تقدم القراءة:

أشهد أنك طهرٌ طاهرٌ مطهر ٢

الأحد 15 سبتمبر 2019مساءًالأحد

الوقت المقدر للقراءة:   (عدد الكلمات:  )

5
(1)

عظم الله أجورنا وأجوركم بشهادة سيدنا ومولانا أبي عبد الله الحسين (ع) وجعلنا الله وإياكم من الطالبين بثأره مع إمامٍ هاد مهدي (عج)

شعارنا لهذا العام والمنتخب من الزيارة الواردة في شهر رجب على الصحيح، وبعض الزيارات الأخرى أيضًا “أشهَدُ أنَّكَ  طُهرٌ طاهِرٌ مُطَهَّرٌ مِن طُهرٍ طاهِرٍ مُطَهَّرٍ طَهُرتَ وَطَهُرَت بِكَ البِلادُ وَطَهُرَت أرضٌ  أنتَ بِها وَطَهُرَ حَرَمُكَ”.

ونحن نعرف أن كربلاء معركة لا تنتهي ولا تهرم ولا تبرد حرارتها -المشتعلة في القلب- ولا تنطفئ من قلوب المؤمنين لا في ظاهرها المادي ولا في شعائرها أو معانيها، تبقى شابة وفتية ومحركة مهما حاول المستكبرون والطغاة على مرّ التاريخ التخفيف من وهجها فإن دلالة إيمان أي مجتمع، ودلالة إيمان المسلم والمؤمن هو في اشتعال جذوة هذه الحرارة، وحضور الكبير والصغير والشاب والمُسن، والشعور بالمسئولية والدّور لأداء هذه الوظيفة وتقديم واجب العزاء للصديقة الزهراء صلوات الله عليها ولرسول الله (ص) ولأمير المؤمنين (ع).

مناهج التعرف على واقعة كربلاء

في هذا البحث قد نقف على منهجين للتعرف على واقعة كربلاء:

١. تارةً نريد بوصلة وتوجيه حركة الإمام الحسين (ع) نحو جهة ما وفي ناحية ما، وأفضل طريق سيكون لذلك هو معرفة أقواله وأفعاله  (ع)، فعندما نريد التعرف على حركة معينة وسير معين، نحو نهج محدد فإن أول الطرق وأقصرها وأصح السبل وأسلمها هو أن نستمع لكلام المتحدث عن هذه الحركة ونستمع لأقواله وأفعاله، وهذا هو الطريق الأقصر؛ بل والذي يختصر المسافات والوسائط لمعرفة تلك المعركة وحيثيات تلك الحركة، فعندما نستمع للقرّاء وهم يقرأون المصيبة وما جرى في كربلاء، أو الأحداث التي كانت قبلها، وينقلون لنا أقوال الإمام الحسين (ع) وأفعاله رغبة في تحليل هذه الحركة. ولو أخذنا شاهدًا على ذلك مانقله لنا التاريخ من مقولة للإمام الحسين (ع)“إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي”، فلا شك أن ما يتبادر إلى الذهن أن الإمام (ع) لم يخرج كي يقاتل هذا الجيش المعدود والمحسوب، أو ليصلح الحال المؤقت للمجتمع الذي يعيشه أو الذي يخالطه ويعرفه، إنما طلبًا لصلاح الأمة أي كلّ الأمة، وعليه وبالنتيجة ستكون هذه الأهداف واسعة جدًا وتشمل الأمة من السابقين واللاحقين أيضًا، فقوله (ع): “خرجت لطلب الإصلاح”، لأنها -بما قدمت- تكشف لنا الماضي والحاضر والمستقبل، وهذه الحركة هي في واقعها حركة إصلاح عالمية، إصلاح يمتد ويتسع ويشمل كل ما ينسب لأمة رسول الله (ص) ومن بعث لهم (ص)، كما لا يمكن أن تؤطر هذه الحركة بثقافة ما، وزمان معين، وبجيل محدد وضمن فهم محدود، كما لا يمكن أن تحد بحدود فكرية، أو ثقافية أو حتى عقلية، أو معرفية أيضًا، وككل فهم مهما ظنناه واسعًا سيكون في واقعه قاصرًا عن معرفة حقيقة وواقع صلاح الأمة المطلق الذي جاء في خطاب الإمام الحسين (ع)، وكل إدراك مهما كان عقليًا وفلسفيًا سيكون محدودًا عن معرفة الصلاح الذي يطلبه الإمام الحسين (ع) كذلك، أو الذي يريده، والذي حققه (ع) في هذا السبيل.

