: “السَّلامُ علَيكَ أيُّها العبدُ الصَّالِحُ المُطِيع للهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأمير المُؤمِنِينَ وَالحَسَنِ وَالحُسَينِ صَلّى اللهُ علَيهِم وَسَلَّمَ” (٢)
١- المطيع لله
فهذا العبد المطيع لله ولرسوله (ص) بنص الآية القرآنية الكريمة لا يكون (من الذين) أنعم الله عليهم، وإنما ﴿مَعَ الَّذِينَ أَنْعمَ اللَّهُ علَيْهِم﴾ فيكون معهم، فهؤلاء لهم وظيفة (النّبوة، والرسالة، والإمامة) بالمعنى المطلق، ولذا فهو لا يكون منهم وإنما معهم ﴿فَأُولَٰئِكَ معَ الَّذِينَ أَنْعمَ اللَّهُ علَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا﴾. النساء: ٦٩
٢- العبد الصالح
وبالعودة لزيارة العباس ﴿؏﴾ جاء التعبير “السَّلامُ علَيكَ أيُّها العبدُ الصَّالِحُ”، والآية الشريفة تشير لحيثية كون المطيع لله ورسوله ﷺ يكون مع الصالحين وعلى نحو الإطلاق؛ أي الذين وصلوا إلى أعلى مراتب الصلاح، فإذا كان العباس ﴿؏﴾ معهم فبلا شك أنه يرى ما قد حجب عنا من مقاماتهم المعنوية. يقول أستاذنا الشيخ جوادي الآملي في شرح هذه المقطوعة التي نقلناها عن صدر المتألهين: “لا يدرك هذا العارف الواصل السالك لله ﷻ إلا السالكون أمثاله، وغير السالكين محجوبين عنه، فإذا ترقى السالك -الواصل المجذوب -في مدارج الاستغفار والإنابة أي؛ إذا استغفر الله ﷻ من كل لحظات فكر أو جهل؛ من كل هذا استغفر وأناب وعاد لله ﷻ من كل هذه الموانع والحجب، وسيفتح الله ﷻ في علومه روح العبودية، وسينجو نفس السالك، وسينجي رفقائه؛ لأنهم معه على كل حال يرونه، ولأن هذا السالك في هذه المرحلة العالية سيكون مستورًا؛ ينجي الجميع ولكن سينجيهم من كل نقص، يطهرهم هذا السالك من كل رؤية فيها نقص وكل بحسب مرتبته، وأما غير السالكين فإنهم محرومين ليسوا معه، فالذين يطيعون الله طاعه مطلقة ﴿فَأُولَٰئِكَ معَ الَّذِينَ أَنْعمَ اللَّهُ علَيْهِم﴾ فإن الواصلين يستطيعون رؤية ما لا يستطيع رؤيته غير العارف، ثم يقول: فقط الواصلون والرفقاء في تلك المرحلة هم الذين يرونه ويعرفونه في تلك المرحلة؛ لأنه سوف يتجلى لهم، ويعكس لهم -بإعتباره آية الله ﷻ- الأنوار التي لم يصلوا إليها؛ فيقرب عليهم الطريق ويغذيهم بالمعرفة يقول الإمام الصادق ﴿؏﴾“بنا قصر الله الطريق” . انتهى كلام الشيخ
بينما المحجوبون ينظرون إليه ولكنهم لا يبصرون ﴿وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ﴾ الأعراف:١٩٨، فهم يرون الجسم والبدن الظاهري وما ظهر لهم من الأعمال والتصرفات، ولكن لا يبصرون المقام الذي فيه مهما كان نيرًا، بل كلما كان مقامه أشدّ نورانية؛ كلما كان من هو أدون منه لا يستطيع أن يراه.
إذا أردنا أن نعرف القدرة والحماسة وموقعية العباس بن أمير المؤمنين ﴿؏﴾ نحن لا نكتفي بوصفه أنه كان إذا ركب على الفرس المطهم كانت رجلاه تخطان (٣) في الأرض؛ لذلك يخاف منه العدو، وإذا أردنا أن نعرف مقام وقدرة وعلم العباس ﴿؏﴾ بالإمام الحسين ﴿؏﴾، وكيف استحق لواء الحسين ﴿؏﴾؟ والذي صحّ أن يقول عنه الإمام الحسين ﴿؏﴾ “الآنَ انكسَرَ ظَهري، وقلَّتْ حِيلَتي، وَشمِتَ بي عدُوِّي” (٤)، فالأمر أبعد من ذلك.
