٥- التوحيد حقيقة تقبلها كل فطرة سليمة
(السَّلامُ عَلَيْكُم أَيُّها الذَّابُّونَ عَنْ تَوْحِيدِ اللهِ)
تلخيصا لما سبق؛ كنّا قد بيّنا أن المرحلة التي تسبق مرحلة الذبّ عن التوحيد هي أن يكون الإنسان وليّا لله. وفرّقنا بين قول المتكلمين وقول العرفاء في الولاية. قلنا إن المتكلمين يرون ولاية المعصوم في طول ولاية الله، بينما العرفاء بسبب سعة اعتقادهم بالتوحيد يرون أن لا وجود حقيقي وواقعي في هذا الكون إلا لله سبحانه وتعالى، وأما سائر الموجودات فهي ظهورات وتجليات وإشراقات راشحة عن ذلك الوجود الحقيقي. وفهْم العرفاء للولاية يتناسب مع منظورهم التوحيدي ونزعتهم التوحيدية القوية، فهم يرون أن ولاية الله وولاية الرسول وولاية أمير المؤمنين ولاية واحدة ولكن لها عدة مظاهر، وتلك الولاية الواحدة هي ظهور لتوحيد الله. ويعتقدون أن دائرة وجود الولي لا تخرج عن دائرة وجود الله سبحانه وتعالى، ولهذا فالذب عن ولي الله الأول هو ذبّ عن التوحيد. الإمام الحسين في اليوم العاشر كان يقول “هل من ذابّ يذبّ عنّا“ ونحن نقول في الزيارة “السلام عليكم أيّها الذابّون عن توحيد الله“ فالذبّ عن أهل البيت ذبّ عن التوحيد.
التوحيد حقيقة تقبلها كلّ فطرة سليمة
الفطرة السوية ترفض الشرك ﴿ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ ﴾ آل عمران/ 64، رغم أن بيننا وبين أهل الكتاب اختلافات تشريعية كثيرة، لكن بيننا جامع مشترك مهمّ وهو التوحيد. – بغض النظر عن الاختلاف في تفسيره -.
في هذه الآية يوجه القرآن الكلام إلى أهل الكتاب بلحن فيه محبّة، وينسبهم إلى أرفع عنوان يفتخرون به وهو أنهم (أهل الكتاب)، فقد كان هذا مصدر اعتزازهم، وهو ما أعطاهم السيادة مادّياً وحضاريا، فكانوا يرون لأنفسهم الأفضلية على سائر العرب، الذين ينعتونهم بالأميين. وقد نقل القرآن عنهم. قولهم ﴿ لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ﴾ آل عمران/ 75 فالقرآن من باب التحبّب يقرّ ويعترف لهم بهذه النسبة فيناديهم بـ( يا أهل الكتاب) وكلمة أهل من الأهليّة والاستحقاق والجدارة.
هل تحليل طعام أهل الكتاب دليل على طهارتهم؟
ولأنّ أهل الكتابيعتقدون بالوحدانية فالأصل عندنا نحن الشيعة طهارة الكتابي، فلا يوجد عندنا أدلة على عدم طهارة أهل الكتاب، وحتّى من يقول من الفقهاء بعدم طهارة أهل الكتاب فمن باب الاحتياط.
ويرى قسم آخر من الفقهاء أنّ هذا الدليل لا يكفي في الحكم بطهارة الكتابي ، لأن الطعام يطلق على المواد الغذائية غير المطبوخة، بدليل أننا عندما نطعم ستين مسكيناً ككفارة مثلاً فنحن لا نقدّم لهم طعاماً مطبوخا.
بعض الشباب يسافرون للدراسة أو العمل فينفتحون بحكم الاغتراب على غير المسلمين يأكلون معهم ويخرجون مما يؤدّي إلى كسر الحاجز النفسي بينهم، المشكلة تقع عندما يكون هؤلاء الشباب لا يمتلكون الحصانة التي يواجهون بها خطر الاختراق. وحل هذه المشكلة في الاحتياط، فلا يتزوجون منهم، لأن الزوجية والمعاشرة تطبع الإنسان بصفات شريكه، ولا ينجبون منهم، لأن الأم هي صاحبة التأثير الأول على الطفل، وأوامرها لها الأولوية شئنا أم أبينا. نعم الأغلب يجيز العقد المؤقت.. لأنه في الأغلب لا يؤسس لعائلة.