إذن فتحليل حركة الإمام الحسين(ع) أو لنقل الطريق الأقصر للقدرة على تحليل حركة الإمام (ع) يتوقف على معرفة أقواله (ع)، والتحقق من أفعاله؛ لذا فنحن لدينا تحفظًا في نقل بعض الأحداث أو الوقائع أو الكلمات والتي لم يثبت صدورها عن الإمام الحسين (ع)، وعليه دائمًا ما يكون هنالك تهذيب وتشذيب، ودائمًا ما يكون تحقيق وتصحيح وعمليات بحث مستمرة لمعرفة الصحيح من أقواله وأفعاله (ع) وما جرى من وقائع في كربلاء. 

ولنأخذ شاهدًا آخر، فعندما يقول الإمام الحسين (ع): “لو لم يكن في الدنيا ملجأ ولا مأوى لما بايعت مثل يزيد”(١) فإنه (ع) وكما يعبر عن ذلك أستاذنا الشيخ جوادي -وهو يستعرض الأمر بشكل موضوعي- ليخرج لنا منه الثمرة والنتيجة لتحليله يقول: لم يكن الإمام الحسين (ع) بقوله هذا بصدد طلب المأوى ولا بصدد البحث عنه، فلو كان هناك مأوىً حسب فرض بعض العقلاء والعارفين في شأن هذه الأمة كالذهاب لليمن أو لأفريقيا حيث باتت رقعة الدولة الإسلامية واسعة وممتدة في ذلك الحين، فلو أن الإمام الحسين (ع) وجد ملجأ ومهربًا أو مغارة أو حتى كهفًا يلجأ إليه هو وأهل بيته (ع)، هل معناه أنه ما كان ليبايع يزيد بن معاوية؟! أم أنه يريد التخفي في ذلك الملجأ؟! بل -وكما يبين أستاذنا الشيخ جوادي- ليس المعنى كذلك، وإنما معنى مقولة الإمام الحسين (ع) أي: إن لم أجد من ألجأ إليه، أو أختبئ وراءه، واعتمد واستند عليه ما حدث عن موقفي ولما بايعت يزيد بن معاوية عليه لعائن الله ولو لم يكن معي ولم يوافقني أو يتفق معي شخص على عدم صحة هذه البيعة لما أوقفني ذلك، وسأتخذ موقفًا ثابتًا عليه قاطعًا جازمًا باختياره، ولو اجتمعت كل الأمة بعقلائها ومفكريها وفقهائها والعرفاء منها والأتقياء والورعين وأجمعوا على خطأ هذا الفعل لما رابني ذلك، ولما تراجعت عن قراري هذا، وهو مفاد لقوله تعالى: ﴿قُل لَّئِنِ اجْتَمَعتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ علَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعضُهُمْ لِبَعضٍ  ظَهِيرًا﴾ الإسراء:٨٨