٣- مقام الأعلون
حسب المباني العرفانية ووفق هذا المنهج تكمن في خصائص العباس ﴿؏﴾، وقد نستفيد ذلك من الآية الكريمة الآية ﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ آل عمران: ١٣٩، والنكتة التي ركز عليها صاحب الميزان في شرحها والمعنى رائع، حيث يقول: فهذه تبدل معادلات فهم النصر والقوة والغلبة بالمنطق الجاهلي وتحوله إلى منطق إيماني، ﴿إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾، وهذا شرط؛ فبمقدار هذا الإيمان؛ فأنتم لا تهنوا ولا تحزنوا، بمعنى أنه متى ما أصاب الإنسان الوهن والحزن والضعف في إيمانه؛ نقص من درجة علوه ﴿وَأَنتُمُ الْأَعلَوْنَ﴾، فحصرت العلو في هؤلاء المؤمنين ممن لم يهن ولم يحزن.
-
نماذج من الوهن:
• الوهن قد يكون في البدن، وقد يكون في البُعد العلمي أو في الإرادة أو في الجوانب النفسية، كما ممكن أن يكون في السياسة.
الوهن السياسي: عندما يتحدث القرآن الكريم عن الوهن السياسي يقول تعالى ﴿ذَٰلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ﴾ الأنفال:١٨
•الوهن العلمي والمعرفي والوهن في الرأي: يقول أمير المؤمنين ﴿؏﴾: “إياك ومشورة النساء فإن رأيهن إلى أفن، وعزمهن وهن” (٥)
وورد في حديث طويل عن أبي علي أحمد ابن زياد الهمداني قال حدثني علي ابن إبراهيم. إلى أن قال: “نظر الإمام زين العابدين ﴿؏﴾ (٦) إلى عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب فاستعبر- يعني بكى – ثم قال ولا يوم كيوم الحسين ﴿؏﴾ أزدلف إليه ثلاثون ألف رجل يدعون أنهم من أمة جدنا كل يتقرب…”– فلو نلاحظ هذا الوهن في الرأي والفكر، وفي الأخلاق والضحالة في كل شيء وما دعواهم إلا دعوى وزعم فرعون عندما قال ﴿فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعلَىٰ﴾النازعات:٢٤، وهذا نوع من العلو موهوم؛ بسبب التعبؤ بالجهل – فهؤلاء يزعمون أنهم من أمة النبي الأكرم (ص) وكل يدّعي تقربه إلى الله ﷻ بدمه الزكي الطاهر، والإمام ﴿؏﴾ يذكرهم بالله فلا يتعظون حتى قتلوه بغيًا وظلمًا.
وهن البدن: قول زكريا ﴿؏﴾ في قوله تعالى: ﴿قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعظْمُ مِنِّي وَاشْتَعلَ الرَّأْسُ شَيْبًا﴾
مريم:٤ والواهن على أي حال وبشكل طبيعي يستسلم رويدًا رويدًا؛ وعلى هذا لزم أن نقرأ ونفهم موقف العباس ﴿؏﴾ عندما طلب منه الشمر -عليه لعائن الله- أن يتخلى عن معسكر الإمام الحسين ﴿؏﴾ ويعطيه الأمان (٧)، لعنه ولعن أمانه؛ فالعباس ﴿؏﴾ من ﴿أَنتُمُ الْأَعلَوْنَ﴾، والملاك في ذلك شدة إيمانه ﴿؏﴾ ﴿إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ أي بشرط كمال الإيمان، ولذلك أيضًا ورد في الزيارة “أشهَدُ أنَّكَ لَم تَهِن وَلَم تَنكُل وَأنَّكَ مَضَيتَ على بَصِيرَةٍ مِن أمرِكَ مُقتَدياً بِالصَّالِحِينَ” (٨)، فهذا ذاته ما نصت عليه الآيات القرآنية، فلو شكك البعض أو تردد فيما نقله أهل السيرة من التاريخ، ولكن لا تردد فيما تنص عليه الآيات القرآنية أو ما يقوله الإمام جعفر بن محمد الصادق ﴿؏﴾ بنص مقطوع.
