♦ قال تعالى (ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين)[ الحجر: 24] لمن الخطاب في الآية ؟ ولماذا كرر (ولقد علمنا) ؟
• لما كانت الآيات السابقة في معرض بيان نعم الله تعالى وبيان وحدانيّته وربوبيّته ويتلوها الحديث عن الحشر والجزاء، ولما لم يكن ليتم المعنى إلا بانضمام علمه تعالى بمن يدبره ويربيه ويحاسبه ويجازيه لذلك بيّن تعالى في هذه الآية أنه عالم محيط بالمستقدمين والمستأخرين، وربما يكون التكرار (ولقد علمنا) لتأكيد المعنى.
وأما المراد من المستقدمين والمستأخرين من الناس فقد تعدّدت آراء المفسّرين في ذلك. فصاحب الميزان يذكر أن المراد هم من استقدم بالوجود و من استأخر هو التقدم الزماني. ولكن العلامة مصطفوي في تفسير روشن يرى بأن المعنى أعم من ذلك، المستقدم هو من يطلب التقدم، و المستأخر هو من يطلب التأخر. وطلب التقدم في الموضوعات المطلوبة والراجحة مقبول وراجح. والله تعالى يعلم بمن تقدم وطلب التقدم في العقائد والأعمال والأخلاق و … و يعلم بالمتأخرين في ذلك. ولكل عمل أثر محفوظ وسينال العامل نتيجته يوم المحشر.
0 تعليق