تقدم القراءة:

الذابون عن التوحيد ٦

السبت 15 أكتوبر 2016مساءًالسبت

الوقت المقدر للقراءة:   (عدد الكلمات:  )

0
(0)

٦- توحيدنا مفهوم ذهني ومصداق خارجي

(السلام عليكم أيها الذابّون عن التوحيد)

لقد تعرض التوحيد في كل الديانات إلى تشويش وتشويه ومعاداة ومحاربة من قبل الطغاة لحيلولته دون بلوغهم أغراضهم وأهدافهم ومآربهم، ولكن لا يمكن نزع الفطرة الإنسانية المرتكزة على التوحيد والمغموسة فيه، لذا كلما سعى الطغاة لإبعاد الشعوب عن التوحيد ولو لفترة زمنية؛ إلا أنها سرعان ماتعود لدائرته.

وقد تعرضت الديانة الإسلامية لتشويه التوحيد من جهتيّ المفهوم والمصداق، مما أدى إلى نشوء الكثير من الشبهات حول التوحيد، وجعل الحفاظ على جوهر التوحيد تحدياً صعبا. ففي عقيدتنا التوحيد يتعدى كونه وجوداً مفاهيميّاً بل يتمظهر ويتعين في الخارج كحقيقة مصداقية، وليس هناك اثنينية بين التوحيد كمفهوم والتوحيد في الواقع التكويني الخارجي.

نحن نعتقد أن التحدي الذي عايشناه في  هذه السنوات كان خدشاً وتغييراً للتوحيد وعبثا به، وهذه الحرب على التوحيد ممتدة من زمن بني أمية وتشتد وتزداد على مدى التاريخ، وفي مقابلها يشتد الذود والذب عن التوحيد.

نتيجة لهذا التشويه تواجهنا مشكلتان لابد من معالجتهما:

  • مفهوم التوحيد
  • مصداق التوحيد الخارجي

ما هو مفهوم التوحيد؟

إنّ أول مشكلة تواجه الإنسان في فهم التوحيد أن يصنع في ذهنه صورة غير صحيحة عن وحدانية الله، وهذه الصورة إما أن تكون من مخترعاته أو عبر تأثره بتعليمات وتلقينات خاطئة، مما يثير الشبهات والتساؤلات والتشكيكات حول التوحيد. ولو وضعنا إصبعنا على جذور المسالة لوجدناها نتاج خلل في فهم معنى التوحيد ومعنى وحدانية الله وحضوره.

نحن نعلم أن الله سبحانه ليس كمثله شيء، وكل ما يأتي به الذهن في تصوّره خيال مردود إليه، لذا فمفتاح حل هذه المشكلة أن يكون عندنا تصور صحيح عن التوحيد.

يجب أن نعرف أن الذات الإلهية لا يمكن تصورها واكتناهها لأن الله أكبر من أن يعرف وأن يوصف وأن يدرك، وليس معنى ذلك أن هناك إبهام في هذه الحقيقة فلا يمكننا أن نؤمن بحقيقة مبهمة، ولا يمكن أن يكون السبيل بيننا وبين معرفة الله منقطع، نعم لايمكن إدراك حقيقة الذات الإلهية للذهن البشري لكن يمكننا أن نعرف أسماء الله سبحانه وتعالى، فقد برز لنا سبحانه بأسمائه التي ملأت أركان كل شيء كما هو وارد في دعاء كميل.

لأقرب المعنى بمثال:

نحن نعتقد أن الله سبحانه عالِم، لكن علم الله مختلف عن علمنا، ولنتصور علمه لابد من تجريده من نقصنا.

ولنفهم علم الله لننطلق من مفهوم العلم بالنسبة لنا كبشر: نحن نرى أننا لا نتحرك باتجاه شيء ونقصده إلا بسبب علمنا به، فلو أردنا شرب الماء؛ فلن نذهب لنأكل التراب، لأننا نمتلك صورة الماء في ذهننا ولدينا علم بالفرق بين الماء والتراب، نحن ندرك وجدانا أن هذا المعنى الذي نراه في أنفسنا نحن الموجود المحدود القاصر الناقص، والذي يطابق  الواقع أحيانا ويخالفه أخرى… هو علم.