والجدير بالذكر هنا أن ﴿الْأَعلَوْنَ﴾ والمقيّدة بالإيمان ﴿إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ فهذا الوصف لذواتهم العالية، والعلو بالذات هو لله ﷻ وبالتبع للعرفاء، يقول أستاذنا الشيخ جوادي في تحديد مركزية مقام العلو، من أين يأتي العلو؟ وأين تكمن جذور العلو؟ فيجيب: “تكمن جذور العلو في المعارف الدينية العميقة فالإنسان وبفضل عبوديته لله ﷻ يصبح مظهرًا للعلو الإلهي، لأن العلو الذاتي لله ﷻ متعلق بالله ﷻ وحده، ولكن العبد الصالح يجتاز المقامات المعنوية في مدرسة العبودية الواحدة تلو الأخرى، فكما ذلك العارف المجذوب كامل الإنجذاب أستطاع أن يعلو بالاستغفار وبكمال العبودية لله ﷻ، كذلك هذا التابع المطيع لله ﷻ ولرسوله (ص)”.
٤– مقام العليين
وهذا السالك السائر كما يقول: يترقى في المراتب حتى يصل إلى أعلى هذه المراتب؛ ويصبح مظهرًا للأعلى وينتمي إلى العليين، لأن الأعلى بالذات هو الله ﷻ، ولكن هذا العبد المطيع المنقاد لوليّه الذي عيّنه الله ﷻ؛ في غاية الانقياد والمطيع لله ﷻ ولرسوله (ص) يصل إلى مقام الأبرار، وما الغرابة في ذلك فقد بلغت فضة مقام الأبرار(٩) لطاعتها للصديقة الزهراء ﴿؏﴾.
فيقول: فيصل إلى مقام الأبرار الذين كتابهم في عليين (١٠)، وقد نستفيد هذا المعنى في مقولة الإمام زين العابدين ﴿؏﴾ “رحم الله العبّاس، فقد آثر وأبلى وفدى أخاه بنفسه حتّى قُطعت يداه فأبدل الله عزَّ وجلَّ بهما جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنّة، كما جعل لجعفر ابن أبي طالب عليه السلام” (١١)، فإن المراد من هذين الجناحين وهذا الطيران هي هذا الحماس الروحي والمعرفي والحماس العلمي الذي يجعل الإنسان لا يركن للوهن بحال من الأحوال؛ لا وهن في علمه ولا وهن في رأيه، وهذا يؤدي إلى عدم الوهن في بدنه فيكون، فكان مظهرًا لله ﷻ فخلق الله ﷻ له جناحان يطير بهما في الجنة.
العباس رفيق الإمام الحسين ﴿؏﴾
ذكرنا أن الروايات الشريفة تشير إلى أن الله ﷻ جعل للعباس ﴿؏﴾ جناحين يطير بهما في الجنة وفي ذلك يقول أستاذنا الشيخ جوادي: “أن الإيمان يزيل كل وهن، فالإيمان في هذه الدرجة العالية والتي تجعل للإنسان الهمّة أن يطير في الجنة، فهذا الإيمان يزيل الوهن ويرفع الضعف ويقوي روح الحماسة والاستقامة، فاليقين عندما يملأ روح الإنسان فإنه لا يدع للشكّ ولوجًا في روحه”، وهذا المعنى نفس ما نقوله في دعاء أبي حمزه الثمالي “اللهُمَّ إنّي أسألُكَ أن تَملأ قَلبي حُبّاً لَكَ وَخَشيَةً مِنكَ”(١٢)، لأنه عندما يمتلئ القلب باليقين فلا مجال هناك لولوج الشك إلى روحه؛ ولهذا فهذه الشجاعة التي امتاز بها العباس ابن أمير المؤمنين ﴿؏﴾ وهذه الحماسة وهذا المقام؛ لأنه قد انكشف له أنه ممن أطاع الله ﷻ ورسوله ﷺ بنص الإمام الصادق ﴿؏﴾؛ فقد أطاع إمام زمانه؛ فلذلك أصبح رفيقًا للإمام الحسين ﴿؏﴾، فأنوار الإمام الحسين ﴿؏﴾ تنعكس عليه، ليس هناك محرمين -إن صح التعبير- بمعنى ليس هناك حجاب، الحسين ﴿؏﴾ ما بينه وبين الله ﷻ حجاب، لكن العباس ﴿؏﴾ ما بينه وبين الإمام الحسين ﴿؏﴾ حجاب حتى لمقامات الاستغفار العالية والراقيه، لأنه في الحقيقه رفيق له لذا فهو يرى طهارة الحسين ﴿؏﴾، رائع تعبير العباس ﴿؏﴾ حين رجز قائلًا: والله إن قطعتم يميني اني احامي أبدًا عن ديني وعن إمام صادق اليقين (١٣) لأنه يرى إمامه الحسين ﴿؏﴾.
