تقدم القراءة:

المرأة مركز التغيير… و الأم تصنع أمة

السبت 29 أغسطس 2020مساءًالسبت

الوقت المقدر للقراءة:   (عدد الكلمات:  )

0
(0)

مما لا شك فيه أن المجتمع الإنساني مركب من أفراد لهم قدرات وإمكانيات شخصية جوارحية وجوانحية، وقوة المجتمع هي رهينة بقوتهم، كما أن ضعف أفراد المجتمع ينتهي إلى ضعف المجتمع وانحطاطه، ولذا فإن القرآن الكريم يؤكد على أن قوة المجتمع مرتكزة على أصالة الفرد من هذه الجهة، فقد جاء في القرآن الكريم ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ(1) بمعنى أن مصبّ تغيير المجتمع هو تغيير الفرد، لأن الإنسان بما له من قابلية اشتداد باتجاه الحركة التكاملية فهو الأصل لهذا التغيير، وإن لم يكن في محيط يعين على ذلك. فالإنسان له القدرة النفسانيّة والفعاليات الكمالية في تغيير نفسه بل وما حوله من أسرته، أو عشيرته، بل ومجتمعه على الرغم من كونه فرداً واحداً. وهذه المسألة ثابتة بنفس الاعتبار فيما لو كان الفرد إنساناً فاسداً، فإن العاصي المفسد يتمكن من الإفساد بما لا يخطر على بال أحد. فالصلاح والفساد في المجتمعات من نتاج الحركة الفردية، وعليه حاول أمير المؤمنين عليه السلام تطهير الأرض ممن لهم دور خاص وفعال في إهلاك الحرث والنسل وإفساد البيئة الاجتماعية.

وتتسع دائرة نتاج الإنسان بمقدار فعاليته في شِقّيْ السعادة والشقاء، فإذا كان الإنسان في ظروف ومحيط وملابسات تشجعه على الإفساد وتمكنه من الطغيان والفجور فإن أفعاله السيّئة تصبح أشد نتاجا وأعظم دائرة. والإنسان يعمل على شاكلته، ويؤثّر في محيطه الفردي والعائلي والاجتماعي ما قدر على ذلك.

ونموذج المثال الأول في وقتنا المعاصر هو الإمام الخميني قدس سره فإنه وإن كان شخصاً واحداً، إلا أنه تمكّن من تغيير ما حوله وهدم كل المعادلات والموازين الشرقية والغربية، حتى قيل فيه “إن الخميني زلزل الشرق وحيّر الغرب”. بالرغم من أنّ محيط الإمام لم يكن مساعدا على ذلك، لذا يحق لنا أن نتساءل ما هو مصب التغيير أولاً وبالذات؟  وعلى من ينصب التحول والتغيير بالدرجة الأولى؟

من المسلّم أن التغيير يوجد أولاً في ذات الإنسان، بما أنه قابل للتربية والإرشاد وقادر على إتمام مسيرته الكمالية حتى لو لم تكن الملابسات الثقافية والفكرية والاجتماعية معينة على هذا التحول.

نموذج آخر يلفتنا أيضا في هذا الجانب ولكنه نموذج نسوي وتمثله آسيا بنت مزاحم، فهي وإن كانت في بيت سوء وقد عاشت مع أحد الفراعنة لذي وصل به الأمر أنه ادّعى الألوهية، ولكنها مع ذلك أوجدت تغييرا ًفي ذاتها الكريمة وبيئتها حتى رزقت الشهادة في ذات الله، وقد طلبت من الله بيتاً من عالم الغيب في الجنة مقابل القصور المرئية والنعيم الحسّي حتى ضربها الله مثلا: ﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ(2) بمعنى أنه كان لها دور إيجابي في تغيير وإصلاح المجتمع وكان لها القدرة على نقل المجتمع الفاسد إلى ضفّة الصلاح والخير حتى بعد مرور الزمان وتغيّر المكان. من هنا نحن بحاجة إلى أن نتعرّف على العوامل الأصيلة الأولية في تكوين وتأسيس شاكلة الإنسان التي يعمل عليها في حياته.

