♦ لماذا لم تكن يد الله فوق يد إبليس حين عصى وخاصّة حينما استخدم أسلوب التهديد وقال: ﴿لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ • إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ﴾ [الحجر: 39_40] وكأن الشرّ والخير قائم من البداية؟
• السؤال مراده غير واضح. لكن إذا كان مرادكم يد الله تعالى بمعنى قدرته، وكنتم تسألون: لماذا لم يحُل الله تعالى بقدرته دون معصية إبليس وتهديده ووعيده؟ ولماذا أذن الله له بذلك؟
فالجواب: أن الله تعالى قضى بحكمته أن يصل الإنس والجن إلى سعادتهم وشقائهم باختيارهم وإرادتهم في ضمن ساحة محدّدة لهم في الدنيا، وبذلك يستحقّون الثواب والعقاب، كما أنهم يتحمّلون مسؤوليّة أعمالهم ونواياهم بقدر ما لديهم من حرّية وفسحة للاختيار.
هذه الفرصة للابتلاء والتمحيص أعطاها الله تعالى لإبليس كذلك، ولم يمنعه من حقّه في الاختيار.
كما أن عداوة إبليس وكيده لبني آدم تمثّل بدورها فرصة لهم لابتلاء وتمحيص جديد، وتكون ساحة لبروز الكثير من الكمالات والقابليّات التي ما كان لهم أن يحصلوا عليها لولا هذا النوع من المواجهة والتحدّي.
وأما قولكم في السؤال: وكأن الخير والشر قائم منذ البداية فجوابه: أن إمكانية اختيار النوايا والأفعال الشريرة والقبيحة والخيّرة والحسنة وجدت مع وجود الموجود المختار سواء من الإنس أو الجن. و هذا لتحقيق أرضية السعادة الاختيارية كما تقدم.
0 تعليق