وبالتأمل في جميع أقوال الإمام الحسين (ع) وسلوكه -خاصة ما هو قطعي الصدور منها- ستتبين لنا صورة كاملة وفيلمًا متكاملًا  عن ماهية حقيقة الحركة الحسينية، وماهية واقعة كربلاء، وهذا ما نحن بأشد الحاجة إليه، فنحن بحاجة دائمة لتحليل أقوال الإمام الحسين وأفعاله (ع)، وربما تجدون أننا وفي كل موسم عاشورائي قد نلتفت إلى زاوية من زوايا أقواله أو أفعاله (ع)، فتزداد بها نورانية، وتزداد لنا بها كربلاء وضوحًا؛ بل كلما سارت هذه الأمة منحرفة عن الطريق باتجاه السقوط أو باتجاه الرفعة والعلو، قد تتخبط في سيرها تارة بهذا الاتجاه ومرة نحو ذاك ستجد إشراقة جديدة قد تسربلت وتحليلاً مختلفًا قد تبين، وستجد تنويرًا وإضاءة ومعانٍ قد تولدت من خلال القراءة والتأمل في أقوال الإمام الحسين (ع) وأفعاله وأهل بيته وأصحابه رضوان الله عليهم. بل كلما وقع حدث جديد نتوجه ونلتفت نحو كربلاء، سنفهم بُعدًا آخر، وسترانا نحدق من زاوية أخرى. في عملية تحليل لا أمد لها أو منتهى، لا تهرم أو تكبر، ولا تقف عند حد. فالإمام (ع) مكمن كل صلاح للأمة، وزيادة الوعي لديها، وزيادة في قدرة الأمة وفي كرامتها وصلابتها، وهذا الأمر سنراه واضحًا وجليًّا من خلال تحليل أقواله وأفعاله (ع)، وهذا اتجاه يمكن أن نسلكه، كما سلكناه فيما مضى من سنين.

٢- هناك أمر وطريق آخر للتعرف على واقعة كربلاء وهو طريق غير تحليلي، فالتحليل العقلي والتاريخي والخارجي والتحليل المتعارف لواقعة كربلاء أمر جيد ومفيد جدًا، ولكن هناك جنبة أخرى، إن من أهم الطرق لبيان آثار الحركة الحُسينية وأبعادها وتجلياتها هو إدراك آثارها فنحن بحاجة إلى أن نعرف وبشكل مباشر آثار واقعة كربلاء، وأيّ تراث تركته لنا كربلاء، وهو ما انتخبناه في هذا الموسم؛ وهذا التحليل لآثار واقعة كربلاء، وهي أكثر من أن تحصى، فهذه الآثار أكثر ما تكون شبهًا بالشمس التي إن أشرقت فإنها تؤدي إلى حياة الأرض وإلى طهارة الأرض.

وبهذا المقطع المنتخب من الزيارة -شعار هذا العام- نحن نشهد ونقرّ أن الإمام الحسين (ع) طهر البلاد وطهر به العباد، فكيف يمكن أن يكون كذلك؟!

القرآن الكريم ومن خلال المداومة على تلاوته سيشرق لنا في كل يوم بمعانٍ وإشراقات جديدة، وستتجلى لنا حقيقة أخرى، وسنلامس آثاره المباركة والوجودية علينا، والتي نشعر بها.

كذلك كربلاء لا يمكن أن تحصى آثارها لا من خلال مواقف الإمام الحسين (ع) ولا من خلال مآثر أهل البيت (ع) أو مآثر أصحابه رضوان الله عليهم. ولكن هناك منهجًا سنّه أهل البيت (ع) من ساعة الرجوع من كربلاء وحتى زمان الإمام الحسن العسكري (ع) ما أمكنهم ذلك، حتى ما لبث أن أصبح هذا النهج مسلكًا سلكته شيعتهم وموروثًا توارثته من الأئمة المعصومين (ع)، وهو منهج قابل للانطباق في كل زمان ومكان. 