ولو أردنا نسبة العلم كمفهوم لله سبحانه وتعالى، فإن النسبة لا تكون صحيحة إلا بأن نجرد هذا المفهوم من النقص الذي يكتنف علمنا نحن، ففي حين أن علمنا لا يطابق الواقع في كثير من الأحيان؛ فإنّ علم الله سبحانه وتعالى هو نفس الواقع فهو خالق الواقع، بل الواقع متقوّم في وجوده بحياة الله سبحانه وتعالى وقيوميته. فهو عالم إذ لا معلوم، وهو الذي يحيط بكل شيء ولا تأخذه سنة ولا نوم (١)

إذا تتبعنا سيرة النبوات سنرى أن هناك تدرج في طرح التوحيد، إلى أن جاء النبي الأكرم بالتوحيد المحمدي الأصيل وطرح التوحيد بأرقى صوره.

يقول تعالى﴿وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَالظَّالِمِينَ﴾ سورة الأنبياء: 87 لارتباطها بقصة النبي يونس وعلى خلفية معرفة تفاصيل قصته أريد أن ألفت إلى بعض النقاط الموجودة فيها:

  • النقطة الأولى: ظن يونس بأن الله لن يقدر عليه أي لن يبتليه ويمتحنه، فقد دعا في قومه ليلاً ونهاراً وأدى كل واجباته، وبمقتضى السنة الإلهية فإنه إذا وصل النبي إلى مستوى من الدعوة ومع ذلك كُذّب وأهين وأسيئ له يتحقق ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾ غافر: 51 إلا قوم يونس، فقد استثناهم الله من هذه السنة، ولما لم يستجب قوم ذي النون له خرج عنهم لما رأى بوادر العذاب، فحبسه الله في بطن الحوت ليبين له بأن جريان السنن الإلهية القطعية الحتمية لا يحول دون تدخل الإرادة الإلهية وتغيير مقادير الأمور وهذا مستوى عال من التوحيد.
  • النقطة الثانية: قوله (فظن أن لن نقدر عليه) بمعنى أنه لم يكن يعتقد بـأن الله سيبتليه، والحال أن السنن الإلهية والمظاهر تشير بأن قومه لن يهتدوا وسينزل بهم العذاب، وبعد حبسه في بطن الحوت نزّه الله تعالى عن ذلك الظن وعلم أن هناك قوانين ومعادلات توحيدية حاكمة على ما يعرف هو من سنن فقال (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) فأنا أستغفرك من جهلي بهذا القانون الذي لم أكن أعرفه.
  • النقطة الثالثة: عندما يذكر القرآن هذه القصة فلكي يبين لنا بأن قدرة الله سبحانه وتعالى وتدبيره وحكمته اقتضت أن تجري التدابير على يد أناس معينين، فكل الأمم ينزل بهم العذاب إلا أمة محمد (إنا آل محمد لايقاس بنا أحد)، فهذه الأمة مأمونة من عذاب الاستئصال لسببين:
  1. وجود رسول الله (ص) ﴿مَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ﴾ الأنفال: 33.
  2. والاستغفار ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾ الأنفال: 33.

من هنا فصلاة الغفيلة – التي نقرأ في ركعتها الأولى هذه الآية – لها أثرها العظيم لارتباطها بهذا الذكر، فالإنسان في الحالة العادية اليومية يخلق صور في ذهنه ولذلك يستحب له أن يكرر (سبحانك لا إله إلا أنت إني كنت من الظالمين) أي إني أقدسك عن جميع الصور والاحتمالات والفرضيات التي تخطر في بالي، وقصة ذي النون  تفيدنا في المقارنة بين التوحيد الذي جاء به محمد ابن عبدالله (ص) والتوحيد الذي جاء به سائر الأنبياء.

ماهو التوحيد من حيث المصداق؟

قلنا أن التوحيد متحقق من نحوين، مفهوما ومصداقا، تناولنا الجهة المفهومية للتوحيد يقول الله تعالى﴿وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأرْضِ إِلَهٌ﴾ الزخرف: 84، بينما يقول لنا التوحيد المشوّه أن الله في السماء!!

