تقدم القراءة:

كربلاء تصنعنا عرفاء ٦

الأحد 30 أغسطس 2020مساءًالأحد

الوقت المقدر للقراءة:   (عدد الكلمات:  )

5
(1)

عظم الله أجورنا وأجوركم بشهادة سيدنا ومولانا أبي عبد الله ﴿؏﴾ والثلة الطيبة الخيرة من أهل بيته وأصحابه، جعلنا الله وإيّاكم من الطالبين بثأره.

 

صورةٌ من عرفان الإمام الحسين ﴿؏﴾ في كربلاء (سورة الفجر أنموذجًا)

تحدثنا عن الآيات الأوائل في سورة الفجر؛ وقلنا إنّ الأقسام الواردة فيها لوضوحها وبيانها يكون للمقسوم عليه نفس هذا الوضوح أيضًا، عندما قال الله ﷻ: ﴿وَالْفَجْرِ۞ وَلَيَالٍ عشْر﴾ الفجر: ١-٢، فكان لا بدّ لنا أن نعرف أنّ هذا النظام الذي بناه الله ﷻ بهذه الكيفية؛ لا لكي يعمل فيه كلُّ أحدٍ بما يَحْلو لهُ وبما يَرى؛ بل لا بدّ أنْ يكون الإنسان ذا حِجْرٍ، ذا عقلٍ، يُحَصِّنه عن الوقوع في الظلم؛ وعن دعم الظالمين؛ لماذا؟ لأنّ الله بالمرصاد. 

يقول تعالى: ﴿وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ ۞ وَفِرْعوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ ۞ الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ ۞ فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ ۞ فَصَبَّ علَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عذَابٍ ۞ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ﴾ الفجر: ٩-١٤، فقوله تعالى ﴿إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ﴾ تعدّ قاعدة؛ فكل ما جرى على تلك الأمم السابقة سيجري على كلِّ  ظالمٍ؛ وسوف يجري على كلِّ مَن يخرج من حِجْر العقل، ويخرج من النُّهى؛ ويخالط المصابين بالشك في الدين، في الإسلام؛ الحقيقة، والواقع؛ وقوانين الطبيعة، فإنَّ لهذه الطبيعة روحٌ، وشعور، وإدراك؛ وهي سوف تنتقم مِن كلِّ  من يُخالفها؛ وإنَّ كل ما جرى على السابقين سيجري على اللاحقين لا محالة. 

ولذلك نلاحظ أنّ القرآن الكريم عندما تحدث عن نوح ﴿؏﴾ قال: ﴿سَلَام عَلَى نُوح فِي الْعَالَمِينَ﴾ الصافات: ٧٩، وعندما تحدث عن مريم ﴿؏﴾ وكيف صانت طهارتها، وعفتها، وعبادتها، بحيث أنّها أنجبت بلا فَحْلٍ آية من آيات الله ﷻ قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾ الأنبياء: ٩١، لأنّ العفّة، والحياء، والسّتر، يستحق أنْ يُضرب به مثلًا  للعالمين، لكل العالمين، إذ ليست العفّة مطلوبة من امرأة بذاتها فحسب دون غيرها، أو في وقتٍ ما، وفي سائر الأوقات لا تعدّ صفة حميدة، أو أنّ الإنسانية قد تتطور وتكتشف لنا أنّ هذه الخصيصة لم تعدّ ذات قيّمة؛ أبدًا، الأمر ليس كذلك؛ فدائمًا الستر قيمة، والعفة آية، وعندما أراد الله ﷻ أنْ يضربَ بمريم ابنة عمران ﴿؏﴾ مثلًا، ومع أنّها كانت تصوم وتركع وتسجد: ﴿يا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ﴾ آل عمران: ٤٣، ولكنّه عندما امتدحها قال: ﴿وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا﴾ التحريم: ١٢، ذكر جانب العفّة، وجانب الحياء والستر؛ وذكر أنّها ضربت بينها وبين الآخرين حجاب، وهذا في الحقيقه مدح وثناء لها ﴿؏﴾ في كل العالمين.