كيف يمكن جعل الأمة ترى ذلك وتقوم بمقام الشهادة على بيان وتجلّي تلك الآثار، فمتى يستطيع الإنسان أن يشهد ويقول: “أشهَدُ أنَّكَ طُهرٌ طاهِرٌ مُطَهَّرٌ مِن طُهرٍ طاهِرٍ مُطَهَّرٍ”؟! لولا أن الأئمة صلوات الله عليهم قد سلكوا هذا المسلك وجعلونا نرى ويحدث لدينا شهود، فنقف أمام الله ﷻ ونشهد بأن الحسين (ع) ليس فقط طاهر، بل “طُهرٍ طاهِرٍ مُطَهَّرٍ طَهُرتَ وَطَهُرَت بِكَ البِلادُ”، فعندما يصل بنا المقام إلى مستوى من الشهود فنرى ما نراه من عطاء وطهارة الإمام الحسين (ع)، فنحن بذلك نقوم بدور الشاهد على هذه الحقيقة، وهذا ليس بالأمر السهل، إن الله سبحانه وتعالى يأمرنا بأداء الشهادة إذا ما دعينا لها أن نقوم لها ونؤدي ذلك الحق، فيقول تعالى: ﴿وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُواۚ﴾ البقرة:٢٨٢، فكثيرًا ما تكون الشهادة على أمور في غاية الحساسية، وغالبًا ما تكون في ترجيح طرف على طرف؛ ولذا نجد البعض من الناس يأبى خوفًا القيام بهذه الشهادة، في مقابل ما أوجبه الله ﷻ عليهم في الواقع الخارجي بأن يشهدوا ويؤدوا الأمانة وقد أوجب عليهم ذلك ونحن عندما نقول في زيارة الإمام الحسين (ع) “أشهَدُ أنَّكَ  طُهرٌ طاهِرٌ مُطَهَّرٌ مِن طُهرٍ طاهِرٍ مُطَهَّرٍ طَهُرتَ وَطَهُرَت بِكَ البِلادُ وَطَهُرَت أرضٌ  أنتَ بِها وَطَهُرَ حَرَمُكَ” فهذا في الحقيقة ليس مجرد صرف معتقد، بل يجب أن تؤدي حقها وتشهد عليها، نعم قد تختلف إمكانيات ومواقع ومقتضيات هذه الشهادة، ولكن هذا المقطع من الزيارة في واقعه يحملنّا وظيفةً ودورًا ومسؤولية وهي :أن نشهد بهذه الحقائق؛ ولذا وجب أن نعرفها، وأن نعرف هذه الآثار، ولكي نفهم ونعي هذه الآثار يجب أن نشهد ونستشعر ويكشف لنا عن حقيقة هذه الآثار، ليسعنا الشهادة عليها، وإلا فصرف الشهادة على شيء لا يعرفه الإنسان، ولا يشهده لا يجعلها مقبولة، فكيف بنا أن نقول “وطَهُرَت بِكَ العباد والبِلادُ وَطَهُرَت أرضٌ  أنتَ فيها” فعباد الله ﷻ هؤلاء يطهرون بالإمام الحسين (ع)، وفي مقابل ذلك أصحاب النجاسة والرجاسة ممن أركس وتنكس على وجهه، وهذان الفريقان يجب علينا أن نحددهما ونعرفهما، وأن نعرف أن كل ما يرتبط بالإمام الحسين (ع) وما يربطنا به (ع) هو سبب للطهارة، فالإمام الحسين (ع) طاهر في نفسه من الله ﷻ، ولكن إذا ما جرينا مع هذا النهر السيّال الدائم الجريان سنطهر، كما طهر أصحاب الإمام الحسين (ع) كما ورد في زيارتهم؛ بل إن الدمعة التي تذرفها العين على الإمام الحسين تكون سببًا لغفران الذنوب وتطهير القلوب، وهذه الروايات ليست روايات ضعيفة، فهي من الكثرة والقوة في المعنى وشدته بحيث ندرك أن هذا الماء المنهمر النازل من أجل الإمام الحسين (ع) يطهر الأرض، وإذا ما تفاعلنا مع الإمام الحسين (ع) سيكون سببًا في تطهيرنا، والبكاء على الإمام الحسين (ع) من أهم أسباب الطهارة. 