في عودة للآية نورد قولا لبعض المفسرين يعدّالتفاتة دقيقة؛ يقولون :إن هذه الآية مرتبطة بآية إكمال الدين وإتمام النعمة ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾ المائدة/ 3، وأن هاتين الآيتين جاءتا في سياق واحد لسبب، وهو أن الحكم بطهارة أهل الكتاب متوقّف على الإقرار بالولاية، فنستطيع نحن المجتمع المسلم المحكوم بالولاية أن نتعامل مع أهل الكتاب بلا تعقيدات وأن نفتي بطهارتهم لأننا محصنون بولاية أمير المؤمنين. من يوالي عليّاً لا يُخاف عليه من الذوبان والضعف والهزيمة النفسيه أمام أهل الكتاب، من له وليّ بشجاعة عليّ وقدرته وعلمه فلا يخاف عليه من الغزو الثقافي ولا الفكري ولا السياسي، اليوم أتممنا عليكم نعمة الولاية واليوم أيضا أُحلّ لكم طعام أهل الكتاب، وحليّة طعامهم تعبير عن الانفتاح عليهم ولو في نطاق المعاملة. لكن – للأسف – بعد أن أبعدوا عليّاً وجمّدوا ولايته، أصبحت الأمّة غير محصنة ومكشوفة ومعرضه للغزو والاختراق، فصار الأحوط أن لا ننفتح على أهل الكتاب تعاملاً وفكراً، فالانفتاح عليهم وحليّة طعامهم حكم متوقف على حاكمية الولاية الموسومة بـ ( أعلمكم عليّ، أعدلكم علي، أشجعكم علي )
ماهي كلمه السواء التي بيننا واهل الكتاب؟
المسلمون يدعون أهل الكتاب أن يسمعوا منهم كلمة، وليس المراد هنا الكلمة مقابل الحرف أو الاسم؛ بل يراد بيان حقيقة ما . كما تقول لأحدهم أريد أن أبين لك كلمة فعبرا عنها بأن لديك رأيا ما أو حقيقة تريد قولها.
هذه الكلمة (أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ) وهي إمكانية الاتّفاق على مشترك واحد هو التوحيد ورفض الشرك، وهذه المسألة لا تحتاج إلى أكثر من فطرة سويّة، قولوا يا أهل الكتاب أنّ عيسى (ع) كلمة الله ألقاها إلى مريم، قولوا أنه نور من نور الله ومظهر من مظاهره وإشراق من إشراقاته. نحن المسلمون نقبل هذا المعنى، لكن لا نقبل أن تضعوه في عرض الله تعالى، لأن هذا نقص في التوحيد، ويؤدي إلى إيجاد مناطق فارغة من التوحيد ، وفرض دوائر وجود يخلو منها الله، والحال أنه ﴿فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ﴾ البقرة/ 115 الله في كل الأشياء “أَسْأَلُكَ… بِأَسْمائِكَ الَّتي مَلأَتْ أرْكانَ كُلِّ شَيء“.
الآية تقول : يا أهل الكتاب تعالوا إلى مسألتين كلنا مجمعون عليها:
- أن لا نشرك بالله شيئا.
- أن لا يتّخذ بعضنا بعضاً أربابا من دون الله.
أيّ نظام اجتماعي ثقافي فكري سياسي يقوم على فكرة تقسيم الناس إلى أسياد وعبيد، إلى أشخاص يضعون القوانين وأشخاص ينفذونها بلا تواصل مع التوحيد، إلى أرباب لهم الموقعية والإمكانيات وإلى منفذين ليست لهم قيمة؛ هو نظام فاسد ليس في الآخرة فقط بل فاسد في الدنيا كذلك.
يجب أن نتّفق معكم – يا أهل الكتاب – أن نعامل بعضنا بعضا كأحرار، وأن لا يحتكر أحدنا الإمكانيات والسلطة والأموال ويحرم الآخر منها، (الحكم يدوم مع الكفر ولا يدوم مع الظلم)، أن تعامل الآخرين كدمى تعترف بهم متى تريد وتتنكّر لهم متى تريد؛ فهذا احتيال لا ينطلي على العقلاء.
القرآن استعمل تعبير حلّيّة الطعام كمؤشّر على حسن الظن وطيب المعاشرة. فعندما تريد أن تتقرّب من أحد أو تقرّبه وتظهر له حسن النيّة فإنك تدعوه إلى طعام، وتجيب دعوته. وعندما تتبادل مع أحد الدعوة إلى الطعام، وتصبح بينكما معاشرة طيّبة يصبح الفضاء نظيفا، والمجال مفتوحا للحوار. ويمهّد الطريق لطرح الأدلّة التوحيدية.