ألا لعنة الله على الظالمين.
١. “بِكَ عرَفتُكَ وَأنتَ دَلَلتَني علَيكَ ودَعوتَني إلَيكَ، وَلَولا أنتَ لَم أدرِ ما أنتَ“، مفاتيح الجنان، من دعاء أبي حمزة الثمالي.
٢. مفاتيح الجنان، زيارة العباس ﴿؏﴾
٣. كان العباس رجلًا وسيمًا جميلاً يركب الفرس المُطهّم ورجلاه تخطان في الأرض. أعيان الشيعة – السيد محسن الأمين – ج ٧، ص ٤٣٠
٤. بحار الأنوار – العلامة المجلسي – ج ٤٥، ص ٤٢
٥. نهج البلاغة، خطب الإمام علي ﴿؏﴾ – ج ٣، ص ٥٦
٦. أمالي الصدوق: الفامي، عن محمد الحميري، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن يحيى، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه عن جده أن الحسين بن علي ﴿؏﴾ دخل يوما إلى الحسن ﴿؏﴾ فلما نظر إليه بكى فقال له: ما يبكيك يا أبا عبد الله؟ قال: أبكي لم يصنع بك فقال له الحسن ﴿؏﴾: إن الذي يؤتى إلي سم يدس إلى فاقتل به، ولكن لا يوم كيومك يا أبا عبد الله، يزدلف إليك ثلاثون ألف رجل يدعون أنهم من أمة جدنا محمد صلى الله عليه وآله وينتحلون دين الاسلام، فيجتمعون على قتلك وسفك دمك، وانتهاك حرمتك، وسبي ذراريك ونسائك، وانتهاب ثقلك، فعندها تحل ببني أمية اللعنة، تمطر السماء رمادا ودما، ويبكي عليك كل شئ حتى الوحوش في الفلوات، والحيتان في البحار. بحار الأنوار – العلامة المجلسي – ج ٤٥، ص ٢١٨.
٧. لمَّا أخذ عبد الله بن حزام ابن خال العباس ﴿؏﴾ أماناً من ابن زياد للعباس وأخوته من أُمِّه، قال العباس وأخوته: “لا حاجة لنا في الأمان، أمانُ الله خير من أمان ابن سمية“.
ومنها انه لمَّا نادى شمر: أين بنو أختنا؟ أين العباس وأخوته؟ فلم يجبه أحد، فقال الحسين ﴿؏﴾: “أجيبوه وإن كان فاسقاً، فإنَّه بعض أخوالكم”.
فأجابه العباس ﴿؏﴾: (ماذا تريد)؟ فقال: أنتم يا بني أُختي آمنون، فقال له العباس ﴿؏﴾: “لعنك الله، ولعن أمانك، أتؤمِّننا وابن رسول الله لا أمان له”؟! وتكلَّم أخوته بنحو كلامه، ثمَّ رجعوا. [أعيان الشيعة – السيد محسن الأمين – ج ٧، ص ٤٣٠].
٨. مفاتيح الجنان، زيارة العباس ﴿؏﴾
٩. إشارة لسورة الدهر وما اختصهم الله من مقام الأبرار.
١٠. ﴿كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ ۞ وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ ۞ كِتَابٌ مَّرْقُومٌ ۞ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ﴾ المطففين: ١٨
١١. حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن عبد الرحمن، عن ابن أسباط، عن علي بن سالم، عن أبيه، عن ثابت بن أبي صفية (٣) قال: قال علي بن – الحسين ﴿؏﴾: “رحم الله العباس (يعني ابن علي) فلقد آثر وأبلى وفدى أخاه بنفسه حتى قطعت يداه فأبدله الله بهما جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة كما جعل لجعفر بن أبي طالب، وإن للعباس عند الله تبارك وتعالى لمنزلة يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة. والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة، وقد أخرجته بتمامه مع ما رويته في فضائل العباس بن علي ﴿؏﴾ في كتاب مقتل الحسين بن علي ﴿؏﴾. [الخصال – الشيخ الصدوق ص ٦٨].
١٢. مفاتيح الجنان، دعاء أبي حمزة الثمالي.
١٣. فأخذ السيف بشماله وحمل وهو يرتجز:
والله إن قطعتم يميني *** إني أحامي أبدا عن ديني
وعن إمام صادق اليقين *** نجل النبي الطاهر الأمين
فقاتل حتى ضعف. بحار الأنوار – العلامة المجلسي – ج ٤٥، ص ٤٠
0 تعليق