في مثل هذا اليوم ونحن نستذكر خروج الإمام الحسين (ع) وهجرته من مدينة جدّه (ص) وتركه لحرم ومقام ومسكن أبيه وأمه وأخيه صلوات الله عليهم أجمعين، وإذا ما قارناها بهجرة الإمام الرضا (ع) إلى طوس والتي عبّر عنها الإمام (ع) بنفسه وبعدما قرأ عليه دعبل الخزاعي قصيدته التائية والتي يذكر فيها مصائب الإمام الحسين (ع) حتى بلغ إلى الإمام الرضا (ع)، أضاف الإمام (ع) بيتين على هذه القصيدة وقال: 

وقبر بطوس يا لها من مصيبة **** ألحت على الأحشاء بالزفرات. 

فهذه الهجرة التي يعبر عنها الإمام الرضا (ع) بأنها ألحت على الأحشاء بالزفرات، وبالعودة والمقارنة مع هجرة الإمام الحسين (ع) ماذا ستكون؟! لست أنساه طريدًا، فما خرج مهاجرًا بل خرج طريدًا عن جوار المصطفى (ص)، عن القبة النوراء يشكو أسفًا ولسان حاله كما يصوره الشاعر في هذه الأبيات:

ضمني عندك يا جداه في هذا الضـــــريح **** علنــي يا جد من بلوى زماني أســتريح 

ضاق بي يا جد من فرط الأسى كل فسيح **** فعسى طود الأسى يندك بين الدكـتين

ألا لعنة الله على الظالمين



١. مقتل محمد بن أبي طالب

كيف وجدت المقال؟ شارك الآخرين ذلك

معدل التقييم 5 / 5. عدد التقييمات 1

لا يوجد تقييم للمقال حتى الآن

كيف وجدت المقال؟ شارك الآخرين ذلك

معدل التقييم 5 / 5. عدد التقييمات 1

لا يوجد تقييم للمقال حتى الآن

اختر تصنيفًا

ما رأيكم بالموقع بحلته الجديدة

إحصائيات المدونة

  • 114٬684 زائر

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

فاجعة استبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير 5 (3)

من المعلوم أن الإمام الحسن (ع) قد قُتِل بالسم الذي قدمه له معاوية بواسطة زوجته جعدة بنت الأشعث، فهذه النهاية المؤلمة تكشف عن مقدمات وبوادر سيئة جدًا منذ أن استبدلت الذنابي بالقوادم(1)، واستبدل أمير المؤمنين خير البرية بشر البرية؛ حتى وصل الأمر إلى معاوية الذي خان وفجر وغدر وجاء بكل موبقة.

الدور الاجتماعي للسيدة زينب ﴿؏﴾ رؤية قرآنية ١٣ 5 (2)

مما لا شك فيه أن السيّدة زينب ﴿؏﴾ المحتمل في قلبها وفي روحها لعلم أهل البيت ﴿؏﴾، ممن امتحن الله ﷻ قلبها للإيمان؛ لا يصلها ولا يعبث بها الشيطان بأيّ حال من الأحوال، ولذا كان لها أن تواجه تلك الحبائل التي يلقيها الشيطان وأتباعه في الخارج؛ بتلك الرؤية المتماسكة والروح القوية التي لا ينفذ إليها الباطل، والتي تشبه روح الأنبياء ﴿؏﴾ في السعة والقدرة على مواجهة الساحة الخارجية والميادين المشتركة بينها وبين أهل الشر.

الدور الاجتماعي للسيدة زينب ﴿؏﴾ رؤية قرآنية ١٢ 5 (1)

فكانت ﴿؏﴾  تخاطبهم وتوبخهم بقولها: “يا أهل الختل والغدر”؛ وحسب الظرف كان يجدر أن تنفر النّاس من قولها ولا تقبل بتلك التهم، لكن جميع من  كان حاضرًا قد همّ بالبكاء، الصغير والكبير والشيبة!

لأنها ﴿؏﴾ قلبت النّاس على أنفسهم المتواطئة مع الظالم والمتخاذلة والمتقاعسة عن نصرة الحق على ذاتها، فرأوها على حقيقتها رؤية الذي لا لبس فيه؛ فغيرت بذلك أحوالهم وأعادتهم لأنفسهم النورية حيث فقدوها