الدعوة إلى الله لها شروطها وأخلاقياتها، فلا تكون بالشدّة والإرهاب. الذين يدعون إلى الله يجب أن يكونوا محسنين، متوكّلين، هؤلاء هم الذين يستطيعون أن يوصلوا التوحيد، أما من لا يعرف أخلاقيات الدعوة وألف باء الاستدلال فكيف يدعو إلى التوحيد؟!!
الإنسان المحصّن لا يستطيع أحد أن يغزوه فكرياً ولا ثقافيا، وحين يتخلّق بأخلاق الحوار ولا يكون التعامل فوقياً عندها يمكن أن ينتج الحوار ثمرة .
الإمام الرضا عليه السلام تحاور مع المجوس ومع الكتابيين وغيرهم، وكل من حاوره أحبّه، لأنه لم يكن يحاور بفوقيّة. كان يقول لمن يحاوره هلّا أتيت إلى دارنا فأطعمناك؟ نحن أهل المدينة طعامنا مختلف، شرّفنا في بيتنا نطبخ لك طبخ أهل المدينة.. هذا الذي يكلّم محاوره بهذه الطريقة لابد أن يؤثر فيه .
إذن النظام السيادي السلطوي على كل حال نظام مرفوض، والقرآن لا يرضى لنا التعامل بطريقة سلطوية مع أي أحد، حتى لو كنا نحن الموحدين وغيرنا أهل كتاب. ولعظمة هذا التوحيد ورد عن رسول الله (ص) “ما قلت ولا قال القائلون قبلي [كلمة أفضل من] مثل لا إله إلا الله“.
قول لا إله إلا الله أثقل شيء في الميزان، لأن كل المعاني مختزلة في هذه الكلمة، فهي أثمن جوهرة عند الإنسان. ولكن للأسف هذا المفهوم التوحيدي المحمدي الخالص أكثر مفهوم ظلِم عبر التاريخ، وخصوصاً في المئتي سنة الأخيرة، وهو أكثر مفهوم استغلّه الطغاة وطوّعوه للوصول إلى أهدافهم ومآربهم.
هذا التوحيد المشوّه يحمل في أحشائه شركا، لأنه يصور الله ربّاً ليست له مهمّة إلا صبّ العذاب على الناس وتعذيبهم في القبر وتسليط الثعابين عليهم. فلا عجب أن يُكفر بهذا الربّ. إنّ ربّا كهذا الفرار منه إلى الإلحاد أسلم! وهذه العقائد الخاطئة هي سبب مهم من أسباب الإلحاد اليوم .
القرآن ينقل لنا تجربة رائعة دقيقة حكيمة فيتكلم عن اثنين: هارون والسامري.
لمّا ذهب موسى إلى الطور وناجى ربه ثلاثين ليلة، وأضاف الله إلى الثلاثين عشر أخرى، صنع السامري عجلاً لبني إسرائيل فعبدوه. وجاء موسى من الطور حاملاً معه الألواح ورآهم يعبدون العجل ألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه وقال : ﴿.. يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا * أَلَّا تَتَّبِعَنِ ۖ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي﴾ طه/ 92-93 لماذا سكتّ ولم تحاربهم لما رأيتهم ضلوا؟ انظروا إلى حكمة هارون، قال : ﴿.. يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي ۖ إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي﴾ طه/ 94، يدرك هارون بحكمته أنّ تفرّق بني إسرائيل أسوأ من ضلالهم، أن يتفرّق الناس ويضربوا بعضهم بعضاً بالسيوف ويتقاتلوا هذا أسوأ وأخطر من أن يضلوا.
منذ زمن أمير المؤمنين
(ع) إلى الآن ونحن ندعوا إلى التوحيد، والتوحيد يدفعنا إلى عدم التفرقة بين الناس. نحن مختلفون وعندنا عقائد تختلف نعترف بهذا ومع ما نتعرض له من تكفير وإساءة فنحن نقابل ذلك بما يمليه علينا العقل. ﴿إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي﴾ الفرقة أسوأ شيء، إذا تفرّق الناس ما الذي سيجمعهم.