جاء في مضمون رواية أنه سأل رجل الإمام الصادق (ع) ما معنى هو الذي في السماء إله وفي الأرض إله؟ فسأله الإمام الصادق (ع)، أنت ما اسمك هنا في المدينة؟ قال له اسمي فلان ابن فلان، فسأله الإمام ماذا يسمونك عندما تذهب إلى الكوفة؟ قال أيضا يسمونني فلان ابن فلان، لنفرض أنك لم تذهب للكوفة، لو أنك كنت هنا بالمدينة، فماذا سيسميك أهل الكوفة ؟ هل سيتغير اسمك ؟

المعنى أنه كلما تجرد الشيء فلا يحتاج لزمان ولا لمكان ولا يحتاج إلى محدودية، فالقول بأن الله في السماء فقط  يتنافى مع معنى توحيد الله وأسمائه التي ملأت أركان كل شيء.

هذه الأسماء والصفات لها تحقق عيني في الخارج، كما نعتقد نحن الشيعة بأن أسماء الله الحسنى متحققة في محمد وآل محمد (ص) (بنا احتجب الله) فاعتقاد عدم وجود التحقق العيني الخارجي للأسماء يوْجِد فجوة بيننا وبين الله، وهذا يعني وجود الفراغ وعدم وجود الصراط وانقطاع الحبل، وكل التعابير الواردة في الروايات التي تصف أهل البيت بأنهم حبل الله وما شاكلها تشير إلى هذا المعنى.

ومن جملة ما سبق نصل بأن الذي تعرض للظلم ليس هو التوحيد من جهة مفهومية فقط بل من جهة التجسيد العيني،  فالتحديات التي حدثت تجاه هذه الأسماء العينية ومنذ أول البعثة شديدة وشرسة من قبَل من لم يؤمن بجوهر التوحيد، والذين تكشفهم سورة يس ﴿لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَىٰ أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ﴾ يس: 7  حيث يقطع الله لرسوله بأن قريشا لن يؤمنوا ولن يدخل الإيمان والدين في قلوبهم، من هنا نصل للمعضلة الرئيسة وهي أن هؤلاء الذين لم يؤمنوا نصبوا أنفسهم حماة وحراسا للتوحيد!

لنتأمل في قضية السامري، فهي تشبه ما نمر به اليوم مع من يدّعي حماية التوحيد ..

تجدر الإشارة بداية إلى أن اسم السامري غير موجود في التوراة، وإنما يقولون – كذبا – أن الذي صنع العجل هو هارون! لأن اليهود لايحبون هارون، ويتعمدون إلصاق التهم به تماما كما كان يحصل مع أمير المؤمنين (ع)، وذلك لأن نبي الله موسى كان يتعامل بصورة خاصة مع هارون لأنه خليفته مما أثار حفيظة بني إسرائيل واستثارهم ضده فكانوا يخلقون له المشاكل ويعادونه ويقتلون أبنائه حتى صفراء زوجة موسى خرجت عليه وحاربته.

وفيما يرتبط بتفاصيل القصة فقد ذهب نبي الله موسى عليه السلام لمناجاة الله سبحانه وتعالى فصنع السامري عجلاً جسداً له خوار وهذا هو المعنى الظاهري ولكن قصة السامري قصة عالمية ولها تداعياتها وآثارها.

التفتوا إلى أن السامري لم يقل هذا إلهكم وينسبه لهم بل نسبه لنبي الله موسى تماما كما يقول غيره هذا دين محمد حتى يصدّقه الآخرون.. فالسامري كان يعتبر نفسه من حراس العقيدة!

كان السامريّ ينتسب لطائفة من أعوان فرعون وعندما جاء موسى منتصراً وقلب عاليها سافلها انساق له أصحاب المصالح، ولا نتصور أن كل من تبع موسى وعبر بهم النهر كانوا من خيرة بني إسرائيل، فالكثير ممن معه هم من أصحاب المنافع  فانتصاره فرصة ثمينة للنفعيين وأصحاب المصالح، وعادة هؤلاء أنهم قبل النصر عملاء وبعد النصر يتحولون مع المنتصر.

وفي القصة نلاحظ أن بني إسرائيل كانت لديهم نقاط ضعف أساسية هي نفسها استغلها أولئك الذين يدعون حراسة التوحيد وهي:

١- السذاجة والبساطة: فبنو إسرائيل غير مثقفين، فقد عاشوا مظلومين في الصحاري والبراري، لذا يستغلهم من يجد القدرة عليهم وينصب نفسه بديلا عن هارون.

