♦ ذكرت الأستاذة أم عباس في بحث سابق عن الإمام الرضا (ع) أنه أرضى الناس عن الله والعقيدة والدين. فهل ينطبق ذلك المعنى على مقطع الآية ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾؟
• قبل الإجابة على هذا السؤال يجب أن نطرح سؤالا يقتضيه البحث العلمي وهو: ماذا يريد الدين من الإنسان ويتوقّعه من الإنسان؟ وماذا يريد الإنسان من الدين؟
بالتأمّل في ماهية الدين نعلم أن الدين يتوقّع من الإنسان أن ينقاد له ويطبّق أوامره ونواهيه. هذا ما يقتضيه العقل. أما ماذا يريد الانسان من الدين؟ فهو يريد دينا منطقيا يجيب على احتياجاته العقليّة والروحيّة والمادّيّة. فإذا حقّق له الدين هذه الغاية حينها يرضى الإنسان عن دينه وإلا فإن الدين يبقى موضع تهمة بالنسبة للإنسان.
بعد هذه المقدّمة نقول: كان دور الإمام الرضا عليه السلام هو إقامة الحجج والبراهين الساطعة على التوحيد والنبوّة والإمامة بما يغني وجدان وعقل كل طالب حقيقة. ويمكن أن نقول أن الإمام الرضا أظهر معنى ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾ [البقرة: 256] أي أقام الحجج على أن مبتغى الإنسان من الدين متحقق.
0 تعليق