لا يخطر ببال أحد أني أقول بأن الضلال والتيه والشرك أمر بسيط، ما أريد قوله هو أن طريقة إيصال التوحيد والذبّ عنه يحتاج إلى تعبئة فكرية معنوية روحية. الذب عن التوحيد لا ينبغي أن يؤدي إلى إراقة الدماء – إلا في حالات معينة –
يذكر القرآن لنا أمورا تبدو بديهية، ولا ندري ما الحاجة لذكرها في القرآن، لكن حين نراها في مكانها وزمانها نفهم حكمة القرآن.
ينقل لنا القرآن أن نبي الله عيسى قال بعد ولادته ﴿إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا * وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا * وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا﴾ مريم/ 30-32 لماذا قال “وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ“؟ لأنه يعلم بأنهم سيقولون لاحقا أن عيسى يُصلّى له، لأنه ابن الله، فيجب أن يقول أنا أصلي لله سبحانه وتعالى، فهي دفع لتهمة ستقع مستقبلا، وهذه فهمناها لأنها وقعت. “قال إني عبدالله” لأنهم سيقولون أنه ابن الله.
وتوجد تهمة ثانية سوف تقع على عيسى “وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا” من يخطر بباله أن عيسى يمكن أن يتهم بأنه جبّار وشقيّ! هذه التهمة لا تناسب عيسى، فعيسى إلى اليوم مبشّر ورسول رحمة وإنسانية، رسول الاخلاق! السبب هو أن لعيسى مستقبلاً عند ظهوره مع الإمام المهدي (ع) وسيقول عيسى لأتباعه أن المهدي إمامي، ولن يقبل النصارى بتغيير دينهم، وسيقترحون أن يتعاملوا مع المهدي كما تعاملوا مع جدّه محمّد بن عبدالله (ص) يدفعون له الجزية ويبقون على دينهم، فيجيبهم عيسى بأن لا خيار لهم،وأنهم يجب أن يتبعوا المهدي عليه السلام،حينها سيقولون إن عيسى جبّار. وسيتّهم بأنه شقيّ.
القرآن بديع حين يذكر لنا أحداثاً تاريخية تتكرّر وتعيد نفسها، حتّى يُحصّننا ضدّها، فنصبح متعبّئين بالتوحيد، ومتوحّدين حول محور واحد: لا حبيب إلا هو وأهله صلوات الله عليه وآله. ويتبيّن لنا أن كل هذه أوهام.
قيقول أحد القياديّين الكبار: عبر تجربتي خلال خمسين سنة من العمل العسكري اكتشفت مسألة أساسيّة. وهي أن الإنسان يمكن أن يقاوم أصعب الظروف ويصبر على كلّ شيء، إلا على العطش. فالعطش يخلّ تماما بقدرة الإنسان على السيطرة على نفسه. يقول الإنسان تصيبه شظية ويكمل طريقه، يُهجم عليه فنقول له لماذا لم تصبر؟ جائع نقول له تحمّل، لكن العطشان نعذره، لأننا نعرف أنه يعجز حتى عن التفكير، فلا يقدر على التخطيط، ولا على المقاومة، يعني يفقد قدرته على التركيز، لذلك العطشان يمكن أن يستسلم ويؤسر من أجل الحصول على الماء. يقول هذا القائد: هذا لفتني إلى قضية كربلاء، ومقدار مقاومة الحسين وأصحابه وأهل بيته وصبرهم. فحتى لو تحمّلت العطش، هل ستتحمل رؤية صغيرك يصرخ من العطش؟ لن تتحمل، وستضعف.
وصل الحسين صلوات الله وسلامه عليه إلى منطقة يحيط بها الماء، يعني لم يكن الماء غير موجود في كربلاء، هو بجانبهم ويرونه.
يقال أنه وصل الحسين (ع) إلى منطقة توقّف فيها الجواد، وثبّت أقدامه بشدة، زجره الحسين فلم ينزجر، حرّكه فلم يتحرك .فنادى الحسين أصحابه: يا قوم ما هذه البلاد قالوا هذه الطف، قال هل لها اسم غير هذا؟ حتى قالوا له هذه تسمى كربلاء. يقول أحد أساتذتنا إن الإمام الحسين (ع) يعرف أن هذه كربلاء، لكنه يخجل من أن يقول لزينب انزلي هذه كربلاء. فقال: أرض كرب وبلاء، انزلوا.. ها هنا والله محط رحالنا، ها هنا والله تسفك دماؤنا ها هنا والله … قال ذلك بصوت مرتفع حتى يصل إلى مسامع زينب صلوات الله وسلامه عليها.
ألا لعنة الله على الظالمين.
0 تعليق