٢- السيطرة على الثروات: السامري كان حارساً عند الأقباط، وكان صانعا ماهرا، وأخذ من بني إسرائيل حليّهم فصنع لهم عجلاً جسداً له خوار وقال لهم عندما تأخر موسى هذا إلهكم وإله موسى. ولأن إمكانيات الناس بيد السامري ومورد أرزاقهم عنده، فقد أطاعوه، وهكذا هي طبيعة الناس عندما تؤخذ إمكانياتهم ومصدر رزقهم وتصنع منه مشروع حينها يكون هذا المشروع عملياً إلها لهم.

القلة العاقلين هم من بقي مع هارون و ليسوا أكثر ممن بقى مع أمير المؤمنين (ع) أما البقية فقد اتبعوا السامري.

مامعنى أن يكون للعجل خوار؟

ورد في التفاسير بأن له خوار بمعنى له صوت، ويبدو أن السامري يعرف فن الصناعات ويمتاز بعمل شيء لا يتقنه أحد من بني اسرائيل، وهذه مكنة علمية، وهي ما ساعد السامري على قيادة بني إسرائيل ولو بالباطل.

وهنا أريد أن أقف وقفة:

ألا ترون أننا نجد أن أبنائنا الذين يدرسون في الخارج، مهما درسوا وأتقنوا العلوم يرجعون لنا وهم لازالوا طلابا؟! بمعنى أن أقصى مايصله واحدهم أن يكون معيدا؟ ولم تخرّج لنا قيادات علمية كفوءة.

في هذه الأيام هناك انتشار لبرامج مفادها كيف نصنع قادة، أتعرفون لماذا وضعوا هذه البرامج لنا ؟ لأنه تبين لهم عبر تاريخنا أننا عندما اعتمدنا على ديننا برزت لنا قيادات من نتاج الحوزة لذلك كان لابد لهم من وضع برامج بديلة!

أنا لا أريد أن اتهم من يضع هذه البرامج، لكن في الواقع لا الذي يستطيع أن يحدد العناصر التي تصنع قادة إلا من كان غارقا في النبوات، ويعرف تاريخ الأنبياء ويعرف نقاط ضعف الناس ويعرف من أين يأتي الناس وكيف تتكامل الناس.

أهم امتيازات كربلاء صناعة القادة:

لذا فإن من أهم امتيازات كربلاءصناعة القادة، فكل من كان في كربلاء من الأنصار نجده قائداً وهذا ينطبق على الطفل الرضيع وعلى الشيخ الكبير وهم جميعا يمتلكون خصائص القادة، لأن الذي تولى تربيتهم وصناعتهم من هو مقابل ذاك السامري الذي يأخذ الإمكانيات والثروات، والذي يصنع جسداً وليس عجلاً واقعياً و يوهم الناس أنه ذو تأثير..

كربلاء هي من يصنع القادة – وما أحوجنا هذه الأيام إلى صناعة قيادات – وكما ذكرت سابقا في بيان قوله تعالى من أنصاري إلى الله فكل نبي وولي يحتاج من ينصره حتى يستطيع أن يحقق قيادة، وهكذا كان كل من حول الحسين قادة بمراتب مختلفة حسب مؤهلات كل منهم لذلك نحن في محرم هناك من نقف على سيرتهم ونفرد لهم أياما خاصة – ولا أعتقد أنه محض صدفة – فهؤلاء لهم مؤهلات قيادة خاصة ومنهم مثل مسلم بن عقيل وحبيب ابن مظاهر الأسدي.

حبيب كان مع رسول الله (ص) وخاض جميع الحروب مع أمير المؤمنين (ع) وله امتيازات كثيرة، وهناك فرق بين حبيب والحر فالحر كان بعيدا وأتى به لطف الله، ولكن حبيب ليس هكذا فقد كان لصيقا بالحسين (ع) ولكنه قرّبه أكثر.

حبيب فقهيا يسقط عنه الجهاد، فعمره قد تجاوز الثمانين عاماً ووضعه الاجتماعي أيضا لا يسمح فهو من أهل الكوفة ومراقب ولم تكن كربلاء أول معركة يخوضها مع بني أمية وحقدهم عليه يختلف عن حقدهم على غيره، فكل الظروف التي حول حبيب  تعطيه المعذريةلكن القائد الذي عنده خصوصيات الشهامة والإحساس بالمسؤولية ومعرفة مقامات أهل البيت (ع)؛ فإن هذه الخصوصيات تؤهله لنصرة الإمام الحسين (ع) والالتحاق بركبه.