كذلك من سقط وهوى أسفل سافلين فإنّ في سقوطهم وتراجعهم وترديهم، وفقدانهم لهوياتهم آية للعالمين أيضًا؛ ولذلك يشير في سورة الأنعام(١) إلى هذه الحقيقة، هؤلاءِ لهم عاقبةٌ ضرورية؛ لأنّ مَنْ يرصدهم هو الله ﷻ ﴿إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ﴾ ففي النظام الإلهي، لا يُمكن أنْ يُترك هذا الظالم، والجائر، وقد أقسم الله ﷻ ﴿وَالْفَجْرِ۞ وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾، بهذه القوانين الواضحة، والبينة، وهذه الضوابط التي لا يشك أحد في حصولها (٢) فهذه الأنظمه لن تتوقف، وهذا النظام الكلّي الذي يحفظه هو ﴿ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ﴾ وقد تمت الإشارة لهذه النكتة، أن قول الله ﷻ ﴿وَالْفَجْرِ ۞ وَلَيَالٍ عشْرٍ ۞ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ، وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْر ۞ هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ ۞ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعلَ رَبُّكَ بِعادٍ﴾ إذ يقول بعض المفسرين أنظر كيف فعل ربك أنت؟ ربُّ محمدٍ (ص)؛ لأنّه بالقرآن الكريم؛ برسالة محمد؛ بنبوته؛ وبالأوصياء بعد محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين أصبح هذا الكون رشيدًا، وعلى أشّده، ويتهيأَ للنّظام العادل الكامل؛ فالله جلّت قدرته بالمرصاد للجميع.

وبهذا ينفتح علينا بحثًا عرفانيًا مهمًا حول قيومية الله ﷻ وإحاطته، إذ يُقَسّمون القيومية الإلهية إلى ثلاثةِ أنحاءٍ من معية الله ﷻ للوجود وللإنسان خاصة.

 

 القرآن الكريم تحدث عن ثلاتِ معياتٍ لله ﷻ:

  • المعية الأولى: القيومية

وتسمى معية القيومية والإحاطة أو تسمى المعية الرحمانية؛ وذلك لأن الله ﷻ رحمنٌ بكلِّ أحدٍ ﴿وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ ۚ﴾ الحديد: ٤، فهي رحمانية يتساوى في ذلك كل الناس، المؤمن وغير المؤمن الكافر؛ فالله ﷻ مع كلِّ أحد؛ وليس هنالك أحدٌ يخسر معيّة الله ﷻ، فالله ﷻ بالأصل يقوّمه؛ ويرصده حتى يهديه، ولو دققنا في مقولة رسول الله (ص) “النّاسُ  معادنٌ كمعادنِ الذّهبِ والفضةِ “(٣)، إذ لم يقل  الناس من ترابٌ؛ وفي هذا نكتة مهمة جدًا، ففي الحقيقة النّاس مخلوقة من تراب؛ فأصل الإنسان من ترابٍ، ولكن في التراب ما هو مفيد، ومنه ما ليس ذا فائدة البتة، وأمّا المعدن أيًّا كان فيُمكن أنْ يُشذب ويهذب، حتى الحديد منه؛ فقد أنزل الله ﷻ الحديد من السماء فيه بأس شديد ومنافع للناس(٤)؛ فليس هناك معدن ليس ذا فائدة، وكلُّ إنسانٍ لديه استعدادٌ لكونه تحت قيومية الله ﷻ فإذا ما شعر بهذه القيومية وهذه الإحاطة الإلهية ظهر معدنه. فرغم اختلاف نسبة هذا المعدن وفائدته، وقيمته؛ فهو معدن؛ وليس هناك شخص يولد فارغًا.

وهذه فرصة لهذا الإنسان ليستفيد من هذه القيومية والمعية والإحاطة الإلهية.

  • المعية الثانية: معية الناقمية

إنّ الإنسان الذي يبيت ما لا يُرضي الله ﷻ ﴿وَهُوَ مَعهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَىٰ مِنَ الْقَوْل﴾ النساء: ١٠٨، فالله ﷻ معه أيضًا، أيّ  ما كانوا؛ المنافقين، الكافرين، أو من الذين يعملون في ضرر الإسلام والدين؛ وضرر رسول الله ﷺ، ويخططون لقتله ﷺ ولأخذ ولاية أميرالمؤمنين ﴿؏﴾ فهو معهم وهم يبيتون ما لا يَرضى من القول، فهذه المعية؛ الله معهم؛ لكي يكمن لهم جلت قدرته بملائكته، وبنظام الوجود؛ وبنظام الكون، فهو معهم أيضًا؛ حتى يأخذهم في أسوأ حالاتهم. ولأنّها معية رصدٌ للأخطاء، فلذلك لا يكلمهم الله ﷻ، لا ينظر إليهم؛ ولا يزكيهم(٥).

وهذا الترتيب كم هو رائع؛ فأولًا: الله ﷻ لا يعتني بهم كامل الإعتناء إذ لا يكلمهم؛ وثانيًا: لا ينظر إليهم أصلًا؛ وثالثًا: لم يترك لهم أيَّ استعدادٍ للتزكية؛ فالله ﷻ إذا أراد أن يُكلم إنسان فأولًا  يزكيه، ثمّ ينظر إليه، ثمّ يكلمه، وهؤلاء فقدوا كل شيء، إذ لم يعُد يكلمهم؛ ولم يعُد ينظر إليهم أو يزكيهم، مع أنّ الله ﷻ بكلِ شيءٍ بصير، ولكن لا ينظر إليهم، بمعنى لا ينظر إليهم نظرة رحمة؛ ولا يكون معهم معية لطف وكرامة.