عوامل تكوين شاكلة الإنسان:

  1. الأسرة: تعدّ الأسرة أول العوامل وأهمها في تكوين شاكلة الإنسان، فمنابت الصلاح والفساد لكل بني البشر أول ما تتكون في المحيط الأسري، لأن أول مكان يتعلم منه  الإنسان ويدرس فيه أوليات العلوم هو أسرته. ولذلك يشير أمير المؤمنين عليه السلام فيقول: (العلم في الصغر كالنقش على الحجر) ومعلوم أن دور الصغر والطفولة يقضى في أحضان الأسرة، و الأسرة هي التي تزرع أوليات العلوم التي لا تزول عن ذهن الإنسان وفكره ووجدانه أبداً (كالنقش) الذي لا يعفي عليه الزمان ولا تمحوه التغيرات.

وفي هذا الجانب نقطة مهمة يجب التوجه إليها وهي أن التعليم الذي يتلقاه الإنسان في محيط الأسرة يتلقاه بصورة عفوية خلاف ما يتلقاه عن مراكز التعليم والتربية الأكاديمية والرسمية، فالمتعلّم – الذي هو الطفل هنا – يحاكي ما يتعلمه بأقواله وأفعاله، وهذا هو السر في تميّز الأفراد على صعيد العقيدة والعمل وهذا هو وجه التفاوت بين المراكز العلمية والأحضان الأسرية.

خصوصا أن نظام التعليم في عصرنا الحديث – وللأسف –  يبنى على أساس هدم المميزات وتكوين النظام الموحد في الثقافة والسياسة والاجتماع والاقتصاد. وعلى الرغم من انتشار هذه الفكرة وتصدي الوسائل الإعلامية العالمية الاستكبارية التي تسارع في تطبيق هذا النظام الموحد، إلا أن هناك من يخرج من شرنقة هذا النظام إلى فضاء نظيف ومستقل، فالفتيان والفتيات المؤمنين الذين نشأوا في بيئة أسرية نظيفة قد حصّنوا أنفسهم من هذه العولمة الغربية وأمواجها الفكرية والإعلامية والتي تحاول أن تنشر نفوذها في المجتمعات.

نعم إن الفرق في النظام الأسري الثقافي والديني – والذي يختلف من أسرة لأخرى إذ لكل أسرة تركيبة بيولوجية وتربوية ودينية وثقافية مغايرة – هذا الفارق في النظام الأسري يشكل الوالدان العنصر الأساس فيه وهما القادران على حفظ هذا الاستقلال وصياغة البعد الديني والثقافي جيلاً بعد جيل.

  1. الأم: تعد الأم العامل الآخر لتكوين شاكلة الإنسان ضمن نطاق الأسرة، فمكانة الأم والزوجة متميزة عن فعالية الرجل، فإلى جانب كل رجل، هناك امرأة يسكن إليها ويستظل بفيئها، هذه السكنى تربط الرجل بالمرأة برابطة قوية ومنها ينشأ مفهوم الأمومة، فمنذ نعومة أظفار الطفل، يجد نفسه متصلاً بامرأة – التي هي أمه – ويتدرب في ضمن إطار هذا الارتباط على تكوين الروابط الاجتماعية الواسعة.

لذا يمكننا القول أن الكون كله تحت إدارة الأمهات من جهة فكرية وتربوية، لأن العلوم الأولية يتلقاها الإنسان في أحضان الأم قولاً وفعلاً وسلوكاً، والأمهات المحسنات تلقين المعلومات والمعارف بشكل تلقائي وطبيعي، وهن يستعن بتكرار هذا السلوك بمرأى ومسمع من الأطفال.

ومن هنا تنبثق مجموعة من الأسئلة المهمة منها:

  • هو ما معنى الأمومة في عصرنا هذا؟
  • وما هي الموانع الطارئة على تأدية هذا الدور المؤثر جداً؟
  • وما هي خصائص الأم التي تتمكن من تربية الأفراد بشكل صحيح ومطلوب؟

إن المراد من الأمّ في مقالتنا هذه هو أوسع من المعنى العرفي كمصطلح، إذ أن المرأة بعناصرها التكوينية وتأثير موقعها في عالَمَي الصلاح والفساد الاجتماعي لها شأن تربوي أساسي بالقياس لجميع المجتمعات، ولذا أكّد القرآن الكريم على وجود نساء كمثال وقدوة. والآية التي تتحدث عن آسيا بنت مزاحم تجعل المرأة كأم للمجتمع ﴿ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا ونحن نستنبط من هذه الآيات أن المرأة إذا أحرزت خصلتين أساسيتين، تمكنت بهما من هداية الناس وإرشادهم إلى سبيل الصلاح وهما:

  1.  الاستقلال في فكرها التوحيدي وعدم ذوبانها في المحيط الطاغي الذي حولها. وبهذا الاستقلال النظري تكون قد حقّقت الركيزة الأولى وملكت الرصيد الأساس في القدرة على هداية الناس.
  2. الإيمان الذي يخالط لحمها ودمها فالقرآن يمدح آسيا بنت مزاحم، والنبي (ص) يمدح العجوز التي استدلت على التوحيد من تجربتها الشخصية. والعالم بكل ذراته يمدح فاطمة بنت محمد (ص) التي إذا قامت عند الله بالعبادة زهرت الأرض والسماء واستبشرت ملائكة الله، فسعة دائرة عبادة فاطمة بنت محمد يتمتّع بها أهل السماوات كما أهل الأرضين.

 وعلى هذا فمن منا ينكر اليوم هذا الواقع المر الذي تعيشه المرأة؟ وأصحاب السلطات السياسية والاقتصادية الذين يتخذون سلوك المعصية نهجا لحياتهم، ويسيئون الاستفادة من المرأة للوصول إلى مقاصدهم الباطلة؟ من منا ينكر دور الرجل المسبب لإثارة الفحشاء عبر استغلال المرأة؟

إن الفحشاء التي تباشرها المرأة إنما يخطط لها الذين يكنزون الذهب والفضة، فتزيين المعاصي وتزويقها وبهرجتها عبر الإنتاج العالمي للباس ومواد الزينة كله بيد الرجل، ولذا كيف يوجد في هذا المجال الجو النظيف للفكر التوحيدي والعمل الإلهي؟!

في هذا المناخ الذي يديره الاستكبار العالمي أريدَ للمرأة أن تنشغل بالأمور التافهة وسفاسف الحياة التي تحوّلها إلى ألعوبة بيد الرجل، وتحُول دون توغّلها في المسائل الاجتماعية والثقافية والروحية. ونحن نعلم في المقابل أن منهج التوحيد يحثّ على الكدح والسعي والتوجّه الحرّ والتخطيط للحياة المادية والمعنوية في ضمن السعي باتجاه التوحيد، بحيث يوجّه الإنسان وجه معيشته المادية والمعنوية إلى صلاح الفكر والعمل. فالإنسان الموحّد هو بصدد تقسيم حياته وأموره دائماً إلى الخير والشر، والبر والإثم، وهو يوجّه عيشه إلى الخير والصلاح في الفكر والقول والعمل فلا يعيش الهوى، بل يعطف الهوى على الهدى ويبدأ بذاته أولاً ويصحّح ميولاته وقدراته، فمعرفة المنزلقات ونقاط الضعف ليست بأقل أهمية من معرفة أسباب الهدى، وقد سئل أويس القرني كيف وصلت لهذا المقام فقال: كان أصحاب رسول الله ص يسألونه عن البر فيأتون به أما أنا فأسأله عن الإثم لأتجنبه.

إن توجيه الميولات غير الصالحة وعطفها على الهدى هي ركيزة صلاح الإنسان، ولهذا نرى أن المرأة على الرغم من صخب هذا العالم الفاسد الذي يحيط بها والذي صنعه الغرب .. نجدها حققت خطوات كبيرة في نشر الفكر التوحيدي في مختلف مجالات الحياة، ذلك لأنها أم المجتمع. فلو صممت المرأة على أن تأخذ السلوك الإلهي منهجاً ورضاء الله طريقاً لحياتها، بحيث لا تخفي ولا تعلن إلا ما يرضي الله ولا تنطق ولا تسكت إلا بما يرضي الله، فسوف يقع العالم كله بطريق الهدى. فالمعصية تقع غالبا بالنساء وهي الوسيلة التي غالبا ما يعطف بها الهدى على الهوى.

العفة والحياء ضمان استقرار المجتمع:

يجدر بنا الإشارة إلى مفهومي العفّة والحياء. حين تحدث القرآن عن مريم ابنة عمران التي ضربها مثلاً أكّد على أنها قد أحصنت فرجها، وهذه الآية تلهمنا أن مسيرة هداية الناس مرهونة بعفة المرأة وطهارتها، فإن المرأة التي لها علم غزير وقدرات نفسية قوية ولكنها ليس لها عفّة ولا حياء فهي لا يمكن أن تستهدف صلاح المجتمع لأنها إنما تتمكن من استخدام تمام قدرتها وقوتها النفسية وعلمها الغزير في إرشاد الناس بالحياء. فإن إرساء الحياة الهادئة والهانئة والخالية من المشاكل الاجتماعية إنما هو بالحياء.