ورد في بعض الأخبار أن حبيبا أشار على الإمام الحسين (ع) أن يرجع ليحضر قبيلته وأبناء عمومته من بني أسد للنصرة حيث لا توجد إلا مسافة قليلة بينهم وبين كربلاء ( تعادل 3 كم) فأذن له الإمام وذهب وخطب فيهم خطبة رائعة بحيث تأثروا وأستجابوا وخرجوا لكن عبيد الله بن زياد استطاع أن ينفذ فيهم، فوقعت معركة حامية الوطيس فانفلّ جمع بني أسد وتبعثروا وهربواوأما حبيب فقد التحق بالحسين (ع)، وحين وصل حبيب بن مظاهر رمى بنفسه على الأرض يجثو بين يدي الإمام الحسين (ع) ثم انكب على قدميه يقبلهما.

ألا لعنة الله على الظالمين.


١. ذكرنا أن الذات الإلهية لايمكن اكتناهها ومعرفتها وفي ذلك إشارة للذات القيومية المحيطة بكل شيء فلايمكن للإنسان القاصر الناقص – كماهو واضح – أن يحيط بالمحيط المادي بعينه ونظره فالمحيط أوسع دائرة منه وهذا في المادي بل حتى في حال المجردات فعقله يقصر عن إدراكها لذلك فهو في معرفة الذات الإلهية لايمتلك إلا أن ينزه الله ويقدسه ويستغفره من كل مايتوهمه إدراكه القاصر ويقول سبحان ربك رب العزة عما يصفون.

 

كيف وجدت المقال؟ شارك الآخرين ذلك

معدل التقييم 0 / 5. عدد التقييمات 0

لا يوجد تقييم للمقال حتى الآن

كيف وجدت المقال؟ شارك الآخرين ذلك

معدل التقييم 0 / 5. عدد التقييمات 0

لا يوجد تقييم للمقال حتى الآن

اختر تصنيفًا

ما رأيكم بالموقع بحلته الجديدة

إحصائيات المدونة

  • 99٬208 زائر

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

فاجعة استبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير 5 (2)

من المعلوم أن الإمام الحسن (ع) قد قُتِل بالسم الذي قدمه له معاوية بواسطة زوجته جعدة بنت الأشعث، فهذه النهاية المؤلمة تكشف عن مقدمات وبوادر سيئة جدًا منذ أن استبدلت الذنابي بالقوادم(1)، واستبدل أمير المؤمنين خير البرية بشر البرية؛ حتى وصل الأمر إلى معاوية الذي خان وفجر وغدر وجاء بكل موبقة.

الدور الاجتماعي للسيدة زينب ﴿؏﴾ رؤية قرآنية ١٣ 5 (2)

مما لا شك فيه أن السيّدة زينب ﴿؏﴾ المحتمل في قلبها وفي روحها لعلم أهل البيت ﴿؏﴾، ممن امتحن الله ﷻ قلبها للإيمان؛ لا يصلها ولا يعبث بها الشيطان بأيّ حال من الأحوال، ولذا كان لها أن تواجه تلك الحبائل التي يلقيها الشيطان وأتباعه في الخارج؛ بتلك الرؤية المتماسكة والروح القوية التي لا ينفذ إليها الباطل، والتي تشبه روح الأنبياء ﴿؏﴾ في السعة والقدرة على مواجهة الساحة الخارجية والميادين المشتركة بينها وبين أهل الشر.

الدور الاجتماعي للسيدة زينب ﴿؏﴾ رؤية قرآنية ١٢ 5 (1)

فكانت ﴿؏﴾  تخاطبهم وتوبخهم بقولها: “يا أهل الختل والغدر”؛ وحسب الظرف كان يجدر أن تنفر النّاس من قولها ولا تقبل بتلك التهم، لكن جميع من  كان حاضرًا قد همّ بالبكاء، الصغير والكبير والشيبة!

لأنها ﴿؏﴾ قلبت النّاس على أنفسهم المتواطئة مع الظالم والمتخاذلة والمتقاعسة عن نصرة الحق على ذاتها، فرأوها على حقيقتها رؤية الذي لا لبس فيه؛ فغيرت بذلك أحوالهم وأعادتهم لأنفسهم النورية حيث فقدوها