  • المعية الثالثه: معية الله مع المتقين

يقول تعالى﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ﴾ النحل: ١٢٨، فالله ﷻ أيضًا لهؤلاء المحسنين بالمرصاد؛ كالمربي الذي يعلم الطفل كيف يمشي؛ وكيف يأكل؛ وهو يراقبه متى ما سقط يرفع سقطته، فالله ﷻ مع كل مؤمنٍ سالك، سائر، وهذا كما يُقال من أعظم البشائر للمؤمنين، وهذا ما نقوله في دعاء الندبة وَانْظُرْ إِلَيْنا نَظْرَةً رَحِيمَةً نَسْتَكْمِلُ بِها الكَرامَةَ(٦)، فالإنسان في حالة استكمال، وتكامل، وإذا نظر له ﷻ ولحظه واعتنى به عنايةً كريمة؛ فستتكامل كرامته، فالله ﷻ له بالمرصاد، لا يتركه يقع، ولا يتركه يكذب، ولا يتركه يذنب؛ إذ يزيل هذه الموانع كلها عنه، بخلاف المعية الإنتقامية؛ لأنّها معية عذاب كما وضحنا.

وبالعودة للآية الكريمة ﴿إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ﴾ والتي اعتدنا دائمًا أن نقرأها من زاوية واحدة، وهي زاوية العذاب والشدة؛ والنقمة، ولو أنّها بالفعل قد جاءت في سياق انتقام الله ﷻ للطغاة والظالمين؛ والمستبدين، والمتكبرين؛ ﴿وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ﴾، ﴿وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ﴾؛ ولكّنها تتكلم عن قاعده كلية؛ وهذا يؤدي إلى عدم انصرافها وحصرها إلى حالة النقمة فحسب، لأنّه كما سيأتي في آخر السورة أنّ هناك من كان الله ﷻ يرصده، ويرصد حركاته وفعالياته.

وبهذا نلاحظ أن هذه السورة تتكلم عن قالبٍ عرفانيٍّ متكاملٍ، يبدأ من تعقل حركة هذا النظام وهذا الكون، وإلى معرفة هذا المُنَظم وهذا المحرك، ومِن ثَمّ معرفة أنّه ﷻ ﴿بِالْمِرْصَادِ﴾.

 

الإمام الحسين ﴿؏﴾ يلتقط أصحابه ويدخلهم في درعه الحصين 

ببركة رسول الله ﷺ هدى الله ﷻ  للإمام الحسين ﴿؏﴾ من كان أهلاً للهداية، وشَرّد به من كان أهلاً للشرّ وللخلاف وللطغيان على الله ﷻ.(٧) فربك يا محمد ﴿لَبِالْمِرْصَادِ﴾! جزاءً لتحملك أعباء هذه الرسالة وتضحياتك من أجلها، بأبناؤك الذين سيقتلون من أجل كلمة التوحيد؛ سيجمع لك رَبّكَ خيار خلقه، ويجنبك شرارهم. 

زهير بن القين رجل في قومه وزعيم متمكن، والدنيا ممتدة له كما يريد، ولم يكن وفق نهج الإمام الحسين ﴿؏﴾ العقائدي، ولكنه أمتاز بالصدق وطلب الحق، وسكن قلبه طهرًا وصفاء، لذلك رصده الله ﷻ وأقال عثراته الفكرية العقائدية حتى أدخله حصن الحسين صلوات الله وسلامه عليه. 

في ليلة العاشر من المحرم، وعندما أراد الإمام الحسين ﴿؏﴾ أن يعطي أمانًا لأصحابه قال لهم: “هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملًا”(٨).وهذه من مطلق رحمة الإمام الحسين ﴿؏﴾، فليس هناك من يعرف قائدًا زعيمًا شجاعًا باسلًا، ويعلم أنه في يوم الغد سيكون هو وأهل بيته ﴿؏﴾ وأطفاله في مواجهة هذا الجيش الجرار، الذي على أقلّ الروايات تقديرًا ثلاثون ألفًا، ومع هذا يمنح لهؤلاء القوم الذين قد يحفظون له حياته وحياة أبنائه وسلامتهم ثلاث ساعات من النهار، فيأذن لهم بالانصراف.

