تقدم القراءة:

لماذا لم يوقف الله إبليس؟

الثلاثاء 1 سبتمبر 2020مساءًالثلاثاء

الوقت المقدر للقراءة:   (عدد الكلمات:  )

5
(1)

 لماذا لم تكن يد الله فوق يد إبليس حين عصى وخاصّة حينما استخدم أسلوب التهديد وقال: ﴿لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ • إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ﴾ [الحجر: 39_40] وكأن الشرّ والخير قائم من البداية؟

• السؤال مراده غير واضح. لكن إذا كان مرادكم يد الله تعالى بمعنى قدرته، وكنتم تسألون: لماذا لم يحُل الله تعالى بقدرته دون معصية إبليس وتهديده ووعيده؟ ولماذا أذن الله له بذلك؟

فالجواب: أن الله تعالى قضى بحكمته أن يصل الإنس والجن إلى سعادتهم وشقائهم باختيارهم وإرادتهم في ضمن ساحة محدّدة لهم في الدنيا، وبذلك يستحقّون الثواب والعقاب، كما أنهم يتحمّلون مسؤوليّة أعمالهم ونواياهم بقدر ما لديهم من حرّية وفسحة للاختيار. 

هذه الفرصة للابتلاء والتمحيص أعطاها الله تعالى لإبليس كذلك، ولم يمنعه من حقّه في الاختيار. 

كما أن عداوة إبليس وكيده لبني آدم تمثّل بدورها فرصة لهم لابتلاء وتمحيص جديد، وتكون ساحة لبروز الكثير من الكمالات والقابليّات التي ما كان لهم أن يحصلوا عليها لولا هذا النوع من المواجهة والتحدّي. 

وأما قولكم في السؤال: وكأن الخير والشر قائم منذ البداية فجوابه: أن إمكانية اختيار النوايا والأفعال الشريرة والقبيحة والخيّرة والحسنة وجدت مع وجود الموجود المختار سواء من الإنس أو الجن. و هذا لتحقيق أرضية السعادة الاختيارية كما تقدم.


كيف وجدت المقال؟ شارك الآخرين ذلك

معدل التقييم 5 / 5. عدد التقييمات 1

لا يوجد تقييم للمقال حتى الآن

كيف وجدت المقال؟ شارك الآخرين ذلك

معدل التقييم 5 / 5. عدد التقييمات 1

لا يوجد تقييم للمقال حتى الآن

اختر تصنيفًا

ما رأيكم بالموقع بحلته الجديدة

إحصائيات المدونة

  • 114٬754 زائر

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

فاجعة استبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير 5 (3)

من المعلوم أن الإمام الحسن (ع) قد قُتِل بالسم الذي قدمه له معاوية بواسطة زوجته جعدة بنت الأشعث، فهذه النهاية المؤلمة تكشف عن مقدمات وبوادر سيئة جدًا منذ أن استبدلت الذنابي بالقوادم(1)، واستبدل أمير المؤمنين خير البرية بشر البرية؛ حتى وصل الأمر إلى معاوية الذي خان وفجر وغدر وجاء بكل موبقة.

الدور الاجتماعي للسيدة زينب ﴿؏﴾ رؤية قرآنية ١٣ 5 (2)

مما لا شك فيه أن السيّدة زينب ﴿؏﴾ المحتمل في قلبها وفي روحها لعلم أهل البيت ﴿؏﴾، ممن امتحن الله ﷻ قلبها للإيمان؛ لا يصلها ولا يعبث بها الشيطان بأيّ حال من الأحوال، ولذا كان لها أن تواجه تلك الحبائل التي يلقيها الشيطان وأتباعه في الخارج؛ بتلك الرؤية المتماسكة والروح القوية التي لا ينفذ إليها الباطل، والتي تشبه روح الأنبياء ﴿؏﴾ في السعة والقدرة على مواجهة الساحة الخارجية والميادين المشتركة بينها وبين أهل الشر.

الدور الاجتماعي للسيدة زينب ﴿؏﴾ رؤية قرآنية ١٢ 5 (1)

فكانت ﴿؏﴾  تخاطبهم وتوبخهم بقولها: “يا أهل الختل والغدر”؛ وحسب الظرف كان يجدر أن تنفر النّاس من قولها ولا تقبل بتلك التهم، لكن جميع من  كان حاضرًا قد همّ بالبكاء، الصغير والكبير والشيبة!

لأنها ﴿؏﴾ قلبت النّاس على أنفسهم المتواطئة مع الظالم والمتخاذلة والمتقاعسة عن نصرة الحق على ذاتها، فرأوها على حقيقتها رؤية الذي لا لبس فيه؛ فغيرت بذلك أحوالهم وأعادتهم لأنفسهم النورية حيث فقدوها