والحياء سلوك نسوي خاص يعين على إكمال عيش المجتمع وضمان استقراره، بعبارة أخرى، المرأة بمعونة الحياء والعفة التي تظهر في حجابها، تعكس أثراً أساسيا على سلوكها وتصرف نظر الناس إلى فكرها واعتقادها وعلمها واختصاصها بدلاً عن صرف الناس إلى الشهوات والرذيلة، فالنساء يملكن ميولهن وشهواتهن ويملكن أيضا ميول الرجال وشهواتهم، إذ أن إدارة الميول الجنسية والقوى الشهوانية للرجال مرهون بعفّة المرأة، ويمكن أن تشبع هذه الحاجة في جو الزواج النظيف والأسرة المستقرة.

العفّة والحياء هما بمنزلة التخطيط والبرنامج النسوي للإصلاح الاجتماعي وتربية الأجيال، فإن مظاهر الفحشاء سوف تطوى لو أُشبعت الشهوات عبر الزواج وتحمّل المسؤوليات الأسرية، وسوف تصفو أذهان الناس من عوامل الانحراف باتجاه المسائل الشهوانية، وفي النهاية، هذا أفضل صون للقوى الإنسانية والطاقات الإلهية.

إن النظرية الإسلامية تعتبر المجتمع الراقي هو المجتمع المتزكّي، وهذا يعني أن الرشد والكمال ليس في الجانب المادي والإمكانيات المادية فقط، بل هو أيضا في الثقافة الدينية التي تهندس الاقتصاد والسياسة النظيفة. وملخّص كلامنا أن سلامة الثقافة الإنسانية بيد المرأة بما أنها هي الأم، أم الأسرة وأم المجتمع وأم القافلة البشرية.

الدور الحقيقي للمرأة:

من المهم أن نلتفت إلى مسألة أساسية غفل عنها الحداثيون والتقليديون، فإن النساء غالبا بين التقليديين والحداثيين يتساءلن ما هو دورهن الحقيقي؟

المهم هنا هو التأكيد والتركيز على أن المرأة قادرة على التأثير في دائرة واسعة في حياتها الفردية والاجتماعية معتمدة على الخصائص الباطنية الأنثوية، إذ أن النساء في النظرة التقليدية يُتهمن بالضعف والنقص لكون العاطفة بعداً من أبعادهن، ولكن هذه النظرة تغفل عن أن هذه العاطفة هي الذخيرة المعنوية والنفسانية فيهن، إذ أن العاطفة والإحساس من النعم والذخائر الإلهية النفسية والمعنوية والتي استهدف النظام الكوني والحكمة الربوبية بها تنظيم حياة هذا الكائن البشري.

اليوم تُطرح نظرية خاصة في الغرب تُسمى بـ (الأخلاق النسوية) أو (أخلاق الحضانة) والمراد من هذه المدرسة الأخلاقية إبقاء المرأة في مسيرتها الطبيعية التي تتناسب وخلقها بحيث يصب ذلك في سلامة المجتمع وفلاحه. 

إن هذه الفكرة وإن كانت إفراطية من جهة، إلا أن الإسلام يؤمن بأصل هذه الفكرة، فكما أن الحياة الأسرية لا تقوم إلا بالزوجية والأمومة والأبوة، فإن تلك المقومات عينها هي ما تقوم عليه الحياة الاجتماعية.

وتوضيح ذلك هو أن الأساس في الأركان الثلاثة – أي الحياة الزوجية والأبوة والأمومة – هو البعد العاطفي وإبرازه بصورة متمايزة عن العلاقات الاجتماعية الأخرى، فإن نظام الترابط الأسري والرحمي في حقيقته يختلف عن أي نظام آخر، وإدارة العلاقات الأسرية تختلف عن أي إدارة أخرى لأن لها طرقها الفطرية الخاصة.