وهنا نلاحظ بديع مقولة زهير بن القين عندما قال لهم الإمام الحسين ﴿؏﴾ مقولته تلك، وقد كان مطرقًا رأسه، فرفع رأسه ونظر للإمام الحسين ﴿؏﴾ وقال: “لو كانت الدنيا لنا باقية، ولو أن الموت محال على الإنسان، لما تركتك حتى أقتل دونك ودون أهل بيتك” (٩) أليس هذا أنموذجًا فذًا لتأثير الإمام الحسين ﴿؏﴾؟ بحيث احتضن وأنقذ وقلّب أحوال زهير بن القين وأدخله في الرصد الإلهي. 

ألا لعنة الله على الظالمين.  



١. إشارة للآية ﴿وَهُمْ يَنْهَوْنَ عنْهُ وَيَنْأَوْنَ عنْهُ ۖ وَإِن يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعرُونَ﴾ الأنعام: ٢٦.

٢. إذا جاء الغد سيكون هناك صباحًا، ولن تتوقف حركة الشمس ولا القمر..

٣. محمد الريشهري، ميزان الحكمة ج: 4، ص: 3394.

٤. إشارة للآية ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ  بِالْقِسْطِ ۖ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ  شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ  وَلِيَعلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عزِيزٌ﴾ الحديد: ٢٥.

٥. الإشارة للآية ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَٰئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عذَابٌ أَلِيمٌ﴾  آل عمران: ٧٧.

٦. المحدث عباس القمي، مفاتيح الجنان، دعاء الندبة. 

٧. من الدعاء عند الطواف حول الكعبة  “نقول اللهم اهدِ له خيار خلقك، وجنبه شرار خلقك”  الكافي ج4 ص410.

٨. مقتل الحسين (ع) – أبو مخنف الأزدي – الصفحة ١٠٩. 

٩. من رواية طويلة الرواية لقول زهير: والله لوددت أني قتلت ثم نشرت ثم قتلت حتى أقتل كذا ألف قتلة، وأن الله يدفع بذلك القتل عن نفسك وعن أنفس هؤلاء الفتية من أهل بيتك” [مقاتل الطالبيين لأبي فرج الأصفهاني، ص112].

 

كيف وجدت المقال؟ شارك الآخرين ذلك

معدل التقييم 5 / 5. عدد التقييمات 1

لا يوجد تقييم للمقال حتى الآن

كيف وجدت المقال؟ شارك الآخرين ذلك

معدل التقييم 5 / 5. عدد التقييمات 1

لا يوجد تقييم للمقال حتى الآن

اختر تصنيفًا

ما رأيكم بالموقع بحلته الجديدة

إحصائيات المدونة

  • 99٬205 زائر

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

فاجعة استبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير 5 (2)

من المعلوم أن الإمام الحسن (ع) قد قُتِل بالسم الذي قدمه له معاوية بواسطة زوجته جعدة بنت الأشعث، فهذه النهاية المؤلمة تكشف عن مقدمات وبوادر سيئة جدًا منذ أن استبدلت الذنابي بالقوادم(1)، واستبدل أمير المؤمنين خير البرية بشر البرية؛ حتى وصل الأمر إلى معاوية الذي خان وفجر وغدر وجاء بكل موبقة.

الدور الاجتماعي للسيدة زينب ﴿؏﴾ رؤية قرآنية ١٣ 5 (2)

مما لا شك فيه أن السيّدة زينب ﴿؏﴾ المحتمل في قلبها وفي روحها لعلم أهل البيت ﴿؏﴾، ممن امتحن الله ﷻ قلبها للإيمان؛ لا يصلها ولا يعبث بها الشيطان بأيّ حال من الأحوال، ولذا كان لها أن تواجه تلك الحبائل التي يلقيها الشيطان وأتباعه في الخارج؛ بتلك الرؤية المتماسكة والروح القوية التي لا ينفذ إليها الباطل، والتي تشبه روح الأنبياء ﴿؏﴾ في السعة والقدرة على مواجهة الساحة الخارجية والميادين المشتركة بينها وبين أهل الشر.

الدور الاجتماعي للسيدة زينب ﴿؏﴾ رؤية قرآنية ١٢ 5 (1)

فكانت ﴿؏﴾  تخاطبهم وتوبخهم بقولها: “يا أهل الختل والغدر”؛ وحسب الظرف كان يجدر أن تنفر النّاس من قولها ولا تقبل بتلك التهم، لكن جميع من  كان حاضرًا قد همّ بالبكاء، الصغير والكبير والشيبة!

لأنها ﴿؏﴾ قلبت النّاس على أنفسهم المتواطئة مع الظالم والمتخاذلة والمتقاعسة عن نصرة الحق على ذاتها، فرأوها على حقيقتها رؤية الذي لا لبس فيه؛ فغيرت بذلك أحوالهم وأعادتهم لأنفسهم النورية حيث فقدوها