بل حتى نظام الرئاسية والمرؤوسية داخل الأسرة أيضا له طابعه الخاص الذي لا يتماشى في أي مؤسسة اجتماعية أخرى، فإن كل ذي اقتدار وإمكانية وطاقة في الأسرة يجب عليه في ظل الشريعة الإسلامية أن يُعمل ويُبرز رئاسته ضمن الضوابط الأخلاقية الحسنة، فالرحمة والشفقة على الأقارب أعلى وأفضل، والإنفاق عليهم أولى وأجل، والعفو عنهم أحق وأجدر، وحيث أن المرأة أقدر على الفعل والانفعال العاطفي، فهي الأقدر على إظهار الرأفة والرحمة لمكان طبيعتها الفطرية.

ثم إن المجتمع كثيراً ما يتفق أن يصبح في مورد الحاجة إلى إبراز العاطفة فالإنفاقات والإيثارات والنذورات والتفاني وبذل النفس والنفيس بحاجة إلى موجود أكثر إحساسا وأشد انبعاثا. بل كثيراً ما يكون المجتمع في تغيراته الأساسية وفي تحولاته وانقلاباته العميقة هو بحاجة إلى هذا الكنز والوديعة الفطرية، ولعل أحد أسباب انتصار الثورة الإسلامية وحزب الله في لبنان مع جميع الخطط والأساليب والخدع التي يحيكها العالم الغربي، أقول لعل أحد أبعاد هذه الانتصارات مرهونة ومدانة لهذه العواطف الأمومية العميقة، فإن المظاهرات والتجمعات الصاخبة والمواقف البطولية لكثير من الشباب والرجال هي من نتاج هذه العواطف الأمومية الصادقة. وببركة العواطف العميقة والعلاقات القوية التي تملكها المرأة  فإن لها بالغ الأثر في نجاح وفلاح المجتمعات البشرية، فالمرأة هي مركز التغيير.


1. الرعد: 11 

2. التحريم: 11

كيف وجدت المقال؟ شارك الآخرين ذلك

معدل التقييم 0 / 5. عدد التقييمات 0

لا يوجد تقييم للمقال حتى الآن

كيف وجدت المقال؟ شارك الآخرين ذلك

معدل التقييم 0 / 5. عدد التقييمات 0

لا يوجد تقييم للمقال حتى الآن

اختر تصنيفًا

ما رأيكم بالموقع بحلته الجديدة

إحصائيات المدونة

  • 114٬722 زائر

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

فاجعة استبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير 5 (3)

من المعلوم أن الإمام الحسن (ع) قد قُتِل بالسم الذي قدمه له معاوية بواسطة زوجته جعدة بنت الأشعث، فهذه النهاية المؤلمة تكشف عن مقدمات وبوادر سيئة جدًا منذ أن استبدلت الذنابي بالقوادم(1)، واستبدل أمير المؤمنين خير البرية بشر البرية؛ حتى وصل الأمر إلى معاوية الذي خان وفجر وغدر وجاء بكل موبقة.

الدور الاجتماعي للسيدة زينب ﴿؏﴾ رؤية قرآنية ١٣ 5 (2)

مما لا شك فيه أن السيّدة زينب ﴿؏﴾ المحتمل في قلبها وفي روحها لعلم أهل البيت ﴿؏﴾، ممن امتحن الله ﷻ قلبها للإيمان؛ لا يصلها ولا يعبث بها الشيطان بأيّ حال من الأحوال، ولذا كان لها أن تواجه تلك الحبائل التي يلقيها الشيطان وأتباعه في الخارج؛ بتلك الرؤية المتماسكة والروح القوية التي لا ينفذ إليها الباطل، والتي تشبه روح الأنبياء ﴿؏﴾ في السعة والقدرة على مواجهة الساحة الخارجية والميادين المشتركة بينها وبين أهل الشر.

الدور الاجتماعي للسيدة زينب ﴿؏﴾ رؤية قرآنية ١٢ 5 (1)

فكانت ﴿؏﴾  تخاطبهم وتوبخهم بقولها: “يا أهل الختل والغدر”؛ وحسب الظرف كان يجدر أن تنفر النّاس من قولها ولا تقبل بتلك التهم، لكن جميع من  كان حاضرًا قد همّ بالبكاء، الصغير والكبير والشيبة!

لأنها ﴿؏﴾ قلبت النّاس على أنفسهم المتواطئة مع الظالم والمتخاذلة والمتقاعسة عن نصرة الحق على ذاتها، فرأوها على حقيقتها رؤية الذي لا لبس فيه؛ فغيرت بذلك أحوالهم وأعادتهم لأنفسهم النورية حيث فقدوها